أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   حوار الروح (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=13)
-   -   رحلة في فصول الحياة (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=121556)

butterfly 24/04/2009 22:41

15 نيسان


إن كافة نظريات علك النفس الحديثة ، تقول بأن سلوكنا العاطفي رهن بنظرتنا إلى الواقع وفهمنا للحدث الذي نجمت عنه تلك العواطف ، فطريقة فهمنا للواقع نفسها هي جزء لا يتجزأ من عاطفتنا . لأن العواطف في واقعها مزيج من العوامل الفيزيولوجية والعقلية . لذا عندما يتفحص المرء أعماق مشاعره ، فهو في الوقت نفسه يسبر أغوار أفكاره وقناعاته . فالعواطف في جزء منها وليدة إدراكنا الشخصي . الوعي النفسي عندنا يترافق دوما ً مع شعور عاطفي لأننا عندما نكون في حال واعية فإننا لا نتوقف عن التفكير . وقد يصعب علينا تصديق ذلك لأنه غالبا ً تكون ردات فعلنا العاطفية خفيفة إلى حد يصعب علينا وعيها . ولكن إذا ما لجأنا إلى استعمال آلات ناسخة إلكترونية يمكننا أن نسجل ردات فعل عاطفية لا تتوقف . ومثل تلك الآلات تسجل أيضا ً ردات فعل فيزيولوجية لبعض العبارات مثال "ام ، اب ، حب ، حرب ، جنس .. "
ما أريد قوله هنا أننا إذا أردنا أن نعي معتقداتنا ورؤيتنا عن كثب ، فمن الضروري أن نكون على بينة من ردات فعلنا العاطفية .

butterfly 24/04/2009 22:42

16 نيسان


هناك موضوع فهمي لنفسي وغفراني لذاتي . عندما فكرت بهذا عن كثب شعرت بكثير من الارتياح فكما علي أن اتحلى بروح اللطف والغفران نحوك ، يجب أن أمارس الغفران واللطف عينهما نحو ذاتي . فالتشعبات في شخصيتي وعدم قدرتي على تحديد مدى مسؤوليتي بشكل وثيق يحتمان علي ذلك . أنا لاأنادي بالتهرب من المسؤولية ، ولكنني أعرف كم من الصعب الوقوف بدقة على النوايا الحقيقية الكامنة وراء سلوك كل منا .
المهم في الأمر أن اتمكن من مواجهة ماهو خاطئ في سلوكي وأن أعتذر عما خلف ذلك من آلام ومتاعب لك . أما مدى مسؤوليتي الشخصية عما حدث . فستبقى من الأسرار الخفية، لا عليك فقط ، بل وعلي ّ انا أيضا ً . لذا من المهم وأنا أقر بمسؤوليتي وأتحمل نتائج أعمالي . أن أتابع جهودي لفهم نفسي والغفران لذاتي تماما ً كما اتفهمك أنت وأغفر لك .
علينا أحيانا أن نجهد لنتخطى ذواتنا ونستغفر الآخر . ولكن آثار الاستغفار الإيجابية المذهلة على عملية التواصل سرعان ما تنسينا ذاك العناء الذي يتبدد تماما ً أمام شعوري بالارتياح للتخلص من أعباء الماضي ، وشعورك أنت بالاطمئنان نفسه لأنك تحررت من عبء الحقد الذي أثقل نفسك .

butterfly 24/04/2009 22:50

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : باشق مجروح (مشاركة 1255579)
رائع جداً جداً جداً ..
متابع بشوق :D

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : باشق مجروح (مشاركة 1256272)
كتير عم استمتع بقرائتهون . شي رائع .. بس انو ازا فيكي وما فيها غلاظة انو تستعجلي لحتى يصيرو كل يوم بيومو :oops: . و ع كل حال مليون وردة الك مرسيل:D

عم حاول .. لبين ما لاقي وقت اكتبن .. بس انشالله يعني يومين ومنكون ماشيين نظامي
:akh:


butterfly 25/04/2009 18:17


17 نيسان


علي من دون شك ، أن أسلك بحسب ما تمليه علي ّ بصيرتي إذا ما كنت أريد أن أبدل طرقي القديمة التي بنيتها على الأوهام . ولكن مثل هذا السلوك لا يقبل المواربة ، بل يتطلب التزاما ً عميقا ً ، ودعما ً عاطفيا ً ، كما أن عليه أن يصبح قسما ً من طريقة حياتي . أنا لا أتعلم حقيقة جديدة إلى أن تترسخ تلك الحقيقة في صلب سلوكي اليومي . وهذا ما يشكل ضغوطات تحدث أصواتا ً هي أقرب إلى الطقطقة أو السحق وما هي إلا بعض آثار العناء .
لنفترض جدلا ً أنني أعتبر ذاتي " حلال مشاكل العالم " وان تلك هي دعوتي . لكني عندما أتبصر مليا ً أرى كم أن تلك " الدعوة " غير عقلانية . فهي تعني أولا أن ليس لدى الآخرين النضج الكافي ولا العقل الراجح لحل مشاكلهم . ثم أن النيابة عن الآخرين في حل مشاكلهم تغذي عندهم روح التردد وتحول دون نضجهم الشخصي . كما أنها تغذي لديهم روح الاتكالية . وأخيرا ً أن أكون حلال المشاكل ذلك عمل غير واقعي وعبء ثقيل . إنه لمن البلاهة بمكان ان يحاول المرء حمل أثقال العالم على كاهله .
إن الامتحان الحقيقي لنموي في هذا المضمار سيحدث عندما يأتي إلي مرة اخرى إنسان متردد واتكالي ويهمس في أذني سؤالا بلهجة مأساوية : " ماذا يجب أن أفعل أرجوك قل لي " سيتطلب مني ذلك تصميما ً قويا ً لأتمكن من السلوك بتبصر وعقلانية مبدلا ً نهجي القديمم لأجيب : " أنا لا أعرف ما عليك أن تفعل ، ماذا تظن أنت أن عليك فعله ؟ "

butterfly 25/04/2009 18:29

18 نيسان

ألا نكتب عوطفنا ذلك يعني أن نختبرها ونقر بوجودها ونقبلها تماما ، ولكن هذا لا يعني أننا سندع تلك العواطف تسيرنا وإلا أصبحت حياتنا مأساة متواصلة . تفتقر إلى النضج . أن أقر لنفسي ولللآخرين بأني خائف لا يعني أنني سأدع ذلك الخوف يسحقني . وأن أحس بأني غاضب وأعي ذلك الغضب لا يعني أنني سأنهال ضربا ً على أول شخص ألتقيه .
" فالقوى الثلاث : الإرادة ، العقل ، العواطف " عليها أن تتكامل في الإنسان ، أي ان تصبح وحدة متناسقةق ، إذا كان للإنسان أن ينمو نحو اكتمال ذاته ، يحكم العقل هل يستحسن أو يعد ضروريا ً أن يسير الإنسان بحسب عواطفه ؟ ومن ثم تضع الإرادة ذلك الحكم موضع التنفيذ . قد يكون عندي الخوف من أن أقول لك الحقيقة في موضوع ما . هذا واقع فلا هو حسن ولا هو سيء . أسمح لنفسي بأن أحس بهذا الخوف وأتعرف عليه . ثم يحكم علي عقلي بألا أنصاع للخوف ، بل علي ّ مع خوفي أن اقول لك الحقيقة وتنفذ الإرادة بالتالي حكم العقل فأقول لك الحقيقة .
ولكن إذا كنت أبغي حقا ً صلة عميقة معك ، وأود ان تتكون بيننا علاقة حميمة ، علي ّ أن أقول لك كلاما ً يشبه الآتي : إن لدي أمرا ً أخشى ان أقوله لك . إنني في الحقيقة لا أعرف سبب خوفي فربما كان جبنا ً مني ، ولكني أعرف أنه يجب على أن أكون صادقا ً معك هذه هي الحقيقة كما أراها " .

