أخوية - اماني سوري تعبان في 1 نيسان ..

أتمنى أن تطلبني كل فروع الأمن " لشرب فنجان قهوة " ويكتب فيني كل المخبرين التقارير ، ان تزيد الحكومة اسعار المازوت وترفع الدعم عن الرز والسكر ، اتمنى ان تصدر اليوم كل الفواتير ، الماء والكهرباء والهاتف ( الثابت والنقال ) ، ويطالبني البقال بالديون المتراكمة ، واعانق اللحام وامتلئ برائحة الدسم ، وانا الذي كنت اتحاشى المرور امامه منذ ما يقارب الشهرين ..

اتمنى ان يطالبني اصدقائي في الوظيفة بتسديد الجمعية ، و ان يصادف اليوم تاريخ تسديد القرض العقاري ، وقرض البطالة والقرض الشخصي ، وقرض التسليف الشعبي ، وان يلقوا علي الحجز الاحتياطي بعدما كفلت احد الاصدقاء المفلسين ..

ويمر بي اصحاب محلات التقسيط ، من داريا الى كورنيش التجارة حتى الميدان .. ويطالبوني بأقساطي المتراكمة عن الغسالة والفرن والبراد .. وطبعا جهاز الموبايل ..

اتمنى ان تلاحقني اماني المحبين ( روحا بلا رجعة ) .. زوجتي ، ( انشاء الله بترجع محمل ) .. حماتي ، ( الله يخلص منك ) .. كل مسؤولين بلدي ، ( يورجينا فيك يوم ) .. مرؤوسيني ، ( تضرب بهل الراس ) .. رؤسائي ..

كلي امل ان يتلى علينا اليوم البيان الوزاري ، واستمع الى الاستراتيجيات ، واغني كلمات الخطة الخمسية ، و اعقد حلقات الدبكة احتفالا بارقام مكتب الاستثمار ، واقهقه فرحا بانخفاض نسبة البطالة , اتسلق درجات نمو الناتج المحلي الاجمالي ، واتزحلق على الخط البياني للتضخم .. لاستقر في مقعد في مجلس الشعب فانام قرير العين بجانب النائمين ..

اتمنى ان تنعقد اليوم كل القمم العربية ، ويخطب كل الرؤساء العرب ، ويعلن المسؤولين الاسرائيلين ( بوقاحة ) بنيتهم بعدم التخلي عن الجولان ، والاميركان بنيتهم عن البقاء في العراق ، واستمع الى ترانيم العداء من قوى 14 آذار في لبنان ، واناشيد الكراهية والمؤامرة من خدام .. في باريس ..

ستلهث الثواني لتدفع الدقائق وتتسارع الساعات وينقضي اليوم عاجز ان يتسع لكل ما اتمناه ان يكون كذبا في حياتي ، ناسيا بان حتى الاماني في مثل هذا اليوم ستكون ايضا مجرد كذبة ..

نضال معلوف