أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   قرأت لك (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=19)
-   -   مقتطفات من نسيان .comكتاب أحلام مستغانمي الجديد (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=126532)

zeenaa 28/07/2009 21:39

مقتطفات من نسيان .comكتاب أحلام مستغانمي الجديد
 
سوف اورد لكم بعض مقتطفات من كتاب احلام مستغانمي الجديد وليست بناء على قراءتي لأني لم أقرأه بعد لعدم توفره بالمكتبات .
لكن هذه المقتطفات تنزل أسبوعيا بمجلة زهرة الخليج وأنا سوف أحاول أن أدرج لكم أكبر عدد منها..


"ليفتينغ" النسيان

إن كان الحب هو أفضل عملية شد وجه ، فإن أفضل كريم ضد التجاعيد هو النسيان.
لاتدعي الفقدان ينكتب بؤسا وتجاعيد على وجهك.
فالخسارة العاطفية تظهر أول ماتظهر على وجه المرأة.مهما تجمّلت ستشي بك الملامح المتعبة..العينان اللتان لم تناما،الخدان اللذان كانا نضرين،ومرت بهما سواقي الدموع، الرموش التي كانت ساحرة وجارحة وانكسرت وذبلت لفرط بكائك السري وانهطالك الداخلي المتواصل.
أخرجي هذا الرجل أولا من وجهك.لابد ألا تريه في المرآة عندما تقفين أمامها في الصباح.
فبشاعته داخلك،وذلك الكم من الأذى الذي الحقه بك،سيتحول إلى أحاسيس قبيحة وضارة تشغل كل مكان كان يحتله في جسدك،سيعبر وحله شرايينك وكريات دمك وينتهي في ملامح وجهك.
لاتدفعي من جمالك ونضارتك ثمن خروج هذا الرجل من حياتك .فهو لم يدفع هذه "القيمة المضافة"للفراق.
لاثمنا ولا زمنا.حداده عليك سيكون قصيرا.فلو كان طويلا وموجعا ومكلفا لماتخلى عنك.

الوجه هو أول مايراه فيك الآخرون.
وأول مارآه فيك هذا الرجل يوم أحبك..يومها حتما ماكنت على هذا القدر من الذبول.كان حولك مشروعات حب.فقد كنت تبثين ذبذبات بهجة.تذكري كم كنت يومها مشرقة وشهية .كنت متألقة كنت واثقة.كنت امرأة.
اعلمي أن للإشعاع جاذبية، وأن شعورك بأنك محبوبة يجذب إليك الحب.
لذا،عندما يتخلى عنك الحب ،لاتجدين أحدا من الذين كانوا يتمنونك يوم كنت عاشقة فإحباطك وذبولك والذبذبات السلبية التي تبثها أنوثتك المجروحة تجعلهم ينسحبون.
في انتظار أن تحبي أحدا ،ولكي يحبك أحد،أحبي نفسك،جمليها..دلليها..غاري عليها..اهديها ماكنت تبخلين به عليها لتهديه لمن تحبين..خصصي لها من الوقت مالم تكوني في الماضي تملكين.
أعديها للحب دون أن تخبريها بذلك.

boozy 28/07/2009 23:26

لك اي الف رحمة تنزل عليكي
لك جننتيني انت وياها
تدرين شي
احسدها لانها شجاعة, بروايتها ( فوضى الحواس) عبرت حقل الغام بشري وراحت شافت حبيبها وانا ...
اجبن من مكالمة تلفون!!!:shock:

zeenaa 28/07/2009 23:40

أنا مابحسها شجاعة لأنها راحت تشوفو بالعتمة

الشجاعة إنك تشوفي اللي بتحبيه على عيون الناس كلها أو لأ
لأنك لما بتخبي بكون ياإما خجلانة فيه أو خجلانة من اللي عمتعمليه وبالحالتين صدقيني رح تتعبي;)