butterfly 25/04/2009 18:37

19 نيسان
ألا نكتب عوطفنا ذلك يعني أن نختبرها ونقر بوجودها ونقبلها تماما ، ولكن هذا لا يعني أننا سندع تلك العواطف تسيرنا وإلا أصبحت حياتنا مأساة متواصلة . تفتقر إلى النضج . أن أقر لنفسي ولللآخرين بأني خائف لا يعني أنني سأدع ذلك الخوف يسحقني . وأن أحس بأني غاضب وأعي ذلك الغضب لا يعني أنني سأنهال ضربا ً على أول شخص ألتقيه .
" فالقوى الثلاث : الإرادة ، العقل ، العواطف " عليها أن تتكامل في الإنسان ، أي ان تصبح وحدة متناسقةق ، إذا كان للإنسان أن ينمو نحو اكتمال ذاته ، يحكم العقل هل يستحسن أو يعد ضروريا ً أن يسير الإنسان بحسب عواطفه ؟ ومن ثم تضع الإرادة ذلك الحكم موضع التنفيذ . قد يكون عندي الخوف من أن أقول لك الحقيقة في موضوع ما . هذا واقع فلا هو حسن ولا هو سيء . أسمح لنفسي بأن أحس بهذا الخوف وأتعرف عليه . ثم يحكم علي عقلي بألا أنصاع للخوف ، بل علي ّ مع خوفي أن اقول لك الحقيقة وتنفذ الإرادة بالتالي حكم العقل فأقول لك الحقيقة .
ولكن إذا كنت أبغي حقا ً صلة عميقة معك ، وأود ان تتكون بيننا علاقة حميمة ، علي ّ أن أقول لك كلاما ً يشبه الآتي : إن لدي أمرا ً أخشى ان أقوله لك . إنني في الحقيقة لا أعرف سبب خوفي فربما كان جبنا ً مني ، ولكني أعرف أنه يجب على أن أكون صادقا ً معك هذه هي الحقيقة كما أراها " .


butterfly 25/04/2009 18:41

20 نيسان

الفائدة الأولى من العلاقة الحميمية العميقة تبدو واضحة ، إنها " لقاء " صادق بين شخصين . وهذا لا يعني فقط مشاركة في غنى الخبرات الشخصية ، بل تعمقا ً في فهم الذات ووضوحا ً في النظرة إلى الهوية لكل من طرفي اللقاء .
يتساءل العديد منا اليوم حول هويتهم . هذا يعني أنني في الواقع لا أعرف نفسي بوضوح كإنسان . ولكن مما يميزني كشخص هو ما أفكر فيه وما أحكم به وما أشعر به .. إلخ . فإذا عبرت عن تلك الأمور بحرية وانفتاح ، وبالوضوح والصراحة المطلوبة ، فسوف أعي هويتي بشكل أوضح وأتعرف إلى الآخر بشكل أعمق وأصدق . من حقائق علم النفس التي لم يعد هناك من خلاف في شأنها أنني كإنسان أفهم حقا ً من ذاتي ما أتمكن ان أعبر عنه لشخص آخر .

i m sam 25/04/2009 19:34

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : butterfly (مشاركة 1257105)
20 نيسان

من حقائق علم النفس التي لم يعد هناك من خلاف في شأنها أنني كإنسان أفهم حقا ً من ذاتي ما أتمكن ان أعبر عنه لشخص آخر .

واللي ضايغ ومو قادر يعرف ذاتو؟؟؟
هي كتير عم تصادفني من فترة ...
تحية لك مرسيل :D ووردة ايضا

butterfly 26/04/2009 23:49

21 نيسان

" الإنسان الكامل " لا يكبت عواطفه ، بل سمح لها بالظهور ، على قدر المستطاع ويقف على حقيقتها . إنه يعيش واعيا ً عمق عواطفه ، ينصت إلى ما تهمس له عن حاجاته وعلاقاته بالآخرين ، ولكن من دون أن يعني ذلك " استسلاما ً لها . لدى ذلك الإنسان اتزان بين عواطفه وعقله وإرادته . وعلى العواطف أن تتكامل مع نواحي الشخصية كافة . وإذا كان من الضروري أن نعبر عن عواطفنا ، فليس ضروريا ً ، بالطبع أن نعمل بما توصينا به .
الأهمية الكبرى لهذا القول تظهر جليا عندما نتذكر :
أولا ً : إن لآلازم الحياة كلها والملذات صلة عميقة بالعواطف .
ثانيا : ان الأساس في غالبية النزاعات الشخصية هي الضغوط العاطفية . ( الغضب ، الحسد ، الخيبة .. إلخ ) كمان أن غالبية اللقاءات الشخصية تحصل من خلال نوع من التواصل العاطفي ( العطف ، الشعور بالحب والتجاذب ، الإحساس مع الآخر ...) وبعبارة أخرى ، إن عواطفك وطريقة تعاملك معها تشكل ، على الأرجح ، عاملا ً أساسيا ً في نجاحك أو فشلك في مغامرة الحياة .

