أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   حوار الروح (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=13)
-   -   رحلة في فصول الحياة (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=121556)

butterfly 26/05/2009 21:03

24 أيار
إننا في غالبيتنا ، نشعر بأن الناس لن يمكنهم أن يتحملو صدقا ً كهذا في اتصالهم بالآخرين . قد نفضل أن ندافع عن مراوغتنا بحجة أن الصدق قد يجرح الآخرين وبعد أن نكون ألبسنا قلة صدقنا حلة نبيلة ، نكتفي آنذاك بالعلاقات السطحية ، وهذا ما لا يحدث فقط مع " معارف " عابرة مؤقتة
، بل ومع أعضاء من عائلاتنا ، وهذا ما قد يزعزع العلاقة الصحيحة داخل العائلة الواحدة . ونتيجة لذلك ، فلا نحن ننمو ولا نساعد أحدا ً على النمو ، وفي أثناء ذلك نبقى مرغمين على العيش مع عواطف مكبوتة . إنه لنهج خطر ، يحمل في طياته بذور خرابه . ولكي يكتب لعلاقة أن تصبح لقاء شخصيا ً ، يجب أن تبنى على الصدق والانفتاح والصلة العميقة الخاصة ، أما البديل فهو بقائي في سجني ، أعيش سائرا ً نحو الموت خطوة خطوة .

butterfly 26/05/2009 21:57

25 أيار

إن كل علاقة حقيقية وعميقة وبوجه أخص علاقة المتزوجين يجب أن تبنى على انفتاح كلي وصدق مطلق . والعلاقة " العميقة " تكون بالغة الصعوبة أحيانا ً ، ولكننا ، في تلك الأحيان نكون في أمس الحاجة إليها . في الصداقات الحميمة كما في العلاقة بين الزوجين ، يحدث من وقت لآخر انصهار عاطفي وشخصي تام .
ولكن الواقع البشري يحول دون استمرار تلك الخبرة . إنما هنالك فقط بعض برهات يبلغ فيها اللقاء حد الاتصال الكامل . آنذاك يحس الشخصان باندماج وجداني شبه كامل ،أعرف صديق يشاطرني تماما ردات فعلي ، وأن سعادتي هي سعادته وحزني حزنه ، ونصبح أشبه بآلتين موسيقيتن تعزفان لحنا ً واحدا ً ، وهما مفعمتان بالنغم نفسه ، ومعا ً تنشدانه . هذا ما نعنيه عندما نتحدث عن المستوى الاول في الاتصال ، مستوى القمة في العلاقة .


وشم الجمال 28/05/2009 13:55

متابعين كالعادة استغربت انو اليومين الفاتو ما كتبتي شي من فصول الحياة بس رجعة موفقة للموضوع:mimo:

butterfly 31/05/2009 17:11

26 أيار

أن مثل من لا يعيش قمة الخبرة في التواصل هو كمثل شخص يقيم في بيته وحيدا ً ، وهنالك يشعر بالاطمئنان فلا يحاول الاتصال بالآخرين ولكنّه لا يفيد شيئا ً من العالم الخارجي . هو يتنفس ولكن الحياة الحقيقية تنقصه . حدث له أن نظر ذات يوم من نافذة منزله ليرى أناسا ً في الخارج يرقصون ويفرحون . إستوقفه ذلك المشهد فنسي للحال مخاوفه وترك بيته مندفعا ً نحو عالم جديد ، يستنشق هواء ً جديدا ً وكأن أشعة الشمس ودفئها يلامسان وجهه للمرة الأولى . فشعر فجأة وكأن الحياة فيه قد تفجرت ولن يتمكن بعد من العودة إلى ماكان عليه ، إلى الحياة الضيقة والوجود المتقوقع . وقد حدث ذلك لأن شخصا ً في الخارج قد استهواه وأسقط من نفسه كل الحواجز التي جعلت منه سجين نفسه .
على أثر عيش خبرة تواصل حقيقية يشعر كل من الفريقين بأن تغييرا ً قد حدث فيه لأن علاقته بالآخر قد اتخذت بعدا ً جديدا ً جعله ينظر إليه بمنظار جديد .


