|
يبولون علينا.. و يقولون تمطر -العفو-
قد يستهجن بعض القراء عنوان الموضوع و ويعتبرونه غير لائق بمقال يبغي أن يكون جديا, لكن للحقيقة فإن هذا القول ليس لكاتب هذه السطور, بل أنه للكاتب و الرسام و الشاعر و الطبيب ألفونسو دانييل رودريغث كاستيلاو, أحد أبرز قادة الحركات الفيدرالية في اسبانيا في النصف الأول من القرن العشرين (تحديدا في فترة الجمهورية الثانية التي سبقت الحرب الأهلية), و قد قالها في سياق خطاب ألقاه لشرح أسباب خيبة أمله بمفاوضات حركته مع الحكومة المركزية بخصوص المطالبة بصلاحيات أكبر و استقلالية أكبر للحكومات الإقليمية لأنه اعتبر أن ما تعرضه عليه السلطة المركزية و تعتبره تنازلا خطيرا ما هو إلا ضحك على اللحى. فأطلق هذه الجملة الشهيرة.
الواقع أنه كثيرا ما تحضرني هذه الجملة و أنا أقرأ الجريدة أو أطالع نشرة الأخبار, و لا يقتصر الأمر على الشأن السوري, فحتى على صعيد السياسة الدولية تجد تصريحات و اعلانات تقف عندها و تفكر في درجة الاستغباء الموجودة. فعلى الصعيد السوري حدّث و لا حرج, فكل خطوة يخطوها مستخدم دائرة حكومية لصنع الشاي أو القهوة يتم اعتبارها انجازا خطيرا و منعطفا وطنيا يستحق رفع اللافتات و تنظيم حلقات الدبكة و اطلاق الألعاب النارية ابتهاجا "للمكرمة" و "الهبة" و العطاء".. و كأن المسؤول يضع التكاليف من جيبه, أو كأنه باع الأرض التي ورثها عن والده لكي يتكفل بمصاريف "اعجوبة الدنيا الثامنة", و التي غالبا ما تكون مثيرة للضحك أو للسخرية.. ثم البكاء. فإن شر البلية ليس ما يضحك فقط, بل ما يضحك ثم يبكي بعد نوبة الضحك. و لو خرجنا قليلا لنرى ما حولنا فسنجد مثالا آخر شديد الوضوح: بيانات الجامعة العربية. عند كل حدث يطرأ على الساحة العربية عموما و الفلسطينية خصوصا فسيتم تنظيم قمة طارئة ليخرج منها ببيان "مستنكر" و "شديد اللهجة" .. لو أعطوني دولارا واحدا عن كل بيان "شديد اللهجة" صدر عن الجامعة العربية فلربما كنت الآن أملك "شركة قابضة" تساهم في بناء الاقتصاد الوطني الحديث, و اقتصادي الشخصي الثاني, و لكنت أخذت من الحكومة ترخيص قبض الأرواح بشكل حصري.. إن لم تسبقني إلى ذلك أي من الشركات القابضة الأخرى. كمثال أخير و من وحي المستجدات الأخيرة فسأذكر تصريحات أحد المسؤولين الرياضيين حول تقصير الرياضيين السوريين في أولمبياد الصين الأخير, حيث أنه –أي المسؤول- يشتكي من أن الرياضيين لا يفكون عن المطالبة بتحسين وضعهم المعاشي و المساعدة بتحمّل نفقات النظم الغذائية الرياضية (الباهظة جدا), لكن المسؤول يعتبر أن كل هذا ما هو إلا خزعبلات أو حجج واهية, فقد تم دعمهم بما هو أهم من ذلك بكثير, و عند سؤاله عن ماهيّة هذا الدعم الأهم بكثير قال أنه تم استقبالهم من قبل السيد الرئيس. ألا يعد هذا أكبر دعم؟ كي لا أتهم بالانبطاحية فأنا أوافق المسؤول الرياضي العتيد في تصريحه, فلو كنت مثلا عدّاءا يخوض سباق الـ 110 أمتار حواجز, فإن مجرد تذكر هذا الدعم الكبير جدا, و باستعمال الخيال قليلا و تخيّل أنني أهرب من "الدلال الرياضي السوري", و أن الحواجز ما هي إلا حدود الوطن, فإن سرعة قفز هذه الحواجز باستخدام هذه المساعدة الخيالية لكفيلة بجعلي أفوز بالميدالية الذهبية. بعد كل هذا, سيدي القارئ, أدعوك لأن يقول لسان حالك لأي مسؤول "يتمنن عليك" أنه ليس بينك و بينه أي "موانة" أو "مزح" و بالتالي فليمزح مع أولاده أو أصدقائه إن شاء... لكن ليس معك.. فأنت "تخانق دبان وجهك", و "ما بتستحمل مزح". و استروا ما شفتو منّا... و من مسؤولينا... Yass  |
اقتباس:
وصلنا لتلك المرحلة التي ماعدنا نميز بها ماهي حقوقنا بل وبتنا نعتبر أي جزء بسيط من حق نتحصل عليه بأنه "منة" أو "مكرمة" أو "منحة في بعض الأحيان"... كأننا كائنات طفيلية في بلدنا نقتات على ما يرمون به إلينا وهم أصحاب البلاد ووكلاء مواردها الحصريون... سرقونا ويسرقوننا.. ظلمونا ويظلموننا.. بولوا علينا وما زالو يبولون... والأنك أننا نهلل حتى لبولهم التاريخي العظيم... ودمتم |
عنوان معبر جدا عن حالة صارت عامة....
