أخوية - وداعاً يا بابا

كان ذلك اليوم هو الثاني من نيسان وأنا جالس أمام شاشة التلفاز أترقب بين الحين والأخر ما يصدر عن حاضرة الفتكان .
وقد تجاوزت الساعة العاشرة وإذا بي أسمع أصوات الأجراس تقرع من أين هذه الأجراس ؟ نعم من شاشة التلفاز . نعم رحل . وداعاً يا بابا ....
وبدأ شباب مدينتي يعزونني وكأني أنا المعني الوحيد برحيل رسول السلام إلى ألاه السلام . حاولت أن أجعل الدموع تجف في عيني ففشلت . لقد تذكرت نلك الصباح من أيار 2001 عندما لم تكن الساعة قد تجاوزت الرابعة فجراً وحمص كلها تركب السيارات متجها إلى ملعب العباسين إن سوريا كلها كانت متجها إلى ملاقاة البابا وداعاً يا بابا شباب لن أنسى ولن تنسى شبيبة يوم التقتكَ في بطركية الروم الكاثوليك في دمشق لن تنساك أرض القنيطرة المحررة , لن ينساك المسجد الأموي .
وأما أنا فكان علي أن أودع حمص تاركها في صباح أول أحد بعد رحيل البابا وأي أحد تقرع فيه أجراس الحزن وأي قداس لم أسمع فيه تلك العبارة((ومن أجل يوحنا بولس الثاني بابا روما الطوباوي )).
نعم تركت مدينة مار ليان تبكي البابا و ودعة زنار السيدة العذراء وأنا حزين على البابا .
أسمح للي أن أناديك مثل القديسين ( يا مار يوحنا بولس الثاني تشفع فينا )
فرير فادي