butterfly 31/05/2009 17:20

27 أيار


دعوني الآن أصف ما أعني " بالقمة في الاختبار الشخصي " من خلال التواصل . لنفترض أولا ً أنك في قمة الاختبار الشخصي تنفتح على الآخر بشكل يدفع به من مواقعه الخاصة التي استقر فيها إلى اختبار واقع جديد . فهذا الاختبار الجديد لن يكون مجرد معرفة أعمق لشخصك ، ولكنه سيشكل بالنسبة إلى الآخر اختبارا ً جديدا ً خاصا ً ، من شأنه أن ينمي قدرات الشخص الآخر ، ويجعل منه إنسانا ً يتمتع بحياة أعمق إذ أنه يصبح أكثر قدرة على الحياة والحب .
ولمّا كانت المشاعر هي التي تحدد " الأنا " الحقيقي وتظهره لك ، فلا بد ّ لي من أن أشاطرك تلك المشاعر بشفافية . وهذه المشاركة من شانها أن تخولك التعرف إلي ّ بشكل جديد والتعرف إلى نفسك مما يحدث فيك تغييرا جديدا ً . ربما أتت تلك المشاركة من خلال التحدث إليك عن أمر حصل لي أو من خلال التعبير عن حبي لك ، وما سيحدث التغيير هو المضمون العاطفي لحديثي .
إذ انه يفسح لك المجال لتلتقيني من خلال خبرة شخصية وإذا ما أبقيت على عواطفي دفينة ، فسوف تنظر إلي ّ فقط من خلال مشاعرك أنت ، إذا أخبرتك مثلا ً أنني فشلت في أمر ما دون أن اعبر لك عن شعوري امام هذا الفشل ، فلا بد من أنك ستنسب إلي ّ الشعور الذي تشعر به أنت عندما تفشل ، أما الحقيقة فليست هكذا أبدا ً . لذلك عندما أنكر عليك عمق مشاعري ، يحول ذلك دون تعرفك إلي ّ ، فلا تفيد من الخبرة التي كلمتك عنها .



butterfly 31/05/2009 17:45

28 أيار

قد يتسبب بعض الأشخاص أو بالظروف بردات فعل لدي ّ ولكن سلوكي الخاص يبقى نتيجة مواقفي وتطلعاتي الشخصية ، تلك التي تكونت هي ّ أيضا ً من خلال ما تسجل في وجداني من انطباعات وما مر ّ في حياتي من اختبارات . إن مواقفي فريدة تماما ً كبصمات اناملي ، لذا لن تتطابق نظرتي إلى الواقع مع نظرة شخص آخر .
أنني لن أختبر الشعور نفسه وأنا أشهد وإياك الحدث نفسه. فقد تشعر أنت ببعض الاستخفاف امام ما حدث بينما أنظر إلى الأمر نفسه بجدية بالغة . وقد يثير الشفقة في نفسك مما يولد فيك شعورا ً من الغضب . وقد ترى أنت في الفشل مجالا ً لتحدٍ جديد في حين أشعر أنا امام الفشل نفسه بكثير من الإحباط .
إن اللائم الذي يلقي بمسؤولية ما يقول وما يعمل على الآخرين هو شخص لن يكبر أبدا ً ، وسيستمر في غربة عن ذاته ، وفي منأى عن واقع الحياة . اللائمون يصرون على أن أحدا ً سواهم يسيّر الأمور ، لذا هم لا يواجهون ذواتهم أبدا ً فلا يفطنوا لحقيقة ما في عمق نفوسهم .
إذا ما تأملنا في هذه الحقائق عن كثب ، فلا بد وأنها ستؤثر في طريقة اتصالنا بالآخرين . فعوض أن اتوجه إليك بلغة المخاطب فأقول لك : أنت أغضبتني ، أكلمك بلغة المخاطِب فأقول : أنا غاضب .
لغة المخاطب تتنكر لما قلناه حول المسؤولية الشخصية بل أنها تحاول تولد لديك شيئا ً من الشعور بالذنب . فكأنك أنت ، لا أنا مسؤول عن سلوكي الذي لا يروق لي . فإذا كنت ممن ألفوا الدفاع عن أنفسهم في أي حال . دخلت معي في جدل عقيم هو أقرب إلى حوار الطرشان


