أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   الشعر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=18)
-   -   سنية صالح (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=88344)

سرسورة 21/12/2007 15:07

سنية صالح
 
سنية صالح...شاعرة و كاتبة سورية...ولدت في مصياف عام 1935 و توفيت عام 1985..و هي زوجة الاديب السوري محمد الماغوط...
فازت بجائزة جريدة النهار لاحسن قصيدة حديثة عام 1961..
فازت بجائزة مجلة حواء للقصة القصيرة عام 1964..
فازت بجائزة مجلة الحسناء للشعر عام 1967..
من أعمالها:

الزمان الضيق,شعر, بيروت , المكتبة العصرية. 1964
حبر الاعدام, شعر, بيروت, دار اجيال , 1970
قصائد, بيروت, دار العودة, 1980
ذكر الورد, بيروت, رياض الريس للكتب و النشر, 1988
الغبار, بيروت, مؤسسة فكر للابحاث والنشر, 1982



حبيت حط هون اللي بقدر حطو من اعمالا لانها فعلا ما نالت حقها من الشهرة و كانت مغمورة نسبيا....

سرسورة 21/12/2007 15:14

الزمن الاتي من قلبك


بعد أن لَسَعَني الزمن
لَسَعَتني الريح.
لَسَعَت قلبي الممزق من الحب
الحب الذي يمنحني عرشاً في الظلن
ظلك.
وفي الزمن الحار،
الزمن الآتي من قلبك،
كل شيء يحلو..
التشرُّدُ والنومُ على أسِرّةٍ مهترئة
ملتفّينِ كأغصان الشجر
عاريينِ ووحيدينِ
ولا أمل لنا بالنجاة
والقمر شاهدي ومُحرّضي
***
ما أغرب أن يناديني رجل خفي
يهمس من بعيد فيدوي صوته في أعماقي!
***
أمِنَ الخوفش في الحروب
ودموع امراة مهجورة،
يتكون ذلك النهر العظيم
الذي يقال له الحياة؟
***
عندما يُثقل الهَمُّ قلبي
وأسير في طرقات الوطن
أشعر كأنني أعبره من المجاري.
إتجهت صوب الريح التي تشبه المنجل
وتضرعت إليها ألا تقطع أوصالي
ريثما أنقضُّ على الحياة من شاهق
وأظل أغوص فيها
حتى أعود إلى رحمها.
ولكن الريح سخرت مني
أخذت تخطفني شِلواً تلو الآخر،
ثم جاءت ريح أخرى
أخذتني بلا عناء.
لم تكن تحمل إلا ثوباً عتيقاً
له وجه
وأطراف.
وفوق قمم الثلج
رفعت الريح راية الملك الغائب.

