أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   منبــر أخويـــة الحــــــر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=15)
-   -   الأزهار النارية للحرية (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=85697)

yass 14/11/2007 11:44

الأزهار النارية للحرية
 
سهير أتاسي



لا يمكن لبراعم التغيير أن تتفتّح إلا في أرض خصبة، ضاربةً جذورها في الأعماق متأصّلة فيها، لا تحدّ من امتداد أغصانها تلك السقوف التي ترتفع وتنخفض تبعاً لسياسة رسمية أو تكتيك جهة حزبية أو مصالح فردية أقلوية... من شأن أي حراك شبابي حقيقي مستقل أن يشكّل عماد تلك الأرض، وذلك بما يحمله من طموح بمستقبل حرّ كريم في مجتمع ديمقراطي تسوده قيم العدالة والإنسانية. ولن يكون هناك مفاصل تحوّل رئيسية في سعي المجتمعات نحو الحرية دون مشاركة الشريحة الأوسع فيها: الشباب .


تلك هي الحقيقة البيّنة التي أدركها النظام في سوريا ليجعل من أي نشاط شبابي حرّ خطّاً أحمر يحظر تجاوزه .. وهكذا نجده لا يتردّد في بطش أي حراك شبابي مستقل حتى ولو كان في مرحلته الجنينية . ففي عام 2004، اعتقل وفصل طلاب من الجامعة لمجرّد قيامهم باعتصام مطلبي سلمي احتجاجاً على المرسوم القاضي بإنهاء التزام الدولة بتوظيف المهندسين خمس سنوات بعد تخرّجهم، ثم تواصلهم مع بعض أطياف الحراك الديمقراطي سعياً منهم في توسيع دائرة اهتمام الرأي العام بقضيتهم. كما اعتقل طلاب أكراد اعتصموا احتجاجاً على العنف الأمني الذي تعاملت به السلطة تجاه أحداث القامشلي في نفس العام، والتي تجاوزت الحدث المباشر المتعلّق بمجرّد صدام بين مشجّعي فريقَين رياضيَين في ملعب.


وعلى الرغم من ذلك، لم يغلب الحراك الشبابي الجنيني الشعور باليأس والإحباط، بل ظلّ يبحث عن طرائق للعمل المدني السلمي ليعبّر الشباب من خلاله عن التزامهم بأمانة روحية وأخلاقية تقتضي بذل كل المساعي لمحاولة ربط ما تفككه أجهزة القمع، وزرع ما تقتلعه ريح التسلّط. فلم يتردّد بعضهم في تشكيل لجنة شبابية، عام 2005، في إطار منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي عندما حرص المنتدى على توسيع دائرة نشاطه ليخرج من الدائرة الضيّقة المتمثّلة بأطياف المعارضة، وليتجاوز حدود السجالات العقيمة مع مبعوثي السلطة إلى ندواته المفتوحة. وكان تميّز الشباب بأدواتهم المبتكَرَة ونظرتهم الجديدة لمعالجة أزمة المجتمع السوري ورؤاهم المتجددة وتفكيرهم الإيجابي الذي يعمل على تجاوز الانطباع السلبي. كانت تلك تجربة ديمقراطية حقيقية ضمّت أكثر من سبعين شاباً من مختلف المحافظات تحاوروا على مدى جلسات وجلسات، وقدّموا برامج عمل تمّ التصويت عليها، ثم كان انتخاب لجنة إدارية لم تسنح لها الفرصة لإدارة ذلك النشاط الشبابي المدني الواعد.
فبدايةً كان التصدّي لهذا المشروع من طرف بعض العقليات الوصائية النخبويّة في المعارضة، والتي رأت أن هذا النشاط "سيسير بالمنتدى نحو الهاوية"، و"سيتسبّب بالهبوط بسويّة المنتدى".. تلك العقليات التي لا ترى في الشباب إلا "قلّة الخبرة وعدم تحمّل المسؤولية والطيش والمبالغة في الحماس والاندفاع".. فيتقاطعون بذلك، من حيث لا يدرون ربما، مع العقلية الاستبدادية للسلطة الحاكمة التي تتعامل مع الشعب بوصفه قاصراً منتقصةً من أهليته الوطنية وجدارته الإنسانية .


