أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   قرأت لك (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=19)
-   -   مقالات أحلام مستغانمي (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=59129)

butterfly 09/06/2007 13:18

برنامج خليك بالبيت – تلفزيون المستقبل
الثلاثاء 2 /12/2003
بعض ما قالت السيدة أحلام مستغانمي خلال اللقاء مع الإعلامي زاهي وهبي:

هذه إحدى معجزات الكتابة بإمكان كاتب أن يخترق كل هذه الحدود .. أنا أحلم أن أذهب إلى فلسطين و لكن كتبي تجاوزت ليس فقط الحدود بل دخلت الزنزانات.

أنا امرأة عزلاء لا أملك إلا ورقة و قلم و لكن كما يقول أدونيس :الريح عزلاء و لكنها تنتصر في كل الحروب.

النجاح اعتداء على الآخرين لأنه يفضح فشلهم.

أنا لا أريد مكاسب صغيرة أفضّل عنها الخسائر الكبيرة.

نحن لا نكتب كتب لنقضي حياتنا في الدفاع عنها بل لتدافع هي عنّا حتى بعد مواتنا.

مأساتي أنني لا أتوقع الشر من أحد.


المبدع يرد على كل فاجعة بكتاب لا يرد بمعارك .

يعتقد النقاد أنهم هم من يحاكمون العمل الإبداعي بينما العمل الإبداعي هو من يحاكمهم .

الشبهة مؤنثة و الخطيئة مؤنثة .

حرضني الماضي و حرضتني ذاكرتي .

تقول والدة الرئيس أحمد بن بللة : الطير الحر ما يتمسكش و عندما يتمسك ما يتخبطش .

الرواية هي آخر حقيبة لتهريب التاريخ .

كيف أتحايل على الرقابة العربية .. على نقاط التفتيش .. كيف أهرّب هذا التاريخ المتآمر عليه .

أفضّل الشعر على الشعراء كما يفضل الناس الحب على الحبيب .

أريد أن أوصل رسائل مشفرة إلى القارئ ..أن أحرضه … أحرضه على الثورة على الحياة على الحب على الأشياء الجميلة .



أحتاج إلى كبريائي ككاتبة و أحتاج إلى كبريائي لأواجه الورقة البيضاء و أحتاج كبريائي بالنسبة للناس الذين عندهم سلطة .

أنا لست كاتبة بنزعات إجرامية و لكن ثمة أبطال لا بد أن أقتلهم دفاعاً عن النفس .

سأكتب رواية عن الحب أريد أن اكتب حب أريد أن أرتاح أنا في الواقع الأحداث العربية أتعبتني .. أنا بلغت سن الفاجعة سآخذ إجازة نفسية أكتب فيها عمل عاطفي لكن الأعمال العاطفية لا تنجو من السياسة و لكن الحب يطغى … الحب بقى و اجمل .

:mimo:

The morning 24/06/2007 11:06

أحلام مستغانمي: الوردة تنادي على قاطفها
يا اللّه.. كم أتمنى لو استطعت يوماً، ولو قبل موتي بيوم، أن أوثّق للتاريخ كلّ الكمائن التي نُصِبَت لي ووقعتُ فيها، أحياناً بملء إرادتي، وبرغبة في التغابي.

التغابي ترف ليس في متناول الجميع.. يلزمه استعداد مسبق للخسارة مقابل ابتسامة تهكُّم لا يراها غيرك.

لا تحزنني فخاخ المال. أختي كانت تردّد: "أحب أن أدفع لأعرف حقيقة مَن أُعاشر". البعض جاهز ليخسرك من أجل القليل. قيمته تساوي بالضبط ما أعتقد أنه أخذ منك. لذا، حتى الخسارة الماديّة، هي في حقيقتها فاجعة أخلاقية.

تحزنني فخاخ المحبَّة. فكم عرفت منها ولم أتعلّم. نحنُ دائماً ضعاف أمام المحبة في سخائها وبراءتها الأُولى. الفخاخ تأتي لاحقاً.