*Marwa* 21/12/2007 15:25

حلو كتير..وهاي تسجيل متابعة..سرسورة :D

سرسورة 22/12/2007 05:49

مخصصات النسر الميت

.. وحين يُزَجُّون في الأقبية
تظلم أرواحهم
فتنتشر عصور صفراء؛
دمها الحائل يشبه دم الحشرات،
والثورة في الخارج تَثِبُ
وتَثِبُ،
تحاول أن تسترد كائناتها
.. بينما يبحث أصحاب البِزّاتِ الرسمية
عن امرأة
كي ينالوها خفيةً في مستودعاتهم
أو يدفنوها في قبورهم
لتدفئهم في ليالي الموت الباردة.
***
لولا تلك الكتلة المُتَرهّلة من السنين،
الرابضة على كتفيه،
الكتلة التي تُعيقُهُ عن اللحاق بأحلامه البعيدة
والمتوهّجة،
ثم لك الجُثَث
التي تغفو وتستيقظ
فوق خرائط الوطن،
تُحيلُ العمر إلى سنين قائظة
وكاوية
كالجمر؛
لصار الهدير
والصحراء تسعى وراءه بنابين من السم
أنقذوه فتولد الثورة.
***
.. إرتفعت العاصفة الرصينة
بما فيها من طغاة وأقبية وجلادين،
وطارت
يحملها جَناحاها العظيمان
ويتدلّى بردى من منقارها الصلب.
لقد جاء فصل التقلبات،
فصل الأزهار المتوحشة،
وأطلق الطاغية كلاب جوعه وغضبه،
أطلق حبل أحشائه في جوف الأرض
فصارت سراديبَ لا حَصرَ لها.
هيّا... اسكنوها أيها الثوار،
أيها المشرّدون،
لقد ترهلت الثورة،
وتَراكَمَ عليها شحم القصور،
وجرى في عروقها دمُ الطغاة.
وعندما تدفقت نقود الزمن
قذفوها جزافاً.
فاغتاظت النسور.
النسر القابع بلا حراك
على صغار النقود،
ينتظر الفرصة
كي يَفِرَّ إلى الأبد،
ويترك الثورة للنسر الفِضّيّ،
الثورة التي يجرجرها الطغاة
على الأرض،
يرصدون مخصّصاتِها للتجارات العليا
والتزييف،
والتقسيم الخاطئ
والمِنَحِ البلهاء....
.... خذ نقودك
واعبُر أيها الزمن.
ها هي امرأة الطاغية
تنحني
تحت عصا القلق والتوجُّس
لتسمع موسيقى الثّوار
من شقوق المخابئ والسجون
فتُذعر..
تسرع
وتشرب الزمن،
نبيذها الوحيد.
التاريخ ذاته مُلَوّث بدم الزهرة والسحابة،
بدم نَيسان المختبئ في أعمارنا.
لم يبق أمامه إلا الجسور المتداعية
والأنهار المتوحشة.
وعندما أبحرت الطفلة الشقراء،
ذات العينين الزرقاوين،
مع كلابها القطنية،
لتبحث عن قمر الثورة،
عن أعلامها الحقيقية
أسرتها مقدونية
الشهيرة برجالها الأشِدّاء،
بولائمها الحربية.

سرسورة 22/12/2007 05:52

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : *Marwa* (مشاركة 848804)
حلو كتير..وهاي تسجيل متابعة..سرسورة :D

هلا...نورتي:D

سرسورة 23/12/2007 02:51

البحيرة


لأنه حزين
ارتدى الأجراس الملونة
قناعاً للفرح
أوثق نوادره على طرف لسانه
كي لا تخونه في اللحظة المناسبة
وسار بِخِفّيهِ المُرَصّعَين
وحيداً كالليل
ولا نجوم بانتظاره
سوى عينيّ.
أيها الطائر المحلق عبر الآفاق
تَذَكّر أن الرصاص في كل مكان.
تَذَكّرْني
أنا المسافرة الأبدية.
طوال حياتي أغذ السير
وما تجاوزت حدود قبري

سرسورة 23/12/2007 02:57

شيء ما


ماذا تفعل في الحرب؟
أهرب
أغني مثل غراب
أمرض
ربما أموت
وأنت؟
ألتصق أكثر وأكثر بمن أحب

سرسورة 23/12/2007 03:02

الشتاء


.. هل الربيع يلبس ثياب الجلاد؟
أم هو طفل يتنزه في الحقول؟
يخلق من النسائم أشواقاً وتنهدات
ويرسم الأشجار،
تلك الكائنات الملولة،
أقداماً صغيرة
لتتبعه حيث يشاء

سرسورة 23/12/2007 03:11

حدقتان من العشب

إستلم خطواتي
يا شارع السكون
وتَسَكّعْ معي
ناشراً حكاياتك الندية
على المنكبين
قبل أن تعربد الريح
على الرصيف المهجور،
على القمامات الليلية.
يا شارعاً مملوءاً بالبؤس والانتظار
ربما كنت ممراً صغيراً
إلى غابة الصباح
تتثاءب في الليل
وفي النهار
ومع الفجر تنشر أجفانك
كالأشرعة
فوق عينين من العُشب الندي

MadMax 23/12/2007 04:31

كتير حلو هالشعر
مع اني بصراحة ..... أول مرة بسمع باسمها للشاعرة



مشكورة سرسورة :D

سرسورة 24/12/2007 01:45

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : Madmax (مشاركة 850128)
كتير حلو هالشعر
مع اني بصراحة ..... أول مرة بسمع باسمها للشاعرة



مشكورة سرسورة :D

يا هلا.....
الشاعرة سنية صالح كانت زوجة الماغوط الله يرحمو و فعلا ما اخدت نصيبا من الشهرة متل ما لازم....و لما توفت كتب زوجها عند قبرها(( هنا ترقد اخر طفلة في العالم))......

مشكور عالمرور:D

سرسورة 24/12/2007 01:54

الاختناق

.. إنتحبي بشدّة يا أمي
.. قولي للعالم كله
وأنت تبحثين عن قبورهم في الضباب
إن الريحَ، وهي تجري كالطغاة
وحدها تجعلهم يصمتون طوال الليل
والحَذَر يقف على أفواههم
كالحراس أمام الزنزانات المضغوطة.

سرسورة 24/12/2007 02:05

رائعة كلماتها المفقودة...
 
كلمات مفقودة


المراة الملولة.. هي أنا.
والبحيرة ذات الأمواج العالية
والريح..
الريح هي أنا.
...
أيتها الريح من أنت؟
يا من تنشر غضبها كالغبار بين الحوافر
وتنثر ذكرياتها بجنون.
من أنت؟
يا من تبحثين عن اسمي وجراحي
وجنوني.
إذهبي بعيداً
واحْرِقيْ أفراح العالم وقشوره،
فأحزاني عصافير ملتهبة
تحمل شرارات القلب
إلى السماء السوداء.
...
لأن الحزنَ مشاع
والفرحَ مشاع
اخترت الجواد الأول
لأجوب العالم كما يحلو لي.
تارة أسقط مع أوراق الخريف
وتارة أهيم كالبرق
في أعالي الشتاء.
...
السفينة تطير خلف أحزانها
من شاطئ إلى شاطئ،
من مدينة إلى مدينة.
ثم تعود منهكةٌ إلى البحر
كما يعود الطائر إلى عشه.
البحر يتأرجح على أفراسه
والأصوات الخفية،
بيارق الثورات الملتهبة
تتنافر الأصوات الزرقاء
في أعماق البحر،
وتلتحم.
تستعرض الأسف والانتحار
وغرقى البحر،
وتعدو القوة الخارقة إلى الوراء
تاركة الوسام للوحل.
...
حواسي طيور تُنشِدُ حُرّيتها
وجسدي ملك لِقبوري
ثمة قبور كثيرة تنتظر جسدي
والفضاء نفسه قبر للورود وللفراشات.
...
أين الجسور التي تصلنا بالله؟
بحثت عنها في مناخ الجسد
فهويت،
ومات قلبي رعباً.
أطلق رصاصك أيها العالم.
أطلقه،
أطلقه على جثتي،
على أفكاري.
أطلقه حيث تشاء.
بالصراخ العميق أعلن وحدتي.
بالصراخ العميق أقول ما عذبني،
وأهجر من واساني.
...
.. سلام على الأطفال اليتامى
لقد امتزجت وجوههم بالوحل والدمع
وفي عيونهم سطعت شمسُ الفاجعة.
سلام على الأطفال المشرّدين في الليل
في البراري الموحشة.
يمهرون الحجارة بدمائهم
كشارة للرجوع
أو للضياع الأبدي.
سلام على الأطفال اليتامى
يُخَبّئون أحزانهم بين العشب
ويموتون.

سرسورة 24/12/2007 03:05

الموت القاطع


يا موت
يا من تنتظرني على الأبواب
حاملاً سيفه القاطع:
إتبعني.
إتبعني.
أنا الضحية التي تقتفي أثرك.
يا موت.
يا من رافقتني في الليالي الطويلة
هادئاً كقمر
مؤنساً كصديق
أية أسرار تنقلها بعينيك؟
هوذا صليل حزنك يستوطن قلبي
والصدف تتفتح كالجراح
في جسدي الطفل
تَخَطَّ بناظريك أحراجي الوردية
واهدَأْ على السرير الشاحب
حيث الجنون والانتظار
جناحاه الأغبران

butterfly 24/12/2007 03:30

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : سرسورة (مشاركة 850066)
شيء ما


ماذا تفعل في الحرب؟
أهرب
أغني مثل غراب
أمرض
ربما أموت
وأنت؟
ألتصق أكثر وأكثر بمن أحب

رهيبة هي ...


بس بالمجمل في شي بشعرا خلاني ما استسيغو .. ما بعرف ليش
بس متابعين ...

:mimo: زماااااااااان يا بنت ما قرينا شي سوا

سرسورة 24/12/2007 04:37

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : butterfly (مشاركة 851212)
رهيبة هي ...