لم ينجح هذا التصدّي في تجميد المشروع، خصوصاً في وجود شخصيات معارضة منفتحة على الشباب، تجد في حراكهم الحاضنة الضرورية التي تغرس وتعزّز جوهر وروح الفكر الديمقراطي، وترى في اهتمامهم بالنضال المطلبي أساساً ممكناً لاستقطاب شريحة أوسع من المجتمع الذي اعتزل ممارسة الشأن العام.
ثم جاء القرار الأمني للنظام السوري بإغلاق منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي ومحاصرة مقرّه حصاراً محكماً معطِّلاً ندواته واجتماعاته، تارةً بذريعة عرضه وجهة نظر جماعة الأخوان المسلمين في ندوة مفتوحة حول "الإصلاح في سوريا" (إلى جانب وجهات نظر عديدة للتوضيح البسيط)، وطوراً بحجّة عدم الحصول على ترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل (والتي رفضت عام 2001 طلب إشهار المنتدى بحجّة عدم الاختصاص).
لم يثنه عن التوغّل في أخطائه باتخاذ مثل هذا القرار حقيقةَ أن المنتدى امتلك شرعية الأمر الواقع بممارسة نشاطه العلني الحواري طيلة خمس سنوات، ولا حتى قصور السلطات نفسها في إصدار قانون عصري ينظم نشاط المنتديات والجمعيات والأحزاب (وليس المقصود هنا حتماً قانون طوارئ جديد على غرار قانون المطبوعات الأخير).


ولعلّ النظام في سوريا قد أوصل الرسالة "الرّدعية" المطلوبة باعتقال علي العبد الله المكلَّف من قِبَل مجلس الإدارة بقراءة ورقة الأخوان المسلمين عدّة أشهر، ومن ثم اعتقال كل المجلس لمدة أسبوع.. أوصلها لكل من تسوّل له نفسه بأن يتمثّل مبدأ الحوار الديمقراطي الحقيقي عبر الانفتاح على مختلف التيارات الوطنية الديمقراطية والمكوّنات الأساسية للمجتمع بغضّ النظر عن درجة الحظر التي تُطَبَّق من طرف سلطة تجرّد كلّ المجتمع من حقّه في ممارسة الشأن العام بما يتضمّنه من حقّ التفكير والتعبير. فلماذا إذاً إغلاق المنتدى وحظره هو الآخر؟؟


بات من الضروري التدقيق في هذه الحيثيات، وربط منع المنتدى من ممارسة نشاطه بعمله على تأسيس حراك شبابي فاعل كان هو صاحب المبادرة في الاعتصامَين الأوليَين دفاعاً عن مجلس إدارة المنتدى عند اعتقاله وعن حرية الرأي والتعبير في سوريا. بهذا المنع أراد النظام الإجهاز على تكوّن نواة نشطة تنذر بعودة الشباب إلى الاهتمام بالشأن العام، وتشارك في العمل على تجديد الحياة الفكرية والثقافية والسياسية في سوريا، وتنتقل بها إلى ميدان الفعل الحقيقي.


كذلك استمرّ النظام السوري في اعتماد نهج الدولة الأمنية باعتقال مجموعة من الشباب منذ العام الماضي على خلفية حوارات وكتابات ذات طابع سياسي، ثم إصدار الأحكام عليهم بالاعتقال في سجن صيدنايا العسكري لفترات تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات، أحكاماً لا تقبل النقض أو المراجعة صادرةً عن المحكمة الاستثنائية لأمن الدولة، إضافةً إلى تجريدهم من حقوقهم المدنية بعد أن تعرّضوا لأشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي. عمر علي العبد الله، طارق الغوراني، حسام ملحم، دياب سرية، ماهر إبراهيم إسبر، أيهم صقر، علاّم فاخور، قد لا يمثّلون - بإصرارهم على التعبير عن هموم وطموحات كلّ الشباب السوري بالوصول إلى سوريا حرّة ديمقراطية كريمة - إلا أقليّة في الشريحة الشبابية المصابة بالإحباط واليأس والخوف من القمع، والعازفة عن الاهتمام بالشأن العام في مجتمع تغلبه قيم الطاعة والامتثال والقسر والإرغام.. ذلك لا يعني أبداً أننا لا يمكن أن نتلمّس في بواطن هذا العزوف والانكفاء تعبيراً – ولو سلبياً – عن الاحتجاج على السياسات الرسمية العامة وفقدان الثقة في البناء السياسي والحزبي القائم.