احــــذروا المحبَّة العجلَى.. إنها غالباً ما تُغادر باكراً. لا وقت لها لانتظار الموسم المقبل. هي تفضّل القطف السريع.

كنت سأنصحكم بأن تحجبوا ورودكم عن عابري السبيل، لولا أن العطر سيشي بكم. الوردة تنادي على قاطفها ليسرقها.


الأَسرَّة الخاليّة للراحلين باكراً


الموت أُنثى. لو لم يكن كذلك، لَمَا اختار أكثر الرجال وسامة وفتوّة وبهاء، وخطفهم من زوجاتهم وحبيباتهم وأمهاتهم بذريعة أنه يُفضّلهم شهداء.


يبثُّ التلفزيون اللبناني هذه الأيام صوراً لأولئك الجميلين الذين ذهبوا، يغطّيهم علم لبنان، وتزفُّهم الأناشيد والورود إلى التراب: رفيـق الحريري جبران تويني، سمير قصير وبيار الجميّـل، ورفاق الخاتمة الواحدة، وكلّ الجنود الوسيمين الجميلين الْمُقبلِين على الحياة، والمستريحين الآن في مجد أبديّ ما كانوا مهيّئين له.

يعودون كما في شريط إعلاني بعد أن كبرت سوق الموت. يطلّون علينا بين البرامج ووسطها، قبل أغنية وبعدها، ليروّجوا لبضاعة غالية الثمن تُدعى "الحقيقة".

نحاول أن نعتذر لهم بأكاليل الورد والدموع. في كلِّ إطلالة نستحضر مآثر راحلين لا نعرفهم، ولا يعرفون أننا نبكيهم.


نحاول أن نفهم، كيف حدث ذلك؟ ولماذا؟


أكانوا وهم يتكلّمون، ويبتسمون، ويتوعّدون، ويَعِدون، ويقسمون، ويتحدّون، لا يتحدّون في الواقع أُنوثة الموت، ولا يتحرّشون إلاّ بها، كأنهم يستدرجونها وينبهونها بما أُوتوا من غرور الرجولة.. إنهم هنا؟

صديقتي التي مالت سابقاً إلى وسامة جبران رحمه اللّه، التي تنحاز اليوم إلى بسالة الجيش اللبناني، من دون أن تنسى وسامته.. مقارنة بجيوش أُخرى، هاتفتني وهي ترى شهداءه الذين يسقطون كل يوم ضحايا كمائن عصابات الموت في مخيم نهر البارد. قالت بغصّة البكاء الصامت: "هل رأيت جيشاً أجمل من جيشنا؟ بربّك قولي.. أرأيت مثل هذا العنفوان؟". وقبل أن أوافقها الرأي، واصلت: "الأُنثى التي كَادَتْ لهم، أخذتهم من إناث الأرض لتستحوذ عليهم هناك. قولي لي ماذا تفعل بهم حيث هم؟ (يا ضيعانهم!)".




أمّا وقد..


"أيتها الأرض!


إنّ جزيتك جدُّ ثقيلة


تفترسين الشبيبة


وتتركين الأَسرَّة خالية"



من أشعار نساء البشتون


في أفغانستان


ري مي 29/06/2007 01:22

اقتباس:

* ري مي اشتقنالك ..
وانا اشتقتلكن:D
شكرا ميمو و مورنينغ على المقالات:D

The morning 06/07/2007 17:31

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ري مي (مشاركة 635775)
وانا اشتقتلكن:D
شكرا ميمو و مورنينغ على المقالات:D

