أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   منبــر أخويـــة الحــــــر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=15)
-   -   عندما أوقف إنسانٌ..دبّابة (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=123871)

yass 06/06/2009 19:48

عندما أوقف إنسانٌ..دبّابة
 


صادفت يوم الخميس الماضي (الرابع من حزيران) الذكرى العشرين لمجزرة ساحة تيان آن مين ي بكين, عاصمة جمهورية الصين الشعبية. هذه المجزرة التي وضعت حدّاً لأكثر من شهر و نصف من المظاهرات و الإضرابات الطلابية و العمالية احتجاجاً على استبداد الحكومة الصينية و بطشها, بالإضافة إلى خطواتها المتسارعة آنذاك في طريق تحويل الصين إلى مقصد لكبريات الشركات الصناعية العالمية الباحثة عن يد عاملة رخيصة و سلطة تغض النظر عن ظروف العمل المأساوية, و التي يمكن اعتبارها بحق أحد أمثلة عبودية العصور الحديثة.


انتهت تلك الموجة من الاحتجاجات بشكل مأساوي عندما قررت السلطات الصينية فرض حظر التجوّل و أرسلت الدبابات و المدرّعات و فرق المشاة إلى ساحة تيان آن مين الشهيرة لقمع المتظاهرين المحتشدين فيها, و نتج عن ذلك الإجراء الهمجي مجزرة كبرى حيث قُتل المئات من المتظاهرين (يقدّر الصليب الأحمر عدد القتلى بحوالي الـ 2400 قتيل) و آلاف الجرحى و المعتقلين.

لم يبق للتاريخ من تلك الأحداث المؤلمة إلا شهادة المحظوظين الذين استطاعوا النجاة من حمّام الدم و مشهد مصوّر دار حول العالم في تلك الأيام, و لم يزل حتى اليوم رمزاً ض البطش و القهر و الظلم.

يجري المشهد في شارعٍ عريض من الشوارع المحاذية للساحة, و يظهر الشارع خالياً إلا من رتل من الدبابات يتقدّم بعنجهية الحديد الصلب, و لكن طريق الدبابات يُقطع عندما يقف أمام الدبابة الأولى شابٌ نحيل يرتدي قميصاً أبيض اللون و يحمل بيده اليمنى سترةً و باليسرى ما يبدو أنه كيس, فيتوقف رتل الدبابات للحظات أمام هذا الحاجز الهزيل, ثم تحاول الدبابة الأولى الانحراف إلى الجهة اليمنى لتتابع طريقها متفادية الشاب, لكنه يتحرّك سريعاً ليعود للوقوف أمام الدبابة الأولى مرّة أخرى, لتعاود الدبابة الأولى الانحراف إلى الجهة اليسرى هرباً منه لكنه يعود لملاحقتها و الوقوف أمامها, فتتوقف الدبابة نهائياً مستسلمةً لمنع الشاب لها من المرور, و يظهر الشاب في نهاية المشهد و هو يحاول الصعود إلى سطح الدبابة, و هنا ينتهي التسجيل.

لا أبالغ إن قلت أن هذا المشهد قد شكّل عنواناً من عناوين تلك الحقبة الزاخرة بالتغيّرات السياسية و الاجتماعية في كثير من دول العالم, و نالت الصورة التي تلتقط لحظة وقوف الدبابة أمام الحاجز الإنساني الضعيف بالبنية و القوي بالإرادة, نالت جائزة "وورد برس فوتو" لأفضل صورة فوتوغرافية لعام 1989, متغلّبة على مشاهد سقوط جدار برلين بعد أشهرٍ قليلة.

بعد مشهد "بطل تيان آن مين" بأحد عشر عاماً التقطت كاميرات الصحافة العالمة صورةً أخرى لتحدّي الإنسان بجسمه الضعيف جبروت الحديد و النار, و لكن هذه المرّة تميّز المشهد عن سابقه بأن من وقف بوجه دبّابة كان مجرّد طفل.



حدث ذلك في غزّة, عام 2000, في بدايات الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى), و افتتحت نشرات الأخبار بمشهد طفلٍ صغير يرمي الحجارة نحو دبّابة ضخمة, و الدبّابة تتراجع و هو يتقدّم و يستمر بالرجم حتى تنتهي حفنة الحجارة التي كان يحملها بيده الصغيرة, لكنّه يستمر بالتقاط الحجارة و رميها نحو الدبابة التي تستمر بالتراجع في مشهدٍ تقشعر له الأبدان.