butterfly 02/06/2009 18:30

29 أيار

عندما أحدثك في ما أشعر به أرمي إلى واحدة من ثلاث : التمويه عن النفس ، أو الدفع بك إلى القيام بعمل ما ، أو إشراكك حقا ً في ما به أحس ، وهذا الإشراك هو الذي يعمق التواصل في ما بيننا .
إذا ما حدثتك عن مشاعري فقط لأموّه عن نفسي أنا ، لا أقدم لك شيئا ً من ذاتي ، بل أخالني أتصرف معك وكأنك " سلة المهملات " ألقي فيها ما لا يروق لي من مشاعر ، فأشعر بشي من الأرتياح في حين أنك تشعر أنت بثقل ما قد سقط عن كاهلي أنا !
وإذا كان الحافز وراء بوحي لك ببعض المشاعر أن ادفعك إلى القيام بعمل ما ، فأنا ، عن وعي أو لا وعي ، أحاول التلاعب بمشاعرك . ربما أردت أن اجعلك تحس بالمسؤولية عمّا أحس به من مشاعر ، أو تشعر بالذنب من جراء ما أعانيه أنا ، أو تغدق علي ّ عطفا ً وتعيرني اهتماما ًَ أنا في أمس الحاجة إليه . هذا طبعا ً ليس بهدية مني إليك ، بل هو مجرد ابتزاز لك . نحن قد نحاول إنكار كل هذه الحوافز او أننا نعمل على تجميلها ، ولكنها لا بد وأن تظهر إلى العلن على حقيقتها ، في آخر المطاف ستتسبب ببعض الآلام ولو أنها بدت كالآلام التي على أغصان الورد .
إن الحافز الوحيد الذي يمكن القبول به ليبوح المرء بمشاعره هو ترسيخ التواصل بين شخصين : أحدثك عن مشاعري فقط لأني أريدك أن تتعرف إلي ّ في عمق حقيقتي فيؤول ذلك إلى علاقة عميقة وصداقة فيما بيننا . إن كل ما دون ذلك في التعامل غير مقبول ولا هو محق ، وهو غالبا ً ما يؤول إلى تخريب العلاقات الشخصية ، لا إلى بنيانها ، لكنني أمل أنك سوف تصغي حقا ً إلى ما أحدثك ، فتلقى مشاعري لديك اللطف الذي تستحق وإنني أعدك أيضا ً بذلك .


butterfly 02/06/2009 18:34

30 أيار

لقد قال أحدهم ، وهو على شيء من الحق ، بأننا غالبا ً ما لا نتباحث في المشكلات الحقيقية ، بل نحاول الإعراب عن مشاعرنا الخفية من خلال أمور هامشية . قد يتذمر زوج من امرأته بسبب ما دفعته ثمنا ً لثوب اشترته ، وقد تلقي هي باللائمة عليه من جراء خزانة وعد بإصلاحها :lol: وأخلف بالوعد ، ولكن الواقع انه لا ثمن الثوب ولا تصليح الخزانة هما السبب الحقيقي في تذمر كل منهما ، بل إن كلا يحاول تسجيل انتصار ما على الآخر ، علّه يعيد لنفسه بعضا ً من اعتبار فقده في جولة سابقة ، وكلاهم ا، في كل حال يدعي انه يقول الحقيقة ، كل الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة .
كم أعيش في خداع مع نفسي عندما أدعي أنني أملك الحقيقة وأنا أعرف حق المعرفة أنني لا أدرك منها سوى قدر ضئيل جدا ً .