نظرة مو عميقة لاوضاعنا سياسيا اجتماعيا اقتصاديا بتوصلنا الى انو نحنا يللي صرنا نشوف البول مطر واقتنعنا بهالحقيقة وبالعكس كمان فيك تقول انو صرنا نشوف البول اطهر من المطر . ولأنو لما نكون بدنا نحاول نخبي شي معين بنخترع شي يخبيه ولما نكون بدنا نتمعذر فبدنا شي نضحك فيه عاللحى ولانو الشعوب تعودوا يكونوا مغلوبين على أمرن فاي عذر بيمشي حتى لو هالعذر ما بيقنع طفل بالمهد... |
يعني بعد كم يوم رح يجي شهر رمضان ورح يطلع قرار حكومي بصرف ما بعرف كم مية ليرة اضافي لشهر واحد
وبتطلع مكرمة وهبة وعطاء الحكومة الكريمة المعطاءة بوقت الاسعار وبهيك وقت ومن دون ما يقلها حدا شي بتنط نطة وحدة شي 1000 بالمية ولسا اذا بدو يصير عفو خود بقا شو بدو يصير |
اقتباس:
|
يا أخي ما فيني أنكر .. اني بنطر المقالات اللي بتكتبا .. قبل ما عقب عالفكرة .. بدي قلك انو الأسلوب تبعها رهيب .. بخصوص الفكرة .. المضحك .. بالموضوع ..أنو هالطريقة بالحكي .. مع انها اصبحت مكشوفة للكل .. يعني ما عاد في ولا مواطن واحد ..أيا كان عمرو وثقافتو وانتماءاتو .. بيقدر يصدق هادا النوع من التصريحات .. ورغم هيك .. ما في أي تغيير بالأسلوب .. يعني هني ما بيعرفو انو الشعب ما عم يقتنع .. ما عم يحكو مشان الشعب .. عم يحكو مشان يحكو .. :akh: |
حلوة المقالة ...
كأنو بيحددوا مدى احلامنا وطموحنا و مطالبنا شوي شوي.. اللي كنا نشوفو قليل وما بنقنع فيه زمان صار هلأ اكتر اشي ممكن نطمحلو ! و اللي هلأ مش عاجبك ولا عاجبني ولا عاجب اي مواطن في الوطن العربي (الكبير) رح ولادنا يعتبوره هدف عالي نفسهم يوصلولو ! الله يجيرنا من اللي جاي اسلوبك رائع و يشدني انا ايضا :D |
اقتباس:
نحنا صرنا مشبعين بأكاذيبهم انا معك فيها بس صرنا كمان خاضعين كتير الها ووصلنا لدرجة انو استوعبناها وصارت شي بيشبه الحقيقة بالنسبة النا مو لانو نحنا اغبيا او لانو نحنا ما بنفكر او سهل ينضحك علينا لا بالعكس بس لانو نحنا بلا حيلة ولانو همو تعودوا يركبوا على ضهورنا ونحنا ساكتين |
شكرا للجميع على المتابعة..
في الحقيقة انو مو صحيح انو ما بئا تتصدّق الرواية تبعيتهون... بالعكس صارت من المسلّمات.. يعني لسان الحال العام يتحدث بكلامهم... شي مؤسف انو ببلادنا تلاقي شب بالعشرين أو تحت حتى (العمر اللي يفترض تكون فيه بدك تاكل العالم أكل و كل المعمورة ما واسعة لطموحك) يحكيلك بمنطق عجوز سبعيني عاش شي خمس حروب بحياتو.. مؤسف تسمعو يحكيلك انو الحمد لله أحسن من غيرنا و من هالديباجة هاي.. ما بيهمو تقلو انو مسؤولين البلد آكلينا.. و لا يهمو يشوف الفساد و سوء الادارة و الفقر... هاي كلها أمور ما بيشوفها -أو ما بدو يشوفها.. و بالنهاية نفس الشي- |
بس عالهامش....