butterfly 26/04/2009 23:54

22 نيسان


إن ردات الفعل عندنا هي ترجمة لواقع نعيشه . ولكن هذا لايعني ان هذا الواقع سيء أو غير مقبول ، فأنا قد أغضب مثلا ً لرؤية رجل متسلط وقوي يتحكم بشخص ضغيف لا قدرة له على الدفاع عن نفسه . وقد أجد أن ما يدفعني للغضب هو نابع عن قناعة راسخة لدي ّ بأهمية العدل والحرية ، وعن شفقة على أولئك المغلوبين على أمرهم في الدنيا .
المهم أن ندرك أن كل ردة فعل عاطفية تقول لنا شيئا ً عن ذواتنا . علينا أن نتعلم كيف نتقبل مسؤولية ردات فعلنا ولا نلقي بالملامة من جرائها على الآخرين من دون أن نتعلم منها عن ذواتنا شيئا ً . إن ردة الفعل العاطفية لا تأتي متشابهة لدى الجميع ، لأن في داخل كل منا واقعه العاطفي المميز . وكلما تعدد الأشخاص الذين نتعامل معهم تعددت ردات الفعل التلي نلاقي ، ففي كل إنسان حاجاته ولكل تاريخه وتطلعاته . لذا فأن ردات الفعل التي نحركها عندهم تختلف . وإذا ما أردت أن اتعرف بعمق أكثر إلى حاجاتي ونظرتي إلى ذاتي وواقعي النفسي ومشاعري وقيمي ، فعلي ّ أن أصغي إلى عواطفي وأتعلم مما تقوله لي .

butterfly 26/04/2009 23:56

23 نيسان



هنالك ثلاثة اسباب تدفع بالمرء إل كبت عواطفه ، فنحن ندفن العواطف غير المستحبة لأننا :
1 ) قد تربينا على ذلك ، فما سمعناه من أهلنا يتردد في نفوسنا وكأنه شريط مسجل يرن صداه دوما في آذاننا . وقد حصل ذلك في السنوات الخمس الأولى وشارك فيه إلى جانب اهلنا آخرون من أفراد العائلة فالطفل الذي ينشأ في عائلة لا تؤثر التعبير عن العواطف سيكون عرضة لكبت عواطف الدفء والحنان . أما الطفل الذي ينشأ في عائلة تتكاثر بين أفرادها الصراعات والمشاكل فقد لا يتردد في الإقرار بغضبه والتعبير عنه ولكنه قد يكبت الشعور بالعطف والندم .

2 ) نضفي على العواطف بعدا ً أدبيا ص . نحن ننظر إلى بعض العواطف وكأنها " حسنة " وإلى عواطف أخرى كأنها " سيئة " وذلك قد اكتسبناه من المحيط الذي فيه ترعرعنا . إنه حسن أن أشعر بالامتنان ولكن الشعور بالغضب والحسد أمر سيئ وغالبا ً ما نسمع الأهل يقولون " لا يحق لك أن تشعر هكذا " أو " يجب ألا تشعر بالغضب " و" عليك أن تشفق على هذا الشخص أو ذاك " .
3 ) نعيش في صراع بين ما نشعر به وما نؤمن به . إذا كانت " الرجولة " مثلا ً تشكل قسما ً مهما ً من " نظرتي إلى ذاتي " او من " هويتي " فما من شك أن بعض العواطف ستتضارب مع تلك الصورة . فعلي ّ في مثل هذه الحال أن ألقي ببعض العواطف جانبا ً كي أحافظ على شعوري برجولتي . فأنا في السنوات الأربعين الأولى من حياتي ما كنت أقر ّ بخوف من إي شيء أو أي إنسان . أقله هذا ما كنت أفكر به وعنه أفصح . ولكن معدتي التعيسة هي التي دفعت عن ذلك ثمنا ً باهظا ً . فأحشائي ماكانت تصدق ما يقوله لها عقلي أو ينطق به لساني . لقد آثرت المكابرة في الحقيقة .
أنا أشعر أحيانا ً بأن أسباب الكبت الثلاثة يمكن اختزالها بسبب واحد بسيط : إن ما في ّ إليه حاجة لأتمكن من متابعة الحياة هو الحفاظ على احترامي لنفسي وتقديري لما أنا عليه . ولقد بنيت من حولي نظاما ً يلبي تلك الحاجة الأساسية التي بها أشعر . ولكني أقر بأن هذال البناء ، سريع العطب وأن علي أن أحميه من أي خطر داخلي كان أم خارجي . فعواطفي التي تنبع من داخلي وتبدو وكأنها لا تتوافق مع قبولي لذاتي تشكل تهديدا ً لنظرتي السريعة العطب إلى ذاتي . فعلي آنذاك أن أرفض قبولها . وإذ بي أشعر بآلام في الرأس أو المعدة أو بحساسيات .. إن العواطف الدفينه أشبه بالشخص المرفوض ، فهو يفرض علينا ثمناً باهظا ً لرفضه . إن انفجار العواطف المكبوته انفجار جهنمي .