فارس عودة ... كان اسم ذلك الطفل الجبّار الذي اختطفت يد الغدر الجبانة حياته اليافعة عندما اغتاله قنّاص صهيوني قرب أحد المعابر خلال اشتباك لاحق.

لو نظرنا إلى كلا الحالتين بمنظور فيزيائي بحت لقلنا ربما أن كلا المشهدين ليسا إلا ضرباً من ضروب الرومانسية العاطفية, فالإنسان المجرّد لا يستطيع أن يوقف دبابة لأنه لا يملك القوّة الكافية, و ليست يده بالسلاح القادر على إلحاق أدنى ضرر بدبّابة مدرّعة, و بالمقابل تستطيع الدبّابة مسح عشرات الرجال خلال ثوانٍ معدودة من وجه الأرض.

لكنّ الفيزياء المجرّدة غير قادرة على تفسير خوف الجالس داخل الدّبابة من شابٍ هزيلٍ أعزل, أو من طفلٍ يرمي حجارةً صغيرة..

هي غير قادرة على تفسير عجز القوّة المفرطة و الجبروت عن إخراس صرخة الحرّية, منذ فجر التاريخ و حتى يومنا هذا..

يستطيع الجبروت أن يقتل الصارخ, لكنه بهذا لا يُصمت الصرخة, و هو عندما يقتل الصارخ لا ينتصر عليه بل أنه يسرق منه حياته, و لا يسمّى اعتداءُ السارق على المسروق منه انتصاراً...

لا يمكننا إلا أن نقرّ بوجود "شيء ما" لا نراه يفسّر صمود الأحرار أمام أي قوّة مهما تجبّرت, أمام الحديد مهما كان صلباً, و أمام النار مهما كانت حارقة.. و في هذا "الشيء" يكمن سرّ عظمة الإنسان و الإنسانية..

..

هذه السطور مهداة إلى صديقي كريم.. أرسلها له على أمل قريب اللقاء...

في حلمنا الذي غداً سيتحقق..

في عالمنا الذي نريد..

:akh:


Yass

رجل من ورق 06/06/2009 19:55

مشهدين يا حج كل منون اعمق من الاخر وكل منون بيقلك انو قوة الحياة اقوى بالاف السنين الضوئية من كبر القمع والاحتلال
تحياتي

i m sam 06/06/2009 20:09

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : yass (مشاركة 1278288)
هذه السطور مهداة إلى صديقي كريم.. أرسلها له على أمل قريب اللقاء...

في حلمنا الذي غداً سيتحقق..

في عالمنا الذي نريد..

:akh:


Yass

يمكن طلبي هو تدخل بخصوصية علاقتك مع كريم بس اذا بتسمحلنا نحنا كمان نحط اسمنا بجنب اسمك ونهديها لكريم كمان ولكل يلي مع كريم , وأمنياتنا يرجعولنا بالسلامة

sona78 06/06/2009 21:05

انه الايمان يا صديقي
الايمان الذي نحملة باننا نستحق عالما افضل .. وباننا نستطيع ان نحققه
والارادة تتجلى لبناء ذلك .. مهما كانت العوائق

أإأبو العبد 06/06/2009 21:26

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : رجل من ورق (مشاركة 1278292)
مشهدين يا حج كل منون اعمق من الاخر وكل منون بيقلك انو قوة الحياة اقوى بالاف السنين الضوئية من كبر القمع والاحتلال
تحياتي

لا والله ياصديقي كل مشهد منن بيقلنا (تفوووووو ) نحنا شو منطلع قدامن وشو خصوصا قدام الطفل فارس عودة ولا شي نحنا شاطرين بال’’حكي’’ وبس
سلملي عالسلام وسلملي عالحكي

VivaSyria 06/06/2009 21:35

إرادة الشعوب وصدورها العارية الشريفة وقلبها الطاهر يستطيعون التصدي لأي إرهاب داخلي أو خارجي من أجهزة القمع العسكرية والاستخباراتية وتستطيع قلب سحرهم عليهم...



تحية الحرية لكل شرفاء الوطن المعتقلين في سجون المخابرات السورية وفي مقدمتهم شرفاء إعلان دمشق والأبطال الشباب الذين شرفوا صفحات أخوية بكلماتهم وأفكارهم يوماً وأناروا لنا الطريق بأقلامهم...

Elephant And Castle 07/06/2009 07:12

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : Elephant And Castle (مشاركة 1278522)
.....بس الشي يلي بيحز بالنفس انو بعد السنين كلها ..المجرمين نفسون بموقع المسؤلية بالصين ...و نفسون بأسرائيل ,,و مساجين الحرية عم يدفعوا اغلى سنين حياتون و الجلادين نفسون بمكان المسؤلية ...

