أخوية - هي-محمود شاكر

هي

لا أريد أن أكلمكم عن نفسي أو عن إنجازاتي وعبقريتي ولكني أريد أن أحادثكم عنها .... هي .
إنها من ملأت حياتي من أول لحظة دخلت فيها بيتي المتواضع البعيد كل البعد عن أدنى درجات النظام والترتيب ..
لقد كان بيتي كالغابة بكل ما فيها .. أثاثي كالأشجار التي تنبت أينما أرادت .. كتبي كالطيور لا تستطيع أن تحدد لها مكانا تجدها فيه فهي دائمة التنقل بين جدران بيتي فأحيانا أجدها على رف المكتبة وأحيانا أجدها داخل الثلاجة وأحيانا لا أجد لها أثرا .
إلى أن جاءت هي فنظمت بيتي وحياتي .. ووضعت لمستها المنظمة على حياتي فأثرت في جميع نشاطاتي فأصبحت حياتي مرتبة .. كتبي منظمة بيتي منسق لا أخجل من أن أستضيف به أصدقائي كما كنت أخجل من قبل
ولكن هذا عن حياتي .... فماذا عنها هي ؟؟؟
إنها إن نظرت في عينيها أسرتك نظرة الحنان التي تمدك بها وإذا دققت النظر في شفتيها وجدت ابتسامة هادئة تطمئن نفسك أما إذا اتسعت نظرتك فشملت وجهها رأيت وجها لا يخلو من جمال هادئ أتى عليه الزمن فحفر فيه خبرات تفوق سنين عمرها التي عاشتها في هذه الحياة ... فإذا اتسعت نظرتك لتشمل جسدها فستجده ممتلئاً قليلاً فهي ليست في جسد فينوس ولكن جسدها يذكرك بالمصريات الأصيلات التي لا يخلوا منهن بيت مصري
===============================
" عايز حاجة تاني يا سي أحمد "
فاجأني صوتها فاستيقظت من أحلام يقظتي ووجدتها أمامي
( أم السيد ) .... الشغالة

محمود محمد شاكر
:D