أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   منبــر أخويـــة الحــــــر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=15)
-   -   HOPPLESS (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=24173)

Tarek007 11/01/2006 06:12

HOPPLESS
 
صديق عزيز غادرنا من احد المنتديات ربما إلى الابد ....أكن له كل اعجاب و مودة

و اود أن أشارككم بأجمل ما كتب خلال فترة وجوده معنا


" هوبليس " لك مني كل الاحترام :













ملاحظة :
قد يتبادر إلى ذهن احدهم لماذا أنشر الموضوع في هذا القسم ....
لكي لا يأكل مقص الرقيب من كلام صديقي شيئاً
مع العلم انني سأحاول تخفيف بعض الكلمات او تشفيرها عندما يتطلب ذلك

Tarek007 11/01/2006 06:16

عندما وضعناه داخل المقلاية ....خرج راكضاً بعد ان اقمنا الصلاة امام كلماته
رغم تحفظي على بعض الامور :



هوبليس :




من انت من تكون لم انت هنا ماذا تاكل ماذا تشرب ما هي ردود افعالك ما هي امنياتكممماااااااااا لن ننتهي ولن نبدأ دوامة لا مثيل لها اتحفنا بها العالم الاخر العالمالغربي الكافر لعنة الله عليك يا بل غيتس

انا لا احد انا شخص وهمي انا كاذبابن كاذب انا ابن افخاذ القبائل انا ابن زنا لا اعرف ابي لا اعرف امي ايضا انا مثلهذا العالم الانترنيتي الخداع الذي تعيشون فيه

عالم الانترنت عالم كاذب خادعقد اكون امرأة قد اكون شابا مراهقا يلعب مع الكبار قد اكون شهدي مدير المنتدى انشطمنتداي قد اكون يوما رجلا بالخمسين ويوما اخر فتاة بالعشرين وطفلا بالسادسة من عمريانا لا احد

لا تسالوني لا تحققوا معي فهذا يخيفني انا اريد ان ارسم خيالا فيعقل كل واحد فيكم ولا اريد تحقيقا لا اريد لمن تخيلني رجل اعمال ناجح ان يكتشف اننيفاشل اشحد لقمة عيشي لا اريد لمن تخيلني ابا عطوفا محبا ان يكتشف انني اعزب لا اريدلمن تخيلني مراهقا اهوجا ان يكتشف انني رجل رزين لا اريد لمن تخيلني رجلا حمشا انيكتشف انني امرأة عاهرة تغير الرجال كما اغير ملابسي الداخلية

لا اريد اناكتشف احدا فيكم فكما تخيلت الهربانة فتاة جامعية تعمل وتدرس وحبوبة لا اريد اناراها او اعرفها اريدها كما اتخيلها لا كما هي وكما تخيلت فضل رجلا حمشا لا اريد اناراه واكتشف انه مسكين كما تخيلت طارق جنيا ازرق لا اريد ان اعرفه لاكتشف انه اهبللا اريد ان ارى احدا اريد ان اعيش في عالم الخيال الذي ارسمه لنفسي فدعونيوشاني

عالم الانترنت هذا لا مثيل له دخلته فقط ( انا كذاب ) لاثبت لنفسي انجيلي لم ينقرض وانني قادر على التعامل معه وقادر ان يكون لي به بصمة كما كان ليبهذه الدنيا بصمة عالم الانترنت هذا يحاول ان يلغيني يلغي كتابي يلغي قرائتي يلغيحدودي يلغي سفري لاتعرف على الشعوب يحاول ان يلغي محاورتي واسلوب اقناعي ليحولنيالى كيبورد وفارة انه يحاول ان يلغي اسلوب حياتي باكمله لن ادعه يجعلني ديناصورامنقرضا ساقرضه قبل ان يقرضني واقول له انا هنا باسلوبي الذي عاشه معي ملايين البشروقادر ان اتلائم معك واقهرك كما قهرت مجتمعي كما قهرت خصومي انا متمرد على الدنياوما فيها وساتمرد عليك يا عالم النت الزفت وساجعلك مجنونا قبل ان تجنني

لنتلغينا يا عالم الخيال لن نستبدل الخيال بالواقع ولكن ان كنتم هبلا فانا لست اهبلاان كنتم مجانين فلست مجنونا ان كنتم تصدقون وسائل الاعلام فانا لا اصدقها ان صدقتمان عدنان كويتي بدوي فهو مصري ان كنتم صدقتم ان الهربانة فتاة فهي رجل عجبي كيفيعيش الناس في هذا العالم يستغنون عن الحديث وجها لوجه ومراقبة الاعين لتعرف صدقالكلام من كذبه لتعرف تاثير ما تقوله على محدثك يستبدلون كل هذا باسطر قد تكتب فيهاما تريد قد تجعل نفسك بطلا وانت جبان قد تجعل نفسك طبيبا وانت ساقط ثانوية قد تجعلنفسك رجلا وانت فتاة كيف يستبدلون متعة الكتاب بتقلب صفحات انترنت يقفز لك فيها الفاعلان ويتم تغيير الحقائق فيها كالاخبار ما الضمان ان من ينشر كتابا لم يغير بهفصلا لم يحور جملة ويلي من هذا العالم انا من جيل لم يصدق في حياته نشرة انباء لميثق يوما باذاعة كنت وما زلت لا اصدق اي اذاعة حتى لو اذاعت الخبر وكالات الانباءفي العالم اجمع فدائما اقول وراء الاكمة ما ورائها وهناك من يلعب بعقلي لاكتشف انعالم الانترنت متاهة كبرى وان الاخبار امر بسيط جدا في عالم التعقيدهذا


Tarek007 11/01/2006 06:17

الدنيا تعقدت جدا لم تعد طنجرة فول شيء لا يصدق هذا الكم الهائل منالتعقيد وفرة المعلومات امر مخيف جدا سهولة الاتصالات امر مخيف ايضا اللعب بعقولالناس امر مرعب ولعمري لو قامت جدتي من قبرها فستقسم انها ليست في عالم الارض بلاننا لسنا بشرا واننا جان وشياطين كيف ستقتنع جدتي انني اكلم شخصا ابعد عنه الافالميال بكل بساطة واراه يكلمني كيف ستقتنع جدتي انهم يصورون بالاقمار الصناعية رجلايضاجع زوجته في اخر الليل لعمري لو انها علمت ذلك لتوقفت عن ممارسة الجنس الى الابدولاراحتنا ولم ناتي الى هذه الدنيا العجيبة التي تغيرت بمسيرة حياتي وانقلب عاليهاواطيها فافهموني كيف ساقنع جدتي انهم قادرون على زرع قلب انسان اخر في صدرها انهميستنسخون اي حيوان من غير جماع وبقطعة من جسده يستنسخونه هو مرة اخرى ليحيا ولايموت لن تصدق جدتي وستقول سبحان الله الذي حول البشر الى جان وشياطين والذي غيرالارض الى عصفورية كبرى

انا لن استغني عن عالمي ولن اغيره ولن استمر في هذاالعالم الوهمي ورغم انه مسلي ولكنني اعرف انه خداع كاذب انا اريد ان اعرف ماذاسيفعله هذا العالم مع اولادي فاولادي يكبرون وسيراهقون ولا استطيع ان احرمهم هذاالعالم اريد ان اتعلم ما هو اريد ان اعرف جنونه اريد ان اجرب ما فيه لاتفاعل معابنائي لا اريد ان ابتعد عن اولادي لا اريد الا افهمهم فانا كنت اشعر ان ابي واميمن عالم اخر عالم ليس عالمي ولن افعل هذا باولادي دخلته ولا اعلم عنه شيئا اريد اناعرف هل هو خطير على ابنتي هل سيسمم عقل ابني الصغير نعم انه خطير جدا انه مصيبةوبلاء اعظم ويلي ان اعجبت بي فتاة هنا ثم قد تصدم ان راتني بالواقع بصورة غير ماتتخيلها ويلي ان عشقت ابنتي شابا مراهقا من النت ثم اكتشفت انه رجل متصابي يتسلىعلي ان اعرف اين سيذهب اولادي ماذا سيفعل بهم هذا العالم الغريب ولهذا دخلته وغرقتفيه ويلي انه بحر هائج متلاطم الامواج واكثر من فيه غرقى لا يعرفون العوم فكيفساعلم اولادي العوم وانا لا اقدر ان اجاري امواج هذا البحر الهائج لا استطيعحرمانهم من هذا البحر ويجب ان اعلمهم ان يجتازوه ان يميزوا الخبيث من الطيب ولكنكيف لا ادري فانا نفسي لا استطيع ذلك فما بالكم باولادي قد يكونون اقدر مني اناواثق انهم اقدر مني ولكن خائف جدا ان تزل قدمهم في عالم الوحوش بانيابهاالقاتلة

دعوني خيالا في عقل كل واحد فيكم فمن تخيلني رجلا فانا كذلك ومنتخيلني مراهقا فانا كذلك من يراني سخيفا فانا كذلك من يراني حكيما فانا كذلك منيراني شهما فانا كذلك من يراني وغدا فانا كذلك من يراني احمقا متهورا ارعنا فاناكذلك انا عالمكم الخيالي انا عالم الانترنت انا الخيال لا تصدقوا كلمة مما اقولوانا لن اصدق حرفا مما اقرأ انا مجنون بين العاقلين وعاقل بين المجانين انا لا شيءانا هواء يتطاير لا تحاولوا ان تقيدوني بهذا ستخسروني وسيطير عالمكم الوهمي ليصبححقيقة ويا ويلي من الحقيقة فهي مرة صعبة ليست جميلة كعالم الاحلام والخيال دعونيوشأني لن اجيب على اسالتكم وارجعوا الى احلامكم وخيالكم وقريبا سيطير هوبليسالمجنون ليعود الى حياته ويترك الخيال فالعالم الحقيقي اجمل بكثير من عالمكم وياتيبدلا منه مليون هوبليس اخر واستعدوا لمليون لقاء ومليون تحقيق مع مليونهوبليس

واخيرا اقول لكم وقد قلتها عشرات المرات سابقا ولكنكم ربما لمتقرؤوها او لا تريدون قرائتها او لا تريدون تصديق ما تقرؤون انا كذاب انا كذاب اناكذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب اناكذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب انا كذاب اناكذاب انا كذاب كعالمكم الذي تعيشون فيه انا عالم الانترنت

وحتى لا يكون كلكلامي كذبا فانا متضايق جدا لانني لم اجد قصة بسمة بالمكتبات ولا اتمتع بقرائتهاعلى الشاشة التي تتعب عيني واشعر انني لا استوعب جيدا واشعر ان متعتي بالقراءة طارتمع عالم الكذب والخداع وما زلت ارى الكتاب الحقيقي اجمل بكثير من الكتاب الخياليولا اجد اي وجه للمقارنة فانا سانقرض قريبا فهذا العالم اكبر مني ببلايين المراتوانا قرات بداية القصة ولم اكملها وان توافق بسمة بان انشر قصتها في بلاد اخرىفسافعل والربح يتفق عليه بنسبة مئوية ندخل بها الى العالم الحقيقي عالم المفاوضاتوالاقناع والقوة والضعف عالمي الذي اعيش فيه ولن اغيره

تقبلوا تحيتي وكذبيونفاقي وجنوني ولن اعود الى هذا اللقاء فقد انقطعت الكهرباء واحترق التلفزيون ولميبق من العمر اكثر مما مضى



whiterose 11/01/2006 07:32

في حياتنا أكثر من دمعة
وفي كل دمعة يولد أمل جديد و بالتأكيد
أمل كاذب
أنا أكره الكذب
ولا أعرفه
على الأقل بما يجري في القلوب من دماء محملة
بمشاعر
قوية هزت القب لو لمرة لو لفترة قليلة
تقدر بعمر كامل
هكذا نحن..
لكني ولله أشكره من أعماق قلبي
لأنه أيقظه بعد الغياب

Barleb 11/01/2006 17:34

لا من كلام يقال بعد كلام صديقك هذا
نعم عالم كاذب , لا بل عالم تافه
لا أعتقد انني املك ارادة صلبة كـ ارادة صديقك لأبتعد عن هذا العالم المحنون
قد تأتي ساعة انهي فيها علاقتي مع الأنترنت
و أظهر الى الشوراع الجميلة لأرى نور الشمس و دفئها
عتم الليل و برده
قد اقضي نهاراً كملا و انا اتجول بين شوارع مدينتي الجميلة
بدلاً من اقضيها امام هذا المربع الصغير
هنالك في الغرب يصنعون هذه الأجهزة الذكية
و التكنلوجية المتطورة لأخذها انا دون تعب
أعلم انها تضرني و لو التفت الى كتبي و دروسي
الى شهادتي الثانوية لكان ذلك افضل بمئات المرات
ولك هل استطيع الأبتعاد , هل استطيع ترك هذا العالم المجنون
هنا يكمن السؤال , و هنا تكمن الصعوبة
تحياتي لك أخ طارق و تحياتي لصديقك الله يوفقوا

Tarek007 17/01/2006 05:55

الفول صديقي
 
الفول صديقي
بس مش فلم مصري
((ما دام دخلنا ودخلنا على هالمنتدى رح الصق موضوع قديم كنت كاتبوا قبل ما قرر اني ما بقى ادخل مرة تانية وما بعرف ليش دخلت مرة تانية هادا اكبر دليل اني جحش وحمار ما بفهم يعني الواحد بيستاهل ينحبسلوا خمسمية الف سنة منشان منتدى اي شايف ناس انحبسولون عشر سنين شافوا الله شخصي كل يوم ما بيعرفوا ليش انحبسوا ولا بيعرفوا ليش طلعوا وبعد كم سنة بطلوا يعرفوا اصلا حالون بس يلا دخلنا ودخلنا طول عمري جحش وحمار))