نـحنا اشـتقنـالك ويــن غــاطه:frown: ..
:D

maro18 13/07/2007 01:34

اوكلما اشتهيت اشتريت؟

عـــادالصيف، ومعه حمّى التبضُّع الصيفيّ، وموسم التنزيلات و"التشليحات"· وحدها الْمَحال الرجالية في لبنان تعاني كسادبضاعتها· التجار الذين جازفوا باستيراد ماركات أوروبية غالية، لا يدرون ماذا يفعلون بها، وقد قضت الأوضاع الأمنيّة لصيف آخر على تجارتهم، بينما يراهن باعة الثياب النسائية على هَـوَس النساءبالموضة، واستعدادهنّ للإنفاق بلا حساب، عندما يتعلّق الأمر بمظهرهن، أيّـاًكانت ظروفهن أو ظروف البلاد·

إحدى الفتيات صرّحت لصحيفة يوميّة: "إنّ المرأة اللبنانية حريصة على أن تكون أنيقة ومتميِّزة، وقد تجوع وتمتنع عن الأكل أسبوعاً كاملاًلتشتري فستاناً آخر الأسبوع"·

حسدتها،وتمنيت لو أنّ لي إمكانات أقل،وهَوَسَـاً أكبر بالموضة، حتى أعثر على مُبرِّر لتجويع نفسي، عساني أفقد بعض وزني بذريعة اقتناء فستان أحلامي· لكن، لأن الحياة غير عادلة، فأنا أفتقد شهيّة الشراء··وهنّ يفتقدن الإمكانات· وعبثاً حاولَت بعض صديقاتي، عن محبَّة وغيرة على وجاهتي،إقناعي بأنّ "واجهتي" تستحق أناقة متميِّزة، وسخاءً أكثر·

صديقتي الجميلة تيريز،فائقة الأناقة والرشاقة، بحُكم مهنتها، والأدرى بجنوني، لأنني أهديتها دائماً كلَّ ما تمنيتُ أن أرتديه، قالت لي يوماً بحزن نسائي، وبذكاء جعل منهاصديقتي المفضّلة: "أنــتِ تُهدينني ما هو غالٍ·· لأنكِ تملكين ما هو أغلى"· فحزنتُ لحدودِ سخائي العاطفيّ، وأدركتُ أنّ ما هو أغلى في الحياة لا نملك إمكانية اقتسامه··ولا حقّ إهدائه، وحمدتُ اللّه في سرِّي لأنه وهبني ما لا يُشترى· ذلك "الشيء" الذي لا أحتاج إلى سواه لأحيا·· وأكتب!

بالنسبةإلى التبضُّع،القضيّةبالنسبة إليَّ، هي أولاً قضية وقت· الوقت هو أغلى ما أملك، ومَاعُدتُ جاهزة لأنفقه،تائهة صباح مساء مع قطعان النساء في المحال، بحثاً عن قطعة "لقطة"· اللقطة بالنسبة إليَّ الآن، هي صفحة جميلة قد أكتبها أثناء ذلك، صفحة قد تخلد في كتاب،بينما،حتى الثوب الأغلى محكوم عليه بالفناء·

أعترف،تنتابني أحياناً حمّى الشراء،غالباً لأسباب نفسيّة أو عاطفيّة· لكنني قلّما أفقد عقلي أمام بضاعة غالية الثمن·

قد أبدو حمقاء، وربما كنتُ كذلك، لكنني أستحي مِن شراء شيء أدري أنني أملك أحياناً أجمل منه، وقد لا أرتديه إلاّ نادراً، بينما في إمكان ثمنه أن يردّالغبن عن شخص، وربما يُغيِّر حياته·

دون قصد أو قرار، أُثابر على رياضة نفسيّةتُقوّي مناعتي الخُلقية، وتحُول دون انهزامي أمام ما هو في متناول جيبي وليس في متناول ضميري· حتى غدت سعادتي في عودتي إلى البيت، ولم أشترِ شيئاً ممّااشتهيته·