اسبيرانزا 29/07/2009 16:25

كأنما وصايا كتبها شهريار :pos:

zeenaa 31/07/2009 10:16

ماذا هو فاعل الآن ؟

لاأكثر أذى من هذا السؤال .
كلما راودك نحرت نفسك بسكين غير صالح للذبح .إنه يقتل في الدقيقة مليون مرة .دماره يعادل القنبلة الذرية التي ألقتها أميركا على هيروشيما ، فمسحتها عن وجه الأرض .
إنه يتكرر صباحاَ عند استيقاظك ،وليلاَ قبل نومك ،وفي نهايات الأسبوع ،وفي المناسبات وعطل الأعياد .
عندما تمطر وحين تثلج ،وحين ترتفع حرارة الطقس تنفتح مباهج الحياة.
لكأن الرزنامة والطبيعة قد تآمرتا عليك،لخلق حاجة لديه لوجود إمرأة.
في كل شيْ وفي كل مناسبة ترين فرصة لخيانته لك.
ذلك أنك تملكين مرجعاَ ودليلاَ لعاداته من خلال ذكرياتك معه،واثقة تماما بأنه في المناسبات إياها سيكرر لو استطاع كل شيْ بحذافيره وتفاصيله فالرجل ابن عاداته .
أطمئنك.أنه سيفعل . وإن لم يخنك بعد فليس وفاء لك،بل خوفاَ على نفسه من الأمراض وعواقب المغامرات .إنه فقط يبحث عن مرفأ آمن لمركبه.وذات يوم ستنهار مقاومته.إنه حيوان جريح يسهل اصطياده.تشتمه النساء على بعد كيلومترات.فالعثور على رجل بقلب منكسر غنيمة نسائية.مواساته قد تأخذ سنوات..وسواء أكان الصائد أم الطريدة ،هو يحتاج إلى من يطمئنه إلى رجوله بعدك .
لذا سينتهي عند نساء المصادفات،فلا صبر له لانتظار الحب.إلا إذا اقنع نفسه أن المصادفة أهدته حباً.
ولأنه يصعب على الرجل أن ينتقل من حب كبير إلى مغامرة صغيرة،دون أن يتلوث أو يصغر أمام نفسه،سيجد أكثر من ذريع ليبرر لنفسه ماأقدم عليه.
سيخونك ليبرئ ضميره و.ويشوهك ليجمل نفسه ، وسيقاطعك هاتفياًكما لو كنت بضاعة اسرائيلة ..أو زبدة هولندية،ويؤسس لجان مقاطعة ضمن الأصدقاء المشتركين لدعم موقفه المعادي لك استناداً إلى ماسيرويه عنك ولاتملكين إمكانية الرد عليه.
في الواقع لم يعد لديه صوت يواجهك به حتى صوته قد خانك!
توقفي عن تعذيب نفسك بسؤال "ترى ماذا هو فاعل الآن ؟"
ماهو أقصى شيْ يمكن أن يفعله برايك ؟ليفعل!
فكري في كل مالن يستطيع فعله مع غيرك بعد الآن ، وسيصنع تعاسته.
كأن يكون هو ذاته ببوحه وانكساراته،ولحظات ضعفه،وصدقه وتجلياته.ألا يحتاج إلى جهد التمثيل ليكون "فتى الشاشة الأول"كل حين،وفي كل اختبارات الرجولة، أن يحظى بسعادة ضمك إلى صدره حتى آخر يوم في عمره ، ويغدو ملكاً على العالم؟
لكنه لن يكون في إمكانه حتى المباهاة بحبك له ،ولو بينه وبين نفسه..حين تصبحين لغيره.

LiOnHeArT.3LA2 31/07/2009 12:43

زينة .. انو اول شي شكرا عالمقالات ..
بس شو عرفك
انو هادا الكتاب الجديد؟ .. ومنين جبتي اسمو .. يعني شوية معلومات ازا فينك .. وشكرا مرة ثانية:D

zeenaa 01/08/2009 20:36

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : LiOnHeArT.3LA2 (مشاركة 1307811)
زينة .. انو اول شي شكرا عالمقالات ..
بس شو عرفك
انو هادا الكتاب الجديد؟ .. ومنين جبتي اسمو .. يعني شوية معلومات ازا فينك .. وشكرا مرة ثانية:D

اول شي شكرا عالمرور:D
بعدين انا ذكرت بأول الموضوع إني هي المقتطفات هي عمتنزلها بزهرة الخليج كل أسبوع وهي ذاكرة اسم الكتاب وإنه رح ينزل قريبا
بس من فترة بإحدى القنوات ذكره إنه نزل بس لسا ماقدرت ألاقيه:pos:

suzaan 01/08/2009 20:44

واااااااااااااااااااااو موضوع كتير حلو ورائع
وانا كتير بحب أحلام وأشعارها
بس صحيح هي جريأة شوي بكلماتها بس حلوة ورائعة