اذا بدنا نحل المشكلة فالمشكلة هلق كتير تعدت شي اسمو مسؤول وصارت بأرواحنا متل ما قلت ياس لانو ماتت وهرمت وما عاد في اي حس مسؤولية عند الشباب وكلو عم يزت حملو على غيرو....طبعا ما عدا فئة ممكن تكون بعدا عم تعيش عالم القيم والرغبة في التغيير بس هالفئة منن بقولو اليوم متل بكرا ومنن بستسلمو ومنن بينعدو وفئة كتير صغيرة بتضل جزء منا بيموت ويمكن كم واحد يضلوا يناضلوا..... مو قلة امل ولكن واقع |
اقتباس:
اخي انو عنا خبز ومي وكهربا وتعليم وامان ومو مشكلة او رح يقلك يا اخي بعرف انو هيك بس شو بيطلع بايدي ؟ عندي مستقبل ودراسة وجامعة وبيت واهل بدك ياني انشحط وما بقى يعرفوا اهلي وين اراضيي ويروح شبابي ؟ لا خليني هيك احسنلي وباخد هالشهادة وبسافر للخليج وبجيب مصاري |
اقتباس:
|
اقتباس:
طيب هني حكوا او عملوا واكلوا نتيجة اللي عملوه يبقى شو اللي جابر ولادون يعيدوا نفس القصة بمعنى تاني ليش غيري ساكت ورضيان وليكه عم يقبض رابته وبيته وسيارته وعايش حياته ومدلل وانا اللي عم بحكي او بدي احكي رح انعفط وانحبس ويضيع شبابي لا شكرا خليني هيك احسنلي بكرا بتخرج وبسافر للخليج وبجيب فلوس وبعمل شركتي وبتجوز وخلص طالما هالدولة عاطتني مي وكهربا وامان وتعليم وخبز شو بدي اكتر من هيك ؟ |
اقتباس:
لما هني عملو وحكو وما طلع معون نتيجة لا يعني اني انا ما اشتغل واعمل... لانو يمكن يطلع معي نتيجة ليش عم يصادرو حقي اني عيش ع الاقل هني عملو قناعاتون ليش يصادروا قناعاتي طيب انا ما بدي روح ع الخليج رح اعمل السبعة وذمتها وما رح روح ع الخليج ليش عم تدفشني لروح وما حابب جمع مصاري هيك حابب اني عيش شوي حر الدولة ما مقدمة احسان الي هيدا واجبها لاني مواطن فيها وعم قدم التزاماتي تجاهها فهي ملزمة اتقدم التزاماتها تجاهي والامان كتير كويس بس لما انتقد شي ولو بسيط ليش الامان يتناهى الى الصفر؟؟ |
اقتباس:
عندي دراسة وجامعة ومستقبل ليش لوجع راسي ليكوون رفقاتي او وولاد الحارة حكوا وانشحطوا لا عيني خليني ساكت اريحلي |
ما حدا جابرك تحكي
بس ماتمنع الناس من الحكي اكتر من هيك ما بدي |
اقتباس:
انا لو اب وابني حكى مستعد اطرده لانو عم يخربلي بيتي محامي الشيطان |
اقتباس:
ليش أنت بتنكر أنو الإخوة في الجامعة العربية حفظها الله استطاعوا وبكل قوة واقتدار أن ينزعوا فتيل الأزمة في لبنان وأن يمنحوا المواطن العربي الفرصة من جديد لقضاء صيفه كالمعتاد في بيروت بعد أن انقطع الأمل في صيف بيروت المدهش؟!:frown: حرام عليكم تقلبوا الحقائق وتنكروا أن صيف بيروت 2008 كان إنجازاً عربياً خالصاً !! بعدين تعال هون، لو لا قدر الله ما عرفوا ينزعوا الفتيل :oops: من وين ممكن نجيب صيف بيروت المذهل؟ وقديش ممكن يكلفنا صيف بيروت المذهل، خاصةً أنو ما ممكن الإستعاضة عن صيف بيروت المذهل بآخر من انتاج شرق آسيا!:cry: |
| الساعة بإيدك هلق يا سيدي 23:50 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3) |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون