تكثفت الاتصالات في الساعات الماضية لمعالجة الأزمة التي انفجرت بين رئيس الهيئة التنفيذية ‏للقوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال الشيخ ‏بيار الضاهر على خلفية اعلان الثاني في اجتماع طارىء عقد مع العاملين في المؤسسة ‏استقلالية المؤسسة عن القوات اللبنانية.‏

وعلم من مصادر مطلعة أن التجاذب بين الدكتور جعجع والشيخ ضاهر كان بدأ منذ ‏أشهر ولكن بقي في اطار الأخذ والرد وتمحور حول الشقين المالي والسياسي للمؤسسة.‏
وفي ضوء عدم التوصل الى حلول معينة جرت اتصالات وتدخلات بناء على اشارات من الجانبين في ‏محاولة لايجاد مخرج معين. وشملت هذه الاتصالات وزير الاعلام غازي العريضي وقيادات ومرجعيات، ‏غير ان كل ذلك لم يؤد الى نتائج ايجابية وبقيت الأمور على حالها لكن من دون الوصول الى ‏نقطة متفجرة.‏
وفي 18 أيار الماضي جرى اجتماع بين الدكتور جعجع والشيخ الضاهر لحسم الأمور خصوصاً في ضوء ‏تفاقم الخلافات حول الكثير من المسائل التي تتعلق بآلية تسيير المؤسسة ومرجعيتها بدءا ‏بنشرة الاخبار والبرامج الاخبارية مرورا بالبرامج المحلية وغير المحلية وانتهاء بالحسابات ‏المالية والأسهم وغيرها.‏
وتقول المعلومات أن الشيخ ضاهر الذي يملك نسبة من الأسهم في المؤسسة يحوز ايضا الوثائق ‏اللازمة لممارسة دوره الكامل في ادارة المؤسسة. كما ان بعض المساهمين البارزين في المؤسسة ‏كانوا الى جانب وجهة نظر الشيخ ضاهر.‏
وحسب المعلومات فان الاجتماع المذكور لم يصل الى نتيجة حيث غادر بعده الشيخ الضاهر الى ‏الخارج قبل ان يعود الى لبنان ويعقد اجتماعاً آخر قبل اربعة ايام مع الدكتور جعجع في ‏محاولة للتوصل الى حل وصيغة تسوية للوضع لكن هذا الاجتماع انتهى ايضاً الى نتائج سلبية.‏
وبعد يومين على الاجتماع المذكور لجأ الشيخ الضاهر الى دعوة العاملين في قطاع الاخبار ‏والادارة الى اجتماع موسع وأبلغهم موقفه باستقلالية المؤسسة عن «القوات اللبنانية» ‏والعمل على هذا الأساس.‏
وتقول المعلومات ان الأمور تفاعلت بعد هذا الاجتماع الموسع وانه حسب مصدر مطلع سادت ‏اجواء المعمعة داخل المؤسسة، ونشطت الاتصالات لمعالجة الأمور في أجواء هادئة بعيداً عن ‏التشنج وردود الفعل السلبية. وحسب المعلومات ان هذه الاتصالات والمساعي تتركز على محاولة ‏حل الأزمة والشق المالي منها قبل حسم القضاء هذه القضية.‏
وتضيف المعلومات ان الضاهر وخلال الاجتماع الأخير مع الدكتور جعجع عرض ان يترك هو المؤسسة ‏بعد تصفية حساباته المالية، الا ان الفكرة رفضت على اساس عدم وجود امكانية لذلك.‏
واشتكى الضاهر من المنحى الذي تأخذه نشرات الاخبار والتدخلات الحاصلة مما يهدد الموضوعية ‏التي اتسمت بها سياسة المؤسسة اللبنانية للإرسال وادت الى نجاحها.‏
وخلال الاجتماع الذي عقده الضاهر عرض الناحية الاخبارية الحاصلة وطلب من العاملين في هذا ‏الحقل الفصل بين التوجهات الحزبية وبين الموضوعية في الاخبار، واعلن تعيين الزميل جورج غانم ‏مديرا لقسم الاخبار، بعد ان كان سابقا يتقاسم مسؤولية رئاسة التحرير مع الزميل جان ‏فغالي. كما اعلن عن ترتيبات ادارية ستحصل قريبا في اتجاه تثبيت سياسة الموضوعية لتوجهات ‏المؤسسة اللبنانية للارسال. وطلب الضاهر التعاطي مع نشاطات واخبار القوات بموضوعية فلا ‏‏«تبخير ولا تقزيم» بل حسب الحجم الاخباري الموضوعي.‏
بيد ان موقف الضاهر خلال الاجتماع وصل الى الارز حيث لقي انزعاجا كبيرا. وذكر ان تبادلا ‏للرسائل حصل بين الدكتور جعجع والشيخ الضاهر بواسطة صديق مشترك حمل الكثير من العتب ‏والاتهامات المتبادلة.‏