أخوية

أخوية (http://www.akhawia.net/forum.php)
-   القصة و القصة القصيرة (http://www.akhawia.net/forumdisplay.php?f=17)
-   -   اقتطار الدمع محرق (http://www.akhawia.net/showthread.php?t=112389)

SelavI 05/11/2008 10:32

اقتطار الدمع محرق
 
اقتطار الدمع محرق


رائحة دموع الخيبة واجنحة تضرب الارض راحلة عنها

يعجبني مكان يجلس به رجل مغ الة موسقية مع اني لا احب شتمها بالالة والموسيقية خصوصا ان للموسيقى شظايا من ارواحنا تتغذى عليها ضربات القلب وتخطفها الاذن , هو يعزف في زاوية وكأنه وحيد تماما لا احد من حوله, حتى انه لا يشعر بوجودهم
ادهشتني تلك القدرة على التأمل الذاتي للنفس والانعزال بها بالرغم من تواجد من يفسدون العلاقة الخفية والحبل الروحي الشفاف الذي نرمي به وبنا لهفة ننتظر ان تمسكه غيمة ما حتى نبدأ الصعود الخطر دون تجهبزات السلامة

في الحانة وجوه ضاحكة شفافة واخرى ضاحك مكارة وفي بحث عن الوجوه المتبسمة وراء الستار بصمت والاعين الحادة تشبه رادار او جهاز يكشف الداخل دون الحاجة للاقتراب, تماما مثل اجهزة التفتيش في المطارات.
اعين حادة تنظر الى الجميع تتقمص وجوههم وتعابيرهم وفي كل نظرة تفسير لا شعوري او ربما اوتوماتيكي يشرح شخصية الطرف المقابل ويرسل تقرير سريع فيه دقة طائشة.

لن تجد الا شخص يصغي لعزف الرجل الذي مازال يتشبت بالحبال حتى بأسنانه, شرس جدا حتى انه مستعد ان يمزق الحبال بأسنانه في سبيل الصعود

تناقض فيه صعود وسقوط وفي السقوط اكتمال للصعود, جزء مميز يعطي نكهة للنجاح للوصول بعد تمزق الايدي واهتراء الاسنان الحادة.

الليل هادء والقمر تارة يبكيه رجل محترق ويضحكه رجل مبتسم ويغضبه رجل ضاحك, لأنه تعود من اصحاب الوجوه الضاحكة التبدل والبكاء الابدي مع منحنيات الزمن حتى ان الضحكات اصبحت مخيفة
والكأس ترقص في ايدي الكثيرين ربما هربا منها.

في الحانة رجل حزين يصغي للعزف الذي يزيده الما فهو من اصحاب الوجوه الضاحكة الشفافة سابقا, وذكريات كثيرة تدوي من اعصاب الذاكرة الباطنة الى شرايين القلب المتألمة
في كل لحن يتذكر صورة ووجه جميل, في كل صورة يفككها العقل من زوايا الذاكرة عذاب واحتراق حتى انه لديه القدرة على ان يسبق اللحن في نفسه هربا من بعض المطبات القاتلة.

لم يكن ليتخيل ان موت حبيبته سيكون راحة ابدية لها, وعذاب ابدي يسكر الكأس قبل ان يسكر حاملها, وفي الموت ابواب فلسفة ربما تكون جميلة للبعض ومتلوثة بالجحيم للكثيرين
لكنه مؤمن ان في رحيلها راحة اكبر لها حتى لو تحقق وجود نيران ملتهبة خرافية بعض الشئ في مغارة ما في السماء, لأنه مدرك ان النيران الغير مرئية فيها احتراق من نوع اخر
احتراق لا تعالجه مياء مثلجة ولا صراخ يخافه الزجاج

مات الامل في قلبه العجوز ولا انصحه بالاستمرار, ربما الانتحار الان غالي الثمن ويحتاج للشجاعة, لكن تلك ليست المشلكة, لأنه لم يصدق بعد انها رحلت وذلك يفسر عودته الى الحانة كل يوم وتقبيله الكأس
ولا شئ يبعث الامل في الروح الا تلك الكأس, انه امل كاذب جدا مثل ارتسام المياء الخادعة على رمال الصحراء.

