أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   منبــر أخويـــة الحــــــر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=15)
-   -   القومية العربية-حوار (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=5501)

Joe 28/04/2005 15:25

القومية العربية-حوار
 
الموضوع الثاني الحواري و بناءا على رغبة الأخ yass هو القومية العربية: فكريا و على أرض الواقع

طرفا الحوار: yass و عاشق من فلسطين

تذكرة لطريقة الحوار: يتم طرح سؤال و الإجابة عليه من قبل المتحاورين مرة واحدة ثم يحق لكل منها التعليق على إجابة الآخر مرة واحدة أيضا

الرجاء المساهمة من الجميع باقتراح أسئلة للحوار بمراسلتي على الخاص

سنبدأ بالنشأة و الأصول و ثم ننتهي بتطبيقات القومية على أرض الواقع

السؤال الأول: لنبدأ بنشأة الفكر القومي العربي, ما هي الدلائل مع أو ضد الفكر القومي على مستوى الانتربولوجيا أي علم الإنسان.. أي هل هناك دليل على وحدة الشعوب العربية بشريا؟ هل هم شعب واحد فعلا ام شعوب منفصلة؟ (ناحية عرقية)

عاشق من فلسطين 28/04/2005 16:36

اقتباس:

السؤال الأول: لنبدأ بنشأة الفكر القومي العربي, ما هي الدلائل مع أو ضد الفكر القومي على مستوى الانتربولوجيا أي علم الإنسان.. أي هل هناك دليل على وحدة الشعوب العربية بشريا؟ هل هم شعب واحد فعلا ام شعوب منفصلة؟ (ناحية عرقية)
أن الحالة الطبيعية لأي مجموعة بشرية تملك بعض الصفات المشتركة .. من حيث مكان الاقامة .. والعادات والتقاليد .. واللغة والتكوين الفيزيولوجي البشري .. يخلق تلقائيا" فكرة الرهط ( أي شمل الأفراد في مجموعة واحدة) وهنا أنا لا أعني الدولة لأن الدولة هي فكرة أقدم وأقل اتساعا" من فكرة القومية العربية .. يعني أن فكرة القومية العربية هي موجودة باطنيا" وأسباب وجودها هي من خلقها .. وليس هي التي خلقت أسباب وجودها.. فالعرب بموجب موقعهم الجغارافي المشترك .. والحضارات القديمة التي ينتمون اليها .. ولغتهم المشتركة .. وتكوينهم الفزيولوجي المشترك .. وفر المناخ الملائم .. لوجود فكرة القومية بشكل باطني .. ولكنها لم تظهر حينها لعدم وجود اخطار تهددهم .. لتدفعهم للتوحد .. بل كانو يتناحرون فيما بينهم (ولا أظن ان هناك أحد لم يحضر مسلس الزير سالم) وبعد ذلك توحدوا حت راية الاسلام الذي انتشر عندهم بلغتهم ..(يعني أنا هنا سأتحدث كملحد) أن محمد لو لم يرى في العرب نقاطا" مشتركة جدا" .. وروابط تجعلهم يستطيعون الاندماج تحت دين أو فكر أو قومية أو أي شيء .. لما استطاع أن ينشر دينه بينهم .. يعني عندها أيضا" كانت فكرة القوميية العربية موجودة باطنا" ... ومن ثم تتالت الحضارات والدولة الاسلامية الأموية والعباسية والحمدانية .. الخ الخ .. وكل هذه الحضارات لم تكت تعتمد على الدين السلامي كموحد للعرب .. بل اعتمدت على العرب الوحدة الموجودة أصلا" في عدة أوجه بين العرب .. لا أريد ان اطيل الحديث .. واستمر الوضع هكذا .. الى أن جاء الاحتلال العثماني ... الذي فجر فكرة القومية العربية .. فهنا كان العرب في حالة خطر .. فهم مسلمون .. والعثمانيون مسلمون .. ولكن هم عرب وأولائك أتراك .. هم في أرضهم وأولائك جاؤوا ليحتلوا أرضهم بحجة الدين .. وهنا أحب أن أقول نقطة أظهرت نفسها بنفسها أن القومية العربية رابط كان أقوى من الدين بين العرب .. وكان متأصلا" في داخلهم طوال عقود دون أن يظهر .. أكثر من الدين .. بل أن الدين نفسه سهل دخوله اليهم وجود بذور مشتركة بينهم (تسمى بالقومية العربية حاليا) .. (وهنا لم أذكر المسيحيين ، لأنهم كانوا أقليات ولم يظهروا حتى فترات متأخرة في التاريخ العربي الاسلامي الطابع ) .. اذا بدأ فكرة القومية العربية بالخروج من العقل الباطني للأيديولوجيا العربية .. الى العقل الظاهري لها .. في أواخر الاحتلال العثماني ...