butterfly 02/06/2009 18:44

31 أيار

نحن في غالبيتنا نميل إلى الانطلاق من اختبار خاص نعيشه لنجعل منه قاعدة عامة لسلوك الآخرين ، ننسى أن كل إنسان فريد في اختباراته وأن ردات الفعل على كل حدث تختلف باختلاف الاشخاص .
أنني عندما ألجأ إلى مثل هذا النهج فذلك يعني أن وعيي الغيرية بالآخر مازال ضئيلا ً وأنني ما فطنت بعد إلى الفرادة الشخصية التي يتمتع بها كل إنسان ، وإنني مازلت أظن أن ما ينطبق علي ينطبق على كل إنسان . وما يزعجني يزعجهم وما يفرحني يفرحهم . فكأنني أجعل من نفسي مقياسا ً لكل إنسان ،و أنصب نفسي ناطقا ً باسم الناس جميعا ً .
ما من إنسان على الأرض يملك كل الحقيقة ولكن إذا ما كنا على استعداد لأن نشارك الآخر في بعض الحقيقة التي لدينا ، يصبح آنذاك كل منا على بينة أكبر بالحقيقة كلها .
مثل ذلك كمثل شخصين يقف كل منهما إلى إحد جانبي سياج حديدي أحد جانبي السياج مطلي بلون رمادي والأخر بلون أخضر إذا ما أصر من هو في الجهة الخضراء على أن السياج أخضر فلا بد وان يلقى مقاومة ممن هو في الجانب الآخر والذي يرى هو أيضا ً أن السياج بلا شك هو رمادي اللون . طبعا ً كل منهما على حق فيما يقول ولكن احدا منهما لا يملك الحقيقة كلها . وهذا شأننا في الغالب عندما يخالف أحدنا الآخر في الرأي من الصعب جدا ً أن يكون إنساان مخطئ تماما ً عندما يكون موضوع الجدل معقداً ومن المرجح أن يكون لدى كل من الفريقين جزء من الحقيقة قد يكبر أو يصغر

:)


باشق مجروح 04/06/2009 19:48

شكلو حزيران مو ناوي يجي السنة :p

:oops:

butterfly 05/06/2009 00:44

1 حزيران
هنالك تصور هو أكثر الأوهام تخريبا ً في مجال العلاقات الإنسانية ، ألا وهو تفكيرنا في انه ، إذا أتت ردة فعلنا العاطفية غير مقبولة ، فسيكون ذلك سببا ً للخلاف والشقاق . فإذا خطر ببالي مثلا ً أن أقول لك أن حركة ما تعودت القيام بها إنها تزعجني اخشى أن يثير ذلك غضبك ، لذا أقرر ألا أقول لك شيئا ً ، فتبقى علاقتنا في سلام . ومهما يكن من أمر ، فإذا قلته لك ، لن تتفهم موقفي .

وهكذا أقرر أن أبقي ما خطر لي في نفسي . ولكن كل مرة اراك تقوم بتلك الحركة ، يتسجل ذلك في معدتي وهي تعد 2- 3- 4-5-6-7 .... ، إلى أن يأتي يوم تفعل ما تعودت فعله دائما ً ولكن هذه المرة " تقوم الدنيا وتقعد ! " والحقيقة أنك لما كنت تقوم بتلك الحركة كنت دوما ً تزعجني ، ولكني كنت أكدس ذلك في مكان ما من نفسي ، بكل سرية . وكنت في الوقت نفسه ، أتعلم أن أبغضك وكانت مشاعري الطيبة نحوك تتحول شيئا ً فشيئا ً إلى شعور بالغضب والمرارة .
وعندما حدث الانفجار في النهاية وكأنه عاصفة عاطفية . لم يمكنك فهم ذلك ورأيت أن ردة فعلي لا تتناسب أبدا ً مع ما حصل . وبدت روابط حبنا ضعيفة ، بل على وشك الانهيار كل ذلك بدأ عندما قلت في نفسي لا أحب ما تفعل ، ولكن من الأفضل أن ألزم الصمت ، فيبقى السلام مخيما ً على علاقتنا . كل ذلك كان خدعة وكان من واجبي أن أفصح لك عن انزعاجي منذ البداية . أنا أشعر الآن أن طلاقا عاطفيا ً حدث بيننا ، وكل لك لأني أردت أن احفظ السلام بإي ثمن .