ضريبة الحب كبيرة جدا, هي تماما مثل شئ تكسبه في السوق السوداء لا فاتورة تعترف به ولا تأمين يضمن لك بقائها, ضريبة الحب الباهظة يدفعها كل يوم
لاشئ بلا ثمن ولكن للحب ثمن باهظ جدا لدرجة انك ستصبح مرغما على بيع اجزاء من قلبك كل مرة حتى تسدد الدين

وفي لحظات الرجل الضاحكة لم يتصور يوما ان الموت قريب جدا كما يظن او يتخيل
انه الوحش الخفي, الحب يمنحك كل شئ في قلب شئ واحد ويبقى على كل شئ الا الواحد يتلاشى وبين الكأس والكأس ذكريات, الحياة عبارة عن ذكريات

مازال في نفسه يشتم كل الغموض ولعبة الحياة المليئة بالضباب, حيث ينتظر كل يوم ان يأتي ملاك في حلمه يصحح فكرته
هو يفكر بالانتحار حتى يلتقي بنصفه الاخر, ولكن اين هل في السماء او بين ثنايا الغيوم الممطرة
او بين النيران الحقيرة الخرافية التي جسدها البشر بصورة الاله المحب الحنون
العدل يبكي فهو يشتهي وجوده بين اصغر الاشياء في هذه الحياة الغير عادلة

ضريبة الحب الباهظة







وشم الجمال 05/11/2008 10:44

هنا تركت بعضا من حكايته,,,
تركت قلبه الذي مل موتها ولعنته لأقدار لا تعرف الرحمة,,,
كانت جنونه ومجونه
كانت ارادته التي غفت على زنده
كانت الأمل والحياة

تركته وتركت بين ثنايا أبجديته جرحا لا يعرف التوقف
اختفى جسدها وما اختفت روحها ولا رائحتها
كل يوم يجاسد روحها
كل يوم تغني له ويغني لها
والآن غدت سراب
غدت ماضيا يشبه شوارع دمشق القديمة
دموعه حارة
وحقده يتضاعف مع كل اشراقة شمس لا تقبل عيناه فيه طلعتها,,,,

ثمل هو ,,,ثمل حد التورط في الموت من دون قرار,,,:D

رائع صديقي أنت رائع:D

مجنون يحكي وعاقل يسمع 06/11/2008 07:30

أحيانا نتوقف كثيرا قبل الرد أو التعليق على موضوع ما , توقفت عند قصتك مرات وأعدت قراءتها أكثر من مرة , إنها قصص تنبض بالحياة نقلتها عدسة فنان يجيد السباحة في اللغة وفي الأعماق البشرية
أمتعتني يا صديقي في زمن لم يعد يجد الإنسان ما يجلي صدا الروح عنه

العربي الأصيل 06/11/2008 09:11

ليتنا نبحث عن مساحات للفرح...بذات البحث المحموم عن أماكن نجتر فيها أحزاننا...التي باتت نحن..وليس فقط جزءاً منّا....

أحسده يا صديق..لقدرته على إبعاد البشر الذباب عن تفكيره وأحاسيسه وتوحده مع الموسيقى والذكرى... والنأي بنفسه إلى صومعة تتجلى فيها الآلهة على صورة حبيبة مفقودة...أو حبيبة مفقودة تتجلى على صورة آلهة..سيان...فهو يدرك أنها طريقه إلى الخلاص....

لم تمتعني يا صديقي...بل حاكيت في داخلي ذلك الإنسان الذي بلله الحزن والدمع...وبات يبحث عن غابة يدفن فيها صرخته الشجية...

ما علاج الذكرى المؤلمة؟؟ أذكرى أكثر إيلاماً...أم ذكرى مفرحة... كلا

هو الموت...عالم النسيان الجميل..والغياب العذب...