ومن الناحية النظرية كانت مسالة القومية العربية وفكرة الأمة العربية قد نضجت على أيدي عدد من المفكرين في سوريا الكبرى ..قبل قيام ثورة تموز في مصر والتي انتهجت العمل الواقعي ،والأدوات العسكرية في تحقيق هذه الفكرة التي أنضجها الوضع في فلسطين ،والتحديات ،والانتهاكات التي حصلت من قبل الحركة الصهيونية . أي ان شعور العرب بالخطر هو الذي أظهر القومية الدفينة فيهم ..وبالمقابل فقد عمل البعثيون على انتهاج طريق منظم لتحقيق القومية العربية على أسس اشتراكية ،أي ربط القومية بالاشتراكية ،ورغم إن عبد الناصر و البعثيين ينتهجون الفكر القومي إلا إن تقاطعات كبيرة بدت بينهما من حيث الأيديولوجية ومن حيث التطبيق.
واما في العراق فقد بدأت الفكرة القومية منذ بداية الدولة العراقية وربما تكون ولادة هذه الفكرة جاءت من رحم الثورة العربية الكبرى التي قام بها الشريف حسين بالتعاون مع البريطانيين حيث التحق به ياسين الهاشمي وجعفر العسكري ونوري السعيد وهما من أهم الشخصيات العسكرية السياسية التي كان لها الدور الاهم في السياسة العراقية ،وفي صياغة أسس المشروع القومي في العراق.
ومن الملاحظ أن عصر القومية العربية الذهبي قد تلاشى مع تلاشي زمن حركات التحرر الوطني في الشعوب التي فشلت في استثمار عملية الاستغلال الوطني في أيجاد وخلق فرص تنموية تقفز بها الى مصاف الدول المتقدمة.
يعني ان القومية العربية سواء كانت موجودة في العمق التاريخي العربي .. أو أنها افتعلت من قبله للرد على أخطار محدقة بهم ( وساعدهم في تحقيها وظهورها أمالاهم وآلامهم وجغرافيتهم المشتركة .. وكل ما تعلمناه في كتب القومية) بكلا الحالتين فهي عندما كانت في أوجهة كانت لو تم الهتمام بها بقوة ووطنية مشروعا" رائعا" للعرب .. وهنا أنا أعني لو أنهم انطوى تحت راية القومية العربية .. مع الاحتفاظ بالاستقلال السياسي والجغرافي لكل دولة .. والاتحاد المصيري والمعنوي بينهم .. لكن ساسة العرب انهمكوا بتصدير سياسات فاشلة كما في ليبيا والعراق ومحاولة تعميم نظامها السياسي على الدول المجاورة ،بدعوى التحرر القومي العربي ،وان التعاطي مع الفكرة القومية العربية افسدها كثيرا رغم انها اسهمت في صعود ساسة وضباط ونظم لاتستحق الحكم ،وجعلتها المتحكم الوحيد بمصير ملايين الناس.
يعني أنا حاليا" لازلت مؤمنا" ( وهذا شيء شخصي لا أطلبه ولا أعتبر أي شخص لا يؤمن به أنه خائنا" أو ليس وطنيا") بالقومية العربية وأعمل عليها ولو في اطار ضيق .. فأنا أتعرف على أشخاص من بلدان عربية أخرى يسكنون في سوريا . وخاصة بسبب طبيعة عملي في مقهة انترنت في أحدى ضواحي الشام التي تعج بالجنسيات العربية المختلفة ..
الخلاصة : انا لازلت أرى بأن القومية العربية هي أروع مشروع طرحه المفكرين العرب للوضع العربي .. ولكني أرى أن الوقت الآن غير مناسب لطرحه والتمسك به .. لأن الجو ليس ملائما" له .. وكل من يطرحه حاليا" هو غالبا" يطرحه ليزيد من اجهاض فكرة القومية العربية في فكر الشارع العربي .. التي تعرضت لثلاثين سنة من الاجهاض من خلال سياسة الحكام العرب . الذين أفهمونا بأنهم يعملون لصالح القومية العربية (وكانوا عكس ذلك ) ولكننا لم نعرف انهم عكس ذلك .. ولكن كل ما عرفناه بأنهم فعلا" يعملون لصالح القومية العربية .. وفي الوقت نفسه كنا نرى حالتنا كمواطنين (كل في دولته) تزاداد سوء" .. مما دفعنا الى نبذ القومية العربية دون أن نعرف أن ما كنا نتعاطاه خلال 40 سنة كان عبارة عن زيف قومي .. وقومية كراسي ..
ولا تستغربوا ذلك .. فهذا ما حصل أيضا" بالنسبة لنزيف الأمة العربية .. فلسطين .. وبسبب الزيف السياسي الازدواجي .. كره الشارع العربي قضية فلسطين .. التي لم تكن مطروحة بشكلها الصحيح في أعلامنا ومن قبل قاداتنا ..