بس بالمجمل في شي بشعرا خلاني ما استسيغو .. ما بعرف ليش
بس متابعين ...

:mimo: زماااااااااان يا بنت ما قرينا شي سوا

هي شعرا مانو من النوع اللي كتير بيجذب...وانا مع اني حبيت كذا شغلة لالها...بس حسيت في شي من عدم الترابط .....
شكرا ميمووووو:D:D

سرسورة 25/12/2007 03:40

رامبو الالف و بولدير العشرون



كان الشعراء يفكرون في الثلوج
على قمم كلمنجارو
في الرياح على ضفاف البحيرات
يحلمون بالأميرات النائمات مع قيثارتهن
تحت أشجار الأضاليا
أيها الشعراء
يا سائسي أعمارنا
النار الأولى تمنح من جديد
لآليات العصر ومواقده،
الكشف البدائي
رامبو الألف وبودلير العشرون
جميعهم يجرون في دمائنا
ونهجم في اتجاهات العالم كلها
جموعا تنهش وتفترس
وتستعيد الجوع الخرافي .
*****
2
مساء الخير أيتها الحزينة
وحدك في الليل ومتعددة في النهار
تظهرين بشكلك الهندسي
يغطيك ِ رماد الوحدة
أرقبك من نافذة المنفى
كي لا نفقد مجاذيفنا في الظلام
أعود إلى عصورك الأولى:
قلبي، شعري وأحلامي
لا أجرؤ على عصيانها
*****
3
كان نشاط الحصادين في أوجه
في حركتهم اللائبة تحت شجر الخطيئة
والريح ترفعهم شيئا
فشيئا
يضمون رؤوسهم، يهمسون أو يصلون
يلوحون بأذرعهم في الفضاء
ثم يقذفونه للريح؟
يكررون الحركة الباطلة
والريح ترفعهم
كي يقبضوا لها على الغيوم
أو ليغيبوا فيها،
يا لذلك الحصاد !
بعيدا مضوا
أخذوا ظلالهم ومضوا
تركوا حصادهم ومضوا
ثمة انقسامات كثيرة بين صفوف الغيم
الغيمة الواحدة تتناثر
فيخرج فراخها
ناقلين خبز الخريف إلى موائد الشتاء
أيها الخريف الزاني
هيا ندفن الحصاد الذي أهمل
هيا نجذب الذاكرة المجهولة
لتنساب خيوط العالم تخيط الجزر المشردة
لتصير القارة الوهمية
أو الوطن الآخر.
*****
4
أيها المقنّعون بكل ما نحب
ونكره
لم لا تصغون إلى؟
لساني الثقيل سيذهلكم
إذا ما انطلق مرة واحدة
أيها الغامضون إذا مسستكم بسيفي
شطرت لسانكم إلى ألف
كل شطر يناقض الآخر.
أصغيت إلى الأعراب والخراسانيين
وبقيت أصغي
حتى تساقطت أذناي في حسابات الطرق
والمسافات
ولسعتني الهزيمة.
*****
5
لو أن الكارثة تنشطر
وينبت عليها الشجر والعشب الجميل
لو أن الملائكة تخرج من الحجار
والأحباء من شفرة الفأس
لو تجري أعظم الأنهار فوق راحتي
لو يرتوي هذا الظمأ
*****
6
امتطت الآلهة جياد البوتاسيوم
المطهمة
وعندما توقفت على حافة نافذتي
دهشتُ
فجأة انفرط جسدي إلى نمل صغير
وأخذ من الرهبة يقرض بعضه البعض
ولما انتهى من كل شيء
أكملت الآلهة تجوالها الملكي.
*****
7
خريف مبدع لكنه يدمر أنثاه
وعندما يستريح رأسه
يشرب من كأس أنوثتي
كأس من خريف المعدن
من غموض اللغة والشعر
كيف يشعل حروبه
وأنثاه تكنز ذلك المطر؟
*****
8
نحن والذئاب ننام
ومثلها نموت
يا لهذه الشراكة!
*****
9
كيف تجيء النهايات؟
كيف ينتهي الصباح؟
كيف تنتهي الموسيقى؟
كيف أصنع رأسا من تلك الصخرة التي
تعتلي منكبي؟
كيف أروي تلك المساحات الشاسعة من الرمال
وأنا لا أملك إلا قطرة دم واحدة
منحني إياها جمع غفير من الأجداد
وأخبروني أنها سري،
فانتابني نوع من الحيرة:
كيف أدخلها جسدي؟
لا لضيق المكان
وقلة الشرايين
بل لأنني لم أعتد على الوجود بعد .
---------------