منذ صغري وحجمي صغير مقارنة باقراني والاولاد الاصغر مني بثلاث واربع سنين يبدو حجمهم من حجمي ودائما كنت مرميا مع اطفال اصغر مني كنت اشعر انهم بلهاء وان كان يخلق بداخلي شعورا انني الافضل بمجموعتي ولكن الحقيقة انني كنت افضل لانني كنت اكبر عمرا ووعيا اكتشفت هذا عند دخولي مدارس طلائع البعص

بداية المدرسة فعلا اعطتني شعور انني اقل من غيري وان الجميع يستطيع ضربي وكلهم ينظرون الي باستعلاء او شفقة لذلك اخترت الجنوح الى السلم فلم اهتم باستعراضات القوة بين الاطفال وكنت دائما في المقعد الاول لانني قصير وان جلست في الصف الثاني فلن ارى السبورة او الانسة وبالعادة يكون اصحاب الصف الاول متفوقين دراسيا ولكن هذا لم يكن انا على الاطلاق والمدرس يسال دائما اصحاب الصف الاول ويتوقع انهم دائما لديهم كل الاجابات عن اسئلته ولما كنت الجحش الوحيد بالصف الاول كنت الاكثر عرضة للضرب من المدرسين وكنت اشعر بضعف هائل وان الجميع باستطاعته ان يركبني من اساتذة وطلاب

ولانني ملعون كما تقول امي فقد فتشت عن وسائل بديلة لاثبات نفسي في صفي وبين اقراني الاضخم مني فلم اجد الا الشقاوة والمقالب ومحاولة التميز بالشيطنة فكنت اكثر من يهرب واكثر من يتاخر واكثر من يدخل ممنوعات ( اكلات غريبة ) وابتدأت هنا قصتي مع الفول فقد كنت اكثر واحد يشتري فول من ابو شكري الذي كان يعتلي سور المدرسة ولانه بوقت الفرصة لا استطيع مزاحمة الطلاب لاشتري فول فقد انشهرت بين الاساتذة ان بيضاتي مضروبين من كتر ما اطلب اذن للذهاب الى الحمام ( وقد كلفني هذا بولة حقيقية بداخل صفي وداخل ثيابي عندما ركبت الانسة راسها بئلا تدعني اذهب الى الحمام ومن بعد بولتي بثيابي لم تعد تعارض على الاطلاق عندما اطلب الاذن للذهاب الى الحمام وان اصبحت مسخرة بين الاولاد لفترة سنتين تلاتة قادمين بانني من يبول تحتو ولكن كانت الناتئج النهائية لصالحي ) ولكنني كنت اذهب لاصيع وكان الاذن ( البواب ) يتعاطف مع حجمي الصغير ويقول انني يجب ان اكون بالروضة لا بالمدرسة فيتركني اخرج من الباب الرئيسي بعد ان اشرح له انني اموت من الجوع لاشتري بفرنك فول ( الان سيندهش السوريين الشباب عندما يعلمون اننا كنا نشتري بفرنك واحد ما يشتروه اليوم بعشر ليرات فول ) واتفاخر على زملائي بانني جلبت ما يتزاحمون عليه وتضيع فرصتهم باللعب بانتظار الفول وهكذا اصبح اولاد صفي يتواسطون عندي لاجلب لهم ما يريدون وطبعا بهذا اصبحت اكل فول مجانا فكلما اشتريت لاحد فولا اكلت نصفهم وهو يبوس بيضاتي لانه يعلم انني اقدر على ما لا يستطيعه ضخام الحجم باساليب اخرى

ولكن بقي الخوف من الدخول بعراك يلازمني لانني اقل قوة وان كنت اشعر بقوتي من خلال حاجة الاخرين لي واصبحت اعرف ان الجميع اصبحوا اصدقائي حبا بشقاوتي فانا الذي كنت اسال المدرسة اسالة غريبة لا تخطر ببالها وان اكثر من يضحك بالصف وانا اكثر من يضربه المدرسون واكتشفت ان جميع الاولاد يحبون اللي بياكل قتل كتير من الاساتذة فكنت لا اتورع عن استفزاز اي استاذ ليضربني عصايتين وانا اعلم ان شعبيتي ستزيد وانا بالقسم الامامي فالشاطرين اصحابي ويساعدونني بالدراسة لاؤمن لهم الفول وما شابهه والقسم الخلفي من الصف اصدقائي ايضا لانهم يعتبرونيي من الطلبة الجحيش ومظلوم لانني محطوط بين الفهمانين واصبح الفول مشكلة اذ انه كل يوم اكثر من خمسة اولاد يريدون الفول وياتمننوني على خمس فرنكات وباستطاعتي ان اخبأ داخل بنطالي بفرنك فول ( امام بيضاتي ) وبكل جيب بفرنك اخر ( بعد لفهم باكثر من ورقة ) وتحملت تعنيف امي من الالوان الغريبة التي تصيب ملابسي الداخلية وملابسي فشرحت لها انني اضع بها الفول وسكتت امي عني فانا المدلل لانها تشفق علي لصغر حجمي وكان ان اخترعت مخبأ سريا للفول في الباحة ووضعت به اكياس نايلون فارغة لالف بها الفول لانه يتشتش ويبلل الورقة بعد فترة ويختلط فول الاولاد مع بعض واتفقت مع اصدقائي واعلمتهم بمكان الفول وكنا شلة الفول حوالي سبعة الى عشرة اطفال وكلنا نعرف المخبأ ويذهبون اليه مجتمعين حتى لا يراهم بقية الاولاد يخرجون الفول ( وان عرف المخبأ بعد فترة ولكن لم يجرؤ الاولاد على الاقتراب من الفول فقد كان اضخم ولد بالصف من الشلة ) وانا الوحيد الذي اتمتع بالفرصة كاملة لانني اتناول نصيبي من الفول وحيدا اثناء شرائه

احببت الفول وعشقته من ايام الدراسة فله الفضل بتميزي وتقليل عقدة نقصي كما ان (ابو شكري) بياع الفول كان يسلقه بنكهة مميزة عن بياعي فول العالم اجمع وقد اصبح صديقي لانني افضل زبون فانا اشتري يوميا ما يشتريه عشرة غيري وبخارج اوقات الزحمة فاصبح يخصني بسماق وكمون اكثر من سواي حيث كان الحصول على سماق فوق الفول اكثر شيء يكرهه ابو شكري ان يفرط بالسماق وبتحس روحه عمتطلع مع كل حبة سماق يرشها فوق الفول

ابو شكري صاحب فضل علي وهو شخصية ظريفة جدا يتميز بقبعة صوف على راسه وكانه مخلوق بها فلا يمكن ان تراه الا بها حتى في عز دين ايام الحر يضعها ولا تتغير ابدا ولا تظهر عليها القذارة لانها اقذر من القذارة وقد سالته مرة عنها ولم يضعها بالصيف فضحك كثيرا كثيرا ولم يخبرني بالسبب لعنه الله جلست عشر سنوات افكر لم يضعها على راسه صيفا شتاء ولم اعرف وبعد عشر سنوات من التفكير مللت ولم اعد افكر بالموضوع واخبرني ابو شكري بصراحة انه لم يغسلها منذ سبع سنوات وانه حالف يمين طلاق تلاتة على ام شكري اذا تجرأت وغسلتها وانها انظف من النظافة فرب العالمين يغسلها له طوال فصل الشتاء بما يغنيها عن الغسيل لعشر سنوات واكتشفت ان قبعته تلك اغلى لديه من زوجته ولانه يحبني جدا كافضل زبون ولانه يشفق علي لصغر حجمي ( كنت اعرف كيف استدر الشفقة من الكبار بكل سهولة واضمنهم الى جانبي بسرعة عجيبة ) فلم يزعل عند سؤالي عن قبعته وشرح لي كم هي مهمة ومميزة ( ولكنه لم يشرح لي لماذا وقال لي بكره بتكبر وبتعرف واصبحت فوق الاربعينات ولم اعرف وساسال عنها الملائكة يوم الحساب لعلهم يعرفون لم لا ينزع ابو شكري القبعة عن راسه فما تزال حسرة بقلبي ان اعرف وخصيصا انه اراني راسه وانها لا تشكو من اي عيب عندما سالته ببراءة هل صحيح لك زيل براسك كما يقول الاولاد فضحك ونزعها وكانت المرة الوحيدة التي اراه من غير قبعة ولم يكرر ذلك ) كما ان ابو شكري كان ماهر جدا بالتمييز بين الاطفال والدقة بالرمي فعندما يرمي له احد الاولاد بفرنك عاليا ليلتقطه من فوق سور المدرسة كان يلتقطه كالنسر الذي يصطاد عصفورا ولولا مهما كان الفرنك بعيدا عنه يصل اليه بمعجزة الهية وكان له قدرة عجيبة على رمي ورقة ملفوفة بحبات الفول فوق راس صاحب الفرنك من بين كل الاولاد كما يرمي فرنك بمنتصف يده ( اذا اعطاه الولد فرنكين وكان لا يقبل الا فرنك او فرنكين وبطبيعة الحال الاولاد لا يوجد معهم ربع ليرة اصلا ويطالب ان يرجع الاولاد فرنكا لبعضهم ويرموا له بفرنكين بدل فرنك واحد ويرمي الفول لاثنين ولكن مرات لا يصادف وجود فراطة او للسرعة يرمي احدهم بفرنكين فيرد له فرنكا ) واتخيل ابو شكري لو لم يكن بائع فول لكان لاعب سلة ماهر جدا وكان له شامة كبيرة بخده تزينها شعيرات كثيرة واخرى تشابهها فوق عينه اليمنى مما اعطاه شكلا مميزا بين الاف الرجال ويلبس لفحة بالشتاء ( هذه يخلعها بالصيف ) وكان حافيا على الاغلب اما عربية الفول فكانت عبارة عن طنجرة فهو لا يملك تمن عرباية وكان حلمه الاكبر ان يشتري عربة فول ملونة مثقوبة من منتصفها لاجل البابور الذي يبقي الفول ساخنا ولكن دائما يقول الله لا يوفقك يا ام شكري ما تاركة بجيبتي فرنك الله يلعن ابوك وابو اولادك فكان يشتم نفسه ويضحك كان شخصا مميزا وضحوكا واكتشفت بعد اربعين عاما ان البسطاء والفقراء اكثر قدرة على الابتسام من الاغنياء وهمومهم اقل بكثير واحلامهم جميلة جدا تخيل ان يكون حلمك ان تمتلك عربية فول فكم انت انسان قنوع وبسيط

وقررت ان اسلق الفول شخصيا فسالت ابو شكري فعلمني واعطاني شيئا من سر المهنة وهي الا انقع الفول اكثر من ثمان ساعات لئلا يتفسخ بالسلق وان اضيف قليلا من الكمون غير المطحون للفول اثناء السلق الى الفول ليخفف من ثقل الفول على المعدة ( هذا ما يميز فولات ابو شكري عن سواه )

اقنعت امي بان مصروفي لا يكفيني وان ابي بخيل ( رحمه الله لم يكن هناك اكرم منه ولكن امي ربما تعيره بفقره وتتهمه بالبخل ) وقد سرت امي لان احد ابنائها يرى زوجها بخيلا ( كان هذا هو المدخل لاقناعها ان اتذمر من ابي رحمه الله ) فسمحت لي ببع الفول المسلوق مثل ابو شكري بعد نقاشات وحردات كثيرة وشجعتني بان امنت لي ثمن 2 كيلو فول حب وطنجرة كبيرة واخذت انقع الفول يوم الخميس ظهرا واضعه على البابور مساء وعلى نار هادئة جدا الى الصباح ( الحقيقة ابو شكري لم ينصحني بهذا ولكنني اريده مسلوقا في الصباح وساخنا فقالت لي امي انا اسلقه لك في الثانية عشر ليلا على نار هادئة فتراه في الصباح جاهزا بل على العكس ابو شكري اعترض وقال لي ان الفول سيخرب وتظاهرت بانني اسمع كلامه ولم اخبره بسر الفول الخاص بي وهو سلقه على نار هادئة جدا فمنذ صغري اكتم اسرار نجاحي ولا اعلنها الا بعد ان تصبح لا اهمية لها بالنسبة لي ) وهذا اعطى فولي المسلوق نكهة مميزة بالاضافة الى كمونات ابو شكري واكتشفت ان الربع ليرة تبع الفول تصبح بقدرة قادر بعد سلق الفول وبيعه ليرة وربع او ليرة ونصف وكانت مصروفي الاسبوعي ربع ليرة من ابي واصبح الفول مصدر مصروفي فهو يؤمن لي على الاقل خمسة اضعاف ما يعطيني المرحوم ابي فاشتد حبي للفول اكثر واكثر واشتد اعجابي بابو شكري واصبح حلمي ان اصبح كابو شكري لما اكبر وكان ابو شكري سعيدا جدا بي اكثر من ابنائه الحمير على حد قوله حيث لا يحب احدهم الفول ولا يطمح ان يصبح بائع فول كبير مثلي كما تحسن وضعي جدا في صفي فقد اصبحت تقريبا من اغنياء الصف فبالاضافة الى صداقات الفول المتغيرة والمستمرة اصبح بامكاني ان اعطي نصف فرنك لتلميذ غلبان ( لمن يذكر النصف فرنك ولكني كنت لا افرط بنصف الفرنك المبخوش حيث كان المبخوش نادرا وكنت اخبأه وافتخر ان لدي انصاص فرنكات مبخوشة اكتر واحد بسوريا ) والويل له اذا اغضبني اطالبه بفلوسي كما ابتدأت اخاطب البشر اكثر من غيري وانا طفل لديه سبع ثمان سنوات وادلل على فولي كما تعلمت انك يجب ان تتميز باي عمل فقد كنت ازود من كمية الفول اكثر بكثير من بقية البائعين ولان ربح الفول كان خالصا لي فلا يهمني ان اربي عائلة كاملة من وراء بيع الفول واصبح الجيران ينتظرون يوم الجمعة فقط لانزل الى الشارع حاملا طنجرة الفول الضخمة ( مشكلتي الكبرى كان ضخامة وثقل طنجرة الفول وكنت اغري احد اخوتي بفرنك كامل ليساعدني بحملها ) واصبحت مشهورا بالحارة بهوبليس بياع الفول والذي يعطي اكبر كمية فول في المنطقة مقارنة ببياعين الفول الاخرين واصبح كل اولاد الحارة اصحابي ومنهم من يتوصى على فولاته لفطور يوم الجمعة من يوم الخميس ليضمن نصيبه فقد كان فولي ينباع بسرعة واصبحت خبيرا بالفول وبالكمية التي يجب ان اسلقها التي تكفي زبائني اصحاب البيوت والناس المتجولين ولا مرة استمريت بالبيع لبعد الثانية عشر ظهرا فيتبقى لي بقية اليوم للصياعة واللعب