هلا بعد أذن جوي وياس .. صرلي ساعة عم أكتب كلام عقلاني وبعيد عن عواطفي الجياشة .. وبعيد عن الرومانسية .. وبالنهاية حابب اختم بشيء رومنسي هوي ما راح يكون الو علاقة بالنقاش أو المداخلة أنما هوي شيء شخصي محض ..
يعني أنا حاليا" لن أميت بذرة القومية العربية في داخلي .. وفي الوقت نفسه أعرف أن الوقت الآن غير مناسب لطرحها .. لأن كل من يطرحها الآن يتهم بالمزاود والخائن ..
ولكني سأحتفظ بها وأحول زرعها حين يصبح الجو مناسبا" .. لها .. والا فستوت في صدري .. عندما أموت وتنبت زرعا" على القبر ..لتفتح زهور قومية قد يقطفها أحد يوما" ما ويشتم رائحتها ..



يلعن ربكون هلكت ..

بس موضوع رائع .. :D :D

Joe 28/04/2005 21:15

اخي حسام :o
يعطيك العافية... بس :angel:
انت هيك خرجت (خرجت كتير) عن السؤال المطروح
يعني انت تطرقت للحضارة و اللغة و الإسلام و الأتراك و البعث و الناصرية و الروابط الفكرية و فلسطين.. و لم تجاوب على السؤال المطروح يلي بيتعلق بالناحية العرقية فقط... يعني هل فعلا العرب امة وحدة من الناحية العرقية.. لانو في ناس بتامن بالقومية العربية و بتآمن فوقها انو العرب فعلا امة واحدة و من أصل بشري واحد... و في ناس بتآمن بالقومية فكريا و لغويا فقط و في فرق كبير... يعني سؤالي المفروض يتطرق على موضوع الفينيقيين و الفراعنة و هل فعلا كل العرب و السوريين و إلخ أصلهم من شبه الجزيرة لما كيف... و هل هادا مهم بنظرك

هلا انا ما عندي مشكلة بكيف بتحبوا تحكوا بالموضوع... اذا بتحبوا تكملوا هيك انتوا احرار... بس انا كنت مفكر قسّم الموضوع لأجزاء صغيرة بتكون الإجابة عليها صغيرة كمان مشان سهولة ترتيب الأفكار ... يعني كنت رح خصص سؤال منفرد لكل هل أشياء يلي حكيت عنها انت: البعث الاسلام العثمانيين .. إلخ

بقى شو قلتوا؟ نكفي هيك لما نرجع من أول و جديد؟

yass 01/05/2005 13:17

اقتباس:

السؤال الأول: لنبدأ بنشأة الفكر القومي العربي, ما هي الدلائل مع أو ضد الفكر القومي على مستوى الانتربولوجيا أي علم الإنسان.. أي هل هناك دليل على وحدة الشعوب العربية بشريا؟ هل هم شعب واحد فعلا ام شعوب منفصلة؟ (ناحية عرقية)


من الناحية العرقية أو الانتروبولوجية لا أرى أي رابط عرقي بين ما يصطلح على تسميته اليوم بالعرب .... قد لا يكون ذلك بذي أهمية , لكن أظن أنه من الواضح اختلاف الأعراق و الأصول



معذرة من الزملاء الذين ردوا هنا..... تم نقل ردردهم للارشيف و سيتم ارجاعها عند انتهاء الحوار الثنائي خسب ما تم الاتفاق عليه

عاشق من فلسطين 01/05/2005 13:38

أبو مارل الغالي .. أنا ماني شايف أنو موضوع القومية العربية بينحط بكذا سؤال .. خلص كتوب رأيك الكامل بجميع الأبعاد ..
يعني أنا شايف أنو عامل العرق... لم يكن العامل الأكبر لنشء فكرتها .. أنما كان اللغة والأرض والتاريخ وتشابه البنية ..