تلك الشريحة أفقدها الشعور بالظلم والتمييز، الانتماءَ لهذا الوطن... حيث لا يمكن لهذا الانتماء أن يتعزّز إلا عندما يصبح الوطن ملاذاً يجد فيه الإنسان حريته وكرامته وإنسانيته، ويمارس فيه مواطنيته القائمة على الحقوق وليس فقط على الواجبات. بذلك فقط نستعيد إنسانيتنا ووطننا، كما نعيد الاعتبار لمفهوم "السيادة الوطنية" كي تعبّر عن سيادة مواطنين أحرار وليس سيادة حكّام على شعب محاصَر.


وتلك هي نفس الأقلية التي لا بدّ ستمتدّ لتشمل الشريحة الأكبر.. تستنهضها لتصوغا سوياً علاقة جديدة مع الوطن تسير بنا وبهم نحو التغيير والانعتاق من قيود الظلم والتعسّف والاستبداد ... عندها فقط سنقول للحرية: "نحنا جينا".. وسنغنّي مع فيروز المتوهّجة أبداً حدّ الوجع:


طلعنا تحرّرنا طلعنا على الضو طلعنا على الريح طلعنا على الشمس طلعنا على الحرية يا حرية يا زهرة نارية يا طفلة وحشية يا حرية ...

* دمشق
* سهير أتاسي ترأس مجلس إدارة "منتدى الأتاسي" في دمشق

المصدر: شفاف الشرق الأوسط (

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -

)

فاوست 14/11/2007 17:27

يعني الفكرة بتتحدث عن موضوع ومهم برأيي وموضوع هو مكان هون وهو عبارة عن فكرة للنقاش
وخصوصأ انو الكاتبة بحديثها عن قمع النظام للشباب وعرجت عند شباب الأخوية المعتقلين

شكرا مرة اخرى ياس موضوع جميل في مكانه المناسب

yass 14/11/2007 17:33

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : فاوست (مشاركة 816373)
يعني الفكرة بتتحدث عن موضوع ومهم برأيي وموضوع هو مكان هون وهو عبارة عن فكرة للنقاش
وخصوصأ انو الكاتبة بحديثها عن قمع النظام للشباب وعرجت عند شباب الأخوية المعتقلين

شكرا مرة اخرى ياس موضوع جميل في مكانه المناسب

بالضبط.. الموضوع جاد و مهم للغاية و هو الرعب من الحراك الشبابي. يعني من الواضح أن السلطة قد تسمح بهامش ضئيل جدا من الحرية لبعض زمر المعارضة (الختايرة) لا يمكن أن تسمح به للشباب لأن الكبار نتيجة تربية فترات غير بعثية لكن وجود شباب لديهم فكر غير بعثي يمكن أن يلوّث القيد الفكري المسلط على جيل الشباب الحالي الذي لا يعرف تاريخ سوريا قبل حزب البعث و الذي يتبنى بعفوية ما سمعه منذ صغره. لاحظ أن القبضة الأمنية مؤخرا ضاغطة على الانترنت الذي هو مجال شبابي بامتياز, و غيرها كثير من الأمور.

abosleman 14/11/2007 17:50

اقتباس:

تلك الشريحة أفقدها الشعور بالظلم والتمييز، الانتماءَ لهذا الوطن... حيث لا يمكن لهذا الانتماء أن يتعزّز إلا عندما يصبح الوطن ملاذاً يجد فيه الإنسان حريته وكرامته وإنسانيته، ويمارس فيه مواطنيته القائمة على الحقوق وليس فقط على الواجبات. بذلك فقط نستعيد إنسانيتنا ووطننا، كما نعيد الاعتبار لمفهوم "السيادة الوطنية" كي تعبّر عن سيادة مواطنين أحرار وليس سيادة حكّام على شعب محاصَر.

هون الزبدة ...