butterfly 01/05/2009 17:11

24 نيسان



دعاني أحد اصدقائي إلى حلقات وتمارين تطبيقية في موضوع الاتصال ، وذلك لمدة أسبوع كامل . وأعطاني كتيبا ً يعد بأن هذه الحلقات ستجعل المشتركين يتعرفون بصدق إلى عواطفهم ، أذكر أن ردة فعلي كانت مخيفة ، ولكني عدت حالا ً وطمأنت نفسي ، بانني على اتصال تام بعواطفي ، وفي اقتراع سريع فزت على نفسي بصوت مقابل لاشيء ، واتفقت مع نفسي أنه ليس في ّ حاجة إلى متل تلك الحلقات .
أخيرا ً وبعد إلحاح من صديقي ، وافقت على الذهاب فقط لأرى ما الذي يقومون به في مثل تلك الحلقات . فأتت النتيجة ثورة كوبرنيكية قلّبت حياتي فقلبتها رأسا ً على عقب .
فكرت في نتائج ذلك الأسبوع ، فبدا لي واضحا ً أني كنت أغش نفسي بنفسي في ما يخص عواطفي ودوافعي وأهدافي . كنت أحاول أن أقول لعواطفي كيف يجب أن تكون ، رافضا ً أن أسمح لها بأن تظهر هي على حقيقتها . وكنت منشغلا ً أحاول أن أكون في المجتمع كاهنا ًَ .. قديسا ً ، فحبست حقيقتي عن الناس . كنت ألعب دور الكاهن ، أدور كالإسطوانة أقول للناس ما سجلته في نفسي في سني تدريبي لم أقل أبدا ً كيف كنت أشعر في الحقيقة . بل أخفيت ذلك حتى عن نفسي .

butterfly 01/05/2009 17:25

25 نيسان



إذا ما شئنا أن نقهم ذواتنا ، علينا أن نعي عواطفنا ونقبلها ، ففهم العواطف هو المدخل إلى فهم الذات وإذا ما شئنا ان ننمو كأشخاص علينا أن نصغي إلى ما تقوله لنا عواطفنا ، إنني أفهم ذاتي من خلال فهمي لعواطفي . وهناك حقيقة أساسية وهي أن لا أحد يمكنه أن يكون السبب وراء مشاعري أو مسؤولا ً عنها . نحن نحاول أحيانا أن نريح ذواتنا من خلا ل الألقاء بمسؤولية ردات فعلنا العاطفية على الآخرين. " لقد جعلتني أغضب " "لقد جعلتني أخاف " "لقد دفعتني إلى الحسد " أما الواقع فهو أنك لا تستطيع أن " تجعلني " شيئا ً ما أو " تدفعني " إلى ردة فعل عاطفية معينة . إن باستطاعتك أن تثير عواطف قائمة في ّ! وهي تنتظر من يحركها . إن التمييز بين " خلق " أو " إحداث " العواطف و"تحريكها " ليس لعبا ً على الألفاظ ، بل ينم عن حقيقة مهمة علينا أن نقبلها . إذا ما كنت أعتقد أن بإمكانك أن " تجعلني " أغضب ، فألقي باللائمة عليك كلما غضبت فتصبح أنت المشكلة ، وسوف لن أتعلم من لقائنا شيئا ً لأنني قررت أنك أنت المخطئ عندما " دفعت بي " إلى الغضب . وأنا لا أرى فيّ حاجة إلى أن أطرح أية أسئلة على ذاتي لأن المسؤولية بكاملها تقع على عاتقك أنت .
وإذا تبنيت مقولة إن بإمكان الآخرين فقط " تحريك " العواطف الموجودة في ّ ، يمكنني آنذاك أن أتعلم من كل خبرة عاطفية أمر بها . فأروح أتساءل مثلا ً : لماذا شعرت بالخوف ؟ لماذا أحسست بأن تلك الملاحظة كانت بمثابة تهديد لي ؟ لماذا غضبت بهذا الشكل ؟ هل حاولت ، من خلال غضبي أن أدافع عن نفسي ؟ ما الذي كان في ّ سببا ً لما حدث ؟ لن يبدأ المرأ بالتعامل مع عواطفه بنجاح إلا بعد أن يقبل المسؤولية الكاملة عنها ، فلا يعود يسمح لنفسه بأن يلقي بمسؤولية العواطف على الآخرين . آنذاك يبدأ نموه لأنه يزداد اقترابا ً من ذاته .