يعني خلاصتو كتوب رأيك عن القومية العربية بجميع الأبعاد :D :D :D

yass 01/05/2005 17:26

طيب بس عطيني شوية وقت ...........

معذرة من Joe

Joe 01/05/2005 18:30

طيب ع راحتكون ما في مشكلة :?

عاشق من فلسطين 02/05/2005 12:08

اقتباس:

طيب بس عطيني شوية وقت ...........
خود وقتك شريك .. :hart:

yass 02/05/2005 13:17

القومية العربية
 
قبل أن نتحدث عن القومية العربية علينا أن نجيب على سؤال مهم جدا : ما هي العروبة ؟ أو بمعنى آخر .. من هم العرب؟
قد نسأل عشرات الأشخاص و نحصل على عشرات الأجوبة المختلفة , و بعضهم قد يعجز عن الجواب .
القومية العربية هي محاولة (فاشلة برأيي) للنهوض برابط يجمع الشعوب المحكومة من قبل الدولة الاسلامية السابقة , و رأيي هذا يعززه أننا لم نر حركة قومية عربية قبل ضعف و سقوط الدولة العثمانية, أي نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين.
القوميون العرب يقولون عن "الوطن العربي" بأنه دولة ذات تاريخ مشترك , لغة مشتركة , مصالح مشتركة , آمال و تطلعات و أهداف مشتركة, و أرض واحدة... سأحاول البحث في هذه النقاط جميعا :

1- التاريخ المشترك : نستطيع أن نتحدث عن تاريخ مشترك فقط اذا ربطنا العروبة بالعقيدة الاسلامية , وهذا الربط يحاول القوميون العرب الابتعاد عنه , بالبحث في تاريخ المنطقة "العربية" , لا نجد ولو حتى اسميا, دولة عربية الولاء , انما نجد دول ذات ولاء تام للاسلام ( الخلافة الراشدية) ,أو ولاء للأسرة الحاكمة و طريقتها الدينية ( الأموية, العباسية , الفاطمية) , ثم بدأت بالظهور دويلات ذات ولاءات عشائية بحتة ( الحمدانية , الزنكية , الأيوبية) ثم حكم المماليك...
بعدها نصل للدولة العثمانية , التي نرى فيها عودة نسبية للولاء الاسلامي, ولو شكليا, باضمحلال الدولة العثمانية نجد ظهور الأفكار "التحررية العربية" ... برأيي الشخصي , ظهور العروبة كان نوعا من المبرر للمسلمين في شبه الجزيرة , و من ثم في بلاد الشام, لمحاربة العثمانيين المسلمين أيضا , وحتى المبرر للتحالف مع الانكليز.

2- اللغة المشتركة : الكثير من القوميين العرب يرى هذا العامل أكثرها أهمية , شخصيا اعتقد العكس تماما, أرى أنه أقل العوامل أهمية... الصين دولة عظمى ولا يوجد بها لغة موحدة , بالمقابل, الكثير من دول أفريقيا تتحدث الفرنسية, و لا يعني ذلك اطلاقا أنهم فرنسيون .
اللغة العربية انتشرت في مناطق الفتح الاسلامي بسبب الطقوس الدينية الاسلامية و بسبب الاصرار على عروبة لغة القرآن , هذا الانتشار تم في بعض الأحيان بشكل ظالم و على حساب اللغات المحلية , كالكردية و الأمازيغية و الارامية و القبطية.

3- المصالح المشتركة : اذا تحدثنا اقتصاديا , اعتقد أن الأمر واضح تماما , لا يوجد التكامل الاقتصادي الأسطوري , اقتصاد السعودية مثلا يستحيل أن يتوافق مع اقتصاد السودان أو موريتانيا مثلا , أو حتى سوريا.
أما اجتماعيا , كل منطقة تحاول تطبيق القيم الخاصة بالمعتقد الديني أو التيار الفكري السائد في هذه المنطقة , لا تطابق بين قيم الخليج أو المغرب مع قيم و اسلوب حياة الشام , لاأقول أفضل أو أسوء...لكن الاختلاف جذري .

4- الآمال و التطلعات المشتركة : هذا العامل "الرومانسي" يسقط بفعل ثقله الذاتي على ما أعتقد , ما يتطلعه المواطن أو بمعنى آخر , نموذج الدولة المفضل من قبل المواطنين في مختلف الدول "العربية" مختلف جذريا من مكان لآخر .