سرسورة 25/12/2007 03:45

الوحش في الروح


لم يكن هناك من شهود
كلها في المخيلة
وحش متفوق
ظهر فجأة في أحراش الروح،
في أوطان الغانية وتحت مصابيحها الساهرة.
قذف القصائد في الريح
وجلد الأطفال على العتبات،
ثمَّ اعتَلَى مِنَصّات الوطن،
وأخذ يغني كالأبرياء.
ها هو القلب ينفجر،
والوحش يتمادى في أحضان الوطن،
والوطن مكسور،
ومطوي تحت الأجنحة العالية.
وطني أسير خلف كمامات الإرهاب،
عكر كنهر تخوضه الجياد.
وطني يعوزه الماء والجنون،
تعوزه الضغينة.
كي يصير ذئباً ضارياً على الانكسارات.
***
أخافتني ظلمة الهجر وبرودته،
والحياة المتسخة داخل البيوت المكتظة العليلة
والحمامات بلا ستائر أو مواقد
والجلاد يدخل ويخرج كزوج وديع.
الفجر العليل يركض على ضلفات النوافذ.
لم يكن أكثر رقة من أماكن التعذيب.
فجر مليء بالجري والقذف والتدافع والغبار.
أنام في رحابه
فتموت نقاوتي.
لقد تداخلت السنون
وانهزمت الطفولة.
طبقة كثيفة من الحب موطن
مقذوفة على بلاط المباغي،
حيث الأفخاذ العارية
خدم وبغايا،
سافرات ومستترات..
والعيون المائلة تشنجت من الرغبة.
كيف أتحدث عنها
وأنا لا أجرؤ على النظر إليها؟
ولكن كم غَمَرتَها بالقبلات
يا قلبي العليل:
حملت عنها آلاماً قاسية
أعطيتها روحي
فوجدتها مبصوقة في الجحيم.
***
هناك في الغرف الواطئة
والمنسية،
حيث تبدو جذور العالم سوداء،
حيث ملاءات المسارح العتيقة،
الملاءات الحمر الممزقة،
شهدت جنون الحب،
وتشهد الآن انهياره.
***
أمي،
أيتها القديسة،
ارحميني.
منذ أجيال وأنتِ تنامين في أعماقنا،
تحلمين بالمعجزات...
ومع كل مساء
أسمع حشرجتك الدنيوية
تختلط مع خطوات القدر المترهل،
وهو يتهادى في الخارج
وينتظرك بعقاله المرقط.
***
تختبئين في قبور الأولياء
لتطيلي فرارنا
تتكاثرين،
فنخرج من جسدك نساء ميتات.
تطاردين سرباً من الملائكة
كاشفة عن جراحك العميقة،
فيلاحقك بائعو البخور
بدخانهم العقيم.
***
أراك هابطة سلالم الروح
وأنت بلا حراك. تموتين ثم تبعثين فينا
نساء فانيات.
فلأتهاو كشراع لا أمل له بالإقلاع،
يبقى الوحش في روحي
يرفس ويضرب
خبط عشواء،
والمضخة الصدئة تستغيث:
ما لهذا الدم يسيل؟!
ونحن على الأسرَّة والأرائك
وفي الأرحام،
لم يعد السيِّد سيِّداً،
ولا الحب حباً.
ولاحت لي الحياة الساقطة المتدنية من بعيد
مسرعة
مسرعة
كل شيء يدور فيها.
من قذف بها
إلى قلب تلك الغابة الهادئة؟
الأطفال يصرخون
ويرتجفون
كأن ريحاً عاتية صفعتهم.
رياح كانون، تدفعها رياح الغانية.
***
هُزَّني أيها الغضب.
أنا شجرة الدهشة،
وهذا خريفي.
الحب والشعر يدعوانها
لكي تكون غباراً.


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 10:21 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.05993 seconds with 11 queries