أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   منبــر أخويـــة الحــــــر (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=15)
-   -   وفاة الدكتور جورج حبش, مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=91563)

yass 27/01/2008 00:51

وفاة الدكتور جورج حبش, مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
 



غيب الموت مساء اليوم السبت في العاصمة الاردنية عمان الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن عمر يناهز 83 عاما.


حياته في سطور:



ولد حبش عام 1925 في مدينة اللد، لعائلة من الروم الأرثوذوكس وهاجر في حرب 1948 من فلسطين.
درس في كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج منها عام 1951 متخصصا في طب الأطفال، فعمل في العاصمة الأردنية عمّان والمخيمات الفلسطينية.

وفي العام 1952 عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور في نشوء حركات أخرى في الوطن العربي، وظل يعمل في مجال دراسته حتى عام 1957، فر بعدها من الأردن إلى العاصمة السورية دمشق وصدرت بحقه عدّة أحكام بين الأعوام 1958 و 1963.


إنتقل بعدها من دمشق إلى بيروت. وفي العام 1961 تزوج من فتاة مقدسية هي هيلدا حبش، وانجبا بنتان.
وفي ديسمبر/كانون أول من العام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وظل أمينا عاما لها حتى العام 2000، حيث ترك موقعه طوعا او لمرضه ليخلفه فيه أبو علي مصطفى.

yass 27/01/2008 00:57





اللجنة المركزية للجبهة الشعبية تنعي المؤسس والقائد القومي العربي الكبير د.جورج حبش


بقلوب يعتصرها الحزن والألم، تنعي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..

إلى الشعب الفلسطيني، وإلى أمتنا العربية، والى كل أحرار العالم، مؤسسها، وقائد مسيرتها ونضالها

المناضل والقائد القومي العربي الكبير الدكتور جورج حبش
مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين


وباستشهاده يفقد الشعب الفلسطيني، والأمة العربية علماً من أعلامها، ورمزاً من رموز مناضليها، صلباً، عنيداً لم تلن له قناة، على امتداد سبعين عاماً من النضال والكفاح في مناهضة أعداء الشعب الفلسطيني والعربي، وفي مواجهة قوى الظلم والقهر والطغيان.

رحل القائد الكبير ولم ترحل مبادئه وأفكاره ورؤاه.. فقد ظل المناضل الكبير وفياً، صادقاً، شجاعاًَ، ثائراً في مواجهة قوى الأعداء، وقوى الإمبريالية العالمية، وقوى الاستسلام. قابضاً على الجمر، وعلى المبادئ التي آمن بها وناضل من أجلها ومن أجل فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر. لقد فقدت فلسطين.. وشعب فلسطين رجلاً من أغلى الرجال، واصلب الرجال وأصدق الرجال، وأنبل الرجال.. فطوبى لهذا القائد العظيم.

نعاهد شعبنا وقائدنا الكبير ورمز نضالنا، وملهم مسيرتنا أن نواصل المسيرة والنضال على خطاه، وعلى نهجه، بعناد الثوريين وإرادة الأحرار حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.


اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 26/1/2007

Reemi 27/01/2008 01:12

حكيم... لكل ثورة حكيم... وحكيم ثورتنا جورج حبش....
 
رحمك التاريخ يا ابتي ... رحمتك السماء ..
أبانا الروحي جورج حبش.. عشت طول حياتك بتكافح كرمال فلسطين وتحريرها وغيبك الموت بعيدا عنها .. ولكن كلنا ايمان بان روحك ستبقى تحرسنا وتحمينا ..سوف لن يذبل النضال ... نحنا ولادك وجيلك الجايي رح نبقى متل ما ربيتنا حنكمل عالدرب ... !

رحم التاريخ اخر الشرفاء .:D..!


اقتباس:

جورج حبش.... مسيرة حب وعشق وإيمان لا زال يحمله قلب قائد أسمه جورج حبش، مثل مدرسة فكرية وثورية... ورسم تاريخ مشرق مع قادة تعملقوا نجوما في سماء الوطن... لم يعشقوا سوى فلسطين الوطن والانتماء، ترفعوا عن ثقافة التعصب والحقد، وزرعوا أشجار الوطنية لتنبت في صحاري قاحلة قوافل الشهداء..