butterfly 05/06/2009 00:51

2 حزيران أنا لن أصبح ناضجا ًبما فيه الكفاية لكي أدخل في علاقة صداقة حقيقية ، إلا عندما أفهم وأقتنع بأنه لا يمكنني أن أحكم على نية إنسان آخر . يجب أن يكون لدي من التواضع والتعقل ما يجعلني أخشع أمام سر الإنسان وتشعبات شخصيته . وإذا حكمت عليك ، فذلك يعني أني لم أنضج بعد ولا أصبحت أهلا ً لأن أدخل في صداقة حقيقية معك .
فلا تحسب صراحتي معك حكما ً عليك ، فإنها لا تحكم حتى علي أنا . إذا قلت لك مثلا ً : " أنا لست مرتاحا ً معك " . أكون قد صارحتك بما أشعر به ولكني ما عنيت أبدا ً أنك أنت السبب في عدم ارتياحي ، وربما كانت المشكلة في شعوري أنا بمركب نقص تجاهك ، أو في تقديري الخاطئ لمستوى ذكائك . أنا ما قلت أن أحدنا على خطأ ، ولكني بحت لك فقط بما أحسست به تجاهك في برهة من الزمن .
وهكذا سيكون الأمر إذا قلت لك أنني أشعر بغضب نحوك أو أن ما قلت قد آلمني . فربما كانت أنانيتي هي التي جعلتني سريع التأثر ، أم تراه الخوف عندي وشعوري بالاضطهاد ؟ لست أدري ، وقد يستحيل علي ّ أن أتثبت من ذلك . أن أجزم بالتأكيد فذلك حكم . وكل ما يمكنني قوله هو ان ذلك كان شعوري ولا يزال .

ولو قلت لك بأن عملا ما قمت به قد أزعجني . فهذا لا يعني أن عملك مزعج أو خاطئ بل مجرد أني شعرت بانزعاج وقد يكون السبب ألما عندي في الرأس أو المعدة ، او الأرق الذي أصابني ليلة البارحة .. الحقيقة لست أدري . كل ما اعرف هو أني أحاول أن أقول لك أن انزعاجا ً يخالجني في هذه اللحظة

butterfly 05/06/2009 18:47

3 حزيران

كثيرة هي المخاطر التي تهدد الحوار . ولكن ما يجب تجنبه قبل كل شيء هو الحكم على الذات أو على الفريق الآخر في الحوار . لقد اعترفنا ان لا أحد باستطاعته أن يحدث العواطف من لاشيء وأن جل ّ ما يمكن عمله هو إيقاظ العواطف التي فينا الحكم يخرب الحوار لأنني فيه اتهمك بأنك كنت السبب وراء ما أشعر به أو أنني قد أفكر في أن بين ما عملته أنت وما به أشعر علاقة وثيقة تجعلني أظن أن ردة فعلي على عملك كانت طبيعية والاستنتاج في كلا الحالتين نتيجة حكم ولا بدّ من أن يكون في كل من الحكمين بعض خطأ .
لقد اتفقنا مثلا ً ان نلتقي في موعد محدد ومكان ما ، فوصلت أنت متأخرا ً نصف ساعة عن موعد اللقاء . وشعرت أنا بشيء من الغضب . فعلي ّ أن أقول لك إن ردة فعل غاضبة تحدث في عندما أجد نفسي مرغما ً على الانتظار . ولكن حاول أن تفكر في ما قد ينطوي عليه كلامي او نغمات صوتي أو قسمات وجهي من أحكام واتهامات .
" كان بإمكانك أن تحضر في الوقت المحدد "
" لقد قللت من احترامي في سلوكك "
" لم تعر مشاعري أي اهتمام "
" أنت في الحقيقة لا تحبني "
" إنك تحضر دائما ً إلى المواعيد متأخرا ً "
" إنك أناني جدا ً "
" لقد فعلت ذلك لتزعجني أو تنتقم مني "
" هذا هو السبب في عدم قدرتك على اكتساب صداقات الآخرين "
" انت تفتقر إلى بعد النظر "