سابقاً،كنتُ أحبُّ قولاً لكاتب فرنسي: "أحتقرُ مَن يشتهي شيئاً·أعذرُمَن يشتهي أحداً"، حتى قرأت قولاً لعمر بن الخطاب (رضي اللّه عنه)، فترك في قلبي أكبر أثر ببلاغته وحكمته، ومازلتُ منذ أسبوع أتأمّل في معانيه· وكان عمر بن الخطاب (رضي اللّه عنه) قد صادف رجلاً عائداً إلى بيته وفي يده لحم اشتراه، فقال له (رضي اللّه عنه) بعتاب المؤمن: "أوَ كُلّما اشتهيتَ اشتريت؟"·

في هذا العالم العربي الذي تُنفَق فيه مبالغ على الكماليات، تشهق لها الأرقام التي تتناقلها الشركات العالمية للمجوهرات، والعطور والساعات·· والنظارات الشمسية مثلاً، كم جميلٌ أن يذكر المرء، أياً كانت إمكاناته، هذا القول، حتى يُربِّي نفسه على القناعة،ويُعيد اكتشاف قيمة الأشياء· وعندها فقط تفوق سعادته بمقاومته الأشياء·· سعادته بامتلاكها·

اسبيرانزا 01/08/2007 18:57

شكراا جدااااااااا بصوت يصل لابعد المسافات انتى هكذا فلاى تتحفينا بالروائع . مقالات مستغانمى لا تقل روعة ابدا عن رواياتها ,, فكلاهما يجعلانا طيلة الوقت مفنجلين:o

eng.munther 07/08/2007 13:08

مقالات وحروف رائعة بكل المقاييس شكراً لكل من ساهم بكتابة الموضوع :D

shooOsh 07/09/2007 20:38

يعطيكم الف عاافية يارب
روووعة :D

ooopss 11/03/2008 01:02

السعادة ان ...تواصل اشتهاء ماتملك
هاهو شهر ثان قد انقضى . انحسرت موجة الاماني ونحن نقضم العام الجديد شهرا شهرا. أو لعله هو من يقضم من عمرنا , أثناء جلوسنا الى مائدة وعوده .لكأن السعادة مطلب مرهون بالأعياد , والمناسبات التي تذكرنا بفداحة خساراتنا السابقة
نُمني أنفسنا بأوقات أكثر بهجة . آن لنا ان نعي ان السعادة اكتشاف متأخر , نقع عليها عندما نكون قد خسرناها .انها الفردوس المفقود حينا والموعود غالبا .
قدر السعادة ان تكون عصفورا معلقا على أغصان الذكرى , أو على شجرة الترقب
لكأن الذي فال " عصفور باليد أفضل من عشرة على الشجرة"
كان طباخا أو موظف بنك
لو كان شاعرا لأدرك أن السعادة هي المسافة الفاصلة بينه وبين الشجرة...لا أكثر.
انها طائر على أهبة الافلات من يدنا عند اول سهو . وعلينا كي نكون أهلا لها أن نعيشها كلحظة مهددة وفرحة منهوبة . نغافل الزمن كي نسرقها من قبضته.
البعض يتسلق ما يصادف من أشجار , يتعلق بأغصانها على امل قطف ثمار البهجة . من قبل أن يتأكد ان كانت قد نضجت. وقد يقع أرضا ويصاب بكسر ..اثناء مطاردته طائرا لن يمسك به في جميع الحالات. ثم, يحدث يوما أن يحط ذلك الطائر على درابزين شرفته , أو يذهب الى حدٍّ تناول ما تساقط أرضا من فتات عند أقدام مائدته. وتغدو السعادة عندئذ مرهونة بفطنة المرء وتبهه لوجودها عند قدميه!
من هنا جاءت نصيحة أحد الحكماء " السعادة في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الآخرين "
ذلك اننا كثيرا ما لا ننتبه الى الاشياء التي تصنع سعادتنا , لمجرد أنها في متناولنا وملك يدينا. وننصرف عنها لمراقبة وتمني ما في حوزة الآخرين
بينما معجزة السعادة تكمن في مواصلة اشتهاء ماتملك والحفاظ عليه كأنه مهدد بالزوال .بدل هدر العمر في مطاردة ماقد يصنع تعاستنا ان نحن حصلنا عليه.
امام كل امنية يحضرني قول أوسكار وايلد " ثمة مصيبتان في الحياة : الأولى ألا تحصل على ماتريد والثانية ان تحصل عليه !"
في هذه الحكمة ما يواسي خسارات بعضنا بمكاسب البعض الآخر التي ان تعمقنا فيها وجدناها ضربا من ضروب الخسارة الباذخة.
الدليل جاءنا مجددا في احدى الدراسات التي تم اعدادها بعد متابعة متأنية لحياة ثلاثمئة ثري .. صعقتنا النتيجة فرحا , نحن التعساء .
ذلك أن الشباب والصحة والوظيفة والملامح الجميلة والسيارة الفارهة كلها لاتجعل الانسان سعيدا .
ولو أجريت هذه الدراسة في موناكو لكان أميرها وأميرتها دليلا على ذلك .
الأثرياء الثلاثمئة أكدوا أنهم لا يشعرون بالسعادة والأمان لعلمهم أن اعجاب الناس بهم يعود لكونهم أغنياء فقط , مؤكدين أن المباهج البسيطة للحياة اليومية هي مايفتقدونه. بسبب الثراء الفاحش الذي يعرضهم لمستويات عالية من القلق لعلمهم ان الأقارب والأصدقاء لايفكرون سوى في استغلالهم
اعتراف يجعلنا لفظاعته نصدق قول الشاعر "
" كل من لاقيت يشكو دهره
ليت شعري هذه الدنيا لمن ؟ "
ماذا لو كانت الدنيا للذي يملك الأقل ؟
:D