كل الشكر إلك ياس

فاوست 14/11/2007 17:53

اقتباس:

بالضبط.. الموضوع جاد و مهم للغاية و هو الرعب من الحراك الشبابي. يعني من الواضح أن السلطة قد تسمح بهامش ضئيل جدا من الحرية لبعض زمر المعارضة (الختايرة) لا يمكن أن تسمح به للشباب لأن الكبار نتيجة تربية فترات غير بعثية لكن وجود شباب لديهم فكر غير بعثي يمكن أن يلوّث القيد الفكري المسلط على جيل الشباب الحالي الذي لا يعرف تاريخ سوريا قبل حزب البعث و الذي يتبنى بعفوية ما سمعه منذ صغره. لاحظ أن القبضة الأمنية مؤخرا ضاغطة على الانترنت الذي هو مجال شبابي بامتياز, و غيرها كثير من الأمور.
نزل الإصلاحي مقالة عن نفس الموضوع عن مايا جاموس بعنوان

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -



وهي أيضاً صحفية شابة ولأنها كتبت تحقيق عادي تم إستدعاءها لعدة مرات وتهديها التحقيق الصحفي بالنسبة لنا عادي لكن بالنسبة للأمن وان يصدر من كتاب شباب فهنا المشكلة

محمد عزت رياض محمود 14/11/2007 23:51

شو قصّة الأمكنة معكم
فيها نقاط مهمه جداً وهي بحاجة لقراءة متأنية و دراسة
الرد غداً

ليندا 18/11/2007 11:46

اقتباس:

تلك الشريحة أفقدها الشعور بالظلم والتمييز، الانتماءَ لهذا الوطن... حيث لا يمكن لهذا الانتماء أن يتعزّز إلا عندما يصبح الوطن ملاذاً يجد فيه الإنسان حريته وكرامته وإنسانيته، ويمارس فيه مواطنيته القائمة على الحقوق وليس فقط على الواجبات. بذلك فقط نستعيد إنسانيتنا ووطننا، كما نعيد الاعتبار لمفهوم "السيادة الوطنية" كي تعبّر عن سيادة مواطنين أحرار وليس سيادة حكّام على شعب محاصَر.

بت على يقين أن الأوطان اصبحت املاكــاً خاصه للنخبه ليس للأحد حق التدخل فيها سوى..... تلك النخبه...

yass 18/11/2007 14:03

اقتباس:

بت على يقين أن الأوطان اصبحت املاكــاً خاصه للنخبه ليس للأحد حق التدخل فيها سوى..... تلك النخبه...
و ما هو مفهوم النخبة بالنسبة لك؟

:D

ليندا 19/11/2007 00:46

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : yass (مشاركة 819824)
و ما هو مفهوم النخبة بالنسبة لك؟

:D

اولئك الذين ولدو وفي اقدامهم ذاك البسطار العسكري الذي اتخزو منه اداة السيادة كما في القرون الوسطى ...تلك النخبة التي فشلت بامتياز في خلق رباط بينها وبين المجتمع ...فهم السادة واولئك العبيد ... فوضعوا لانفسهم خطوط معينة حمراء و هالة مقدسة من النفوذ و القوة حيث لأحد يستطيع تجاوزها ...!!!

ASH 19/11/2007 00:54

متابعه لانو فتت بالحيط من نعسي :D

yass 19/11/2007 01:03

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : ليندا (مشاركة 820504)
اولئك الذين ولدو وفي اقدامهم ذاك البسطار العسكري الذي اتخزو منه اداة السيادة كما في القرون الوسطى ...تلك النخبة التي فشلت بامتياز في خلق رباط بينها وبين المجتمع ...فهم السادة واولئك العبيد ... فوضعوا لانفسهم خطوط معينة حمراء و هالة مقدسة من النفوذ و القوة حيث لأحد يستطيع تجاوزها ...!!!

كلام صح.... هدول النخبة حاكمين البلد بس فشرو يمتلكو الوطن

البلد ادارة و اقتصاد و سياسة و نهب و فساد و شرطة و حرامية...

الوطن غير شي....