لاحظ أن كل هذه الأحكام تضعني في موقع متفوق في الحوار . هذا هو النوع من " التمايز " المزعوم الذي لا مكان له في حوار حقيقي .قد تكون لك مشاعرك الخاصة كالارتباك والخيبة مثلا ً . ولكنني عندما اقرر أنني على حق وأنني أتمتع بموقع أرفع من موقعك ، يصبح من الواضح أنه علي الاهتمام بمشاعري لا بمشاعرك انت .
الأحكام تقتل الحوار الحقيقي ، والأحكام التي نطلقها غالبا ً ما تحتوي على انتقاد غير مباشر يحطم الثقة في النفس وقبول الذات والقدرة على التنعم بالمواهب . وعندما يحدث ذلك
يغفو الحب

:mimo:


butterfly 05/06/2009 18:53

4 حزيران

إذا كنت أود أن أقول لك من أنا ، فمن الضروري أن أعبر لك عمّا أشعر به ، كنت أنوي أن أحقق ذلك الشعور أم لا . قد أقول لك إني غاضب وأشرح لك أسباب غضبي ، من دون أن يكون في شرحي حكم ، وقد أقول لك اني خائف وأشرح لك سبب خوفي من دون أن انهار أمام ذلك الخوف . ولكن ، في كل حال ، إذا قررت ان انفتح عليك ، أصبح واجبا ً علي ّ ان أفسح لك المجال لتختبر واقعي الخاص ، أغاضبا ً كنت أم خائفا ً ...
لقد قبل : نعبر عن شعورنا بالكلام أو أنه يظهر هو في سلوكنا والشعور أشبه بالبخار يتراكم داخل إبريق الشاي فإذا ضاق الإبريق بالبخار تطاير غطاؤه . وكذلك هي الحال مع الإنسان ، ينفجر فيه شيء ما إذا ما بلغ الكبت حده

نحن لا ندفن عواطفنا ميتة ، فإذا حاولنا دفنها تبقى حية في عقلنا اللاواعي وإحشائنا ، فتقلقنا وتؤلمنا .



butterfly 10/06/2009 01:52

5 حزيران
لا شيء يمكنه من أن يساعد الإنسان على الانفتاح وتحقيق ذاته ، أو يجعله يدخل في معترك الحياة بجدية ، أكثر من اختبار حب غير مشروط . لقد عملنا طويلا ً ونحن نتوهم أن أفضل ما يمكن أن يساعد على النمو هي الانتقادات والعقاب . وهكذا بررنا محاولة التخلص من نقائصنا وحالات البؤس عندنا بطرق سلبية مؤذية . لقد أظهرت دراسة حديثة ، على سبيل المثال أن نحو 80 % من سجناء الولايات المتحدة هم اناس تعرضوا للعنف في طفولتهم ، ولم يكتشف علم النفس إلا حديثا ً أن الحب غير المشروط هو لمناخ الأفضل للنمو الشخصي

الإرادة الحرة هي بالطبع عامل مهم في حياة كل إنسان . وعلى كل إنسان أن يقرر كيف يريد أن يكبر ويحاول بلوغ كمال ذاته ولكن هناك شروط أساسية للنمو . أحد هذه الشروط وجود شخص يساعدني على الإيمان بذاتي والتعبير بحرية عما يجو في نفسي . وما من شخص يمكنه أن يفعل ذلك إلا إذا كان يحبني بدون شروط
:D

باشق مجروح 15/06/2009 12:10

:na3san:...........