butterfly 01/05/2009 17:36


26 نيسان


إن المشاعر على حقيقتها تشكل أوضح صورة عن تاريخ الفرد وهي ليست مجرد نتيجة للقاء مع شخص أو تعامل مع واقع . فمشاعري هي إلى حد بعيد ، وليدة اختبارات عشتها في أيام طفولتي وصباي مع والدي ّ والمربين ، وخلفت في اللاوعي عندي ما هو أشبه بالأشرطة التي تسجلت عليها رسائل تطرح نفسها علي ّ في البرهة المناسبة ومع ما لتلك الأشرطة من تأثير إلا ان ما تكبدناه من آلام أو نعمنا به من حب ، ما تعرضنا له من خوف أو حظينا به من تشجيع ، في البيت أو المدرسة أو أي مكان آخر ، يبقى منشأ جذور شخصيتنا ومنبع فرادتها .

أما إذا قصدت أن أفهم سبب ما أشعر به في اللحظة الراهنة فعلي أن أبحث ذلك في ما أنا مبصره الآن في الأشخاص من حولي أو في ما يجول من أفكار في مخيلتي . فإذا ما نظرت إليك كصديق مثلا ً . أحسست بأمان في رفقتك . المشاعر وليدة النظرة إلى الواقع ، والنظرة إلى الواقع نتيجة لتراكمات الاختبارات في الحياة

لذا عندما أشركك في مشاعري فأنا مشرك لك في مجمل حياتي : في الأشخاص الذين تركوا أثرهم في نفسي وفي الاختبارات التي طبعت كياني ... وإذا ما كنت في حال من الفرح أو الجوع أو التعب او الخوف وسلكت بطريقة ما ، فلذلك يكون نتيجة لتركمات الماضي وما يمر الآن في حياتي . وفي كل حال ، عندما أبوح لك بمشاعري فإني إلقي بأعماق نفسي بين يديك وأحدثك عن الطريق الذي سلكته في حياتي حتى وصلت إليك .


butterfly 01/05/2009 17:47

27 نيسان


هل حدث لك أن راقبت شخصا ً يسير على حبل مشدود وهو يحمل " خشبة الاتزان " ؟ وكيف أنه ينتقل بكل تأن كي يحافظ على اتزانه فلا يسقط ؟ إن حياتنا لأشبه بهذه العملية ، انت وأنا نسير ، كل في نهجه الخاص ، الذي لا يخلو من المصاعب . الحياة تعني حركة والحركة تحتم علي التعامل مع الناس . والتعامل مع الناس لا بد أن يصطدم ببعض العقبات تؤول إلى تراكمات نفسية ، بعضها إيجابي وبعضها سلبي وهنا نحتاج إلى تلك الخشبة ليحافظ كل منا على اتزانه .
نحن نفطن عادة لوجود تراكمات نفسية عندنا حين نشعر ببعض العوارض الجسدية ، أو يصدر عنا سلوك يصعب فهمه . هذه العوارض غير العادية قد تحصل بسبب من الضغوطات أو التراكمات النفسية السلبية . عندما تتوالى الضغوطات علينا وتستمر لفترة من الزمن ، ينتابنا شعور غير مريح ، ونغدو عرضة للاضطرابات . فالأمور التي لا تزعجنا عادة تروح تتسبب لنا بهبّات غضب يصعب علينا فهمها . فإذا ما تجاوزتنا سيارة مثلا ً ونحن في زحمة سير ، غضبنا وإذا فشلنا في عمل ما أو صدر عنا إي خطأ ، ألقينا باللائمة على الآخرين ..


