بداية بدي قول لصديقنا الغالي (عطر سوريا)شكراً للموضوع اللي أثرته يا صديقي إلا أنه تحليلاتك وطروحاتك تعبر عن رأي شخصي غير مستند للوقائع اللي عم تصير على الأرض وغير مستندة للمنطق
بالنسبة للوساطة التركية, إن من حق تركيا و أي بلد آخر أن يكون قوة مؤثرة ولا تستطيع أن تطلب من أي بلد كيف له أن يكون كذلك بل علينا نحن أن نكون مستعدين لأي متغيرات دولية بدل لوم الآخرين في محاولتهم أن يكونوا قوى مؤثرة
ثم أريد أن أسألك هل إذا كانت الوساطة أمريكية ستكون أكثر مسؤولية و أكثر نزاهة أما بالنسبة للاتحاد الأوربي وين المشكلة إذا كانت تركيا عم تسعى لمصالح اقتصادية من خلال شراكتها بالاتحاد الأوربي ومكن خلال استفادتها من موقعها الجغرافي ثم إن سوريا قد سعت سابقاً للدخول في السوق الأوربية المشتركة و إذا كانت تركيا تسعى فعلينا أن نشكر تركيا لسعيها لتحقيق مصالح سورية.
بالنسبة للإعلان الذي سميته مشؤوم ولا أعرف لم سميته كذلك, ولا أعرف أديش ضليت عم تفكر لحتى وصلت لهل استنتاج العظيم الخارق الذكاء, أنت تريد أن توحي أو ان تقول أنه تم التنازل من قبل السوريين عن الملف اللبناني و أنه تم التوقيع على اتفاق على غير ما أرادت سوريا والمعارضة في مقابل التفاوض مع اسرائيل
ولكن اسمح قلك أنت مخطئ جداً فالاتفاق جاء كما تحب وتشتهي المعارضة وبالتالي سورية المعاضة طالبت بالثلث زائد واحد و نالت ذلك والمعارضة طالبت بقائد الجيش الموالي لسوريا حسب الإدعاءات الأمريكية ونالت ذلك والمعارضة طالبت بقانون الانتخاب العام 1960 ونالت ذلك وقريبا ستشهد أنت وغيرك السعي الحثيث للمصالحة مع سورية من قبل رموز الموالاة, فعن أي مقايضة تتحدث, لقد كنت بعيدا جداً عن الواقع في تحليلك و قولك , و كأنك عايش عالمريخ
بالنسبة للصديق (الإصلاحي)
يا صديق الإصلاحي أعتقد من شدة إعجابك بسياسة أنور السادات وغرامه بالحل الأمريكي حبيتوا أنتوا بالعراق تقلدوه فحليتوا قضيتكم بأنكم أتيتم بالأمريكان إلى بلدكم و طبعاً خلصوكن من الديكتاتورية و صرتوا في غاية الديمقراطية و هدايا السمن والعسل وصلت لكل كبير وصغير و بكل عيد ميلاد بيجي السانتاكلوز الأمريكي وبيهدي كل صغار العراق وكبارا إذا بدك ومقمطين بسرارا كمان
وماذا فعلت اتفاقية كامب ديفيد التي تتغنى بها ماذا أورثت الشعب المصري غير الذل والجوع والتبعية
كما أورثت هذا الحصار الخسيس والنذل من قبل النظام المصري لإخوة لهم يموتون جوعاً ومرضاً وحسرة في قطاع غزة, لقد أورثت فضيحة الغاز المصري الذي يباع لأسرائيل بسعر مدعووم من قبل الحكومة المصررية أي بسعر أقل مما تبيعه لمواطنيها, هل هذه السياسة الساداتية المعجب بها
بالنسبة للملف السوري اللبناني, قد حان الوقت للطلب من الجميع أن كفى مزايدات في هذا الملف أين كانت بقية الأنظمة المتخاذلة عند اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان أين كانت أثناء الحرب اللبنانية الأهلية, إن الجيش الوحيد الذي كان يقاتل هو الجيش السوري لقد قاتل في الوقت الذي كان ملك الأردن المعجب بالحل الأمريكي يطرد المنظمات الفلسطينية ويحاربها ويقتل الفدائيين وفي الوقت الذي تحملت فيه سوريا حصار اقتصادي خانق لا يعرفه إلا من عاش تلك الفترة و رغم ذلك استطاعت أن تبقي سوريا صامدة واستطاعت أن تفرض رأيها و إرادتها على أطراف سياسية عملاقة كالولايات المتحدة لأنها لم تعتمد الساسة الساداتية ولم ترهن أمنها الغذائي والاقتصادي
كما فعل السادات, المشكلة أن أمثالك مع احترامي لكم أنكم لا ترون من الفعل إلا ما ظهر ولا تدركون الخطر الحقيقي والبعد الحقيقي لأي فعل قد يكون مخبوء وراء ذلك الفعل
ثم إن ما تحقق على صعيد المقاومة والممانعة يبدو أنه أكبر من فهمكم ونظركم القصير جداً
حيث أن الرؤية الاستراتيجة تحتاج لشخص لديه حدة نظر وليس قصر نظر مع احترامي
ثم أنك سميت المقاومين بالعملاء لسوريا ولا ضير في ذلك ولكنهم العملاء الذين أنتجوا الانتصارات وليس الهزائم واخيانة
كنت أستطيع أن أكتب تحليل دقيق لما يحصل وتحليل للاستراتيجيا السورية ولكن هكذا كتابات توجه لمن يلقى السمع وهو بصير وليس لمن سلم عقله بالمطلق وبدون نقاش أو تحليل منطقي للغرب ولعملاء الغرب
والزمن بيننا هو من يثبت صوابية رؤيتنا
|