على اي حال الأشخاص هدون بيبقو دروس لألنا ,,,و للأجيال الجاية

هاد ريبورت عجبني كتير عن مجزرة ساحة تيان ان مين

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -


اسف شباب ..ما بعرف ليش عم يطلع الرد بالشكل هاد ...,,رح وقف كتابة حتى اتأكد انو المشكلة ما من جهازي

ابو نجبو 07/06/2009 08:42

على فكرة ....
كنت مجتمع مع بعض الصينين من كم يوم و كان الحكي عن هالموضوع....
لما بتيجي سيرة هالاحداث , الكل "كل اللي كان حاضر قصدي" بيحاول انو يتملّص من الموضوع و يعطي تبريرات و بالاخير انو هاد شي مضى و راح و انتهى ....
و اللي كان بيحكي كان عمبيحاول يبرر تصرّف الحكومة...وانو هالطلاب غوغائيين
هاد دليل قوي على قدرة الحكومات على توجيه ارادات شعوبها ....



وبيقولو ممكن الدكتاتور يلهي شعبو عن تصرفاتو بشغلتين
بالجوع ....و بالمصاري
والحكومة الصينية بقت متبّعة الاسلوب الاول خمسين سنة.....
وهلاء عمتلهي الشعب بالبزنس و الشغل ....


بس لاننسى انو كمان الحكومة الصينية الحالية عاطية لحقوق الانسان أهتمام كبير جداً...
هلاء أصغر عامل صيني دخلو الشهري لايقل عن 1500 يوان يعني تقريباً 200 دولار
وهاد المبلغ بيشكل ثروة للبعض ...في الهند و بنغلادش مثلاً..
شفنا شو صار بقضية الحليب و الالعاب ...
واللي مابيعرف ...أكتر من 10 أشخاص في قيادات الحزب الشيوعي..وما أدراك مايمثل الحزب الشيوعي .... اُعدمو على خلفية قضية الحليب المسمم ..
بعد تلقيّون رشاوي على شكل أسهم بشركات الحليب....
وبالنسبة لموضوع الالعاب ..بعد ما طفت القضية عالسطح ....ما بقى تخرج أي حاوية تحوي على ألعاب بلاستيكية من الصين بدون فحص مواد البلاستيك الخام...وهاد أدى الى ....خربان بيوتنا...:lol:

يعني بالخلاصة ..الحكومة بتوجه الشعب للشغل و بتغريه بالبزنس و المال حتى يكف بلاه عن الوضع الداخلي

بعتزر لخروجي عن الموضوع ....

وردة لصاحب الموضوع و... وردة و شمعة... لكريم عربجي
:akh::akh:

yass 07/06/2009 15:13

مشكورين جميعاً :D


اليوم بالتحديد يكون صرلو صديقنا كريم سنتين معتقل..

نتمنى يكون آخر 7 حزيران نتذكّر فيو كريم لهالسبب.. و نتمنى يرجع لأهلو و صحابو و بلدو اليوم قبل بكرا



الحرية أنت... و لك الحرية

:akh:

Elephant And Castle 07/06/2009 15:55

بعد ما عرفت انو في شباب هون بالأخوية معتقلين ,,,عملت بحث لشوف شو كانت ارائون ...ابو النسيم ..عاشق من فلسطين ..كريمبو ,,الديكتاتور..

حاولت طلع شي ضدون ( من مفهوم العقلية الأمنية المتخلفة ) بس ما لقيت شي ..الشباب ما ممكن يختلف اتنين على حبون للوطن ..و تعلقون فيه ..هو المؤكد انو الأجهزة الامنية ما بدها حجة لتعتقل اي شب ...بس ما للدرجة هي الأستخفاف بسنوات طويلة عم تضيع من عمرون ...مين بدو يعوض الشباب هي عن السنين يلي قضوها و الشي يلي شافو خلال السنين هي !! ....اوكي كلنا متضامنين معون ..و عندنا ياهون امثلة عظيمة ....بس هاد ما رح يعوضون عن السنين ... ما
بعرف شو بدي قول ,,شي بيخلي الواحد يحكي مع حالو عنجد ...

بس كل شي بتمناه ..انو وقت يلي بيطلعو من سجنون ,,,يشوفو كل شي تغير و صار متل ما كانو عم يسعوا الو ....هدا رح يكون اجمل عزاء عن سنين السجن


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 16:59 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.03221 seconds with 11 queries