واتت المصيبة الكبرى فقد مازح احد الجيران ابي قائلا (بعد تمتعي بنعمة الفول لاكثر من سنة ونصف) ونعم الخلف بياع الفول فشعر ابي بالمهانة وقرر حرماني من نبع القوة ومصدر السعادة بحياتي الفول




يتبع

Tarek007 29/01/2006 18:26

علمني الفول
علمني الفول انو الشغل مو عيب وان المهم الا يحتاج الانسان والا اقيم غيري من خلال نوع عمله فالله اعلم ما اللذي جعله يعمل هذا العمل
علمني الفول ان التميز من اهم مفاتيح النجاح فتميز فولي بنكهة خاصة وتميز بيعي بكرم زائد
علمني الفول ان العمل الحر كلو بركة ويدر مالا اكتر من الوظيفة بمليون مرة وبعد ما صرت فوق 35 رجعت موظف من كتر ماني جحش
علمني الفول ان اي عمل يجب ان يكون نظيفا فكان فولي انضف فول بالشام كلها وطنجرة الفول تبعي متل المراية بتلمع لمع
علمني الفول ان العمل يفتح لك الطريق لعلاقات كثيرة جدا فاصبح كل ولاد وبنات الحارة اصحابي ولما اترك بيتا من بيوت حارتي الا ودخلته
علمني الفول ان شكل الانسان لا يقف عائقا امام تقدمه وان يجد اساليب اخرى لنيل الاعجاب او ليصبح مؤثرا بمحيطه
علمني الفول ان احب اللقمة الطيبة فانا احب بطني جدا و علمني الفول ان الاكل اللذيذ لا يشترط ان يكون غالي الثمن وربما العكس هو الصحيح
علمني الفول ان احب غيري وان اكون محبوبا فحبي لاهل حارتي وحبهم لي هو الذي جعلني اغنى ولد بالحارة
علمني الفول ان مجتمعنا مجتمع بقر وحيوانات فبدل ان اتوسع بفولاتي لان الجيران قالوا لابي نعم الخلف بياع الفول اوقفني عن هذا العمل المربح جدا فقط منشان ما يحكوا علينا العالم وفعلا اكتشفت مع تقدم عمري اننا متخلفون لدرجة مخيفة والمصيبة اننا نتفاخر على امم الارض كلها ولا نرى ايا من عيوبنا ونحن لا يوجد لدينا الا العيوب
علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول علمني الفول
لن يكفيني هذه المنتدى بصفحاته واقسامه لاذكر لكم ماذا علمني الفول ولكنه علمني الكثير الكثير

Tarek007 29/01/2006 18:34

الله يرحمك يا ابو هوبليس كم اترحم عليك وكم اشتاق لك ويا رب تكون بجنة من جنات الله كم كنت ظالما لما حرمتني من بيع الفول

ابي كان شخصية عتيقة دقة قديمة يعني متوسط الحجم اقرب الى القصر متعلم معو سيرتفيكا يعني مخلص شهادة طويلة عريضة وهي شهادة الابتدائية وعلى ايامو اللي كان معو ابتدائية كان يعتبر من الطبقة المثقفة وعلى قولتوا ( الله يرحموا بعمري ما صدقت هالحكي ) انو بامتحان السنة الخامسة (قال كانت السيرتيفيكا الابتدائي خمس سنين) باللغة العربية كان يجب ان ينشد شي مية بيت شعر من واحدة من المعلقات السبع واذا غلط بتلات حركات تشكيل بيسقط بالعربي يعني امتحان العربي للابتدائي كان اصعب من الدكتوراة بالعربي اليوم اتخيل لازم تحفظ بصم المعلقات السبع وتدخل على الامتحان يقولولك يلا قلنا كم بيت من معلقة فلان وتبلش لازم تقول شي مية بيت شعر وما تغلط بتلات حركات تشكيل يعني مو كلمة !!! فتحة ولا ضمة اي بربكم بيتصدق هالحكي بس الشهادة لله كانت عربيتوا قوية جدا الظاهر عايام فرنسا كانوا المعلمين يهتموا كتير باللغة العربية جكارة بالاستعمار ما علينا المهم انه بشهادته الكبيرة استطاع الحصول على وظيفة مرموقة ابتدأ بها حياته حيث كان الموظف بهديك الايام شغلة كبيرة كتير فتزوج وعمل بيت ببساطة لانه مقتدر ولكن ايام العز هادي اللي كان هو وامي يصرعونا فيها لم ارها فقد كان مرتبه في طفولتي يطير بعد عشر ايام من الشهر ولكنه كان يحتفظ بمصروف الاولاد ولا يفرط فيه ابدا فلا اذكر ان ربع ليرتي الاسبوعية انقطعت عني ابدا وكان لها طقس مقدس في مساء يوم الخميس حيث نجتمع في المساء ونقف على باب غرفته هو وامي بطابور( وكنا ممنوعين من دخول غرفتهم بدون اذن من الوالد شخصيا فكانت غرفة الاسرار ولا يسمح لنا بدخولها الا بتصريح من زعيم المنزل ابي رحمه الله ) ثم ندخل سبعة ورا بعض ابتداء من اختي الكبرى وانت نازل ليقبلنا ابي ويعطينا مصروف الاسبوع المقبل ونشكره وندعو له يعني فيلم هندي لا تروه بافلام سي السيد ولكنه كان دائما يضمنا مع اعطائه للمصروف وكنا نحب تلك اللحظة جدا فكان يظهر لنا حبه وعشقه لنا ويؤكده عمليا باعطائنا المصروف وبايام الفول رغم علمه اني بحوزتي نقودا لم يحرمني من المصروف وكان يقول طول ما انتي عايش ببيتي ساكون مسؤولا عن مصروفك ومعيشتك ولو اصبح لديك ملايين ( الله يرحموا كانه كان يعرف انه سيصبح معي ملايين ولكنه لم يعش ليرى ذلك )

لا اذكر انني رايته بالبيجاما او بشكل غير مرتب فلم يكن يجلس بالمنزل الا بالطقم الرسمي مع الكرافتة ذو عقدة صغيرة جدا وحين ينهض من سريره كان يلبس روب ديشمبر فوق بجامته اثناء خروجه الى الحمام ومن ثم يعود الى غرفته ليغير ملابسه ولا يخلع بدلته الا مساء حين يذهب الى النوم وداخل غرفته المهيبة وحتى يوم الجمعة كان يلبس البدلة الرسمية الظاهر ان لبس الوظيفة الميري نقله معه الى المنزل رغم انه رحمه الله كل شي كان عندو لا يتجاوز خمس بدلات صيفية شتوية ما فارقة معو بالصيف يكون تحت البدلة قميص وبالشتاء بلوزة مع الطرانجكوت اليتيم الشتوي ويلبس البدلة لمدة اسبوع متواصل نفس البدلة ونفس الكرافة ثم يغير في الاسبوع الذي يليه ولا اعلم لم كان لا يريح نفسه ويجلس بالمنزل بالبدلة هيك كان عقلوا

مدبرة المنزل كانت امي فهي التي تستطيع بقدرة قادر ان تحتفظ بشيء من النقود في اول عشرة ايام من الشهر لتكفينا بقية العشرين يوم كيف حتى اكبر علماء الاقتصاد لا يعلمون كيف تستطيع ذلك ولو عاشوا ببيتنا لعملتلهم دكتوراة بالاقتصاد كان لها طرقا عجيبة فمن مونة البيت تخترع طبخات لبقية الشهر وتقلل كمية اللحمة بالطبخة الى النصف ومرات الى الربع وكانت تعرف قليلا من فن الخياطة فمثلا حين يصبح القميص قديما تخرب قبة القميص فكانت تفك القبة وتخيطها مرة ثانية بالمقلوب على وجهها الاخر وتركبها مرة ثانية على القميص لنستطيع لبسه لسنتين قادمتين وكانت تحتفظ بملابسنا لنلبسها جميعا وكان عنا بلوزة صوف خالدة اكتر من حزب البعص نفسو لبسناها اربع شباب لغاية سن التلاتين كانت تنتقل من اخ لاخ ولا ترمى ابدا ويبدو ان صوفها انكليزي فقد عاشت البلوزة عشرين سنة مع ستمية الف غسلة وما زالت صالحة للاستخدام الادمي ومن حلولها الجهنمية مثلا كان ترقع البنطلون عند الركبة حيث كان بناطليني تخرب من عند الركبة لانني اجلس واقع على ركبتي اثناء اللعب فلا ترمي البنطال بل تضع له قطعة جلدية تظهر كانها موديل على البنطلون وكنا نلبس ملابس بعض والسبابيط كانت تترقع مية مرة عند الكندرجي

خلف ابي وامي تسع اولاد باثنا عشر سنة ابوي الله يرحموا شكلوا ضريب محترف ولد بطيز الولد يعني شكلوا ما يصدق امي تخلص النفاس ليروح شغال وتروح هي حامل على طول مات لهم ولدين ولد بعد الولادة مباشرة واخت لم تعش اكتر من شهرين وامي الى اليوم تبكي عليهما رغم اننا لم نرهم على الاطلاق ولكنها زرعت فينا حبهم فكنا نشاطرها حزنها عليهم وخصيصا عند ذكرى عيد ميلادهم كانت تذكرنا بهم وكانهم عاشوا بيننا سنينا لقد كانت والدتي عاطفية جدا ودمعتها بتنزل على طول بعكس ابي الذي كان يبدو انه صلب وقوي ولكنني الوحيد بين اخوتي الذي لمس ضعفه وكم كان رقيقا ومرهف الحس الى درجة مخيفة فكنت الوحيد الذي راى ضعفه ودمعته وكلما اتذكر تلك اللحظة اشعر بضيق في صدري ساذكرها بقصة كرة القدم مع امن الدولة العريق فمثلا ابي رحمه الله مرة صار معو بحصة ويقولون ان الم البحصة هائل جدا الله لا يبلي حدا فيه وبذلك الوقت لم يكن الطب متقدما جدا لينتهي من البحصة ببساطة بل كان الموضوع صعبا جدا فقد اقفل ابي باب غرفته على نفسه لكي لا نراه متألما وسمح لامي فقط بدخول الغرفة لمدة خمس ايام وكنا نسمع اناته المكتومة فقد كان كما قالت امي بعد وفاته يلف البشكير على بعضه ليصبح كالحبل ويضعه بين اسنانه ويعض عليه لكي يخفف من صوت آهاته لكي لا نسمعها نحن اولاده ولا نراه بحالة لا يريدنا ان نراه بها وفعلا لم نره ولكننا كاولاد قرود شياطين كنا نعلم انه يتالم جدا لاننا كنا نضع اذننا على باب الغرفة ونحاول ان نعرف ماذا يجري بالداخل ولكننا لا نجرؤ ان نضع عيننا على ثقب المفتاح لان امي اخبرتنا من زمن بعيد ان ابي يعلم عندما نفعل ذلك من خلال توقف الضوء الصادر من ثقب الباب فكنا نسمع انينا مكتوما يقطع القلب ولكنه عزة نفسه لم تسمح له بان يراه اولاده ضعيفا وتخلص من البحصة بعد خمسة ايام عجاف بواسطة ماء البصل المغلي لا اعلم من وصف له ماء البصل المغلي وعلمت لاحقا ان البصل لا يذهب البحصة ولكن يبدو ان شربه لكميات كبيرة من الماء وقناعته بان ماء البصل سيتكفل بالموضوع ساعد بذلك بالاضافة الى كثير من الاعشاب بمختلف انواعها ولكن يوم تخلص ابي من البحصة كان يوما مشهودا فلم يستطع ان يكبت اهاته وعلا صوت المه وفعلا المثل الذي يقول ( بقق البحصة ) مثل معبر جدا لانه يبدو ان الانسان بتطلع روحوا لغاية ما يبق البحصة

لقد كان ابي بنظري وانا طفل اقوى رجل بالعالم كنت اتخيله اقوى من سوبرمان بكثير واشعر بداخلي انه قادر على فعل اي شيء وكانت الوحيدة التي ممكن ان تغير رايه هي امي , امي كانت الكل بالكل بالمنزل ورغم صيت القوة والجبروت الذي تمتع به ابي فقد كنا جميعا نخاف من امي اكثر مما نخاف من ابي فهي كانت تلجأ للضرب بسرعة بينما ابي نادر جدا ان يضرب احدنا وامي كانت ملكة المنزل حتى ابي نفسه يتحاشى الدخول معها بعراك ولكن في القرارات الحاسمة بنظر ابي كان رايه هو الفيصل وحتى امي نفسها كان لديها حاسة سادسة ببعض الامور وتتنازل له وتفعل له ما يريد حتى لو كان رايها مخالفا لرايه لقد كان رجلا حقيقيا وليس سي السيد لكي لا تتهمه نسوة المنتدى بالتسلط بل امي كانت سي السيد فعليا ومن قرارات ابي الحاسمة التي لم يتنازل باي شكل عنها رغم كم هائل من التوسل والاستجداء من طرفي ومحاولات متعددة من امي كان قرار حرماني من بيع الفول فقد اتخذ قراره ولو اجتمعت الكرة الارضية لن يغير رايه حاولت بالاستجداء بشرح كم احب ان ابيع الفول بشرح كمية النقود الهائلة التي تاتيني من الفول كان جوابه ربع ليرة تكفيك مانك احسن من اخواتك وانا لم اخلفك حتى تطلعلي بياع فول يجب ان تهتم بدراستك وما عليك بالمصروف شو ولك حيوااااااااااااااااااااان مفكرني ما بقدر اصرف عليك وعلى اخواتك بدك تطلع صايع ابن شوارع وتصاحبلي ولاد الشوارع شو فول وما فول اقعد بيكفي اصلا تركناك عاساس تتسلى وتلعب بقصة الفول بس تقلب جد لا والف لا

كلمة حيوان كان يمطها كثيرا وكانت هذه الشتيمة الوحيدة التي نسمعها منه فلم يكن كلامه بذيئا ابدا اقصى ما لديه ان يقول يا حيوان وكان يبهدلني كثيرا لانني على حد قوله الوحيد بين اولاده ابن شوارع وكنت لا اجرؤ ان اتلفظ بكلمة بذيئة امامه رغم انني لا اعتبرها بذيئة على الاطلاق ككلمة حمار او كلب ولكن هو اقصى كلمة لديه يا حيوان وهو الوحيد اللذي له حق استخدامها بالمنزل ونظرة منه ترعبني ان تلفظت بحرف يعتبره ابي بذيئا فرغم عدم لجوءه الى الضرب ولكنه كان يستخدم عينيه بطريقة معبرة جدا فترى بعينيه استنكارا هائلا لاسلوبي في الكلام والشيطنة وكان دائما يقول لي يخرب بيتك يا هوبليس لك كيف طلعت ابن شوارع والله كانك ما متربي يا حيوان لك شو انت ابن عالم وناس ولا ابن شوارع فهمني بدك تجنني يا هوبليس منوين تعلمت هالحكي مع مين عمتمشي مين هدول رفقاتك ما بقى بدي ياك تطلع برا البيت ولكنني كنت محتالا واستدر تعاطفه معي واجعله لا يطبق كلامه وكان صغر حجمي ربما هو الذي يرقق قلبه معي ويدعني اخرج والعب بالشوارع وليس كبقية اخوتي المحبوسين بالبيت اغلب الوقت استطعت ان اخرج الى الشارع من صغري عكس كل اخوتي وضد رغبة ابي وامي

Tarek007 29/01/2006 19:02

حاولت امي مع ابي فقد كانت ترى عملي بالفول جيدا وكانت تاخذ مني مرات نصف ليرة او ليرة بطريقة غير مباشرة لتساعد بشراء شيء ما للمنزل وانا لم اكن امانع على الاطلاق بل اكون بقمة السعادة واشعر بالتميز عن بقية اخوتي وانني لا اقل عن ايا منهم فحجمي الصغير ليس مشكلة فانا عضو مهم بالمنزل اكثر منهم ورغم ان هناك اربعة اكبر مني سنا وكلهم احجام طبيعية الا ان مجرد ان تاخذ مني امي باساليبها الشيطانية ليرة كاملة ( كان تقول لي هات ولا ابني لخبيلك ليرة بالطامورة بغرفتي انا وابوك ورغم علمي انه لا يوجد طامورة اصلا ويقيني ان ليرتي ستطير فقد كان احلى على قلبي من العسل ) الليرة الكاملة بتلك الايام كانت ثروة بالنسبة لطفل كان ذلك يشعرني بقوة هائلة ولا امانع ان اعطيها كل يوم مليون ليرة من اجل ذلك الشعورولكنها كانت تحذرني جدا من ان يصل ذلك الى مسامع ابي لانو بيقص راسها وراسي على قولتها فبقي سرا بيني وبينها وكانت تتحين لحظة اكون فيها وحيدا معها حتى لا يسمع اخوتي طلب تخبايتها لليرتي ولكنها لم تكن تطلب بل تامرني وتشعرني انها فعلا تخبأ لي النقود وانا اعلم بقرارة نفسي ان هذا غير صحيح ولكن لذتي وسعادتي كانت لا توصف وعن جد لا امانع ان اعطيها يوميا مليون ليرة مقابل ذلك الشعور الرائع فحاولت امي بشدة مع ابي ولكنها شعرت بحاستها السادسة ومن عشرتها الطويلة مع ابي ان لا رجعة له عن هذا القرار وانني ساودع ايام العز ايام الفول واخبرتني بذلك انه يجب ان انسى الموضوع ولا امل على الاطلاق انقهرت جدا جدا ولكنني لم ابكي ربما ورثت عن ابي شيئا من عزة النفس ولكن كانت عيناي تفيضان حزنا وعدتني امي ان تحاول ان تزيد مصروفي ولكنها لم تفهم ان الفول كان مصدر قوة بالنسبة لي ووسيلة للتخلص من عقدة ضآلة الحجم ومتعة هائلة وتعرف الى كل اولاد الحارة وبناتها ودخول الى منازل كل الجيران واشياء لا تعد ولا تحصى كان الفول سلاحا نوويا بالنسبة لي يعطيني شعورا بالقوة بحاجة الناس لي يفتح الطريق امامي الى قلوب الاطفال الى صداقات كثيرة وسيلة للسيطرة واثبات الذات المهزوزة بشعور الضآلة وقصر القامة كل قوتي وثقتي بنفسي اهتزت من قرار ايقاف الفول لقد كان قرارا ظالما مجحفا بحقي من ابي رحمه الله لم اعاتبه بعد ذلك على ذاك القرار رغم انني دائما كنت اشعر انه لم يوفق بقراره ولكنه كان صاحب القرار ولم تنفع اي وسيلة وحرمت بيع الفول ولكن ليس الى الابد فقد كنت اقوى من ان يوقف طموحي قرار كهذا ولا بد ان اجد وسيلة اخرى لا تقل عن الفول كوسيلة للقوة والسيطرة واثبات الذات وهكذا كان




Tarek007 29/01/2006 19:03

عدت الى حياتي السابقة حزينا مكسور الخاطر شعرت انني جردت من اسلحتي اصبحت حزينا قليل الحركة ولا احب الكلام وكادت ان تنعدم شهيتي للطعام لم اعد احب الاكل لم اعد اطيق الحديث بالمنزل عاد شعور ان كل اخوتي افضل مني حنقت على والدي اشد الحنق ولا انكر انني كرهته في تلك الفترة اشد الكره حتى انني حاولت ان اتمرد على طقس الجمعية مساء الخميس ولكن ابي صرخ اين هوبليس لم لم ياتي لياخذ جمعيتوا فلم اجرؤ على الاستمرار بالاضراب ابتدات ارى الربع ليرة الاسبوعية لا شيء وانا اللذي كنت اعطي امي ليرة كاملة اعود واخذ ربع ليرة ابتدأت كلمة بياع الفول بين الاولاد تاخذ بالنسبة لي منحى اخر سابقا كنت لا امانع ولا اشعر بالاهانة سابقا لانني كنت اتمتع بمزايا بيع الفول اما الان فقد بدأت اشعر انها اهانة وليست براءة اطفال وزاد تمردي على عالمي كله شعرت انني جواد بين قطيع حمير لم افهم لم يهيننوني ولم افهم كيف جاراهم ابي بعقليتهم البالية ولكني شعوري بالمهانة كان يزداد وصرخت مرة بوجوه الاولاد كنتم تتسابقون على ودي لاجل ان تاخدوا مني فرنك يا عرصات اما الان فانت تهينونني كس اميكم كلكم وطبعا كان اصغر طفل اطول مني على الاقل بشبر ناهيكم عن نحالتي والاولاد هبت فيهم النخوة والشهامة من اجل كس امهاتهم واكلت علقة غير شكل عدت الى المنزل ومنظري قطع قلب امي كنت محبوبا بين اهلي ومجتمعي وحتى بين الاولاد ولكن الاطفال لا دين لهم ينقلبون عليك كالعواهر وكان ممن ضربني ابناء جيراننا فجند اخي الاكبر معارفه وانضممنا انا واخوتي الى الانتقام وهجمنا على اولاد الجيران في عقر دارهم وصارت شظايا الحجارة تفجر زجاج النوافذ قامت عائلتي المحبة لي بتجنيد وتوحيد صفوفها وقواها لحمايتي وتضخم الموضوع وصرخ ابي بوجه جارنا اللي بيرش هوبليس بالمي رح نرشو بالدم وهددت والدتي جارتنا وكان جيراننا عقلهم كبير شوي وشعروا ان اهلي متضايقين جدا من العلقة اللي اكلتها وفي اليوم الثاني جاء اخوتي مع عصاباتهم الى مدرستي مسلحين بالعصي والسكاكين الصغيرة وقاموا بارهاب حقيقي في مدرستي ابتدات بعد هذه الحادثة الى العودة بقوة الى عائلتي فهمت ماذا يعني ان يكون لك ظهر يحميك وسند وقت الشدة مما زاد تعلقي بعائلتي خفت تعليقات الاولاد ضدي ولكن ابتدأ شعور بالنفور مني بين الاولاد من شعورهم انهم ان ضايقوني فساجلب اخوتي وهذا ليس صحيحا فانا لم اطلب من اخوتي الانتقام لي بل هم تطوعوا حبا ونخوة لم جرى لي وهذا كان اقصى عقوبة لي فلو يدقوني كل يوم علقة ارحم علي من ان اصبح مكروها حاولت امي بشتى الوسائل ان تشد من ازري حتى انها كانت تعطيني فرنكين زيادة كل فترة لا ادري كيف تتدبر امي امور النقود هي دكتورة بالاقتصاد ولكن كل هذا لم يجدي نفعا لمحت امي لابي بقضية الفول مرة اخرى وان الولد نحل وحزين ولا ياكل ومنطوي على نفسه ولم يتراجع ابي على الاطلاق مما زاد كرهي له
ولكنني متمرد بطبعي وبداخلي قوة تفوق حجمي اضعاف المرات وكان لا بد ان اجد لنفسي منفذا فهداني الله الى منفذ افضل من الفول كنت اخذ من بيوت الجيران الدفاتر القديمة للاولاد واعطيها لابو شكري ليلف بها الفول وكان لدى كل البيوت قصص اطفال والغاز وارسين لوبين وروبن هود ولاكي لوك وتان تان وميكي وما شابه كنا بالمنزل نستاجر لغزا وكان من يقراه اولا يغيظ الجميع بان يقول للكل ماذا سيحصل بنهاية اللغز مما يضيع متعة القراءة ولم اكن بحال من الاحوال اول من يقرأ بل على الاغلب اخر من يفعل ذلك وتضيع متعة اللغز فانا اعرف ماذا سيفعل تختخ وكيف سينقذه محب وانا اعرف كيف سيضرب عثمان ببطته الصغيرة راس فلان لينقذ الرقم صفر من موت محقق فكان ان خطر ببالي خطة جهنمية قررت ان اذهب الى الحضن الدافىء الى الضهر الذي يسندني الى امي واطلب منها مبلغا كبيرا لا اذكر كم كان ربما ثلاث ليرات كاملات وقلت لها انني اريدهم من الطامورة التي كانت تخبأ لي نقودي بها امي تعرف انني اعلم انه ليس لديها هذه الثروة ولكنني استعطفتها ورجوتها ان تساعدني قلت لها انني اريد ان اشتري الغازا واؤجرها لاولاد بمدرستي شعرت امي ان هذا قد يعيدني الى حييوتي ونشاطي قد يطلق عقدة لساني الذي اكله القط فلم اعد اتكلم وانا الولد الثرثار فقالت لي امهلني بعض الوقت وكان ان اعطتني مبلغا كبيرا جدا بعد ثلاثة اسابيع وقالت لي افعل ما تريد ولكن لا تخبر اباك الان بم تفعله كانت حكيمة جدا وتفعل ما تريد سواء اراد ابي ام لم يرد اخذت ازور بيوت الجيران واسال عن القصص القديمة التي لديهم وكان اغلبهم قرؤوها ولم يعودوا بحاجة لها وكان منهم من هو على استعدادا ان يعطيني اياها من غير مقابل خصيصا وقد قرؤوها عشرات المرات ولكن عندما تريد شيئا يصبح غاليا لدى صاحبه ولكن كان المال يلعب لعبته فكنت اشتري اللغز او القصة بربع ثمنها واقل ومرات ابيعها بنصف ثمنها لمن لم يقرأها او اؤجرها لمدة يومين كاملين بنسبة قليلة من ثمنها واذا تاخروا يوما ثالثا ارفع الفاتورة ابتدات علاقاتي تعود بقوة اكثر من الفول بكثير ولمن لا يعلم الشعب السوري محب جدا للقراءة والمعرفة والاهل يزرعون ذلك باطفالهم فبايامي كان كل الاولاد يقرؤون الالغاز والمغامرين الخمسة والشياطين 13 وغيرهم كثير وانا كنت اعشق ارسين لوبين واجاتا كريستي ما علينا اكتشفت ان هذا سوق اكبر من سوق الفول وله زبائن اكثر وانني عدت نجما في صفي وبقية صفوف المدرسة كانو ياتوا الي من صفوف اخرى حتى بعض الاساتذة الغلبانين كانو يستعيرون مني الغازا لاولادهم ليعيدوها لي باليوم التالي فاصبحت نجما عالميا ليس بصفي فقط بل بكل المدرسة وان الجميع يريد صداقتي لمصالحهم بقراءة قصة او لغز ليس لديهم واصبحت الامهات تحبني فانا اشتري منهن ما يردن رميه مما يساعدهم بحياتهم البسيطة حتى اخوتي عادت علاقتي بهم قوية اكثر بكثير فانا اعلم جيدا ان تعرض احد لي فانا وراي اخوة يكسرون راسه ولن يقف ضعفي الجسدي حاجزا امام قوتي زادت علاقاتي اكثر بكثير اعدت لامي ما اعطتني اياه مضاعفا بفترة قياسية وعدت الى تخبئة النقود لديها بالطامورة كل فترة سمع ابي وعرف ما يجري من اخوتي ولكنه لم يمانع ربما كان هذا بنظره ثقافة عامة وليس كالفول ابن شوارع لم ابع قصة الا وقرأتها قبل ان ابيعها كنت قارئا نهما وقابل ذلك تراجع بمستواي الدراسي ولكنني الى الان احل ان اقرأ هذه القصص اصبح لي شهرة بالحي وتحولت من بائع فول الى بائع كتب ابتدأت اكتب اين الغازي وقصصي لاني مخي لم يعد يستوعب اين ذهبت تلك القصة ومتى يجب ان تعود الي فعرفت ان هناك فائدة لتعلمي الكتابة بالمدرسة فقد كنت دائما استنكر على اهلي ارسالهم لي الى المدرسة ولا افهم لم يحرمونني خمس ست ساعات يوميا بمدرسة بالية استطيع ان العب بهذا الوقت استطيع ان ارفع عدد البيوت التي ازورها لشراء القصص تعلمت ان اسجل كل قصة اين ذهبت وبكم اجرتها وبالتاريخ كان لكل يوم تسعيرته اصبح لكل قصة لدي تاريخ فهذه الاعلى تأجيرا اصبحت اميز واحفظ كل بيت ما نوع القصص التي يحبها الاولاد من هو بطلهم المفضل واجلب لهم ما يريدون استطعت بشيء من التوفير بجهود امي ان اشتري بسكليت ( عجلة ) خاصة بي لا يزاحمني عليها احد وليست كعجلتنا المشتركة جميعا حيث كان لدينا كلنا عجلة واحدة اشتريت لها قفلين ولم اعطها لاحد كنت اجري بها بالشوارع وتوفر علي الوقت للتجوال والوصول بسرعة الى المنازل وضعت سحارة ( صندوق خشبي كبير يستخدم لتخزين الخضار والفواكه ) على خلفيتها لاضع بها قصصي واغراضي لم اهتم ان يركب خلفي اصدقائي بل كنت اضعهم امامي فلن اتنازل عن السحارة ابتدات بالخروج من الحي الذي انا فيه الى احياء اكثر أغنى وافقر لم اوفر مكانا استطيع الوصول اليه كنت اريد اليوم ان يصبح 48 ساعة الالف اكثر واتعرف اكثر كنت وما زلت اكره النوم وهو عدوي الاول ولا استطيع النوم الا بعد ان ينهد حيلي واقرا اي شيء يقع بين يدي قبل النوم وكنت بكل بساطة ادخل الى اي مبنى واصعد الى اخر دور واسالهم بيتا بيتا عن قصص للاطفال للبيع واكتشفت ان الاغنياء اكثر جشعا من الفقراء فما اشتريه من الفقراء يكون ارخص مما اشتريه من الاغنياء ولكنني بالمقابل كنت ابيع الاغنياء او اؤجرهم بسعر اغلى كنت اعرض ما لدي للبيع وانا اشتري وقد لا تصدقون انني عدة مرات كنت اشتري من الدور الاخير لابيعه بالدور الاول بنفس العمارة مع ربح بسيط وكنت اعرض بضاعتي على الاولاد بالمنزل واقول لهم لدي كل ما تريدونه من قصص ومجلدات ومستعد لايصالها لكم بالمنزل وكل شيء بثمنه اصبح خروجي من المنزل كثير جدا مما ضايق امي كثيرا ولكني لم ابالي ولم انفذ رغبتها بالجلوس بالمنزل كنت اعرف انها ليست جادة توقفت عن كره ابي قليلا ويمكن القول اعدت النظر وابتدات احبه كما من قبل فقد اعتبرت ان ايقافه لفولي جعلني الجأ للقصص والمجلات ونسبت له الفضل بذلك فقد كنت بداخلي اعتبر ابي سوبرمان ولا يخطأ ولا يوجد بهذا العالم من يضاهي ابي قوة

كنت كلما زاد مالي وعلاقاتي وزبائني اسعى الى المزيد اشعر ان لا شيء كان يقف بوجهي ولا حدود لطموحي لم اكن اقيم للمال وزنا فمنذ طفولتي وانا استطيع ان اجلب المال واعطيه لامي ابتدات احوالنا بالمنزل تتحسن فقد لا تصدقون انني علمت من امي بعد ثلاثين عاما ان دخلي كان يعادل دخل ابي واكثر منه كنت اعطي كل شيء لامي واحتفظ لنفسي دائما برصيد يسمح لي باكبر عمليات البيع والشراء فمرات كنت اشتري من بعض المنازل اكثر من مئة قصة ولغز وبتراب الفلوس فالام لا تصدق ان ياتي من يخلصها من هذا الكم من القصص في ذاك البيت الضيق كبيوتنا ابتدات اشعر ان نظرة عائلتي لي اختلفت وان لي مهابة واحترام رغم وجود اربعة اكبر مني سنا ولكن حتى اختي الكبرى كانت تتودد لي لاخصص لها القصص الجديدة من اجاتا كريستي يا الهي كم كانت القصص والمجلات وسيلة قوة هائلة واثبات ذات اكثر بكثير من الفول الله يرحم هديك الايام ما اجملها من ايام



Tarek007 29/01/2006 19:04

احد جاراتنا كانت ارملة وبلاها الله بولد شاب عاق منحط الخلق ولم يكتفي الله سبحانه بهذا البلاء ( كثيرا لا افهم حكمة الله سبحانه بهذه الامور ) وابتلاها ايضا ببنت مشلولة مقعدة كنت ازور تلك العائلة بتشجيع وشبه اجبار من والدتي فقد كانت تجبرني على المرور ببيتهم وكانت تلك الفتاة لا ادري اصلا كيف تعلمت القراءة وهي لم تضع قدمها بالمدرسة لا احد يعلم كيف اصبحت قارئة نهمة المهم انها كانت اكبر زبون لي ولكن كنت خسرانا معها بمعنى اخر لست خاسرا ولكن لا ياتيني منها اي مردود مادي وقبلت بهذا كتعاطف مع حالتها بالاضافة بيني وبينكم الى تهديد والدتي المتواصل انني ان لم ازرهم فستفعل وانا اعلم انها ان هددت فعلت فالتزمت بتلك العائلة كان رجل العائلة الوحيد عاقا شرسا يكثر الشتائم لا يوجد لديه اي اخلاق يحاول باي طريقة اخذ المال من ذاك المنزل ولا يقوم باي عمل يساعدهم على الحياة فكان من واجباتي كما فرضت علي امي ان اجلب لهم جميع ما يريدون من الاسواق وستغض الطرف عني ان خرجت من المنزل اغلب الاوقات فرضخت وكنت كل ثلاث اربع ايام اكتب ما تريد هذه السيدة المسكينة واجلبه لها بارخص الاسعار فقد علمتني ان ابحث لها دائما عن الرخيص وابتدأ اهتمامي بانواع الخضار يتزايد من اجل تلك السيدة فالبندورة اشتريها لها دائما كاخر بيعة لبياع الخضار او مفعوصة قليلا الخيار لا مانع ان يكون كبير الحجم البطاطا لا مانع بدبلانها وهلم جرا المهم ان يعيشون بمالهم القليل جدا لا يريدون الا ان ياكلوا وبارخص الاسعار وكنت بارعا في تنفيذ ذلك لهم تعاطفا مني مع حالهم البائس وذات مرة اتت جارتهم وانا اجلب لهم الخضار وامتدحتني السيدة امامها وانني لا يوجد اشطر مني في العالم بجلب ما يريدون فانا اعرف كوسا المحشي من كوسا القلي وخيار الكبيس من خيار الاكل وبطاطا القلي من بطاطا السلق وهكذا فقالت لي جارتهم هل تعمل معي معروفا وتجلب لي الخضار مع جارتنا وانا اسكن بنفس العمارة ولن يكلفك الموضوع جهدا فانت ذاهب الى السوق وعندك بسكليتتك الرائعة بطة ( اسميتها بطة تيمنا بكرة عثمان في الشياطين 13 ) وضحكت ضجكة خبيثة وقالت ممكن ان تستفيد بشيء من المال فانا اعلم بنشاطك في القصص والمجلات فقلت لها لم لا ولكن بشرط ان تكتبي ما تريدين بنفس اليوم الذي تريد به جارتك الاغراض فلست مستعدا ان اضيع وقتا مضاعفا بخضاركم وكان لي ما اردت
لم يمض اسبوعان الا وكان لدي ست عائلات اؤمن لها احتياجات منزلها وباسعار هم انفسهم غير قادرين على جلبها بتلك الاسعار بالاضافة الى ربحي الخاص وكنت احدد ربحي حسب الحال وحسب الكمية ولكن بكل الاحوال كان هناك ربحا جيدا وكنت اجعله من ضمن نشاطي باللف على تاجير وبيع القصص اتصيد دوما ارخص اسعار الخضار من هنا ومن هناك وابتدأ يزدادا شعوري ان هذه المدرسة تضيع علي حياتي وتنغص علي معيشتي غيابي عن مدرستس كان مضرب المثل لا يوجد طالب بسوريا اتقن حيل الهروب من المدارس مثلي لم احبها لم اطقها انها عائق بوجهي تضيع وقتي ورغم يقيني انني لولاها لما استطعت ان انظم قصصي والغازي ولضعت من كثرة زبائني ولكنني كنت اقلل من هذا فقليلا ما كنت ارجع لدفتري رغم انني اكتب به كل قرش ولكن كان مخي دائما حاضرا ويتذكر اين هذا وذاك وان كنت اتاكد من سلامة مخي بالعودة الى الدفتر قررت ان اسجل الخضار بدفتر خاص وافتح دفترا خاصا لكل عائلة حيث اصبح عددها 15 عائلة مما دفعني الى التسجيل هذه العائلات كانت تعاملني كابنها فانا بطبعي احب الناس واتقرب منهم ولا اكتفي بمجرد تامين احتياجاتهم لم اعد افكر نهائيا انني ضئيل الحجم تقريبا ابتدأت هذه العقدة بالزوال ولم اعد افكر بها مما جعلني اتشجع اكثر بعلاقاتي بين البشر فلم اعد مجرد معقد صغير بل ناضج يبحث عن حب الناس عائلات الخضار عرفت جميع مشاكل بيوتهم معاركهم نزواتهم سلوك ابائهم وامهاتهم بفترة بسيطة كنت قادرا على التغلغل بالعائلة وبمجتمعنا البسيط الظريف الذي لا يخفي شيئا كان سهلا جدا علي ان اتغلغل بالجميع اصبحت محبوبا لهؤلاء الناس مع مرور الوقت كان عددهم يزداد فالنسوة لسانهن طويل جدا ورغم ميل العائلات الى جلب اغراضها بنفسها ولكن ثرثرة النساء افادتني فقد كنن يقسمن انني اجلب لهن ما يردن وباسعار هنن انفسهن غير قادرات على رخصها اصبح لي بائعين خضار اصدقاء بمختلف اسواق الخضار ولا يغشونني حيث عرفوا اني زبون دائم يوميا كنت اوصي على ما اريد في اليوم التالي ابتدأت اشعر ان عدد ساعات صحياني لا تكفيني وانني اريد اليوم اكثر من اربع وعشرين ساعة ازداد نفوري من مدرستي وحملتها مسؤولية الوقوف بوجه طموحاتي ازداد دخلي بشكل هائل فكل اسبوع يتضاعف دخلي من المال واتفنن بجلبه انعكس هذا على بيتنا فقد كان اغلب هذا المال يذهب الى طامورة امي الحبيبة انتبه والدي الى ما يجري احس ان البيت احواله المادية تتغير بشكل ملحوظ لم يكن يعلم اي شيء عن نشاطي بمجال الخضار ولكنه علم بطريقة ما وكانت الطامة الكبرى

احد جاراتنا كانت ارملة وبلاها الله بولد شاب عاق منحط الخلق ولم يكتفي الله سبحانه بهذا البلاء ( كثيرا لا افهم حكمة الله سبحانه بهذه الامور ) وابتلاها ايضا ببنت مشلولة مقعدة كنت ازور تلك العائلة بتشجيع وشبه اجبار من والدتي فقد كانت تجبرني على المرور ببيتهم وكانت تلك الفتاة لا ادري اصلا كيف تعلمت القراءة وهي لم تضع قدمها بالمدرسة لا احد يعلم كيف اصبحت قارئة نهمة المهم انها كانت اكبر زبون لي ولكن كنت خسرانا معها بمعنى اخر لست خاسرا ولكن لا ياتيني منها اي مردود مادي وقبلت بهذا كتعاطف مع حالتها بالاضافة بيني وبينكم الى تهديد والدتي المتواصل انني ان لم ازرهم فستفعل وانا اعلم انها ان هددت فعلت فالتزمت بتلك العائلة كان رجل العائلة الوحيد عاقا شرسا يكثر الشتائم لا يوجد لديه اي اخلاق يحاول باي طريقة اخذ المال من ذاك المنزل ولا يقوم باي عمل يساعدهم على الحياة فكان من واجباتي كما فرضت علي امي ان اجلب لهم جميع ما يريدون من الاسواق وستغض الطرف عني ان خرجت من المنزل اغلب الاوقات فرضخت وكنت كل ثلاث اربع ايام اكتب ما تريد هذه السيدة المسكينة واجلبه لها بارخص الاسعار فقد علمتني ان ابحث لها دائما عن الرخيص وابتدأ اهتمامي بانواع الخضار يتزايد من اجل تلك السيدة فالبندورة اشتريها لها دائما كاخر بيعة لبياع الخضار او مفعوصة قليلا الخيار لا مانع ان يكون كبير الحجم البطاطا لا مانع بدبلانها وهلم جرا المهم ان يعيشون بمالهم القليل جدا لا يريدون الا ان ياكلوا وبارخص الاسعار وكنت بارعا في تنفيذ ذلك لهم تعاطفا مني مع حالهم البائس وذات مرة اتت جارتهم وانا اجلب لهم الخضار وامتدحتني السيدة امامها وانني لا يوجد اشطر مني في العالم بجلب ما يريدون فانا اعرف كوسا المحشي من كوسا القلي وخيار الكبيس من خيار الاكل وبطاطا القلي من بطاطا السلق وهكذا فقالت لي جارتهم هل تعمل معي معروفا وتجلب لي الخضار مع جارتنا وانا اسكن بنفس العمارة ولن يكلفك الموضوع جهدا فانت ذاهب الى السوق وعندك بسكليتتك الرائعة بطة ( اسميتها بطة تيمنا بكرة عثمان في الشياطين 13 ) وضحكت ضجكة خبيثة وقالت ممكن ان تستفيد بشيء من المال فانا اعلم بنشاطك في القصص والمجلات فقلت لها لم لا ولكن بشرط ان تكتبي ما تريدين بنفس اليوم الذي تريد به جارتك الاغراض فلست مستعدا ان اضيع وقتا مضاعفا بخضاركم وكان لي ما اردت
لم يمض اسبوعان الا وكان لدي ست عائلات اؤمن لها احتياجات منزلها وباسعار هم انفسهم غير قادرين على جلبها بتلك الاسعار بالاضافة الى ربحي الخاص وكنت احدد ربحي حسب الحال وحسب الكمية ولكن بكل الاحوال كان هناك ربحا جيدا وكنت اجعله من ضمن نشاطي باللف على تاجير وبيع القصص اتصيد دوما ارخص اسعار الخضار من هنا ومن هناك وابتدأ يزدادا شعوري ان هذه المدرسة تضيع علي حياتي وتنغص علي معيشتي غيابي عن مدرستس كان مضرب المثل لا يوجد طالب بسوريا اتقن حيل الهروب من المدارس مثلي لم احبها لم اطقها انها عائق بوجهي تضيع وقتي ورغم يقيني انني لولاها لما استطعت ان انظم قصصي والغازي ولضعت من كثرة زبائني ولكنني كنت اقلل من هذا فقليلا ما كنت ارجع لدفتري رغم انني اكتب به كل قرش ولكن كان مخي دائما حاضرا ويتذكر اين هذا وذاك وان كنت اتاكد من سلامة مخي بالعودة الى الدفتر قررت ان اسجل الخضار بدفتر خاص وافتح دفترا خاصا لكل عائلة حيث اصبح عددها 15 عائلة مما دفعني الى التسجيل هذه العائلات كانت تعاملني كابنها فانا بطبعي احب الناس واتقرب منهم ولا اكتفي بمجرد تامين احتياجاتهم لم اعد افكر نهائيا انني ضئيل الحجم تقريبا ابتدأت هذه العقدة بالزوال ولم اعد افكر بها مما جعلني اتشجع اكثر بعلاقاتي بين البشر فلم اعد مجرد معقد صغير بل ناضج يبحث عن حب الناس عائلات الخضار عرفت جميع مشاكل بيوتهم معاركهم نزواتهم سلوك ابائهم وامهاتهم بفترة بسيطة كنت قادرا على التغلغل بالعائلة وبمجتمعنا البسيط الظريف الذي لا يخفي شيئا كان سهلا جدا علي ان اتغلغل بالجميع اصبحت محبوبا لهؤلاء الناس مع مرور الوقت كان عددهم يزداد فالنسوة لسانهن طويل جدا ورغم ميل العائلات الى جلب اغراضها بنفسها ولكن ثرثرة النساء افادتني فقد كنن يقسمن انني اجلب لهن ما يردن وباسعار هنن انفسهن غير قادرات على رخصها اصبح لي بائعين خضار اصدقاء بمختلف اسواق الخضار ولا يغشونني حيث عرفوا اني زبون دائم يوميا كنت اوصي على ما اريد في اليوم التالي ابتدأت اشعر ان عدد ساعات صحياني لا تكفيني وانني اريد اليوم اكثر من اربع وعشرين ساعة ازداد نفوري من مدرستي وحملتها مسؤولية الوقوف بوجه طموحاتي ازداد دخلي بشكل هائل فكل اسبوع يتضاعف دخلي من المال واتفنن بجلبه انعكس هذا على بيتنا فقد كان اغلب هذا المال يذهب الى طامورة امي الحبيبة انتبه والدي الى ما يجري احس ان البيت احواله المادية تتغير بشكل ملحوظ لم يكن يعلم اي شيء عن نشاطي بمجال الخضار ولكنه علم بطريقة ما وكانت الطامة الكبرى

Tarek007 29/01/2006 19:06



وحصل ما كنت اتوقع حصوله واخاف من مواجهته مواجهة سي السيد ابي رحمة الله عليه كان لا بد ان يعلم بطريقة او باخرى وسمع بم اصنع لعنة الله على من اسمعه كنت قد تحضرت لهذه المواجهة بعقلي مسبقا فقد علمت انها آتية لا محالة وجهزت ردودي ودفاعي وكنت قد اخذت القرار الا اتراجع باي شكل وشطح عقلي كثيرا مع المغامرين الخمسة والشياطين 13 وانني استطيع ان اترك بيت اهلي واعيش لوحدي كثير من الاحلام بشان هذه المواجهة كانت داعبت مخيلتي تمهيدا للاجتماع الاعظم
خرج ابي من غرفته المهيبة مكفهر الوجه استدعى الحاكم بامره والدتي واغلق باب القلعة العظيم استمرت المداولات بينهما قرابة نصف ساعة تخللها بعض الاصوات المرتفعة من امي مع تراجع سريع وهمهمات عرفت مباشرة ان النقاش حول هوبليس فجهزت نفسي خطر ببالي ان اخرج من المنزل واهرب من المواجهة ولا اعود الى البيت ابدا ولكنني تراجعت وقلت ليكن ما يكون لن اتراجع ولو قطع راسي وساخبره بنيتي ان اترك المنزل فهو ليس خالقي لن ادعه يقف بطريقي
فتحت امي باب القلعة وقالت تعا يا هوبليس لعند ابوك خيم صمت على منزلنا سكت اخوتي الذين لا يسكتون توتر الجو والكل مترقب ماذا سيحصل دخلت واغلقت امي الباب عاجلني ابي بهجوم قوي ( يا حيوان خلصنا من الفول لتجيب خضرا لبيوت العالم شو انا خلفتك لتصير خدام للجيران يا حيوان ) قلت له والشرر يتطاير من عيني لست خادما لاحد ولست حيوانا
صعق والدي من ردي لم يتوقع ابدا ان يكون ردي بهذا العنف نظر الي بعينيه المخيفتين نظر الى امي التي وجمت وكان على راسها الطير شعر ابي انني لم اعد الطفل هوبليس الحيوان واني سارد عليه كان حكيما رحمه الله فقد وجه اوامره مباشرة الى امي ان تخرج من الغرفة وتغلق الباب وتدعه مع هوبليس لم يشأ حتى لزوجته ان ترى عرشه يهتز وان شقفة ولد من اولاده يرد عليه خرجت امي مسرعة وهي تنظر الي نظرة شعرت بها الغضب من تسرعي والشفقة على حالي والامل بان اخرج من هذه المعمعة سالما
قال ابي منذ متى ترد على اباك بهذه الطريقة يا هوبليس هل صدقت انك اصبحت شابا يا فصعون هل تعتقد انك صرت زلمة يا خرا ( لم اسمع ابي يتلفظ بهذه الكلمة امامنا الا تلك المرة فراسماله كان كلمة حيوان ولكن يبدو انني استفزيته اشد الاستفزاز حتى تخلى عن وقاره المعهود )
قلت له وانا انظر الى عينيه ( اخذت اطبق ما رسمته باحلامي الا اكلمه وانا خائف وان انظر اليه وانا اتكلم ان اشعره بقوتي بطريقة ما ) قلت يا ابي فليقطع لساني ان ردتت عليك بل ردتت على كلمات لك بحقي لم احبها وانا ولدك ونحن لم نكن يوما خدما لاحد كما ربيتنا فكيف تتهمني انني خدام
سكت ابي قليلا فقد اعجبه الجواب وراى فيه تراجعا مني واعترافا بقيمته فهدأ قليلا وعاد شعوره انه يتربع عرش منزله ونحن نطوف من حوله وقال لكن شو بتسميها جيبة الخضرا لبيوت العالم فهمني لشوف شو اسمها هي اجبت يا ابي انا اجلب الخضار لجارتنا ام المشلولة وبطريقي يوصيني بعض الجيران على بعض الاشياء وليس بهذا ما يعيب فانا احب الاسواق واكسب بعض المال وهم لا يعتبروننني خادما بل احد اولادهم وان شعرت ان احدهم يعتبرني خادما فسالعن ابو اللي خلفوا
صعق ابي من كلمة سالعن ابو اللي خلفوا ( وهي كانت كلمة بسيطة جدا بقاموسي ولكنني لا اجرؤ ان اتكلم بقاموسي امام ابي ) وقال هادا اللي خايف منو تصير ابن شوارع لك ما عيب عليك تقول هيك امام ابيك ولك ما بتستحي لك شو انا ما ربتك يعني
لم اتراجع وقلت له من سيعاملني كخادم يستحق ان العن ابو عيلتوا نظر الي ابي بدهشة شعرت انه بدأ يكلمني بشكل مختلف وانه شعر فعلا انني لست طفلا وقد كنت فعلا كذلك لم يتوقع ان يدور بيني وبينه هكذا نقاش ولكنه احب ان يفرد عضلاته وقال هالمسخرة لا اريدها لن تجلب الخضار لاحد بعد اليوم وانا ادرى بمصلحتك
رددت مسرعا لقد ارتبط الناس بي ويعتمدون علي ولن اخذلهم فقد وعدتهم بان البي احتياجاتهم وانت لا تريد لابنك ان يخلف وعده كما انني اؤمن الكثير من المال واعطي اغلبه لامي
هنا اشتد غيظ ابي شعرت انه قاب قوسين او ادنى من ان يضربني شعرت انه يضغط على نفسه كثير كي لا يسلخني كفا على وقاحتي كان خطأ لا يغتفر بالنسبة له ان اقول انني اعطي مالا لامي وكانه لا يقدر ان يؤمن المال لبيته نهرني لعنة الله عليك وعلى نقودك ولك ليش امك بحاجتك يا حيوان بكرة كل نقودك تكون لك وبين يديك قل لي كم اعطيت امك وانا الي شغلي مع امك كيف بتاخد منك مصاري بدون علمي كم عطيتها ولك وكلون بيرجعولك كان يرعد ويزبد كاسد جريح شفتاه تهتزان وعيناه يتطاير منهما الشرر احمرت اذناه ولون وجهه تحول الى لون احمر دموي شعرت بخوف شديد ورعب حقيقي اهتزت قوتي وشعرت بضآلتي امام ابي العظيم كدت ان اتراجع عن موقفي ولكنني تذكرت معاناتي مع الفول طار مخي فورا الى هجر المنزل رددت يا ابي انا اعطي امي لتشتري لي بعض الاشياء ولاخوتي وانت خيرك مغرقنا ولكن ما المانع ان اعمل ويكون لي دخلي فانا لست طفلا واحب العمل ولن اترك عملي ابدا وان شئت ان اترك المنزل لانني ولد عاق ولا اطيع اوامرك فانا طوع بنانك وساتركه منذ اليوم فلم اعد يا ابي اطيق المدارس انا احب جدا ان اشتري وابيع احب الناس احب ان اعمل اي عمل كان لا اجد العمل مهينا ولن اترك عملي باي حال من الاحوال
صعق ابي تماما وعقدت الدهشة لسانه لم يخطر بذهنه باي شكل من الاشكال انو احد اولاده يتجرأ ويترك المنزل شعر انني جاد وانني لم اعد اخافه ( شعوره كان خاطئا فقد كنت مرعوبا ) نزع بحكمته الى المفاوضات عاد لون وجهه طبيعيا شعر انه قد يخسر ولده ان استمر بعناده ابتدات لهجته تميل الى العقلانية والهدوء قال يا هوبليس المدرسة تعلمك والعلم سيجعلك مرموقا الا تريد ان تصبح دكتورا احلم بك يا ولدي طبيبا قاطعته مسرعا لا يا ابي لن اكون دكتورا وانا لا احب لا العلم ولا التعلم ولا المدارس ولا استطيع ان اتخيل نفسي اقضي عمري كله وانا ادرس
رد ابي بسرعة ايضا يا هوبليس يجب الاتحتاج الناس وان يحتاجك الناس فان اخذت شهادة عالية احترمك وهابك الحميع واحتاج الكل لك بخبراتك وعلمك قلت ان الجميع يحتاجني الان وبخبرتي وبعلمي وشطارتي واتقاني لم افعله فلم انتظر عشرون عاما لاطبق ما تقول وانا افعله منذ الان هنا اخذ ابي يلين اكثر واكثر ابتدأ يسالني عن تفاصيل ما افعله اخذت اروي له ما افعل بطريقة كوميدية انتزعت منه عشرات الضحكات لما قلت له ان جارتنا ام سعيد تشتكي ان ابو سعيد لم يعد ينام معها كايام زمان ( كانت قمة الجراة ان اتكلم امام ابي هكذا ولكنني بخباثتي كنت اعرف انه لا يحب ابو سعيد كثيرا فقلت له احد الاسرار التي اعرفها عن البيوت التي ادخلها ) شرحت له كيف اشتري قصة وابيعها بعد خمس دقائق بنفس العمارة واربح نقودا شرحت له كيف اوصي على الخضار ومن هم اصحابي بسوق الخضرا ضحك ابي اكثر واكثر نبهني الى انه لا يجوز ان افشي اسرار البيوت ولكنه لم يخف شماتته بابو سعيد ابتدأت كفة الميزان تميل لصالحي وخصيصا انه كان يضحك وانا احكي له ما اصنع كان ذلك مؤشرا جيدا بالنسبة لي انني كسبت الجولة ولكن ابي بجبروته لم يكن يدعني اهنأ بفوزي كان لا بد ان تكون الكلمة الفصل له وقرر ان ينهي النقاش قائلا
اسمع يا هوبليس يبدو انك رجل قبل اوانك وانا حزين لاجلك يا بني لان امثالك يلعبون ويهنؤون مع اصدقائهم وانت تتعامل مع ما تسميه اعمالك بجدية وهذا يشعرني انك رجل واخوك الكبير ليس رجلا مثلك وانا يا بني مندهش منك ولا ادري من اين لديك كل هذه الطاقات واسمعني جيدا يا بني سادعك تفعل ما تريد ولكن بشرط واحد ان تتفوق بمدرستك وتتابع تعليمك
كان شرط ابي تعجيزيا كان يعلم انني لست كاخوتي المتفوقين كان يعلم جيدا ولكننا كنا نتفاوض كدول عظمى كل يطرح اقصى ما يمكنه من طرح ليحصل على اكبر المكاسب صعقت من طلبه ورددت بدهشة ولكنني يا ابي لا استطيع ذلك انت تطلب من المستحيل قال انا اراك اشطر من كل اخواتك وكلهم متفوقين فلم لا تستطيع قلت لا استطيع فانا اكره شيء علي بالعالم المدرسة فقال يا بني لا يمكن ان ارضى بان تكون جاهلا وتتعير بين الناس واهلك بجهلك قلت لست جاهلا وانا اعرف اكثر مما يعرفون وانا اريد ان اترك المدرسة واتفرغ لما افعله اتبعت نفس اسلوب ابي بان اطرح سقفا عاليا من الطلبات ومن ثم اتفاوض شعرت بضحكة خبيثة منه عرف انني فعلا اصبحت رجلا واعرف كيف افاوض وقال انت مجنون يا ولدي وتطلب مني طلبا لا يصدقه عاقل فهل تتوقع ان اوافق على ما تريد قلت نعم فبدل ان اضيع وقتي بالدراسة اقدر ان اعدك انني وخلال خمس سنوات سترى مني ملا يقدر ان يفعله الطبيب او المهندس بعشرين عاما شرح لي ان ما يفعله الطبيب او المهندس ليس فقط المال بل المكانة المرموقة والمرتبة بين الناس وتوسيع العقل والذهن والقدرة على التفكير وانني لا يجب ان اكون ماديا بشكل كبير وان العلم ليس للمال ( كلام العتيقين ) قلت له ولكنني اكره العلم ولا اريد ان اتعلم وساكتفي بقراءة كتبي وقصصي وهذا سيوسع عقلي وشرحت له انني قارئ نهم ولا ابيع كتابا قبل ان اقرأه تقبل ابي هذا وابتدأ كلانا يخفف من سقف مطالبه قال فان تركتك تفعل ما تريد اتعدني ان تاخذ شهادة جامعية قلت اتريدني ان اكذب يا ابي كيف اعدك بشيء قد لا اقدر عليه واكن ان تركتني افعل ما اريد اعدك بان احاول ان افعل ذلك قال يا بني لا اقدر ان اراك جاهلا بين اقرانك لا بد ان تكمل تعليمك فان تركتك تفعل ما تشاء فانا واثق انك ستهمل دراستك قلت فان عاهدتك ان ادخل الجامعة ولكن اي فرع اريد على ان تدعني افعل ما اشاء قال تدخلها وتكملها قلت ان استطعت لا استطيع ان اعدك بهذا قال حسنا يا هوبليس تابع ما تفعله واياك ان تكون خادما لاحد وانتبه لمدرستك وتذكر انك وعدت وعاهدت اباك الذي سيعاملك كرجل يحترم كلمته ولا يتراجع عنها قلت اشكرك يا ابي واعاهدك الا اتراجع عما وعدتك به

Tarek007 29/01/2006 19:08

وانطلق هوبليس الى الشارع مكبلا بوعد ثقيل بان يدخل الجامعة ولكنه اوجد لنفسه عشرات الاعذار كان يعيد السنة مرة ومرتين فهو لن يتراجع عن وعده لابيه ولكنه بنفس الوقت لن يوقف حياته على هذا الوعد وابتدأ هوبليس الحقيقي يكتشف نفسه في عالم الشوارع كاسد مسجون في قفص وفجأة فتح باب القفص واخذت جنوني يزدادا انطلقت كالطائر احط من غصن الى غصن اشرب من نهر من نبع استحم بالبحار اطير فوق الغيوم كان انتصار مذهلا لي ان انتزع موافقة ابي على حريتي وكان انتصار له ان ينتزع وعدا مني على شيء لم اكن انوي بحال من الاحوال ان افعله وهو دخول الجامعة ولكنني لم اكن من الكاذبين وخصيصا مع ابي واقول له الان رحمك الله كم كنت حكيما كم انت اب رائع وليت الحياة اسعفتك لترى اين اصبح هوبليس ليتني لم اقتلك بغبائي ابكيك دما يا ابي حين اتذكر موتك مقهورا من المك على ما حل بولدك هوبليس من هول المخابرات اشعر دائما انني السبب بوفاتك مقهورا حانقا لا تدري ماذا تصنع يا ابي كنت وما زلت افضل الرجال ليتني مت الف مرة قبل ان تراني بذاك المنظر قبل ان تموت حزنا وكمدا على ولدك الا تسمع انيني على قبرك الا تشعر بدموعي تبلل تربتك ليتني مت مكانك لقد مات ابي كارها للدنيا التي ظن انها استطاعت بهولها ان تقضي على ولده هوبليس ليته علم ان ولده استطاع تجاوز ذلك وان الدنيا ابتسمت لولده وعوضته خير تعويض ولكنه مات فقعا قهرا ظلما عجزا ظنا منه ان ولده قد انتهى ليتني لم اقف على موقف الباص يا ابي ليت ذاك الرجل لم يخرجني وياخذني اليك ليتني مت في دهاليزهم ولم يحصل لك ما حصل آآآه يا ابي كم احبك واشتاق اليك

SABE 29/01/2006 20:35

طارق .. ما بدك تخبرنا نحنا شو عمنقرا ؟؟
عنجد حلوة كتير .. و تدرج هوبلس بالمراتب من بياع فول لمؤجر كتب كمان حلوة كتير .. و العلبة اللي حاططتها على البسكليت من ورا لونها أسود شي ؟ ؟

يا سيدي حتى إذا ما عرفنا شو هني هالقصص الحلوة هدول , بيضلو كتير كتير حلوين و بيدخلو أي شخص عميقراهون للحياة البسيطة تبعيت هوبليس , و بيخلونا نطلع معو كمان خطو خطوة بدرج الحياة ..

سلامات ..

Tarek007 30/01/2006 03:58

أهلين سعيد

كنت عم استناك لترد

كنت حاسس انو ما في غيرك رح يقرأ هاد السرد الطويل ........و ما بعرف ليش


بظن هاد الموضوع رح يصير طويل كتير

و الايام جاية

تحياتي

Tarek007 30/01/2006 03:58

بعد ما اعتبره من اهم الانتصارات بحياتي وهو الانتصارعلى والدي رحمه الله لم يعد اخاف شيئا ولا احسب حسابا لاي شيء فانطلقت كثور هائج يفلح بارض كبيرة الحجم عدت الى الفول ووسعت قاعدة الخضار وربطتها باللقصص والمجلات ابتدأت اشعر ان هذا لايكفي اصبح فولي يوميا بدل ان يكون اسبوعيا القصص وكلت بتنظيمها احدى اخواتي لانني لم اعد املك الوقت والعقل للاحاطة بكل شيء شيئا فشيئا اصبح دخلي اليومي يعادل دخل ابي الشهري وانا لا توجد لدي اي مسؤوليات اعطيت بيت العائلة اغلب ارباحي ولكنني دائما احتفظ برصيد ضخم للزنقات ابتدأت اشعر انني يجب ان اتوسع فكان ان اتيت بابن الجيران ليجلس يوميا على بسطة صغيرة للفول والكازوز بالشارع ثم قلت لنفسي لم اشتري الخضار من بياعين المفرق فهجمت على سوق الجملة واجهتني مشكلة انه احيان يتعين علي ان اشتري كمية كبيرة من الخضار بناء على طلب احدى العائلات الخضار المعروفة كانت محلولة بان اشتريها بالجملة فاشياء كالبطاطا او البندورة اشتري سحارتين تلاتة وكلو ابيعه ولكن اذا ست بيت جاية عبالها تطبخ كوسا محشي لا استطيع شراء سحارة من سوق الهال لكي تطبخ حضرتها كوسا محشي فاضطرت ان اتعامل مع سوق الجملة والمفرق ثم ببعض الاحيان كان بعض الخضار تخرب قبل ان ابيعها مما جعلني افكر ان اعود فقط الى سوق المفرق وبالنهاية قلت لنفسي اي بسيطة افتح بسطة خضرا بالاضافة الى الفول والكازوز وفعلا افترشت الرصيف كأي بائع خضار ولكن بائع خضار مميز مثقف ظريفة هذه حيث كنت ابيع القصص والمجلات ايضا على البسطة مع استمرار كل نشاطاتي السابقة ومضاعفتها كل اسبوعين تلاتة يزداد الزبائن ودائما اوصل للبيوت افضل الخضار وبنفس اسعار سوق الخضرا بل انتقي لهم افضل الخضار اصبح لدي ولدين اصغر مني بسنتين تلاتة يعملون عندي بالبسطة واصبحت ادير اعمالي فارسل فلان الى عائلة فلان وهكذا ثم شعرت بالمال يجري بين يدي بشكل هائل لا افهم الى الان كم هو المتعلم مظلوم ببلدنا فغير معقول ان يصبح بائع فول اغنى من طبيب ما علينا واجهت مشاكل مع الحكومة نكدوا علي عيشتي حيث اصبحت بسطتي مصدر رزق لرجال البلدية والشرطة كل يوم والتاني ما عندك رخصة ويرموا ببضاعتي بالشارع ويضربون الصبيان الذين يعملون لدي لم يتجرؤوا بالتهجم علي لانهم يعلمون انني انا الذي ادفع لهم فكانوا يرونني قوتهم عبر التعرض لمن يساعدني ولكنني كنت ثورا هائجا فقررت العمل على المكشوف فرفضت بشكل قاطع ان يضربوا الصبيان ويتعرضوا لهم وقلت بم معناه ان ضربتمومهم كفا واحدا ساقطع عنكم الجمعية وانقل نشاطي الى شارع اخر فحصل اتفاق على رشوة معينة للشرطة والبلدية وكانوا يخبرونني سلفا بايام معينة كي لا افتح بسطتي فيها حيث يكون هناك كبسة خارجية او من ضابط عالي الرتبة فكرة ان انقل نشاطي الى شارع اخر اثناء تهديدي لرجال الشرطة الهمتني بفتح بسطة اخرى بشارع اخر وفعلا فعلت ذلك بنفس الاسلوب طبعا مع رفيقي الاول الفول وهكذا تعرفت الى رجال شرطة جدد ورجال بلدية جدد واحب ان اخبركم خلال ستة اشهر كان لي خمس بسطات كل واحدة فيها دخلها اليومي يعادل دخل ابي الشهري واصبح لدي حوالي عشر صبيان يعملون بين المنازل وبين البسطة واجهتني مشاكل اهلية بمعنى ليس مع الحكومة بل مع باعة الخضار اصحاب الدكاكين في الاحياء الشعبية فقد تعرضوا لبسطتي وضربوا الشباب وكسروا كل شيء وعدة مرات احترت ماذا افعل مع هؤلاء وهذا الامر واجهني بالبسطة الثانية تحديدا لانها كانت خارج الحي الذي اقيم فيه الذي لم اواجه فيه مشكلة كون عائلتي تعيش بالحي والجماعة اصحابنا ولكنني فعلا كنت اسحب البساط من تحت بياعين الخضار الجماعة دفعوا ثمن محل لياتي ولد مثلي فلعوص يفتح بالشارع ويرشي الشرطة والبلدية ويبيع اكثر منهم بفضل نشاط التوصيل للمنزل عبر شبكة من الاولاد المهم لم اعرف كيف اتصرف فهم ليسوا كالحكومة لالعب بهم بشوية نقود فهم اهل البلد وناسها كان حلي الهوبليسي هو الصدام والمواجهة استعنت باخوتي ومعارفي من الشوارع الكثيرون حيث دخلت الى محل صاحب الخضار الذي كسر بسطتي لوحدي واضعا سكين كباس بشكل واضح وجعلت اربعة خمسة يقفون خارج المحل ينظرون شذرا لصاحبه وكلنا شباب صغار اول طلعتنا ولكن يبدوا علينا التهور والمراهقة واللامبالاة مما يخيف الرجال العقلاء وفعلا خاف صاحب المحل على نفسه شرحت له ان الرزق على الله واننا لم نتقصد ان نقلل زبائنه ولكن هذا سوق فليبع ما يريد وليتركنا نبيع نحن ايضا شرح لي انه رب عائلة وانه دفع ثمن دكانه هديك الحسبة وانه لن يقبل ان اقطع رزقه وقال ابتعد ببسطتك عن دكاني فوعدته بتنفيذ طلبه ثم قلت له انني لن ارضى بقطع رزقه ولكنني لا اقبل باي شكل بان يتعرض الى بسطتي واضطررت الى دفع تعويض اسبوعي لكل صاحب دكان خضار بالشارع الذي اضع به بسطتي فقد وجدت انه من المعيب فعلا ان اسرق زبائنهم واقطع عيشهم فكان الحل الوسط بان اعطيهم اتاوة لانني افتح على الرصيف ولكن بنفس الوقت اظهر قوتي وشويرعيتي بعصابة من الصيع اولاد الشوارع اصدقاء لي آتي بهم بين الحين والاخ الى كل حي لكي لا يتعرض لي احد حفظت سوق الهال ولمعلومكم لا يمكن الا ان يغشوك بسوق الهال ولو كنت هوبليس الهوبليسين فاللعب بالوزن تشتري السحارة عشرة كيلو بتروح عالبسطة بتطلع ثمانية اللعب بالنوعية السرقة اثناء التحميل السرقة بعد النقود السرقة بكل شيء كنت افرح حين اتعرض لسرقة واحدة فقط باليوم فهذا انجاز ما علينا تعلمت دائما ان هناك نسبة يجب ان تضعها عند بيعك ما اشتريت نسبة عشرين بالمية ضائعة لسبب ما فان اشتريت عشرة كيلوا اقوم بحساباتي على انها ثمانية كيلو عند التسعير وهكذا

Tarek007 30/01/2006 03:59

خلال سنة كان لدي ثمانية بسطات باماكن مختلفة اصبح العمل ينهكني جدا فاستيقاظ مبكر جدا بالصباح للنزول الى سوق الهال وسلق كميات ضخمة من الفول ثم توزيعها على كل البسطات عبر السيارة التي تنقل لي الخضار اليومية حيث امر على المنزل لاحمل الفول ابتدأت افكر بشراء سيارة ولكنني عدلت عن الفكرة لانه لا يحق لي القيادة بالاضافة الى ارتفاع السعر فقررت شراء محل وفعلا ابتعت اول محل صغير لي بشارع جانبي في ازقة دمشق وسجلته باسم المرحوم ابي ( تنازل لي جميع عائلتي عن هذا المحل بعد وفاة المرحوم حيث اعتقد تضاعف ثمنه شي الف مرة وعائلتي اصيلة المال لا ينسيها الحق ) وجعلته مركزا لاعمالي ازداد عدد الاولاد واصبح الاهل يتواسطون لدى ابي لكي اشغل احد اولادهم شعر ابي انه شخص هام حيث يتسابق بعض الناس لنيل وده لجعل اولادهم يساعدونهم بالحياة الصعبة مما جعله يغض النظر عن كسلي الدراسي حاولت التنصل من تعهدي بدخول الجامعة لم افلح فابي رحمه الله عنيد اصر على الاتفاق ولكنه تقبل كسلي وتسجيلي بمدارس خاصة وغشي ومحاولاتي النجاح باي شكل كان ابي ينظر الي بدهشة بالغة لا يصدق انه خلف ولدا مثلي فانا لم تخط شواربي كان عندي عشرين ولد اديرهم ببراعة ومئات الزبائن الراضون عن تعاملي من قصص لخضار الى كل ما يطلبون حتى مرات كنت انفذ لهم معاملات حكومية فقد كنت لزبائني بمثابة المنقذ الذي يمتلك الوقت والحيل لتنفيذ ما يطلبون ولا يستطيعون عمله لضيق الوقت او ما شابه دعمتني عائلتي فقد كانت الخط الخلفي لنشاطي وتنظيمي وشعروا بالفرق الهائل من الناحية المادية اصبحنا عائلة غنية فانا بلا فخر بشكل او بآخر كنت السبب الرئيسي لنجاح اخوتي بتعليمهم وتبوؤهم مكانة جيدة بالمجتمع وزاجهم وتاثيث منازلهم وهم يحبوننني بشكل لا يصدق حيث لم اشعر لا صغيرهم ولا كبيرهم انني صاحب فضل ومنة بل على العكس حين يذكرون ما فعلته لهم دائما اجيب ان هذا واجب على كل منا ولا فضل ولا منية والانسان مهما لف وبرم فلن يستطيع ان يخلق لنفسه اخا او ابا او اما فهؤلاء لا يعوضون بمال الدنيا نحن عائلة متراصة ومتحابة جدا والعائلة لدينا قبل كل شيء هكذا تربينا وتعلمنا فاخي اخي لو مهما فعل والحمدلله لم نفعل لبعضنا الا كل خير علاقتي بسوق الهال كانت مفتاحا لي لمزيد من الثراء فقد اشتهرت بالرجل الصغير وصديق كل المحلات حيث انني زبون يومي واشتري عشر اضعاف ما يشتريه اي زبون بوصفي صاحب عدد كبير من البسطات فكانوا يخصصون لي افضل البضائع ولا يزعلونني ابدا مصالح متبادلة ويضحكون عندما اتندر على سرقاتهم التي حفظتها ظهرا عن قلب ويقولولن لا نقدر يا هوبليس الا ان نسرقلنا شوي هالشي بدمنا ونضحك واقول ماشي اسرقوني لاسرقكم كنت مزوحا واضحك مع الجميع حياتي جعلتني مصدر للنكات فكان الجميع ينتظرني ليضحك قليلا ويسمع كم نكتة جديدة تخفف عنه عبء العمل اليومي وكنت طموحا جدا واسعى دائما الى الافضل واسعى الى المصدر فكما انتقلت من سوق المفرق الى سوق الجملة ومن طنجرة فول الى قصص و الى بسطة ومن ثم عدة بسطات ومحل لادارة كل شيء غامرت بسوق الهال وقررت ان اذهب الى المصدر وسالت اصحابي من السوق من اين يشترون البندورة بالشاحنات ومن اين يجلبون الليمون بالشاحنات وهكذا ارسلوني الى اصدقاء لهم بكل المحافظات حسب الموسم الزراعي (كنت اختار الاذكى واكثر من اثق به بين الشباب ليشتري مكاني ويوزع على البسطات ويحتفظ بالاموال واصحاب محلات سوق الهال يعرفونه ويعطونه بضاعتي ولكنهم يغشوه اكثر مما يغشونني باربع خمس اضعاف وكنت امازحهم بهذا ويولون انني قرد جني لا يستطيعون غشي كما يفعلون مع سواي ولكنهم يغشونني طبعا فهذه حقيقة لا تقبل النقاش الغش والسرقة من الجميع ) فصرت اشتري حمولة كاملة من انواع مختلفة من الخضار وابيعها بالجملة تعرضت لكثير من السرقة والغش ولكنني كنت اتعلم فلا يستطيع احد ان يغشني مرتين كما تعلمت الا احقد على من يغشني والا فلن اعيش لان الجميع يغشون ويسرقون بل حولته الى كوميديا فكنت امازح من يسرقني عله يتوقف عن غشي ولكنه لا يتوقف ابدا وفعلا الغش والسرقة تجري بدماء اولاد السوق كالدماء من صغيرهم لكبيرهم تقريبا لففت سوريا كلها سعيا وراء رزقي وكان يتخللها فترات راحة حسب المواسم الزراعية ولكنني كنت دائما لا احب الراحة واخترع لنفسي شي سفرة او شي تجرة جديدة علاقتي بالشرطة توسعت حيث صرت ادفع لهم ولرجال البلدية واصبحوا اصدقائي تعلمت الرشوة من صغري ولكنني كنت ارشي ولا ارتشي اي ادفع لامشي اموري ولكنني شخصيا لا اقبل باي شكل من الاشكال ان يرشوني احد فهو يخالف ما تربينا عليه ولكن بالاعمال لا يمكن ان تكون ملتزما لا بد للوساخة من ان تطفوا الى السطح فتعلمت ان المبادئ حكي فاضي ونظري وتباع وتشترى كصحن الفول وكم ما اناس اعرفهم جعجاعين بمبادئ لها اول وليس لها اخر ينخون عند ظهور الدولار
وكان احتفالي الاعظم بحصولي على الثانوية شعرت ان هناك هما انزاح من فوق صدري وهو وعدي لابي لم اهتم بالمجموع فنجحت شحط المهم الخلاص سجلت له بالجامعة فرع الحقوق ولكنني لم افكر يوما بانهاء دراستي او الحصول على شهادة جامعية فانا لم اصدق انني انتهيت ورغم ان ابي رحمه الله حاول اقناعي ولكنه تفهم مشاغلي الكثيرة واحترمني لانني نفذت له ما يريد فلم يزدادا بطلباته ورضي بذلك كبرت قبل الاوان لم اعش طفولة كالبقية ولم اراهق كبقية البشر العمل اخذ وقتي وحياتي وسرق طفولتي وشبابي ولكنني كنت سعيدا جدا بل وبغاية السعادة واشعر انني متميز جدا عن بقية خلق الله واشعر بقوة هائلة وبعلاقات كثيرة وان لا شيء يقف بوجهي ان اردت الحصول عليه معارفي لا استطيع عدهم اكثر من شعر راسي واي شيء اريده لا بد ان يكون لي معارف يحققوه لي فدخولي المنازل وتعرفي على العائلات عرفني الى كل قطاعات بلدي فان احتاج احد لشيء بوزارة كذا يكون احد زبائني يعمل بها الجأ له ويكون سعيدا بخدمتي لانني اخدمه سلفا وهكذا اصبحت شابا باوائل العشرينات اعرف نص البلد وذو مركز اجتماعي ممتاز وادير الكثير من الاعمال وتملكت شخصيا محلين غير محلي الاولي الذي باسم ابي المحلات الثلاثة هذه بحد ذاتها ثروة هائلة حاليا بسوريا كنت النجم اللامع ( بحق وحقيقة وليس كبعض الناس ) بعائلتي ومجتمعي فانا اتكلم بكل شيء واعرف كل شيء فالسفر من محافظة الى اخرى والتعرف على جميع فئات البشر والقدرة على ان اصبح صديقا لمختلف انواع البشر اعطتني دفعا هائلا ولو لم اغادر سوريا ربما كان لي بها شأن ما ولكن كتبت علي الهجرة من بلدي الجميل وتغيرت حياتي ونشاطاتي ساعدني تمتعي بالاساسيات للتاقلم مع اي شيء وحب العمل والحياة وحب السفر والترحال والقدرة على استخراج المال من الرمال فلم تقف الغربة بوجهي بل ربما تطورت بها اكثر وتوسعت اعمالي اكثر فرغم انني ببداية هجرتي عملت اعمالا سخيفة جدا بالنسبة الى نشاطاتي السابقة ولكن لا مشكلة لدي فانا اعتبر اي عمل كان فخر على جبيني عتال ماسح جزم احترمهم كما احترم رئيس الدولة

على فكرة سلقت الموضوع سلق واختصرت منه الكثير الكثير بركي بلحق اوصل فيه لاخروا لاني حاسس اني رح اطفش من هالمنتدى لهيك هالحلقة كانت بمخيلتي بالقليلة اربع حلقات الله لا يوفق ادارة هالمنتدى بدها تموتني عبكير

لاوديسا 30/01/2006 10:43

شي كتير حلو
وعلى فكرة قريتلو كتير مشاركات بمنتدى تاني
لغة بسيطة وقريبة لكل اللي بيقروها
ما بعرف شو بدي قول والله


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 06:54 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.09646 seconds with 10 queries