Reemi 27/01/2008 13:43

وداعاً




Reemi 27/01/2008 13:45


فور انتشار خبر استشهاد الحكيم عمت المسيرات الجماهيرية منها والمسلحة معظم مناطق القطاع حث كانت على النحو التالي:
بيت حانون:
شهدت مسيرة جماهيرية تقدمها كادرات الجبهة وشخصيات اعتبارية ووطنية، كما أطلق المسلحون عيارات نارية في الهواء، كما رددوا الهتافات الوطنية والجبهاوية.
بيت لاهيا: احتشد المئات من أعضاء وأنصار الجبهة في الميدان الرئيسي، كما أطلق المسلحون النار في الهواء ورددوا الهتافات التي تحيي الحكيم.
م.جباليا: جابت مسيرة جماهيرية ومسلحة برفقة سيارة إذاعة حيث رددوا الهتافات الوطنية واطلق المسلحون النار في الهواء وألقيت الكلمات التي نعت الرفيق القائد المؤسس د.جورج حبش وعاهدته على الوفاء لأهدافه ومبادئه.
جياليا – النزلة: تجمع عشرات الرفاق أمام مكتب الجبهة، إضافة إلى عدد من المسلحين قاموا بإطلاق النار في الهواء فيما التئمت قيادة المنطقة في اجتماع طارئ لتدارس الأمر. وفي المخيمات الوسطى: انطلقت في مخيم البريج مسيرة حاشدة جماهيرية، إضافة إلى مئات المسلحين حيث جابت شوارع المخيم ومن ثم انطلقت باتجاه مخيم النصيرات حيث التحمت بمسيرة جماهيرية هناك وفي مخيم المغازي انطلقت مسيرة أخرى وعدد من المسلحين، قاموا خلالها بترديد الهتافات الجبهاوية وأطلقوا النار في الهواء. وفي مدينة خان يونس جاب عشرات المسلحين الميادين الرئيسية في المدينة والمنطقة الشرقية وقاموا بإطلاق النار في الهواء وهتفوا بحياة الحكيم.

ظل جيفارا 27/01/2008 13:59

بصراحة اول ما سمعت الخبر صعقت لإنو كان بالنسبة إلي جورج حبش رمزا يقتدى به في النضال
اعتدت في جلساتي مع الأخوة الفلسطينين في مخيماتهم ان نلقبه بالحكيم .. ليس فقط لأنه درس الطب بل لانه كان رمز الحكمة بالنسبة لنا ...
كان مثال في الوعي والاخلاق .......
لن أنسى ابدا أنه وبشكل غير مسبوق به في زعامة الفصائل الفلسطينية ولا حتى في زعامة الاحزاب العربية تنازل بكل ارادته عن الأمانة العامة لصالح الشهيد ابو علي مصطفى
كانت الحادثة اهم حدث تاريخي يسجل في سجلك أيها الراحل وهموم قضيتنا ما تزال فيك ...
واعود لأستذكر وقفة البطولة التي قدمها عندما قام بالنقلة النوعية من حركة القوميين العرب إلى الجبهة الشعبية وبجدارة ووعي سبق فيه الكثير من قيادات الثورة الفلسطينية و القيادات الحزبية العربية قد عرف ان الأممية هي الأساس ..
وداعا ... وهم القدس ما زال فينا يحيا ...........
اخر بطل اخر شريف وها هو يرحل ....
تحياتي الحارة
ظل جيفارا