:D

ليندا 19/11/2007 02:10

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : yass (مشاركة 820547)
كلام صح.... هدول النخبة حاكمين البلد بس فشرو يمتلكو الوطن

البلد ادارة و اقتصاد و سياسة و نهب و فساد و شرطة و حرامية...

الوطن غير شي....

:D

وطن!!!

هي النخبه وصلت الى مرحلة التآله التي لارجعة فيها الغت في دواخلها مبدأ (( الواحد للوطن والوطن للجميع )) اصبحت اوطاننا املاكا يتوارثونها حتى وان حدث اانتخاب يكن مفروضا لااختيارا ,,,في قاموسهم لنا الهويه والعلم ولهم الارض وثرواتها
كل الانظمه العربيه بلا استثناء تسير على سياسة اباطرة القرون الوسطى حيث السيف مسلط على الرقاب حيث العنف والسجن والقمع فهي الوسيله الوحيدة لديمومة شرعيتها ’’ ثم يقولون اين منا الديمقراطيه ؟؟!!:?

لاديمقراطيه دون حريه ياانتم ....


:D

sezar 19/11/2007 11:50

يحكمون أوطانهم و ليسن أوطاننا .. يعيشون عالمهم و يحتلون عالمنا ..

yass 19/11/2007 14:40

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : sezar (مشاركة 820882)
يحكمون أوطانهم و ليسن أوطاننا .. يعيشون عالمهم و يحتلون عالمنا ..


كلام جميل جدا:D

Moonlights 19/11/2007 23:40

طبعاً الموضوع مهم ويمس كل شاب سوري بخاصة وكل مواطن سوري بعامة

أولاً وقبل كل شيء أنا مع حرية الفكر والتعبير والرأي وجميع الحرّيات التي هي حق طبيعي للإنسان في كل مكان

ولكن لنناقش موضوع وجود معارضات وليس معارضة واحدة في سوريا "طبعاً الأمر صحّي ولكن ليس في ظل نظام شمولي" فهل نستطيع إعتبار عبد الحليم خدام معارض وماذا يعارض هل هذا الكائن الذي كان سبباً رئيساً في نجاح الحركة التصحيحية والمسيرة التي أوصلت البلاد إلى ما أوصلته ومجمل الأعمال التي أسس لها من فساد وإفساد والحصول على الولاء مقابل بيع الوطن هل نستطيع اعتباره معارض .

وتوأم روحه البيانوني الذي يتحالف معه ويعمل في صفه كمعارض ألا يحق لنا أن نتسائل ماذا يعارض وهو بتحالفه مع خدام شريك له بكل ماضيه الأسود .

ثم ألم يرفع النظام نفسه سقف الحريات حتى أصبح المواطن يستطيع أن يجلس القرفصاء تحته بعد أن كان منبطحاً على بطنه طوال عقود .

هل كان هذا الرفع نتيجة نضال المعارضة الطويل أم كان هبه ومنحة مثل المنح التي تقدم على الراتب بين الفينة والأخرى ويطبل لها الموظفون ويزمّرون .

إن من يهب أو يمنح يستطيع أن يسترد ما وهب بأي وقت ولا تستطيع أن تفعل أكثر من لومه كما فعلة الأتاسي في مقالتها

ثم هل صحيح بأن النظام استفاق الآن على الشباب ودور الشباب أم أنه وكأي نظام شمولي جند الشباب وحتى الأطفال في منظمات مثل الطلائع واتحاد شبيبة الثورة وكما فعل الحزب الشيوعي في منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي التي كانت أبعد ما يكون عن الديمقراطية .

إذا النظام يعلم تماماً ما يمثل الشباب لذلك فهو حزر جداً في هذه القضية .

المطلوب من المعارضة "المعارضة الوطنية التي تهتم لمصلحة الوطن والمواطن وبخاضة جيل الشباب" أن تعمل على تأسيس أساس متين لسقف عالي من الحريات التي تكتسبها وتحققها عن طريق العمل والفعل والنضال وليس بالمناشدة والمطالبة .

المطلوب من المعارضة الوطنية التي تهتم بسوريا أن تتحد وتشكل جبهة فاعلة في وجه الفساد والإفساد أن تعمل بشكل فعّال من أجل قانون ناضج وشفّاف للأحزاب وللإعلام , يجب أن تشكل جبهة فاعلة في وجه القضاء الفاسد والمرتشي وأن تعمل من أجل استقلاله وجعله سلطة لها حصانتها وفاعليتها في إنصاف المواطن .