butterfly 19/06/2009 16:44

6 حزيران

قرأت منذ عدة سنوات كتابا ً يتناول فن الخطابة . فكان عنوان الفصل الأول منه " لا تحاول أبدا ً أن تجعل من نفسك خطيبا ً يفوق شخصك جودة لأن من يصغي إليك سيكتشف ذلك سريعا ً "
فذكرني هذا القول بتعريف للخطيب ينسب إلى كونتيليان الذي قال " الخطيب إنسان حسن يتكلم جيدا ً " وهذا يعني أنه لا بد لخلفيات كلامنا من أن تظهر مهما حاولنا إخفائها . قد يحدث أحيانا أن نشعر بأن الآخر قد أخطأ بعض الشيء في فهم ما إليه نرمي ، ولكن شعور الآخرين حول ما نحن في صدده غالبا ً ما يكون مصيبا ً . فمن أراد أن يحاور عليه أن يصغي إذا بكل دقة إلى الأسباب العميقة الكامنة وراء إرادة الحوار تلك . وهنالك في نظري ثلاثة حوافز للحوار يجدر بنا أن نعيرها اهتماما ًَ خاصا ً

التهوية : عندما نقرر أن نبدل الهواء في غرفة ، علينا أن نبدأ في الدفع خارجا ً في الهواء الذي فيها . أن ننظفها من الهواء المترسب وروائحه . والعواطف الذي قد تتراكم في داخلنا فنشعر أن فينا حاجة إلى أن ندفع بها خارجا ً " إنها فشة الخلق " . وقد تأتي ساع يصبح ذلك فيها ضرورة . ولكن الحوار يكون ناجحا ً وكذلك العلاقة بقدر ما تتضاءل الحاجة إلى مثل ذلك السلوك

إن " فشة الخلق " في عمقها لا تخلو من الأنانية أنا أريد أن اريح نفسي مما قد تراكم في داخلي فألجأ إذا إلى استعمالك كمكب للعواطف التي ترسبت في نفسي . أنا أفهم أن يلجأ المرء إلى ذلك من وقت لوقت ولكن أحد منا يود أن يستعمل ككب بشكل دائم .
إذا ما دفعت إليك بالعواطف التي تزعجني لكي أريح نفسي فالدافع لدي ّ يكون أنانيا ً . وإذا ما أصبحت تلك عادة في ّ فذلك يعني أن قدرتي على الحب والحوار أمست ضئيلة

butterfly 19/06/2009 16:50

7 حزيران

التلاعب : الحافز الثاني على الحوار هو البحث عن الإفادة من الآخر بأساليب غير قويمة . لقد قلنا أن الحب من شأنه أن يحرر الإنسان وهو يسأل / " ماذا يمكنني أن أفعل في سبيلك "
أما السؤال الذي يطرحه المتلاعب دون أن يعبر عنه جهرا ً فهو : " ماذا يمكنك أن تفعل من أجلي ؟ "
فالتلاعب كناية عن براعة في حمل الآخر على إشباع رغباتي . سيأتي يوم ،طبعا ً ، عندما أشعر أن في ّ حاجة إلى مساعدتك ، إلى حضورك وإصغائك . فيجب ألا أتردد في أن أطلب إليك ، ومن دون أن أخشى أن ألقى منك رفضا ً .
التلاعب كحافز على الحوار يقوم أن أصف لك مشاعري علك تساعدني على التعامل معها بنجاح ، أحاول أن اجعلك تشعر بشيء من المسؤولية عن حالي العاطفية . يمكنني مثلا أن أقول لك أنني أشعر بشيء من الوحشة وأود أن أبوح لك بذلك لأني أريدك ان تكون على بينة من عمق مشاعري . ويمكنني أن أقول لك الشيء نفسه بطريقة ما أعني بها أنك مسؤول عن ملء الفراغ الذي به أشعر . فمن خلال نغمة صوتي أو نظرة في عيني أجعلك تشعر بضرورة اهتمامك بي . أنا في الواقع أدفعك بطريقة عاطفية ملتوية إلى الاهتمام بمشاكلي

:fwlee:



الساعة بإيدك هلق يا سيدي 06:31 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.04140 seconds with 10 queries