تحياتي

SelavI 06/11/2008 18:21

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : وشم الجمال (مشاركة 1152740)
هنا تركت بعضا من حكايته,,,
تركت قلبه الذي مل موتها ولعنته لأقدار لا تعرف الرحمة,,,
كانت جنونه ومجونه
كانت ارادته التي غفت على زنده
كانت الأمل والحياة

تركته وتركت بين ثنايا أبجديته جرحا لا يعرف التوقف
اختفى جسدها وما اختفت روحها ولا رائحتها
كل يوم يجاسد روحها
كل يوم تغني له ويغني لها
والآن غدت سراب
غدت ماضيا يشبه شوارع دمشق القديمة
دموعه حارة
وحقده يتضاعف مع كل اشراقة شمس لا تقبل عيناه فيه طلعتها,,,,

ثمل هو ,,,ثمل حد التورط في الموت من دون قرار,,,:D

رائع صديقي أنت رائع:D

فلسفة لا تحبها الروح ولا يطيقها العقل
وفي هروب من واقع غير عادل نهرب منه الى ايامنا الجميلة

لست رائع يا سراب,, هو الرائع يأتيني على غفلة

كوني بخير يا صديقة

SelavI 07/11/2008 14:38

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : مجنون يحكي وعاقل يسمع (مشاركة 1153713)
أحيانا نتوقف كثيرا قبل الرد أو التعليق على موضوع ما , توقفت عند قصتك مرات وأعدت قراءتها أكثر من مرة , إنها قصص تنبض بالحياة نقلتها عدسة فنان يجيد السباحة في اللغة وفي الأعماق البشرية
أمتعتني يا صديقي في زمن لم يعد يجد الإنسان ما يجلي صدا الروح عنه

الاشياء تلك حولنا دائما,, التي تجلي الروح كثيرة تنتظر ان نلمحها

شكرا لك انت يا صديق على مرورك بالاحرف الكثيرة

كن بخير

SelavI 07/11/2008 19:36

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : العربي الأصيل (مشاركة 1153719)
ليتنا نبحث عن مساحات للفرح...بذات البحث المحموم عن أماكن نجتر فيها أحزاننا...التي باتت نحن..وليس فقط جزءاً منّا....

أحسده يا صديق..لقدرته على إبعاد البشر الذباب عن تفكيره وأحاسيسه وتوحده مع الموسيقى والذكرى... والنأي بنفسه إلى صومعة تتجلى فيها الآلهة على صورة حبيبة مفقودة...أو حبيبة مفقودة تتجلى على صورة آلهة..سيان...فهو يدرك أنها طريقه إلى الخلاص....

لم تمتعني يا صديقي...بل حاكيت في داخلي ذلك الإنسان الذي بلله الحزن والدمع...وبات يبحث عن غابة يدفن فيها صرخته الشجية...

ما علاج الذكرى المؤلمة؟؟ أذكرى أكثر إيلاماً...أم ذكرى مفرحة... كلا

هو الموت...عالم النسيان الجميل..والغياب العذب...

تحياتي

لليل مذاق الجروح وكأس البرد نشربه ينسكب على جروحنا

تلك هي الحياة وانا احبها بليلها

كن بخير يا رفيق في رحلة ليلك الموجعة

كن بخير

العربي الأصيل 07/11/2008 22:12

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : SelavI (مشاركة 1154782)
لليل مذاق الجروح وكأس البرد نشربه ينسكب على جروحنا


تلك هي الحياة وانا احبها بليلها

كن بخير يا رفيق في رحلة ليلك الموجعة


كن بخير



هدني التعب يا صديق...وسكن الليل مني حنايا الروح...مالت دروبي...واستطالت علي هامات الظلام.. من يأخذ عني ذاكرة يسكنها الخراب...وقلباً يحترف النزف نبضاً...


