قضية عربية هامة يتم التغاضي عنها
 

كلنا نعرف الخلاف الحاد بين المغرب والجزائر بسبب قضية الصحراء ، فبينما يعتبر الصحراء الجنوبية للمغرب جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي ، نرى الساسة ولأسباب متعددة يشددون على أنها اقليم مستعمر من قبل المغرب .
المشكل يعود أساسا لطول المدة التي احتلت فيها اسبانيا الصحراء المغربية في الجنوب قبل أن تلحق به الشمال لاحقا ، بينما حافظت فرنسا على استعمارها لوسط المغرب . السؤال هنا للاخوة الساسة في الجزائر لماذا يحاولون تمزيق بلد عربي وتجزيئه مع أنهم يتشدقون باستمرار على حرصهم الشديد ببناء المغرب العربي الموحد ؟
أليس هذا تناقضا مفضوحا ونفاقا سياسيا يخفي أجندة لدة النخبة العسكرية المتسلطة على الشعب الجزائري الشقيق واغراقه في صراع بين بلدين شقيقين كان يجب أن يتعاونا بدل الصراع المرير الذي يخوضانه والحرب الباردة المستعرة بينهما .
كلنا ندرك حجم ثروات الجزائر ومدخولها الهائل من البترول والغاز ، ورغم ذلك يعيش شعبها في عوز ، والبطالة تطال شريحة واسعة من الشباب ، ولعلها الأكثر بين الدول العربية . ورغم ذلك تندفع السياسة الجزائرية الى بوتيرة مخبولة الى التسلح وتحديث أسطولها الحربي وكأنها تستعد لخوض حرب لتحرير فلسطين ، وبالتالي تدفع المغرب المتواضع الامكانيات الى سباق تسلح غير متكافئ حتى لا تبقى الفجوة والقوة بين البلدين واسعة . بينما كان الأولى بالمسؤولين في كلا البلدين أن يهتما ببناء الطرق وتحديث البنيات التحتية وخلق ديناميكية اقتصادية ناجعة .
أتمنى للسلطة أن تطلق يدها من مشكل الصحراء المغربية ، وأن تهتم بمشاكلها الداخلية الكثيرة ، لأننا في الوطن العربي لسنا في حاجة للتجزئة ، يكفي ما يقع في اليمن وفي والسودان وفي العراق وحتى في فلسطين ولبنان ،
اذا استمر الحال على هذا الأمر سنجد عالمنا العربي متشكل من خمسون دولة وليس عشرون كما هو الحال عليه الآن .

سيدي ... ليش ما ذكرت او تحدثت عن رأي شعب الصحراء الغربية .. اعتقد هو الاساس ؟؟

مابعرف شو بدي قللك يعني اجبرت الواحد انو يحكي لانه موضوع سخن كتير....خيي هيدي القصة طويلة والها جذور من زمان والها علاقة بتكوين الانسان العربي ..يعني مسلا الحطيئة لما مالقي حدن يهجيه بقصيدة هجا نفسه وقال
ارى لي وجها قبح الله خلقه
الا قبح من وجه وقبح حامله
الخلاصة سيدي الانقسام الجيني في الفكر العربي شي متوارث من ايام قيس ويمن وداحس والغبرا وسقيفة بني ساعدة ...نحنا بشر مابنستحق الحياة الا متل الطفيليات والكائنات ذات الخلية الواحدة يللي بتنقسم على ذاتها..ومافيني احكي اكتر من هيك لانه انتي بتعرف وانا بعرف كمان

مع كامل الاحترام لرأيك ومشاركتك ، ولكن كيف تزعم أن هناك شعب خاص في المغرب اسمه الصحراء الغربية ؟ ألا تعرف أن هذه الصحراء الغربية تمتد من مصر حتى الى المحيط الأطلسي المغربي ، لماذا مثلا لا نتحدث عن تقرير مصير شعب الصحراء في الجزائر أو في ليبيا أو في تونس ؟ ثم متى كانت هناك عبر عصور التاريخ دولة أو كيان يسمى دولة الصحراء الغربية ؟ ألا تعلم أن كل أو جل التاريخ المغربي منذ الفتح الاسلامي كان كتلة واحدة تضم أغلب دول المغرب العربي ، حتى الجزائر نفسها لم تتواجد أصلا في أي زمن من أزمنة التاريخ الطويل ، يا اما كانت تابعة لقوى أوروبية مستعمرة أو تابعة للدولة المغربية ، لينتهي بها المطاف كباقي الدول العربية تحت السيادة العثمانية ، وبعدها جاء الاستعمار الفرنسي الطويل الذي دام أكثر من ثلاثين سنة بعد قرن من الزمن .
لأعد لرأي شعب الصحراء الغربية حسب زعمك ، كانت هناك محاولة للاستفتاء وامتدت المحاولة على مدار عدة شهور حيث اكتشفت منضمة الأمم المتحدة استحالة اجراء مثل هذا الاستفتاء لكون أغلب اللاجئين المتواجدين أو نصفهم على الأقل هم من أصول موريطانية أو جزائرية ، وبالتالي لا يحق لهم التصويت , ثم هل تعلم أن الجزائر ترفظ لحد الآن باصرار جد مشبوه احصاء سكاء اللاجئين ليتم على ضوء ذلك الاحصاء تقديم المساعدات الدولية لهم ، لكن السلطة في الجزائر ترفظ باستمرار وتقدم أرقام مرتفعة حتى توهم الرأي العام العالمي بوجود كم أكبر من الواقع .
ثم أنني لا أفهم كيف يمكن لأي فرد في الوطن العربي أن يشتت الدول العربية الى دويلات قزمية لا تخدم الا المستعمر الغربي بوجهه الجديد ، ثم هل تدرك أن اسبانيا تشغل المغرب بالصحراء حتى ينشغل بها ولا يطالب بمدنه المحتلة من قبلها ؟
أعتقد أن الكثير من الأشقاء في المشرق العربي وليس كلهم لا يفهمون حيثيات الموضوع ، بل أكثر من ذلك لا تجد من قبلهم نبذ التفرقة والتشرذم التي أصبحت سمة من سيم الأمة التي سقطت كرامتها وقيمتها الى الحضيض ،
أخيرا أتمنى أن تجيب عن هذه الأفكار التي طرحتها بواقعية وبتفهم كما فعلت أنا ، شكرا لك مرة أخرى .

سيدي المحترم
كلامك ممتاز ويعبر عن روح الأمة وعن تلك البذرة الخيرة التي لا تزال موجودة في قلوب وأفكار بعض الشرفاء مثلك ، نحن كأمة بهوياتها المتعددة العربية والكردية والأمازيغية والاسلامية والمسيحية وغير ذلك ، أمام تحدي حقيقي ، يا اما أن نكون أو ألا نكون . لكي نكون يجب أن نتحد ولكي لا نكون ، وهي الحالة السائدة حاليا ، هذه الصراعات المذهبية والطائفية والسياسية مثلما يحدث في العراق والسودان واليمن والمغرب ولبنا ن. بل أكثر فداحة الانقسام الباعث على الخجل الذي تعانيه الجبهة الداخلية الفلسطينية بين حركة فتح وحماس .
وكل هذا بسبب أنظمة فاسدة لا تستحي من جلوسها عقودا من الزمن على كراسيها في السلطة بشكل مطلق
ولا تفسح أي مجال للحريات الفردية والجماعية ، ولا أيضا المشاركة في الحكم ،شكرا لك يا صديقي