ارسلان 11/03/2008 03:59

بما انني من حزب فلسفتها

ومقولاتها اعضاء في جسدي اليومي فانا بشكركم نيابة عني وعني وعني وكل اشلائي التي تترامي عند اول مواجهة لي مع احدى ابداعاتها

و
سهرة بهذا الزخم العشقي والثوري جديرة بان تُقيد كيوم ميلادي

كل لقاء يجمعني بها هو ميلاد جديد وامتلاء جديد

***
حبيت اشكركم باللهجة الجزائرية
اشكركم
باسراف
ببذخ
بتبذير
ب
ب
ب
الى مالا نهاية

ارسلان 18/05/2008 01:03

الحروف امامي متداخلة بعضها ببعض كما العشاق
لقد اشتقت للبكاء

ابو الوديع 11/06/2008 13:27

مرسي كتير على المقالات :D

جـدل 21/10/2008 11:20

مطر أول على شجرة الغياب...
 
مطر أول على شجرة الغياب



رَحَــل
الصيف إذن• ليس هو مَن جمع حقائبه•• بل نحنُ• لكننا نعتقد دومَـاً أنّه مَن يغادرنا على هَوْدَج مِن السُّحب البيضاء التي تُنذر بالمطر الأول•

كقُبلة أُولى، كموعد أوّل، يُباغتكِ المطر الأول، مثل يدٍ تلامسكِ للمرة الأُولى• تنتفضين لقطراته المتسارعة، تتوجّسين سيوله الجارفة• طبعاً، هو سيّدك• يعدُكِ•• يتوعدُكِ•• يتحكّم في مزاجكِ العاطفي، وعليه ألاّ يُطيل المكوث، حتى لا يترككِ لوحل الندم• -----


المطرُ يُغافلُكِ دوماً كرجل• يأتي عندما لا يكون لكِ مِن معطف أو مظلّة للاحتماء منه، فتختبرين غبطتكِ تحت سماء تنقضُّ عليكِ بوابلٍ من الدموع، مشدوهة، مبهورة، عزلاء، ثَمِلَـة، حائرة: كيف تعبّين ماء السماء كلّه في قلب فَاضَ به الشَّجن؟ أَكُـلُّ هذا المطر الذاهب صوب عروق الأرض، لا يكفي لإطفاء نار قلب صغير؟ -----