والمطلوب من القيادة السياسية أن تقتنع و تؤمن بأن وجود معارضة وطنية حرة هو لفائدة الوطن وبالتالي لفائدتها على القيادة السياسية العليا طبعاً أن تسمع صوت المواطن الحر الذي همه أن يرى وطنه بلا فساد يسرق قوت يومه يهمّه أن يلجأ إلى قضاء نزيه قوي وقادر على أخذ حقه من أي جهة تطاولت عليه همه أن يرى المسئول كائن من كان يعمل من أجل الوطن والمواطن وليس من أجل مصلحته الشخصية يتطلع لأن يكون جميع المواطنين من الدرجة الأولى في المواطنيّة لا أن يكون المواطن الشريف مواطن درجة خامسة أو عاشرة والفاسد المرتشي الذي ينهب الوطن ويبيعه لأي كان من أجل حفنة من الدولارات من الدرجة الأولى أو الدرجة الممتازة .

هذا ما نريد أن تعمل المعارضة على تحقيقه وليس فقط أن تسعى لنيل منصب هنا أو هناك أو تأسس لذلك لا يهمّها من يسقط في الطريق ويكون لسان حالها يقول لا بد من ضحايا .

وشكراً

yass 20/11/2007 00:17

كلام جميل أخي العزيز....عندي ملاحظات:

- عندما نتكلّم عن معارضة وطنية ذكر عبد الحليم خدّام غير مناسب حتى ولو أنني أعرف أنك لا تقصد وضعه في سلّة واحدة... هذا الحشرة لا سلّة له الاسلة المهملات و بئس المصير

- لا يمكننا طلب تحرّك حقيقي من المعارضة الوطنية في ظل القمع الشامل الموجود, أجل هناك كثير من المآخذ عليها وهناك الكثير من السلبيات لكنها وليدة وضع أمني محدّدز

- عامل القمع الأساسي هو الخوف الاجتماعي, و أقصد بالخوف الاجتماعي النظرة الاجتماعيّة نحو المعارضة اذ أنها تعتبر نوع من التمرّد و الولدنة و المجازفة, فاذا وسطك الاجتماعي القريب ينظر اليك بهذه النظرة و كأنك كائن غريب فتصوّر ما هي امكانيّة العمل...


تحية

Moonlights 20/11/2007 00:50

من المؤكّد بأن للخوف دور حاسم في القمع ولكن المواطن والمعارضة ملومة أيضاً لأن هذا الخوف يستشعر ويدرك من قبل الأجهزة القامعة صاحبة المصلحة في إبقاء المواطن خائف والوطن منهوب والمواطن يساعدها في هذا .

إن الهم الأساسي للفاسدين والمفسدين من طبقة المنتفعين والوصوليين الذين تغلبوا على الحرباء بسرعة التلّون والتبدل هو إبقاء المواطن خائف وتعزيز هذا الخوف وجعل المواطن كما قال "الدكتور الطيب تيزيني – جعل كل مواطن مدان وتحت الطلب "

يساعدهم المواطن بهذا عندما ينساق وراء إغواء استغلال منصبه أو وظيفته فيرتشي ويسرق ويختلس تحت مسمى ما حدا أحسن من حدا , أو عندما يقول أنا مادخلني بدي عيش .

ثم هناك عامل حاسم هنا وهو الهجمة الأمريكية على المنطقة ومحاولته لنشر مفاهيمه المزدوجة من ديمقراطية مزعومة وحريّة بلا لون ولا طعم فاقدة لجوهرها "والمواطن يدرك بأن أمريكا ستدعم الشيطان للوصول إلى أهدافها ثم ترميه في مهب الريح والوطن معه " وهو الذي يرى فينا رعاع لا قيمة لنا كذلك التجربة العراقية التي أرعبت المواطن وجعلته يقارن بين وضعه الراهن والوضع الذي قد يؤول إليه .

للكلام تتمة .


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 04:37 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.07338 seconds with 11 queries