فاوست 27/01/2008 16:50

الدكتور حبش في سطور
ولد "حكيم الثورة" كما كان يلقب من قبل الاوساط المقربة منه، في مدينة اللد في فلسطين التاريخية عام 1926 من عائلة مسيحية ميسورة من طائفة الروم الأرثوذكس وانتقل في منتصف الاربعينات الى بيروت لدراسة الطب في الجامعة الاميركية.
في ربيع العام 1948 عاد الى اللد في خضم المعارك بين العرب واليهود، وتطوع كطبيب لإسعاف الجرحى قبل ان يضطر مثل مئات الآلاف من مواطنيه الفلسطينيين الى النزوح خلال حرب 1948 مع قيام دولة اسرائيل.
عاش نكبة عام 1948 عن كثب ونزح مع الآلاف من أبناء اللد والرملة في تموز تلاحقهم قوات منظمة الهاغانا الصهيونية التي عملت على افراغ هذه المنطقة من سكانها العرب.
وروى حبش لاحقاً كيف ان مشهد النساء والاطفال وهم يتوجهون مشياً على الأقدام تحت الشمس الحارقة الى رام الله وبعضهم مات فعلاً على الطريق دفعه الى تكريس حياته للدفاع عن القضية الفلسطينية.
في عام 1951 تخرج من الجامعة الاميركية في بيروت متخصصاً في طب الأطفال، فعمل في العاصمة الاردنية والمخيمات الفلسطينية، وفي العام 1952 اسس مع هاني الهندي وآخرين حركة القوميين العرب التي ما لبثت ان انشأت فروعاً لها في دول عربية عدة، قبل ان تعلن عن حل نفسها على وقع نكسة 1967.
مارس الطب في الاردن حتى عام 1957، فر بعدها من عمان إلى العاصمة السورية دمشق التي انتقل منها إلى بيروت قبل ان يعود مجدداً الى عمان.
في كانون الاول من العام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع مصطفى الزبري (الشهيد أبو علي مصطفى) وآخرين وظل أميناً عاماً لها حتى العام 2000، حيث ترك موقعه طوعاً أو لمرضه ليخلفه فيه مصطفى الزبري، الذي اغتالته قوات الاحتلال في شهر آب من العام 2001، حينما قصفت مكتبه القريب من مقر المقاطعة برام الله بصاروخين، ومن ثم خلفه الامين العام الحالي، النائب احمد سعدات المعتقل لدى سلطات الاحتلال.
اطلق حبش "المقاومة الشعبية المسلحة" معتبراً ان السلاح وحده قادر على استرداد الاراضي الفلسطينية. اقام علاقات وثيقة جداً مع الاتحاد السوفياتي الذي قدم له آلاف المنح الدراسية استفاد منها عدد كبير من كادرات الجبهة.
شارك في المعارك العنيفة ضد النظام الاردني عام 1970 التي عرفت بـ "ايلول الاسود". وكان وراء سياسة خطف الطائرات حين خطفت الجبهة في العام نفسه خمس طائرات مدنية غربية انزلتها في "مطار الثورة" في الاردن قبل تفجيرها من دون ركابها لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية.
اضافة الى خطف الطائرات نفذت الجبهة الشعبية عمليات مختلفة مثل ضرب طائرات تابعة لشركة "العال" الاسرائيلية او مهاجمة سفارات اسرائيلية في العالم.
واقامت الجبهة الشعبية اتصالات وثيقة بحركات ثورية عالمية مثل بدر ماينهوف في المانيا والجيش الاحمر في اليابان.
من الاردن خرج حبش الى لبنان، حيث أقام الفلسطينيون "فتح لاند" في جنوب لبنان، حتى اطاح الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 الذي شمل نصف لبنان، بالمقاومة المسلحة الفلسطينية في هذا البلد واجبر حبش على اللجوء الى دمشق، في حين فضل عرفات المنفى في تونس.
تولى الامانة العامة للجنة المركزية للجبهة من العام 1967 وحتى العام 2000، حيث تنحى عن هذا المنصب.
رفض مسيرة اوسلو السلمية مع اسرائيل عام 1993، ورفض الانتقال الى الاراضي الفلسطينية بعد انتقال رفيقه في النضال ياسر عرفات الى رام الله وغزة، وفضل البقاء في المنفى حتى وفاته في العاصمة الاردنية دون ان يرى اللد مسقط رأسه، لكنه كان يضع على حائط مكتبه في دمشق لوحة فيها حفنة من تراب بلدته.
في عام 1961 تزوج ابنة عمه هيلدا حبش من القدس، وله ابنتان ميساء وهي طبيبة متزوجة ولها ثلاثة أولاد، ولمى وهي مهندسة كيماوية.
كان حبش يعرف عن نفسه بالقول "أنا ماركسي، يساري الثقافة، والتراث الإسلامي جزء أصيل من بنيتي الفكرية والنفسية، معني بالإسلام بقدر أية حركة سياسية إسلامية كما أن القومية العربية مكون أصيل من مكوناتي" مؤكداً "أنني في حالة انسجام مع قوميتي العربية ومسيحيتي وثقافتي الإسلامية وماركسيتي التقدمية".

