عرض مشاركة واحدة
قديم 23/05/2008   #4
شب و شيخ الشباب الإصلاحي
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ الإصلاحي
الإصلاحي is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
السجن الكبير
مشاركات:
307

افتراضي


إن الرئيس أنور السّادات الّذي فهم أنّ خيوط اللّعبة يتمّ تحريكها في واشنطن، وليس في موسكو قام بتعديل الاستراتيجيّة المصريّة رأسًا على عقب. بينما استمرّ الرئيس الأسد الأب في خندق ما يُطلقون عليه اليوم اسم "الممانعة" وما إلى ذلك من مسمّيات بلاغيّة لفظيّة ليس إلاّ. إذ أنّ هذه الممانعات البلاغيّة تعني، كما يعرف الجميع، أنّ جبهة الجولان ومنذ أكثر من ثلاثة عقود هي أكثر الحدود هدوءًا في العالم.
وبعد أن جنحت مصر السّادات إلى السّلم عاقدة اتّفاقيّة السّلام أدار العرب ظهورهم لمصر مغدقين عليها وعلى قياداتها أبشع الأوصاف متّهمينها بالخيانة وما إلى ذلك. وفي الحقيقة لم يأبه السّادات ومصر لذلك بل أصرّت على استراتيجيّتها الجديدة. وهكذا بعد زمن ليس بطويل عاد العرب أجمعين إلى مصر الّتي لم تغيّر سياستها، وها هم جميعًا الآن يتوسّلون ذات الغرب الّذي دأبوا على سبّه ليل نهار ويستجدون المعونات منه.
ومنذ ذلك الوقت اتّخذ النّظام السّوري من لبنان ساحة لتصريف كلّ تناقضاته الداخليّة والخارجيّة. لقد قرّر منذ ذلك الوقت اللّعب بالورقة اللّبنانيّة على جميع الأصعدة. فمن جهة تحوّل لبنان سوقًا للعمالة السّوريّة ما يشكّل تخفيفًا لحدّة الوضع الاقتصادي السّوري المتّسم بالرّكود إن لم يكن بالموات، ومن جهة أخرى أصبح لبنان ساحة وحيدة للتّذكير بالجولان المحتلّ، من خلال دفع عملائه اللّبنانيّين من جميع طوائفهم بالإبقاء على حرارة الصّراع مع إسرائيل. لهذا الغرض، كان ولا يزال هذا النّظام السّوري مستعدًّا أن يحارب إسرائيل حتّى آخر لبناني على وجه الأرض، وإن تطلّب الأمر، فأيضًا حتّى آخر فلسطيني.
إنّ الإعلان عن بدء مفاوضات بين سورية وإسرائيل بوساطة تركيّة قد يعيد إلى الأذهان الحديث عن صفقات قد تتمّ من وراء الكواليس على حساب لبنان أو غير لبنان بعد أن ينتهي دور هؤلاء من خدمة مصالح هذا النّظام. هكذا كان دائمًا وهكذا يكون إلى يوم يبعثون لأنّ غاية هذا النّظام في نهاية المطاف هي الحفاظ على نفسه وسلطته بكلّ الوسائل المتاحة، أمّا لغة الممانعة والمقاومة البلاغيّة فهي كانت دائمًا لعبة الأنظمة العربيّة الفاسدة بهدف التّستُّر على طبيعتها الدّكتاتوريّة الظّالمة.
على كلّ حال، هل سيعترف نظام "الممانعة البلاغيّة" بإسرائيل ويعقد اتّفاقيّة سلام معها ويفتح سفارة سوريّة في تل-أبيب قبل الاعتراف بلبنان وفتح سفارة سورريّة في بيروت؟ أم أنّ كلّ ما في الأمر هو مجرّد لعبة تودّد للولايات المتّحدة ابتغاء الإفلات من المحكمة الدّوليّة المزمعة؟

لا صراع حضارات بل صراع كيانات سياسية فالثقافات
لا تتناحر وإنما تتفاعل.....والحضارات لا تتصادم وانما تتلاقح.
......understood seek first to understand then to be
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03575 seconds with 11 queries