5- الأرض الواحدة : لا أعرف صراحة أين هي الأرض الواحدة , الا اذا كنا نتحدث عن الكرة الأرضية !!!
لا أرى علاقة بين منطقة الشام و صحراء الربع الخالي , أو بين الريف المغربي و ووادي النيل.

لا يمكن أن أنفي الرابط الثقافي العربي بفضل اللغة العربية الفصحى , لكنني لا أعتقد أنه أقوى من الفرنكوفونية مثلا.......و أرى أن الحديث عن روابط أخرى هو نوع من الطوباوية .




تحياتي :D

yass 05/05/2005 19:54

بالاتفاق بين طرفي الحوار تم تحويل الموضوع لحوار مفتوح

نرحب بآرائكم و تعليقاتكم

Yass

قصي مجدي سليم 05/05/2005 21:06

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : عاشق من فلسطين
اقتباس:

السؤال الأول: لنبدأ بنشأة الفكر القومي العربي, ما هي الدلائل مع أو ضد الفكر القومي على مستوى الانتربولوجيا أي علم الإنسان.. أي هل هناك دليل على وحدة الشعوب العربية بشريا؟ هل هم شعب واحد فعلا ام شعوب منفصلة؟ (ناحية عرقية)
أن الحالة الطبيعية لأي مجموعة بشرية تملك بعض الصفات المشتركة .. من حيث مكان الاقامة .. والعادات والتقاليد .. واللغة والتكوين الفيزيولوجي البشري .. يخلق تلقائيا" فكرة الرهط ( أي شمل الأفراد في مجموعة واحدة) وهنا أنا لا أعني الدولة لأن الدولة هي فكرة أقدم وأقل اتساعا" من فكرة القومية العربية .. يعني أن فكرة القومية العربية هي موجودة باطنيا" وأسباب وجودها هي من خلقها .. وليس هي التي خلقت أسباب وجودها.. فالعرب بموجب موقعهم الجغارافي المشترك .. والحضارات القديمة التي ينتمون اليها .. ولغتهم المشتركة .. وتكوينهم الفزيولوجي المشترك .. وفر المناخ الملائم .. لوجود فكرة القومية بشكل باطني .. ولكنها لم تظهر حينها لعدم وجود اخطار تهددهم .. لتدفعهم للتوحد .. بل كانو يتناحرون فيما بينهم (ولا أظن ان هناك أحد لم يحضر مسلس الزير سالم) وبعد ذلك توحدوا حت راية الاسلام الذي انتشر عندهم بلغتهم ..(يعني أنا هنا سأتحدث كملحد) أن محمد لو لم يرى في العرب نقاطا" مشتركة جدا" .. وروابط تجعلهم يستطيعون الاندماج تحت دين أو فكر أو قومية أو أي شيء .. لما استطاع أن ينشر دينه بينهم .. يعني عندها أيضا" كانت فكرة القوميية العربية موجودة باطنا" ... ومن ثم تتالت الحضارات والدولة الاسلامية الأموية والعباسية والحمدانية .. الخ الخ .. وكل هذه الحضارات لم تكت تعتمد على الدين السلامي كموحد للعرب .. بل اعتمدت على العرب الوحدة الموجودة أصلا" في عدة أوجه بين العرب .. لا أريد ان اطيل الحديث .. واستمر الوضع هكذا .. الى أن جاء الاحتلال العثماني ... الذي فجر فكرة القومية العربية .. فهنا كان العرب في حالة خطر .. فهم مسلمون .. والعثمانيون مسلمون .. ولكن هم عرب وأولائك أتراك .. هم في أرضهم وأولائك جاؤوا ليحتلوا أرضهم بحجة الدين .. وهنا أحب أن أقول نقطة أظهرت نفسها بنفسها أن القومية العربية رابط كان أقوى من الدين بين العرب .. وكان متأصلا" في داخلهم طوال عقود دون أن يظهر .. أكثر من الدين .. بل أن الدين نفسه سهل دخوله اليهم وجود بذور مشتركة بينهم (تسمى بالقومية العربية حاليا) .. (وهنا لم أذكر المسيحيين ، لأنهم كانوا أقليات ولم يظهروا حتى فترات متأخرة في التاريخ العربي الاسلامي الطابع ) .. اذا بدأ فكرة القومية العربية بالخروج من العقل الباطني للأيديولوجيا العربية .. الى العقل الظاهري لها .. في أواخر الاحتلال العثماني ...ومن الناحية النظرية كانت مسالة القومية العربية وفكرة الأمة العربية قد نضجت على أيدي عدد من المفكرين في سوريا الكبرى ..