فاوست 27/01/2008 16:54

نجمة أخرى تصعد إلى السماء
 
نجمة أخرى تصعد إلى السماء
بقلم: طلال عوكل

بصمت أراده ولا يستحقه رحل القائد الفلسطيني التاريخي الكبير الدكتور جورج حبش "الحكيم"، رحل في زمان ليس زمانه، وظروف يعيشها الشعب الفلسطيني لا تشبه من قريب او بعيد الظروف التي تمناها الحكيم لشعبه وقضيته، رحل الحكيم صاحب الرؤية الواضحة والشخصية الكاريزمية بعد أن ذرف الدموع مراراً على عذابات شعبه، وعلى الشهداء والأسرى، رحل الحكيم بعد أن شرب حسرة عشرات القادة والكوادر الكبار الذين عايشهم وحاورهم، واتفق واختلف معهم، ومنهم من رافقوه رحلة التأسيس ثم تابعوا معه، او افترقوا عنه.
رحل حبش عن عمر يزيد قليلاً على ثمانين عاماً، استحق خلالها أعلى أوسمة الشرف والفخار، فهو الطالب الذي كان شاهداً راعياً على مأساة الشعب الفلسطيني خلال سنوات الانتداب والصراع مع العصابات الصهيونية لتشكل له مخزوناً هائلاً من التصميم على القتال والنضال لتحرير أرض وطنه. لم يكن والده ثورياً فلسطينياً، ولكنه كان كما كل الفلسطينيين الذين سيموا العذاب، وأورثوا الثورة لأبنائهم، ليبدأ طالب الطب في الجامعة الاميركية ببيروت اولى خطواته نحو تأسيس المجموعات الثورية، ولاحقاً حركة القوميين العرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انبثقت من رحمها، يصعب الحديث عن القادة الكبار، ويكون من الصعب اكثر ان تكتب عمن تعرفهم من هؤلاء الذين صاغوا مسار الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي حققت الكثير من الإنجازات التاريخية المهمة، حتى وإن لم تصل الى الاهداف الكبيرة التي عملوا بجد واجتهاد على تحقيقها.
رحل جورج حبش بعد أن أورث أفكاره، ومبادئه، ومؤيديه، منظومة من القيم الثورية، والأخلاقيات السامية، التي لا يزال يفخر الناس بها.
رحل صاحب الوجه الملائكي، الرجل الذي إن استمعت اليه عن بعد او سمعت عنه تصورت انك أمام انسان صارم، حازم، عنيد لا يتزحزح عن افكاره وآرائه، ولكن ما أن تقترب منه او تتحدث اليه حتى تجد نفسك أمام انسان على قدر مدهش من التواضع، والأدب، والاخلاق، وحسن المظهر، والحساسية المفرطة ازاء مشاعر الآخرين. لقد كان جورج حبش رقيقاً بقدر صلابته السياسية، وقناعته بما يتبنى من أفكار وما يفعل. انه باختصار انسان آسر، يعجبك أن تستمع اليه اكثر مما أن تتحدث اليه، فأنت في كل لحظة تتعلم منه الكثير.
لقد ترك حبش الكثير من الفضائل التي كانت جزءاً من شخصيته وقناعاته، فهو الذي كان يرغب اشد الرغبة في الاستماع الى ملاحظات رفاقه وزملائه ومجالسيه، فلقد كان واثقاً من ان الحقيقة لا يمكن ان تكون احادية الجانب او ملكاً لشخص مهما بلغ شأنه.
كان حبش مستعداً للتعلم والتغير، وهو صاحب الذاكرة الوقادة والفكر المتميز، فلقد تحول من طبيب ناجح الى بناء المجموعات الثورية، لكنه حين اقتنع بالعمل الجماهيري المنظم وبالمفكر القومي، تحول لبناء حركة القوميين العرب التي حظيت بشعبية عربية وفلسطينية واسعة. وما أن أدرك بعد هزيمة حزيران، ان الفكر القومي الذي تبناه لأكثر من خمسة عشر عاماً، لا يستجيب لأهدافه في تحرير فلسطين، قاد عملية تحول الحركة الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كتنظيم فلسطيني ثوري مقاتل بالفكر والبندقية.
ومن يقتفي بموضوعية أدبيات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واجتماعات هيئاتها المركزية كان سيلاحظ، ان جورج حبش كان لا يخشى النقد والاعتراف بالأخطاء علنياً. فلقد سجلت الجبهة الشعبية على نفسها الكثير من الانتقادات الناجمة عن مراجعة موضوعية لسياساتها ومواقفها، وكان ذلك احد ابرز آليات تجددها، واستمرارها.
واذا كانت الثورة الفلسطينية قد واجهت العديد من الازمات والمحطات الصعبة، فقد كان الحكيم حريصاً على وحدة المنظمة ووحدة الشعب والنضال الفلسطيني، ولم يسجل على نفسه او الجبهة ولو لمرة واحدة، انه مستعد للاستجابة لكل المحاولات والضغوط التي كان اصحابها يرغبون في شق صفوف المنظمة.