لا تشابه ليلي البارد والطويل يا صديق..واحتفظ بقبس نور يبث الدفء في ليلك..

boozy 09/11/2008 00:01


والكأس ترقص في ايدي الكثيرين ربما هربا منها.
ضريبة الحب كبيرة جدا, هي تماما مثل شئ تكسبه في السوق السوداء لا فاتورة تعترف به ولا تأمين يضمن لك بقائها, ضريبة الحب الباهظة يدفعها كل يوم
لاشئ بلا ثمن ولكن للحب ثمن باهظ جدا لدرجة انك ستصبح مرغما على بيع اجزاء من قلبك كل مرة حتى تسدد الدين
ضريبة الحب الباهظة

استوقفتني هذه العبارات مرارا وتكرارا
لدرجة اني لا اعرف ماذا اعلق عليها غير ان اقول (عاشت ايدك- بلهجتكم سلمت يدك-)
انت كاتبها؟
بس روعة رغم كثافة الحزن والبكاء على الاطلال
الفات مات والحي ابقى من الميت
دمت لنا:ss:


هشام ابو شرار 09/11/2008 00:06

موسيقى صاخبة وآلة تتمرد على المسمى...وتقفز من جمود المعدن الى حيوية الانبعاث...جميل هذا السرد

SelavI 09/11/2008 00:13

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : boozy (مشاركة 1155586)
والكأس ترقص في ايدي الكثيرين ربما هربا منها.
ضريبة الحب كبيرة جدا, هي تماما مثل شئ تكسبه في السوق السوداء لا فاتورة تعترف به ولا تأمين يضمن لك بقائها, ضريبة الحب الباهظة يدفعها كل يوم
لاشئ بلا ثمن ولكن للحب ثمن باهظ جدا لدرجة انك ستصبح مرغما على بيع اجزاء من قلبك كل مرة حتى تسدد الدين
ضريبة الحب الباهظة

استوقفتني هذه العبارات مرارا وتكرارا
لدرجة اني لا اعرف ماذا اعلق عليها غير ان اقول (عاشت ايدك- بلهجتكم سلمت يدك-)
انت كاتبها؟
بس روعة رغم كثافة الحزن والبكاء على الاطلال
الفات مات والحي ابقى من الميت
دمت لنا:ss:

لمرورك صدى جميل يا سيدة

لا لست وحدي من كتبها, انا وشئ اخر كان معي ربما هي روح

لم انسج الا معاناة الحياة من ابار الحزن التي تحاوط الكثيرين

ولا انكر مخافتي من يوم كذاك حين يتلاشى العدل بين ايدي الموت

الحزن جميل احيانا

لك الود

SelavI 09/11/2008 01:03

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : هشام ابو شرار (مشاركة 1155591)
موسيقى صاخبة وآلة تتمرد على المسمى...وتقفز من جمود المعدن الى حيوية الانبعاث...جميل هذا السرد

اترى حتى انت تثبت لي نظريتي

الحزن جميل خصوصا عندما نقرأه بسرد يقاتل السطحية

هنا تجرحني اللغة العربية بكلمة ألة موسيقية

انها روح اكثر من كونها خشب وأوتار

مرورك مشاركة مسائية

الصمت الناطق 10/11/2008 18:41

تشتتني بلغة الدمع والأسى وتهزمني كجسد الصقيع والألم

وترتسم بعيناك نهايات الأسى ..


وتلملم أشلاء الروح ويعبث القدر

بأثواب الحزن والخوف والحب والموت ....

لكن ... ليكن للحب ثمن ..سأخلع رداءي الثلجي .. وألبس رداءك الأسود

ولتكن خصلات شعري أوتاراً تعزف عليها لحناً أخضر .... وأحمر ............... .

SelavI 11/11/2008 23:44

اقتباس:

كاتب النص الأصلي : الصمت الناطق (مشاركة 1156863)
تشتتني بلغة الدمع والأسى وتهزمني كجسد الصقيع والألم

وترتسم بعيناك نهايات الأسى ..


وتلملم أشلاء الروح ويعبث القدر

بأثواب الحزن والخوف والحب والموت ....

لكن ... ليكن للحب ثمن ..سأخلع رداءي الثلجي .. وألبس رداءك الأسود

ولتكن خصلات شعري أوتاراً تعزف عليها لحناً أخضر .... وأحمر ............... .

اذا سأرسم كل يوم اشراق وغروب وبينهما سماء سوداء خاصة بردائك وانا

وبين شمس ساطعة وقمر يذيب القلوب المتجمدة نكون بكل اشكالنا

الون الارض بالاخضر لبساتين غير متناهية

واحمر لاختلاطي بأنثى رسمتها


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 11:12 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون

Page generated in 0.05525 seconds with 11 queries