مقالة صباحية في المساء
يأبى الصباح الا أن يصبح علينا بمختلف أنواع القلق والخوف مما سيكون عليه حالنا لبقية اليوم, يأبى أن يدعنا وشأننا , ويأبنا الا أن يأمرنا بالترحم على وفاة اليوم السابق.
اذا استبقت الكوابيس الصباحية أثناء النوم وانفجرت من الفراش هاربا منها, وشعرت لبضع دقائق بنصر تافه وأنت تحلق ذقنك , يعاجلك الصباح بكوابيس أثناء الصحو وليس النوم , فاما أن تجرح ذقنك بواسطة شفرة مصنعة محلية بمعايير من الكونغو , أو بانقطاع الكهرباء المنغولية , أو بأصوات الجيران التتار في موقعة الفطور الصباحي ,أو بطلبات لا تنتهي من زوجة لاتعرف حرمة زمن الاستيقاظ العالمي.
واذا ساعدتك ولادتك الصباحية على استيعاب كل ماسبق , يأتيك دور الجوارب الضائعة والقميص المجعلك والحذاء الطيني وغيرها من تفاهات الحياة اليومية.
طبعا أنت مسالم وصافي الذهن ولايمكن أن يتلبد صباحك بهكذا تفاهات, أنت أكبر من الجوارب و أشد بأسا من القميص وطبعا أعلى شأننا من الحذاء "أجلكم".
تطلق في وجهك مختلف أنواع الغازات المحرمة دوليا مع هجمة من أبواق الميكروباصات وسيارات التكسي تتصارع أمامك لتنعم عليك بنعمة النقل العام أو الخاص "الرخيص".. لا مشكلة .. هؤلاء أناس غير متعلمون وهم في ماراتون نيويورك وراء صحن فول حائز على ميدالية ذهبية بالجري أربعة × أربعة تتابع بالاشتراك مع وقية لحمة مسوفة وقطعة كاتو بالكريمة وفنجان اكسبريسو مع موسيقا لموزار.
الناس لبعضها ولازم نحس ببعض ونتحمل بعض وللو ما نحن عرب . وما المشكلة اذا كاد سائق الميكرو أن يودي بحياة الركاب تحت عجلات شاحنة تنقل بحص أو أسمنت مهرب؟؟ الكل يركضون في نفس الماراتون الأنف الذكر.
يعني كل الموضوع هو بضع دقائق في الطريق الى مكان العمل , مو محرز هز البدن ولا حبة تحت اللسان.
تستعيد بعض من هندام تركته في الميكرو وأنت تحاول النزول على الطاير, وتمسد ما تركته لك زوجتك والزمن من شعرات تظهر من الصلعة بقدر ما تستر. تنسى الميكرو وجروح الحلاقة وتضغط زر المصعد مقررا أن تنظر في مرآة المصعد الداخلية في محاولة أخيرة لتفقد الخسائر الناجمة عن الانتقال من الفراش الى مكان العمل . تضغط مرة ثانية وثالثة .. لا تندهي مافي حدا ....
نهاية الحلقة الاولى ....
|