أثناء غيابكِ يا امرأة، وانشغالكِ بصيف بَاذِخ البهجة، نَضِجَت الغيوم، واستوَى الحُزن، وآن للشوق أن يهطل• المطر دموع الغياب• لعلّه ذلك الرجل، لعلّها عيناه حين تمطران فُضولاً، فتهطل نظراته على امرأة سواكِ• لعلّه الخريف، وذلك السؤال الأُنثوي الْمُخيف: "ماذا تـرَاهُ يفعلُ صباح خريف مِن دونكِ؟"• وفي المساء أَتَرتَجِفُ لذكركِ نوافذ نومه؟ أيُوقِظُ رَذَاذ طيفكِ شراشفه؟ -----


لعلّه الشتاء الْمُقبْل على عَجَـل• وأنتِ تودِّين في ليلة واحدة، إنفاق كلِّ ما اجتمع في صدركِ مِن مخزون الغيوم العربيّة• لكأنّ حزنكِ وقف على المطر، وعلى رجل لا تدرين إلى أيّ حزب تنتمي غيومه، كي تنخرطي في فصيلة الحقول التي تُناضِل منذ الأَزَل•• كي على تربتها يهطل• -----


هــو الخريــف يحشو غليونه بغيوم تنهّداتكِ• وفي إمكانكِ الليلة أن تختبري تجنّي المطر على العشّاق، عندما يرتّب لبعضهم موعداً في المجرّات الشاهقة للحبّ• ويلهو بجرف دموع الآخرين•• إلى المجاري!

يا لفَاجِعَــة عشّـاق، يواجهون وحيدين سَادِيَّــة المطر• أيتها السماء الباكيةُ صيفاً تَخَـلِّ عنّا، أَلاَ تَـرَأّفْـتِ بنـا! عصافير مُبلّلة قلوبنا، ترتجِفُ على شجرة الغِيَاب، كلّما أمطَرَت تآمر الكون علينا•• نحنُ يتامَى الحُبّ•

أحلام مستغانمي


جـدل 17/03/2009 12:52

ستائر من دانتيل الذكرى

في جيبي
مفاتيح بيوت لن نسكنها معاً
تذاكر سفر
لمدن لن تزورها معي
عناوين فنادق جميلة
لعشاق لن يأتوا
تواريخ اعياد
لا كبريت لشموعها

أمام شرفتي
مقاعد بحرية لبحر لن نراه معاً
طريق...لن تقبّل حصاه خطانا
أشجار ستعلو في غيبتك
ورود ستتفتح وتذبل
من دون ان تدري بذلك

في حقيبة يدي
أوراق ثبوتية
تدّعي انتسابي لغيرك
وحاملة مفاتيح
تفضح تشردي الفاخر بعدك
ومفكرة بيضاء لأيام كنت أنتظرها

في حوزتي
محفظة نقود جلدية
أثمن ما فيها
شيء منك أخفيته في جيوبي السريّة
فمعك تعلمت السرية المصرفية
وإيداع أرصدتي العاطفية
في بنك وجدانك

في خزانتي
فساتين تنتظر مواعيدك
ثياب نسائية تسأل عن نظرتك
معاطف لن تقيني من المطر
أحذية لا وجهة لخطاها
شالات.. كنزات صوفية
تزيدني برداً ذكراها
فبعدك لا منطق لنشرتي العاطفية



في غرفتي
شرفة لا تطل على سواك
ستائر من دانتيل الذكرى
لا تحجب طلتك عني
جهاز لايبث سوى الأغاني التي تتحدث عنك

على طاولتي
هاتف يرتدي حدادك
ورسائل كثيرة لقرّاء
يزدحم القلب بأشواقهم
أخالسهم... كي أختلي بغيابك

أحلام مستغانمي


rocmad 06/05/2009 08:10

كلام جميل يعبر عن معاناة المرأة وقصور رؤيتها ......


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:16 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.05996 seconds with 11 queries