أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   قرأت لك (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=19)
-   -   كـن شـجـرة (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=131313)

Nasserm 03/11/2009 15:46

كـن شـجـرة
 
بذرة... ثمرة... شجرة




((أ)): لستُ أنسى ما قاله أمامنا، يومًا ما، أستاذ علم الأحياء.

(ب): ما الذي يدفعك إلى تذكُّره؟

((أ)): بالأمس، قسمتُ حبّة برتقال نصفين لأعصرها، فانتبهت إلى أنّه ليس فيها سوى بذرة واحدة.

(ب): فـَ...

((أ)): فعادت بي ذاكرتي إلى المرحلة الثانويّة...

(ب): "كنّا، ما أجمل ما كنّا"... أَفصِحْ! ماذا قال أستاذكم؟

((أ)): قال آنذاك، أثناء إحدى حصصه التعليميّة، مازجًـا المعلومة الجادّة بالمزاح والفكاهة، قال إنّ شجرة التفّاح -على سبيل المثال، لا الحصر- لا تَصوغ ثمارَها كي تأتي حضرتك فاغرًا فاك ملتهمًا متلمّظًا! الشجرة لا تفكّر فيك ولا تضعك ضمن حساباتها. الشجرة تفعل كلّ ذاك كيما تضمن بقاء نوعها.

(ب): أفْصِحْ، أَبِنْ!

((أ)): قصد بذلك أنّ الثمرة عينها تتضمّن بذورًا، وأنّها (الثمرة) هي البيت الصغير الحامي، أو الدرع الواقي الذي تقوم الشجرة ببنائه حول بذورها. فالشجرة، كما تعلم أنت -على ما أَعْلَم أنا!-، الشجرةُ بذرةُ الأمس، والبذرة شجرة الغد. وواجب الشجرة تجاه ذاتها، تجاه استمرار وجودها، أن توفّر لامتداداتها حمايةً.

(ب): وماذا بعد؟

((أ)): أمتذمّرٌ، أم مستخفّ؟! يا أخي المفروضَ علَيَّ، لاحظْ أنّ هذا الدرع الواقي هو في حدّ ذاته مُجمَّعُ فوائد لابن آدم وللطير ولسواهما من أبناء الحياة! الشجرة لا تتعمّد تقديمَ الفائدة لك، ورغم ذاك تَراهها تفيدك أنت وغيرك. في محاولتها ضمانَ بقائها، تُحْيي ذاتَها وسواها معًا.

(ب): عطاء غير مقصود!

((أ)): ربّما كان من أجمل ما فيه أنّه غير مقصود. عطاءٌ فطريٌّ منبعثٌ من داخل المعطي، بلا حدود، وبلا تحديد.

(ب): والعِبرة...؟!

((أ)): العِبرة؟! كن شجرة!

(ب): أنا...؟! شجرة؟!

((أ)): لا حول ولا... أجل، كن شجرة، لا لوحًا!



حنا نور الحاج - عبلّين - الجلّيل - فلسطين

firdaous 03/11/2009 16:17

اذا فجميل جدا أن يكون المرء شجرة

انا أؤمن ان الانسان لد بالفطرة خيرا ...معطاءا..محبا...ولدنا أشجارا..لكن زمنا من نوع هذا الذي نعيش فيه ما جعل من كل واحد منا ما هو عليه... قد أخرج شيئا عن موضوعك لكني احببت ان أضيف ما قاله الكاتب المسرحي الالماني "برتولت برشت" يوما " حقا انني أعيش في زمن الأسود ..الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها..الجبهة الصافية تفضح الخيانة..و الذي مازال يضحك لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب ..أي زمن هذا ؟ "

فلنكن كلنا أشجارا ...:D

أحببت هذه الكلمات ناصر شكرا لك
..:mimo:

Nasserm 03/11/2009 17:39

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : firdaous (مشاركة 1355810)
اذا فجميل جدا أن يكون المرء شجرة


فلنكن كلنا أشجارا ...:D

الأشجار -كما قال نبيي الذي أحب- أشعار كتبتها السماء على صفحة الأرض

:mimo:

ritka 08/11/2009 19:41

حلوة الفكرة ...



هالاقتباس استوقفني اكتر شي

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : Nasserm (مشاركة 1355795)
(ب): أنا...؟! شجرة؟!

((أ)): لا حول ولا... أجل، كن شجرة، لا لوحًا!


مع انو مش الفكرة المحورية :lol:

اقتباس:

حنا نور الحاج - عبلّين - الجلّيل - فلسطين
وردة الك و الو :D

Nasserm 13/11/2009 19:41

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ritka (مشاركة 1357420)
هالاقتباس استوقفني اكتر شي


مع انو مش الفكرة المحورية :lol:

صديقي أبو الحن.. كتب أكتر من حوارية مع "صديقو المفترض"..

هاي وحدة تانية.. بعنوان "دوافع في دافع"



((أ)): أتسألني عن دوافع حبّي لمطالعة الكتب؟!

(ب): أجل، وهل من غرابة؟

((أ)): كثير من الغرابة!

(ب): غريب! لِمَ؟

((أ)): حسبتُكَ تدرك هذه الدوافع. بل... هذا الدافع.

(ب): دافع واحد فقط؟

((أ)): واحد فقط لا غير -على حدّ تعابير الشيكات!

(ب): وما هو؟

((أ)): المتعة! الإحساس بالمتعة!

(ب): أستغرب ما تقول!

((أ)): كالمطالعة هو استغرابك. يشعرني بمتعة.

(ب): حسبتك ستقول: أحبّ المطالعة لأنّها تُثْريني.

((أ)): أليس في ذلك متعة؟!

(ب): وحسبتك ستقول: أحبّ المطالعة لأنّها تجعلني أكتشف ما خَفِيَ عنّي من وجوه الوجود والحياة.

((أ)): وتلك متعة. وماذا كذلك؟

(ب): وحسبتك ستقول: أحبّ المطالعة لأنّها تجعلني أكتشف ذاتي.

((أ)): وهذه كذلك متعة. وماذا؟

(ب): وحسبتك ستقول: أحبّ المطالعة لأنّها تساعدني في ملء أوقات الفراغ.

((أ)): تساعدني. وتسعدني. متعة ومتعة!

(ب): ...

((أ)): والامتلاء، على وجه العموم، أجدر من الفراغ بالتقدير والإجلال، يا عزيزي. الامتلاء امتلاك. الفراغ عدم. فناء.

(ب): وحسبتك ستقول: أحبّ المطالعة لأنّها تجعلني أعيش أكثر من حياة واحدة. أكثر من عمر واحد.

(أ)): وإنّ في ذلك متعة.


(ب): وحسبتك ستقول: أحبّ المطالعة لأنّها تجعلني أكتشف جهلي.

((أ)): بل تجعلني كذلك أدفن جهلي. وتلك جنازةٌ تُحْيي المتعة. متعة، ولا أجمل!

(ب): ما كنت أحسب أنّ الحديث حول المطالعة قد ينطوي -هو في حدّ ذاته- على متعة. متعة تجرُّ متعةً.

((أ)): هي كذلك. تماماً كما أنّ تعبيراتنا عن أفراحنا تجعلها خلايا سريعةَ الانقسام. الحديث عن الفرح فرحة أخرى




الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:30 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.04896 seconds with 11 queries