فهو الذي شكل بقوة الطرف المعارض في منظمة التحرير، منذ بدايات الثورة العام 1967، ومن بعد ذلك، حين تم تشكيل جبهة الإنقاذ وجبهة الرفض، وكان آنذاك ما يبرر تصاعد التناقضات الداخلية على خلفية التعارضات السياسية في الرؤى والمواقف، لكنه الذي وقف في المجلس الوطني في الجزائر العام 1988، ليهتف: وحدة وحدة حتى النصر. كان النقاش الذي سبق الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية ساخناً بشأن ما سمي في حينه بمبادرة السلام الفلسطينية، وبشأن الموقف من قراري مجلس الأمن الدولي رقم 242 و338، وقد سجلت الجبهة تحفظها آنذاك بوضوح، لكنه لم يتردد في أن يضع يده بيد الرئيس الراحل أبو عمار بعد أن اعلن عن قيام الدولة الفلسطينية.
اكثر من انشقاق وقع في صفوف الجبهة الشعبية. فلقد انشقت الجبهة الديمقراطية عن الجبهة بعد عام من تأسيسها ثم انشق عنها فريق آخر العام 1972 تحت اسم الجبهة الثورية، ما أضعف الجبهة، وأضعف الحلم، وأثر كثيراً وبعمق في شخصية الحكيم، لكنه ظل مصمماً على أفكاره ورؤيته ومتابعة النضال من خلال الجبهة.
كان يمكن لتلك الانشقاقات ان تؤدي الى صدامات مسلحة وتسقط الكثير من الضحايا، غير أن اللجوء للعنف لمعالجة التعارضات والتناقضات في صفوف الثورة والشعب، لا تنتمي لا لفكر ولا لشخصية جورج حبش الذي آمن بالحوار الديمقراطي، وآمن بأولوية النضال ضد الاحتلال، وآمن بإمكانية تجاوز الاخطاء.
لم تنته التعارضات داخل الجبهة حتى بعد أن وقعت الانشقاقات، لكنه كان حكيماً في ادارتها، والمحافظة على وحدة الجبهة، ووحدة الشعب، ما ساهم في تقوية الجبهة الى أن أصبحت تنافس على مكانة التنظيم الاول في قطاع غزة خلال السنة الاولى للانتفاضة الشعبية الكبرى التي اندلعت العام 1987، وهي التي عرفها سكان القطاع، خلال قيادتها للنضال الفلسطيني المسلح اواخر الستينيات وأوائل السبعينيات بقيادة عضو مكتبها السياسي محمد الاسود المعروف بجيفارا غزة.
لم يكن جورج حبش الذي يهون او يستسلم أمام الصعوبات والازمات، فلقد استقوى على مرضه الذي رافقه منذ بداية الثمانينيات، ليستمر معه حتى وفاته في عمان، وكانت شهادة أطبائه انه صاحب إرادة فولاذية، كان لها فضل كبير في تحدي المرض، الذي ادى الى شلل في بعض أطرافه، لكنه لم يقعده عن متابعة مهماته.
ولكنه حين شعر بأن حالته الصحية قد تشكل عبئاً على دوره وعلى رفاقه، تقدم مبكراً في احدى اجتماعات اللجنة المركزية، باقتراح لترك منصبه، خصوصاً انهه كان يطمح في أن يتفرغ لكتابة تاريخ الحركة والجبهة، ولكنه حين لم يلق قبولاً من رفاقه قدم اقتراحاً بتعديل النظام الداخلي لا يسمح لعضو المكتب السياسي للترشح اكثر من دورتين متعاقبتين، بما في ذلك منصب الامين العام.
وقدم حبش لاحقاً، سابقة في تاريخ القيادات السياسية والحزبية العربية وربما العالم حين استقال من منصبه، حيث تم اختيار الشهيد القائد ابو علي مصطفى خلفاً له، فيما كان بإمكانه أن يحذو حذو قيادات اخرى يعرفها ونعرفها، لكنه آثر أن يكون من نوع مختلف.
حبش تاريخ مطابق يمتد بالذاكرة لعشرات السنوات، لم تسعفه الظروف لكي يكمل كتابته، كما وعد، فلقد كان من الصعب عليه ان يتفرغ للكتابة فيما شعبه وثورته، وقضيته تمر في أقسى الظروف وأخطر المراحل، وأراهن ان تألمه مما تشهده القضية، وما يشهده الشعب الفلسطيني قد كان واحداً من أسباب رحيله.
يستحق الحكيم أن يلقى تكريماً يستحق بقائد كفؤ، وطني وقومي، ثوري حقيقي، لم يعرف يوماً طعم الحياة الخاصة، ويستحق أن يرفع اسمه الى مكانة القادة الثوريين الكبار.
جورج حبش ليس قائداً للجبهة الشعبية، إنه احد القادة الفلسطينيين والعرب التاريخيين الكبار، الذين تركوا بصماتهم واضحة في سجل التاريخ، ومثل أقرانه من القادة الكبار فإن الوفاء له، يعني الوفاء للأهداف التي أمضى حياته سعياً لتحقيقها.
رحل الحكيم في ظروف بالغة الصعوبة، لكن أفكاره، وأخلاقه، وتراثه وسيرته، ستظل باقية، راسخة في عقول الملايين من أبناء شعبه، وشعوب الأمة العربية، وراسخة أيضاً في عقول عشرات آلاف المناضلين من أبناء الجبهة الشعبية وأبناء الثورة الفلسطينية.