هي تماما أنا :lol:بهالكام يوم ..

butterfly 01/05/2009 18:02

28 نيسان

أين أنا /أنت من التراكمات النفسية ؟
1 – هل الأمور الصغيرة تفقدك هدوءك ؟
2 – هل تجد صعوبة في النوم ؟
3 – هل تستيقظ في الصباح وأنت تشعر بالتعب والنعاس ؟
4- هل تتراكم الهموم عليك ؟
5- هل تحس احيانا ً أنك في سجن ؟
6- هل يحدث لك أن تتذمر غالبا ً ؟
7 –هل يتعرض الأقربون إليك إلى " فشات خلق " متتالية منك ؟
8 – هل تنتابك آلام بشكل مضطرد " ألم في الرأس ، في المعدة ، إلخ ) ؟
فإذا أجبت بنعم حتى عن سؤال واحد من هذه الأسئلة ، فقد تكون معرضا ً لتراكم الضغوطات النفسية عليك ، ومما يتسبب بتلك الضغوطات التعب والجوع والغضب والوحدة ، ولكل منها آثارهاعلى سلوكنا ومشاعرنا . وعندما نحس بأن هذه تتراكم علينا فذاك يعني أننا قد نقول أو نفعل ما من شأنه أن يحدث أثارا ً سلبية فينا وفي الآخرين . فقد تحدث خللا ً في عملية التواصل في ما بيننا أو تخرب علاقات ثمينة أستغرق بناؤها زمنا ً طويلا ً . فهذه الضغوطات التي قد تحدث خللا ً كبيرا ً في حياتنا نشير إليها بعبارة التراكمات النفسية .

butterfly 01/05/2009 18:03

اقتباس:

1 – هل الأمور الصغيرة تفقدك هدوءك ؟
4- هل تتراكم الهموم عليك ؟
5- هل تحس احيانا ً أنك في سجن ؟
6- هل يحدث لك أن تتذمر غالبا ً ؟
7 –هل يتعرض الأقربون إليك إلى " فشات خلق " متتالية منك ؟
8 – هل تنتابك آلام بشكل مضطرد " ألم في الرأس ، في المعدة ، إلخ ) ؟

:gem::gem::gem::gem:
جو ميمو جو

butterfly 01/05/2009 22:02

29 نيسان


مامن شك أن كل يوم جديد - الأشخاص الذين نلتقى والأحداث التي نمر بها - يطرح علينا أسئلة جديدة إذا ما قررنا الدخول معه في حوار . الإنسان المعوز سيسألني كم لي من القدرة على الحب ، وموت صديق يسائلني عمّا أؤمن وعن دور هذا الإيمان في مواجهتي للوحشة ولفقدان من احب . إنسان جميل أو نهار جميل يسألني كم أنا قادر على التنعم بالحياة . الوحدة تسائلني كم انا راغب في العيش مع ذاتي وكم أحب م أنا عليه .
نكتى جميلة تسائلني كم لدي ّ من القابلية للضحك .والشخص الآتي من محيط غريب يسائلني عن قدرتي على فهم واقع الآخر ومشاطرته أحاسيسه ، النجاح والفشل يسائلانني عما يعني لي كل منهما . والألم يسائلني هل بإمكاني أن أنمو من خلال المصاعب . والانتقادات التي توجه إلي ّ تسائلني عن أحاسيسي ومقدار ثقتي بنفسي . وإخلاص الآخرين لي وأمانتهم يسائلني عن مقدار حبي لهم وانفتاحي عليهم .
إن كل يوم يطرح العديد من التساؤلات ولكن الأجوبة في غالبيتها لا تأتي عفوية . لألنا نكون استبعدناها عن وعينا الآني ، أنا ألجأ غالبا ً إلى انتقاء العديد من الذكريات والأفكار والعواطف وأدفنها في قبور مظلمة . إن " الأنا " الوهمي قد نصب ذاته رقيبا ً علي ّ . يسمح لي بالمواجهة فقط مع أفكار وعواطف تبدو لي مقبولة ، ويمنع عني تلك التي قد تشكل خطرا ً على كشف المزيف في هويتي



الساعة بإيدك هلق يا سيدي 06:03 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.05874 seconds with 11 queries