LiOnHeArT.3LA2 01/08/2009 20:47

اقتباس:

بعدين انا ذكرت بأول الموضوع إني هي المقتطفات هي عمتنزلها بزهرة الخليج كل أسبوع وهي ذاكرة اسم الكتاب وإنه رح ينزل قريبا

هلأ يا اما انا ما انتبهت انو انتي كاتبة انو هيي ذاكرة اسم الكتاب .. يا اما انتي مانك كاتبة هيك عنجد ..

على كل حال شكرا كتير .. وكفي .. متابعين:D

LiOnHeArT.3LA2 01/08/2009 20:52


zeenaa 10/08/2009 21:32

ذلك الصمت الآثم للرجال..
إن كان سلاح المرأة دموعها،أو هكذا يقول الرجال،الذين ما استطاعوا الدفاع عن أنفسهم بمجاراتها في البكاء.فقد عثر الرجل على سلاح ليس ضمن ترسانة المرأة،ولا تعرف كيف تواجهه،لأنها ليست مهيأة له في تكوينها النفسي.لذا،عندما يشهره الرجل في وجهها يتلخبط جهاز الالتقاط لديها ويتعطل رادارها.إنها تصاب بعمى الأنوثة أمام الضوء الساطع لرجل اختار أن يقف في عتمة الصمت.

لا امرأة تستطيع تفسير صمت رجل،ولا الجزم بأنها تعرف تماما محتوى الرسالة التي أراد إيصالها إليها،خاصة إن كانت تحبّه.فالحب عمى آخر في حد ذاته.
(أما عندما تكف عن حبه فلا صمته ولا كلامه يعنيانها،وهنا قد يخطئ الرجل في مواصلة إشهار سلاحه خارج ساحة المعركة،على امرأة هو نفسه لم يعد موجوداً في مجال رؤيتها!) كما أن بعض من يعاني ازدواجية المشاعر يغدو الصمت عنده سوطاً يريد به جلدك ،فيجلد به نفسه.
تكمن قوة الصمت الرجالي في كونه سلاحا تضليلياً.إنه حالة التباس،كتلك البدلة المرقطة التي يرتديها الجنود كي يتسنى لهم التلاشي في أي ساحة للقتال.إنهم يأخذون لون أي فضاء يتحركون فيه.

إنه صمت الحرباء..لو كان للحرباء صوت.تقف أمامه المرأة حائرة،تتناوب على ذهنها احتمالات تفسيره بحكم خدعة الصمت المتدرج في ألوانه من إحساس إلى نقيضه.

صمت العشق..صمت التحدي..صمت الألم..صمت الكرامة..صمت الإهانة..صمت اللامبالاة..صمت التشفي ..صمت من شفي..صمت الداء العشقي ..صمت من يريد أن يبقيك مريضاً به ..صمت من يثق بأنه وحده يملك دواءك..صمت من يراهن على أنك أول من سيكسر الصمت ..صمت من يريد كسرك..صمت عاشقين أحبا بعضهما البعض حد الانكسار ..صمت الانتقام ..صمت المكر..صمت الكيد..صمت الهجر ..صمت الخذلان..صمت النسيان..صمت الحزن الأكبر من كل الاحزان..صمت التعالي ..صمت من خانك..صمت من يعتقد أنك خنته ويريد قتلك بصمته..صمت من يعتقد انك ستتخلين يوما عنه فيتركك لعراء الصمت..الصمت الوقائي..الصمت الجنائي..الصمت العاصف ..والصمت السابق للعاصفة..صمت الانصهار وصمت الإعصار..الصمت كموت سريري للحب..والصمت كسرير آخر للحب ينصهر فيه عاشقان حتى الموت..الصمت الذي ليس بعده شيء..والصمت الذي ينقذ ذلك "الشيء"ومنه تولد الأشياء مجددا جميلة ونقية وأبدية بعد أن طهرها الصمت من شوائب الحب.
الصمت اختبار .
طوبى لمن نجح فيه مهما طال.إنه يفوز إذاً بالتاج الأبدي للحب..أو بإكليل الحرية.

اسبيرانزا 11/08/2009 16:56

حلو هالصمت :D

boozy 12/08/2009 23:15

عن الكتاب
 
تحمّل الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي كتابها الجديد الموسوم 'نسيان com‏'، والصادر حديثاً عن 'دار الآداب' البيروتية، مشروعاً ضخماً لا يخلو من النفس النسائي، ويسعى الى التأسيس لخطاب موجّه الى النساء حاثّاً إيّاهنّ على نسيان الخيبات العاطفية التي تثقل كاهلهن، لا الرجال، بذكرياتها التي تعكس الخيبة على مجمل نواحي الحياة.


الكتاب موضوع على شاكلة فصول صغيرة يحمل كلّ منها أفكار الكاتبة في زاوية محدّدة من الموضوع، الى نصائح تسديها للنساء وخاصة أولئك اللواتي يعانين من الأثر السلبي لفقدان الحبيب، الى قصص صغيرة تراها الكاتبة ذات دلالة بالنسبة الى الموضوع الذي تعالجه. الكتاب يحمل على مقدمة غلافه تحذيراً: 'يحظّر بيعه للرجال'، كما يحمل على غلافه الخلفي شعار المشروع الذي تحاول الكاتبة التأسيس له: 'أحبيه كما لم تحب امرأة وانسيه كما ينسى الرجال'.



يحقق الكتاب فكرة مبتكرة من خلال إرفاق ألبوم غنائي للفنانة اللبنانية جاهدة وهبه به، يضم بعض ما غنّته من نسيان أحلام مستغانمي تحت عنوان: 'أيها النسيان هبني قبلتك'.



الكتاب كمشروع، خرج بعدما امتلأت دفاتر الكاتبة بأفكار ومقولات في الحبّ. فقسّمت هذه الأفكار بحسب مراحل الحبّ، أي بحسب الفصول الأربعة: فصل اللقاء والدهشة، فصل الغيرة واللهفة، فصل لوعة الفراق، وفصل روعة النسيان. هذه هي 'رباعيّة الحبّ الأبديّة، بربيعها وصيفها وخريفها وأعاصير شتائها'. وما كتاب النسيان سوى فصل سوف يتبع بفصول ثلاثة أخرى. هكذا تضع الكاتبة للحبّ روزنامة ذات فصول، على رغم أنها تقول في مكان آخر من الكتاب أن 'للحبّ روزنامة لا علاقة لها بمنطق الفصول'.



أمام هذا الكتاب، نرى أن السبيل الأهمّ للإحتفاء به مع الكاتبة هو من خلال نقد بعض جوانبه، بعيداً من ثقافة عدم تناول الكتب إلا مديحاً، ما يضعف ملكتنا النقدية الضعيفة أساساً. علماً أن ذكر بعض التناقضات التي وقعت فيها الكاتبة لا يلغي أهميّة الكتاب، وليس طبعاً دعوة الى عدم قراءته. بل بالعكس، ففي الكتاب كثير من الفائدة والمتعة اللتين اعتادت احلام مستغانمي تقديمهما الينا.



'ميثاق شرف أنثوي'




تنهي الكاتبة كتابها بـ'ميثاق شرف أنثويّ' وضعته أساساً لكي توقّعه صديقتها كاميليا فؤاد الهاشم التي قررت العودة الى حبيبها السابق بعدما كان أذاقها ألواناً من العذاب بهجرها من دون سبب، مخالفةً بذلك نصائحها التي كانت تحثّها على النسيان. أرادت أن تطمئنّ على صديقتها بأنها عادت الى علاقتها السابقة بروحيّة جديدة، قبل أن تطالب كلّ النساء بتوقيع هذا الميثاق لاكتساب الحصانة ضد كل صدمة ممكنة. وهنا نصّه: 'أنا الموقّعة أدناه أقرّ أنّني اطّلعت على هذه الوصايا وأتعهّد أمام نفسي، وأمام الحبّ، وأمام القارئات، وأمام خلق الله أجمعين، المغرمين منهم والتائبين، من الآن وإلى يوم الدين، بالتزامي الآتي:



*أن أدخل الحبّ وأنا على ثقة تامّة أنّه لا وجود لحبّ أبدي.



*أن أكتسب حصانة الصدمة وأتوقّع كلّ شيء من حبيب.



*ألاّ أبكي بسبب رجل، فلا رجل يستحقّ دموعي. فالذي يستحقّها حقّاً ما كان ليرضى بأن يُبكيني.



*أن أكون جاهزة للنسيان... كما ينسى الرجال'.




أخذ الحبّ بحذر




تلاحظ الكاتبة أنّ المتحمّسين لقراءة 'وصفات للنسيان' هم أكثر من المعنيّين بكتاب عن الحبّ. فالنساء والرجال أرادوا الكتاب نفسه. وتستنتج من ذلك أنّ 'كل من كنت أظنهم سعداء انفضحوا بحماستهم للانخراط في حزب النسيان. ألهذا الحدّ كبير حجم البؤس العاطفي في العالم العربي؟!'.



تنظر الكاتبة الى الحبّ على 'أنه في الواقع أجمل أوهامنا وأكثرها وجعاً'، لذلك ترى أن عدم أخذه مأخذ الجدّ هو السبيل الذي يقينا من الندامة اللاحقة. تسند رأيها الى فكرة منطقية تكشف ما يكتنفه الحبّ من عناصر غير واقعية، فـ'قدر الحبّ الخيبة، لأنه يولد بأحلام شاهقة أكبر من أصحابها. ذلك أنه يحتاج أن يتجاوزهم ليكون حبّاً'.



لهذا السبب، يجب أن يتساوق الحبّ مع توقّع الفراق، فـ'علينا أن نربّي قلبنا مع كلّ حبّ على توقّع احتمال الفراق، والتأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه، ذلك أنّ في الفكرة يكمن شقاؤنا'. يجب عدم التعامل مع الحبيب كشخص اتحد بنفس الحبيب بل 'كمحتلّ لقلبنا وجسدنا وحواسّنا'، أي كشخص يفرغ المكان الذي احتلّه لشخص آخر في حالة الفراق. ومن هنا نصيحتها للنساء بـ'أن ندخل الحب بقلب من 'تيفال' لا يعلق بجدرانه شيء من الماضي'.


هذه الدعوة العقلانيّة تفقد الكثير من قيمتها مع نصيحة الكاتبة التي تفيد بأنه 'مهمّ جداً، حال دخولك في علاقة عاطفيّة، أن تكون لك دراية بالتنجيم. فالتفكير المنطقي لا يساعدك بتاتاً على العثور على الأجوبة التي ستؤرّقك لاحقاً'. وتدعو المرأة الى الآتي: 'لا تستنزفي طاقتك بالأسئلة. كوني قدريّة. لا تطاردي نجماً هارباً، فالسماء لا تخلو من النجوم'، والمقصود بكلمة 'قدرية'، بحسب ورودها في سياق الكلام، تسليم النفس للقدر، أي 'الجبرية' بحسب المصطلحات التي يتداولها العرب.



حرب النسيان على الذاكرة



نقع في التراث على مصادر كثيرة تدعو الرجال الى النسيان، وعدم الإكتراث بمصائر علاقتهم بالنساء. فهذا مثلاً أبو نواس يقول:



لا تبكينّ على الطلل/ وعلى الحبيب إذا رحلْ


واقطع من الرحم الذي/ بك في المناسبة اتّصلْ


سيّان عندك فليكن/ من لم يصلك ومن وصلْ




تطلق الكاتبة على هذه النصائح إسم 'الوصايا المضادّة'، فمشروع كتابها هو خلق وصايا تهدف الى النتيجة نفسها، ولكن تكون موجّهة الى النساء.



فالكتاب يبدأ على طريقة الإعلانات الثورية بـ'بلاغ رقم واحد'. ويهدف هذا البلاغ الى التخلّص من هيمنة الذاكرة على الحياة: 'ليس في مشروعنا من خطّة، سوى مواجهة إمبريالية الذاكرة، والعدوان العاطفي للماضي علينا'. لذلك فإنه يدعو الى عدم الشقاء بالذاكرة بعد الآن، والى الإنشقاق عن الأحزاب والطوائف والجنسيات والمكاسب، تمهيداً للإنخراط في حزب 'جميعنا متساوون فيه أمام الفقدان'.



تعرّف الكاتبة النسيان على أنه 'جثة الوقت العشقي الممدّدة بين عاشقين سابقين'. وهو ليس إزالة كاملة للماضي، ولكن إعادة ترتيب للذكريات التي تسيطر على الذاكرة. فنسيان الحبيب لا يعني محوه من الذاكرة بشكل كامل، بل 'أنت فقط غيّرت مكانه في الذاكرة. ما عاد في واجهة ذاكرتك، حاضراً كلّ يوم بكلّ تفاصيله. ما عاد ذاكرتك كلّ حين. غدا ذاكرتك أحياناً'. النسيان هو عملية الدفع الى الخلف في ترتيب الذكريات. للنسيان أهمية كبرى في الحياة العاطفية، 'لأن على النسيان يؤسّس الحبّ ذاكرته الجديدة، ومن دونه لا يمكن لحبّ أن يولد'.



يهدف مشروع الكتاب الى تسهيل عملية النسيان لملء الحياة بالحاضر لا بالذكريات. وتكمن أهميته بحسب الكاتبة في أنه، بمساعدته على الإنفكاك من أسر ذكريات الخيبات العاطفية، يؤسس لإمكان حبّ جديد. إذاً، فإنّ كلّ الجهد موجّه الى عدم هيمنة الذكريات على الحاضر، لكنّ الكاتبة تقول في الكتاب نفسه إنّ 'الذكريات عابر سبيل، لا يمكن استبقاؤها مهما أغريناها بالإقامة بيننا'، وتقول إنها 'تمضي مثلما جاءت. لا ذكريات تمكث. لا ذكريات تتحوّل حين تزورنا الى حياة'، فتقضي بذلك على ما يسوّغ كتابة كتابها.



يقطع توتّر علاقة ثنائية الذاكرة والنسيان شوطاً آخر عندما تعتبر الكاتبة في مكان آخر أنه لا يمكننا أن نتحكّم بذكرياتنا، بل على العكس، فإنّ ذكرياتنا هي التي تتحكّم فينا. تقول إنه 'ليس بإمكان أحد الإدّعاء أنّه من يتحكّم في ذكرياته، ولا هو يحتاج أن يبحث عنها في الزوايا خلف عنكبوت الزمن. هي التي تتحكّم فيه... وهي التي تبحث عنه حين تشاء'. ولدعم فكرتها التي تنسف مشروع الكتاب، تستشهد بالمحلّل النفسي باتريك استراد الذي يقول إنّ 'الذكريات تمثّل بشرة جلدنا الداخليّة، وتصوغ شخصيّتنا من دون أن ندري. الذكريات التي نتذكّرها في مناسبات معيّنة هي مفتاح الحلّ لكثير من المشكلات التي تصبح حياتنا'. لا بل تؤصّل هذه الفكرة بذكرها المثل العربي القديم القائل 'قديمك نديمك'، وتعلّق عليه بالقول: 'أنت في كلّ خطوة تتقدّمها لا تملك إلاّ أن تعود بقلبك الى الوراء'.



إشكالية أخرى تواجه الكاتبة، هي أنها لا تستطيع أن تدافع عن فكرتها ضد كتاباتها السابقة. تقف عاجزة أمام صديقتها التي نصحتها بأن تبحث عن حبّ جديد وأن تنسى حبّها القديم عندما تجيبها صديقتها بفكرة كانت الكاتبة قد قالتها سابقاً: 'ألست من قلت إنّ حبّاً كبيراً وهو يموت أجمل من حبّ صغير يولد؟'. تعترف الكاتبة هنا أن مشكلاتها مع صديقاتها تكمن في أنهنّ قارئاتها أيضاً، 'وحين يشهرن في وجهي كلماتي يهزمنني'.



بعد هذا، لا يبقى من مشروع النسيان إلا كونه مزحة، وربما تنبّهت الكاتبة لمزحتها عندما قالت: 'أعترف. كتبت هذا الكتاب لممازحة النسيان. ذلك أننا لا نستطيع منازلة الذاكرة بجدّيّة. هي تملك أسلحة لا قدرة لنا عليها'، قبل أن تردف بأنّ 'حواسّك توفّر لحبيبك الانتصار عليك. تكتشفين ذلك متأخّراً كما في كل قصص الجاسوسيّة!'. علامة الإستفهام هي للكاتبة نفسها.



في نسويّة مشروع النسيان




توضح الكاتبة للرجال 'المتسللين' الى الكتاب أن 'ليس هذا 'مانيفستاً' نسائياً'، فهي ترى فيه 'جردة نسائيّة ضدّ الذكورة، دفاعاً عن الرجولة، تلك الآسرة التي نباهي بوقوعنا في فتنتها، إذ من دونها ما كنّا لنكون إناثاً ولا نساءً'.



تتحدّث عن 'اختفاء الرجولة' الذي لا يؤثر فقط في سلبيّة إنعكاسه على مصائر النساء لا بل هو يلحق ضرراً 'بناموس الكون وبقانون الجاذبية'. تبحث عن معنى ضائع للرجولة، وتجده في مقولة كاتب فرنسي: 'الرجل الحقيقي ليس من يغري أكثر من امرأة بل الذي يغري أكثر من مرّة المرأة نفسها'. لكنها ترى في الرجل العربي خصائص سلطوية تحتاج آلية إخراجها الى 'أن يضعك في قفص الإتّهام كي يمنّ عليك بالعفو، ويكون حينها 'سيّدك'. وفي هذا تحذير لقارئاتها من مغبّة الوقوع في فخّ الدفاع عن النفس أمام إتهامات الرجال التي ما هي سوى وسيلة للسيطرة عليهنّ.



تعترض الكاتبة على فكرة الوفاء، وتردّها الى أصل ذكوري المنشأ. فهوميروس هو من أراد للمرأة أن تكون وفيّة، عندما كافأ بينيلوب بعودة زوجها أوليس في الأوديسة، لا لأنّها على مدى خمس عشرة سنة كانت تحوك رداء الانتظار في النهار وتفكّ خيوطه ليلاً عن وفاء، بعدما أعلنت لمن عرضوا عليها الزواج أنّها لن تتزوّج حتى تنتهي من حياكة ذلك الثوب، بل لأنّ هذه الأسطورة (كتبها رجل)، أرادت أن تقنع النساء اللواتي يمثّلن نصف البشريّة بفضائل انتظار النصف الآخر. انطلاقاً من أنّه يحدث للرجال كما القطط والحيوانات الأليفة، أن يتوهوا...

ويصولوا... ويجولوا... ويضيعوا في الجزر المسحورة. لكنّهم يعودون دائماً الى تلك المرأة الساذجة التي، أثناء ذلك، أهدرت أجمل سنوات عمرها في انتظارهم كخطيبة... أو كزوجة، تربّي أثناء غيابهم أولادهم، وتصون شرفهم، وتحمي بيتهم.



هذا التعميم في رفض الإخلاص الذي يستند في تعليله الى فكرة إهدار أجمل سنوات العمر، يتقيّد لاحقاً مع نصيحتها كلّ امرأة بأنه 'إن هدتك الحياة هذا الطائر النبيل حبيباً... أخلصي له مهما طال الفراق، فالطائر النبيل يعود دوماً'، من دون أن تدلّها على كيفية معرفة نبل 'هذا الطائر'، أو على كيفية إدراك دوام نبله حين غيابه. ثنائية الوفاء - عدم الإنتظار، هي ثنائية أخرى متوترة، ففي مكان آخر من الكتاب تعتبر الكاتبة 'أن الوفاء مرض عضال لم يعد يصيب على أيّامنا إلا الكلاب... والغبيّات من النساء!'. علامة الإستفهام هي هنا أيضاً للكاتبة.



الدعوة الى النسيان التي اعتبرتها الكاتبة أنها ليست مانيفستاً نسائياً، تتحوّل في بعض جوانبها الى استلهام أقصى التطرّف لدى التيارات النسوية، بالتعزّي بالإنتقام. فعند تحذيرها المرأة من الوقوع في حبّ الرجال الخارجين لتوّهم من خيبة عاطفيّة، تقول إنّهم 'دوماً يقعون في شباك أوّل امرأة تحنو عليهم، هرباً من امرأة قسوا عليها. فيسلّمونها مستبشرين كلّ ما ظنّوا أنّهم أنقذوه من المرأة الأولى. فتنتقم الثانية للأولى... ولو بعد حين، وفي هذا يا عزيزاتي عزاؤنا ودرس لنا!'. مع العلم بأن مؤدّى علاقة كهذه لا يستوجب تحذير المرأة، بل على العكس، يستوجب تحذير الرجل.



لوثة السياسة



تنتقل الكاتبة من موضوع الكتاب الأساسي، أي تقديم وصفات للنسيان، الى السياسة والإجتماع، من خلال بعض التشبيهات التي يتضمنّها الكتاب، وتمزج مقام النسيان بالمقام السياسي - الإجتماعي، مقامان كان من الممكن أن يمتزجا أكثر لولا الخوف من منع نشر الكتاب في بعض البلدان، كما تقول بوضوح، الكاتبة نفسها.



يظهر اعتراض واضح على غياب فكرة المصلحة العامة عن ذهنية الحكّام العرب. تقول: 'إنّنا نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفيّة كأمّة عربيّة عانت دوماً من قصص حبّها الفاشلة، بما في ذلك حبّها لأوطان لم تبادلها دائماً الحبّ'. كما تعترض على الواقع المأزوم للديموقراطية في العالم العربي حيث 'السحق حقّ أزلي من ثوابت الديموقراطية العربيّة عندنا'.



تعترض الكاتبة على النظام البطريركي الذي يسود علاقة الرجال بالنساء، ويجعل من الحاكم أباً، ويعلي من شأن التقادم في السن، فهي ترى 'أنّ المرأة العربيّة، مثل الشعوب العربيّة، تربّت على الحاكم الأب ولم تعرف للرجولة رمزاً إلا حكّاماً شابوا على الكرسيّ'. كما تنتقد فكرة الفحولة التي تجعل الرجل يتخلّى عن حبّ حياته، معتقداً أنه ينتصر لكبريائه، ما له أساس إجتماعي وسياسي، 'فتقبّل الخسارات الفادحة، لمجرّد رفع التحدّي ليس أكثر، هو جزء من فحولة تاريخنا العربي، الذي يضحّي فيه الحاكم المستبدّ بوطن ويسلّمه للمحتلّ، حتى لا يخسر ماء وجهه ويتنازل عن عناده!'.



تشبّه الرجل العربي بالحاكم العربي مع فارق أن الثاني يمارس سلطته على شعب بينما الأول لا يجد سوى المرأة لهذا الفعل، وهو يتشابه مع الحاكم بأنه 'مشكاك ولا يتوقّع إلاّ المكائد، والخيانات من أقرب الناس إليه'. تشير الكاتبة، بسخرية، الى أن الحكّام العرب سيؤيدون فكرة إنشاء حزب النسيان، الذي دعت الى إنشائه، وذلك 'لأنّهم سيتوقّعون أن ننسى، من جملة ما ننسى، منذ متى وبعضهم يحكمنا، وكم نهب هو وحاشيته من أموالنا، وكم علق على يديه من دمائنا'.



تستلهم رسالة الكتاب، في تشبيه ساخر أيضاً، استراتيجيات الحكام العرب، فـ'كما يشغل الحكّام شعوبهم بالحروب والقضايا المصيريّة، سأشغل النساء بـ'الشوبينغ' وأجعل منه قضيتهنّ الأولى...'






نقلا عن ملحق النهار الثقافي

جـدل 12/08/2009 23:40

أحلام رائعة جدا جدا
انا قرات جزء من هدول المقالات بمجلة زهرة الخليج
واللي بيشتريا مشان اقرأ مقالات أحلام بس

واكيد اللي اختارت الموضوع روحها فراشة

مابدشّرك 16/08/2009 19:43

يا إلهي ..انها سيدة الادب العربي احلام مستغانمي


لا استطيع تحمل كل هذه الحنيه ادركوني قبل ان أتبخر

sweetangle 17/08/2009 02:00

أنو عن جد هالكاتبة ما في منها
أنا هلأ عم اقرا الكتاب عن جد روووووووعة فخامة
شكرا الك أحلام على هالهدية:D

wardjouri 16/10/2009 05:23

إهداء جميل...
 
كتاب (مستغانمي).. نسيان دوت كوم:
لتحميل الكتاب:

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -




Nassima 21/11/2009 14:05

ولي.........ولي..........ولي لا تقولي انو هاد الرابط تبع كتابها :o:sosweet:
لك يسلوووووووووووووووووووووو ووو :D
جاري التحميل ....................


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:44 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.04246 seconds with 11 queries