قبل قيام ثورة تموز في مصر والتي انتهجت العمل الواقعي ،والأدوات العسكرية في تحقيق هذه الفكرة التي أنضجها الوضع في فلسطين ،والتحديات ،والانتهاكات التي حصلت من قبل الحركة الصهيونية . أي ان شعور العرب بالخطر هو الذي أظهر القومية الدفينة فيهم ..وبالمقابل فقد عمل البعثيون على انتهاج طريق منظم لتحقيق القومية العربية على أسس اشتراكية ،أي ربط القومية بالاشتراكية ،ورغم إن عبد الناصر و البعثيين ينتهجون الفكر القومي إلا إن تقاطعات كبيرة بدت بينهما من حيث الأيديولوجية ومن حيث التطبيق.
واما في العراق فقد بدأت الفكرة القومية منذ بداية الدولة العراقية وربما تكون ولادة هذه الفكرة جاءت من رحم الثورة العربية الكبرى التي قام بها الشريف حسين بالتعاون مع البريطانيين حيث التحق به ياسين الهاشمي وجعفر العسكري ونوري السعيد وهما من أهم الشخصيات العسكرية السياسية التي كان لها الدور الاهم في السياسة العراقية ،وفي صياغة أسس المشروع القومي في العراق.
ومن الملاحظ أن عصر القومية العربية الذهبي قد تلاشى مع تلاشي زمن حركات التحرر الوطني في الشعوب التي فشلت في استثمار عملية الاستغلال الوطني في أيجاد وخلق فرص تنموية تقفز بها الى مصاف الدول المتقدمة.
يعني ان القومية العربية سواء كانت موجودة في العمق التاريخي العربي .. أو أنها افتعلت من قبله للرد على أخطار محدقة بهم ( وساعدهم في تحقيها وظهورها أمالاهم وآلامهم وجغرافيتهم المشتركة .. وكل ما تعلمناه في كتب القومية) بكلا الحالتين فهي عندما كانت في أوجهة كانت لو تم الهتمام بها بقوة ووطنية مشروعا" رائعا" للعرب .. وهنا أنا أعني لو أنهم انطوى تحت راية القومية العربية .. مع الاحتفاظ بالاستقلال السياسي والجغرافي لكل دولة .. والاتحاد المصيري والمعنوي بينهم .. لكن ساسة العرب انهمكوا بتصدير سياسات فاشلة كما في ليبيا والعراق ومحاولة تعميم نظامها السياسي على الدول المجاورة ،بدعوى التحرر القومي العربي ،وان التعاطي مع الفكرة القومية العربية افسدها كثيرا رغم انها اسهمت في صعود ساسة وضباط ونظم لاتستحق الحكم ،وجعلتها المتحكم الوحيد بمصير ملايين الناس.
يعني أنا حاليا" لازلت مؤمنا" ( وهذا شيء شخصي لا أطلبه ولا أعتبر أي شخص لا يؤمن به أنه خائنا" أو ليس وطنيا") بالقومية العربية وأعمل عليها ولو في اطار ضيق .. فأنا أتعرف على أشخاص من بلدان عربية أخرى يسكنون في سوريا . وخاصة بسبب طبيعة عملي في مقهة انترنت في أحدى ضواحي الشام التي تعج بالجنسيات العربية المختلفة ..
الخلاصة : انا لازلت أرى بأن القومية العربية هي أروع مشروع طرحه المفكرين العرب للوضع العربي .. ولكني أرى أن الوقت الآن غير مناسب لطرحه والتمسك به .. لأن الجو ليس ملائما" له .. وكل من يطرحه حاليا" هو غالبا" يطرحه ليزيد من اجهاض فكرة القومية العربية في فكر الشارع العربي .. التي تعرضت لثلاثين سنة من الاجهاض من خلال سياسة الحكام العرب . الذين أفهمونا بأنهم يعملون لصالح القومية العربية (وكانوا عكس ذلك ) ولكننا لم نعرف انهم عكس ذلك .. ولكن كل ما عرفناه بأنهم فعلا" يعملون لصالح القومية العربية .. وفي الوقت نفسه كنا نرى حالتنا كمواطنين (كل في دولته) تزاداد سوء" .. مما دفعنا الى نبذ القومية العربية دون أن نعرف أن ما كنا نتعاطاه خلال 40 سنة كان عبارة عن زيف قومي .. وقومية كراسي ..
ولا تستغربوا ذلك .. فهذا ما حصل أيضا" بالنسبة لنزيف الأمة العربية .. فلسطين .. وبسبب الزيف السياسي الازدواجي .. كره الشارع العربي قضية فلسطين .. التي لم تكن مطروحة بشكلها الصحيح في أعلامنا ومن قبل قاداتنا ..