جريدة الأيام

فاوست 27/01/2008 17:03

هؤلاء القادة العظماء أمثال الحكيم سيبقون في ذاكرتنا،فمن مثلهم لن يموت










اممي 27/01/2008 17:13

فلتعانق روحك رفيقي تراب الانسان في كل زمان ومكان ولتتتغلغل رائحة المطر في ارض فلسطين بانفاسك
كما كنت تشتهي
اليوم يتخلص جسدك من عبئنا مشاكلنا احلامنا وتترك فينا شهامتك شجاعتك ابائك ووقفات عزك
وداعا اخر الرجال ....وداعا رفيقي
عسا هذا الزمان البخيل ان ينجب رجلا مثلك

Reemi 27/01/2008 21:38

بكل الاسف عاش حياتو فدا فلسطين ومات بعيدا .. ويدفن ايضا بعيدا عنها ...

بكرا في مسيره من مستشفى الاردن الى كنيسة الروم الارثذوكس..وبعدين سيت نقل الجثمان لمقبرة سحاب.. ومن ثم العزاء في السفارة الفلسطينه ...!

Donald Duck 27/01/2008 22:05

كل الاحترام لهيك رجل ..

والله يرحموا ..

وانشالله يكون قدوه لكل الناس ..

كهربجي 28/01/2008 00:25

العمر إلنا....

ما في كتير حكي

phoenixbird 28/01/2008 00:39

الله يرحمه

من القلائل اللي ترفع لهم القبعة

alwaleed 28/01/2008 00:40

اكبر صدمة تلقيتها منذ سنين رحيلك ايها العملاق
كنت اعتقد ان الجبال لا تموت
واذ هي تخر ساجدة امام الموت
رحلت جسدا وبقيت فكرا
سيبقى ارثك شعلة حمراء تنير درب يسار الثورة
نعيك فينا سيبقى خالدا يا حكيم الثورة

منشد2006 28/01/2008 13:18

الله يرحمو ويجعل مثواه الجنة
قديش كان مخلص لهالقضية

Reemi 28/01/2008 22:44





هيدول صور الجنازه .... انا صورتهن اليوم ... وفي فيديو بس ما عرفت ارفعو :cry:

*Marwa* 28/01/2008 22:51

رحم الله حكيم الثورة..الرجل الثائر المناضل..الفـلـسـطـيـنـي بجدارة جـورج حـبـش :hart:


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:57 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.04849 seconds with 11 queries