:D :D

أعتقد في رأيي الشخصي أن الأخ العزيز (العاشق) قد اخطأ في سرد بعض الحقائق .. ولقد أوقعه خطأه هذا في سلسلة تصورات وأفكار خاطئة ..
في البدء أحب أن أشير الى أن القومية العربية فكرة (عنصرية) وهي التي قد اوقعت العرب في كل المشاكل التي وقوعوا فيها منذ العام 1936 وحتى الآن.. فلولى العنصرية في التعامل والأنفة الكاذبة والصور الشائهة التي حاولوا تقديمها عن اليهود والغرب .. لولا كل هذا لكانت القضية الفلسطينية قد حلت من تلقاء نفسها منذ العام 1936 ولكننا جررناها الى 1948ثم الى 1956 ثم الى 67 ولا زالت الخطوات نحو الهاوية .. كل هذا بدعوى (العنصرية العربية)
وليس العرب (شعب) ولا هم (أمة) لكي ينادوا بالقومية العربية.. ولم يكن العرب في يوم من الأيام شعب .. ولم يكونوا أمة في يوم من الأيام ..
ولم يستبطن (محمد النبي) هذا في دعوته للعرب .. فإن محمد (النبي) ليس ذو أصل عربي بل هو (عبري) الأصل وهو ينتمي الى العرب المستعربة وليس العاربة..
لم تمتلك القبائل العربية مقومات وحدة في ذلك الزمان (ولا يمتلكوها على أساس القومية الآن)..
لم تكن القبائل متوحدة لغة ، ولا دينا ، ولا ثقافة، ولا جغرافية ، ولا على أي مستوى إثني أو إداري ..
كانت القبائل العربية مختلفة في ثقافاتها وفي اديانها وفي عاداتها وفي تقاليدها وفي (لغتها) .. وما فعله (محمد النبي) هو أن جمعهم على (لغة قريش) ووحدهم تحت دولة المدينة .. ولكنه لم يصهرهم كبوتقة واحدة أبدا .. لأنه وفي صميم دعوته يقول :
(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
ولأنه يقول:
(لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى)..
وبهذا فلقد جاءت الدولة وهي تعلم تماما أن تمايز الناس فيها ليس (للجنس) مصير فيه .. وإن صاحب هذا المشروع هنات عديدة أولها هو وجوده في الرقعة (التي تضم قبائل عربية) وتكونت جيوشه الأولى (من القبائل العربية) لهذا كان لهم الفضل الاول في كل هذا .. ولكن العرب لم تكن لهم حضارة في يوم من الايام وهم أميل الى البادوة منهم الى الحضر (راجع صاحب المقدمة إبن زيدون) .. لهذا فإن ما حدث هو الذي حدث لليونان.. لقد قيل :
(إن الرومان قد إنتصروا عسكريا ولكن اليونان إنتصروا ثقافيا)
والعرب أنتصروا عسكريا .. لكل ما ذكرنا .. ولكن كل حملة الثقافة التي (جاء بها الاسلام) قد كانوا غير عرب .. وللعجب فإن أكبر عالم لغة عربية كان غير عربي (سيبويه) وصاحب أكبر كتاب للأحاديث النبوية غير عربي (البخاري) ورواد الفكر والفلسفة والعلوم كانوا غير عرب .. وما كان للدولة الإسلامية أن تستمر في العهد العباسي لولا المماليك .. لهذا فإن تصوير دور الأقليات وكأنه دور _ثانوي) لم يكتمل الا في العهد العثماني .. يعتبر تصوير مخل .. وحتى في العهد الحمداني كان حاكم مصر (أكبر دولة عربية) غير عربي (كافور) ...
ليس للعرب حظ في الحضارة الاسلامية إلا الدين الجديد و الا من قبيل إنصهارهم فيها مع البوتقة التي شكلها الاسلام .. ثم هم بعد العهد (الراشد) لم يكن لهم حظ من الدين الجديد الا الشكل فقط فأنتهت بهذا (أسباب عزهم)..
لأن تعاليم الدين الجديد كانت بلا شك(أتكلم كمؤمن هنا ، وكتاريخي أيضا) :) كانت بلا شك أفضل بما لا يقاس من تعاليم الجاهلية .. ولكنهم لم يكن لهم حظ منها بعد العهد الراشد..
إذن خلاصة هذه النقطة .. لم يكن للعرب شيئا مشتركا غير (الدين الذي وفره محمد النبي) وقبلها لم يكن لهم شئ مشترك .. لا دين ولا لغة ولا ثقافة (مبحث اللغة هذا يمكن الرجوع اليه بصورة أكثر تفصيلا أذا أحب المشاركون)..
والاسلام لم يخلق من العرب (شعبا) لأنه ينقض في نصوصه العنصرية (الإثنية) ويأبى أي تكتلات على مستوى الجنس أو النوع..
النقطة الثانية / أعتقد أن السياسات العربية الفاشلة لا يكمن العيب فيها للنظرة القومية فقط بل الى الجهل وسوء الخبرة والدكتاتورية .. وما تم تصديره من أنظمة قومية فاشلة هو في نظري أفضل نموذج للقومية ولن تستطيع القومية أن تأتينا بأفضل من (عبد الناصر) .. ورغم هذا فإن عبد الناصر بالذات يتحمل المسؤلية كاملة عن كل ما يجري الآن في المنطقة العربية .. وهو صاحب العقلية التي ترفض (الإعتراف، والتفاوض، والسلام) مع إسرائيل.. وهو من أكبر مزيفيي الديمقراطية بعد (الشيوعيين، وموسليني، وهتلر) وهو قبل هذا وذاك صاحب الشعبية الكبيرة التي إن نمت عن شئ انما تنم عن الجهل الذي وقعت فيه شعوبنا ولا زالت تقع فيه حتى الآن....
ختاما كما بدأت أختم .. إن القومية العربية (عنصرية) ، وهي دجل .. اسأل الله أن يعافي أفكار أهلنا منه وينظر كل منهم الى (الإنسان) بدلا عن العرب.. ويصبح التمايز بالافكار ، بدلا عن الجنس واللون واللغة.
دمتم

كهربجي 08/08/2007 17:27

هه... اطلع.. خلينا نشوف الآراء بعد سنتين

COSTA 08/08/2007 19:29

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : كهربجي (مشاركة 695182)
هه... اطلع.. خلينا نشوف الآراء بعد سنتين

يعني جنبلاطية:o
شو بدي قول ما بعرف ... اذا حكى الواحد بيتهجمو علية ...
يعني موضوع حلو كتير والاحلى هو النقاش الهادئ يللي فيه....
يعطيكون العافية شباب:D

yass 08/08/2007 19:36

بهديك الأيام لما كنا شباب عملنا مجموعة حوارات من هالنوع عن عدة مواضيع, بحبش عنون يا كوستا باعتبارم مدير الآثار والتحف بالمنبر :p


:D:D:D:p

ليندا 09/08/2007 01:19

حوار اكتر من رائع عن جد يعطيكن الف عافيه خسارة غيبة عاشق عن الأخويه

SABE 09/08/2007 18:03

بتمنا إسمع رد JOE على نفس هاد الموضوع, و يا ريت باقي الشباب و الصبايا ننتظر شوي بالرد تبعنا لبين ما نقرا الردود بعد سنتين من الحوار الأساسي .. و بحال الرغبة نستطيع مناقشة الموضوع بعد رد جو و رد ياس إذا عندو شي تغير على ردو قبل فترة سنتين :D

brave heart2 09/08/2007 18:22

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : SABE (مشاركة 696882)
بتمنا إسمع رد JOE على نفس هاد الموضوع, و يا ريت باقي الشباب و الصبايا ننتظر شوي بالرد تبعنا لبين ما نقرا الردود بعد سنتين من الحوار الأساسي .. و بحال الرغبة نستطيع مناقشة الموضوع بعد رد جو و رد ياس إذا عندو شي تغير على ردو قبل فترة سنتين :D


شو رأيك منستنى كمان 3 سنين بكون طلع عاشق (( حسام ملحم )) ومنسألو بعد تجربتو شو تغيير بآرائو ؟؟

:D

yass 09/08/2007 19:02

أنا رأيي ما تغير...بحالو :pos:

:D:D


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 15:41 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.04728 seconds with 11 queries