عرض مشاركة واحدة
قديم 07/06/2008   #23
شب و شيخ الشباب المحارب العتيق
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ المحارب العتيق
المحارب العتيق is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
جرح الياسمين
مشاركات:
3,677

افتراضي


هون كتابة لغريبة زارت دمشق


النص: بربرا شومخر/ مجلة "أورينت"
في مدينة الملايين لايوجد ميترو، ولهذا فإن حركة المرور مزدحمة.من الطابق العلوي للفندق الذي أنزل فيه أرى شيلاً من المنازل في المدينة الحديثة والمدينة القديمة داخلإطار سور وأرى أجزاء المدينة والتي تمتد حتى منتصف ارتفاع جبل قاسيون وأنا مندهشة من كيفية تنقل المرء بسرعة في المدينة.أصل إلى المدينة القديمة سيراً على الأقدام وأما الأهداف الأخرى فبواسطة سيارة الأجرة (التكسي) - بأسعار قليلة لا تصدق- ولا يتم ذلك إلا من خلال ورقة مكتوب عليها العنوان بالخط العربي- إذا ضل المرء طريقه ونظر حوله بحثاً عمن يساعده، عندها يمسك بيده من قبل السكان الظرفاء ويتم إرشاده إلى الوجهة التي يرغب بالذهاب إليها.
مدينة الشرق القديمة:
الطريق الأول الذي سلكته قادني إلى المدينة القديمة. على جسر المشاة يعبر سيل من الناس لقطع الشوارع العريضة. والأماكن الصغيرة جداً محجوزة من قبل البائعين، حتى درجات الجسور. على درابزين الجسر الممتد على نهر بردى يحتشد الفضوليون مندهشون بواجهات المنازل الساحرة المهددة بالإنهيار.على طول الطريق الموازية لسور القلعة ومن أمام تمثال صلاح الدين- إلى داخل سوق الحميدية، السوق الفريد في الشرق والمسقوف على شكل جملون عال حيث متاهات الأزقة المتعددة المتفرعة على جانبي السوق، قررت المرور عبر الأزقة التي تتقابل فيها شرفات المنازل ولا يفصلها عن بعضها البعض سوى سنتمترات قليلة - مسرح للعديد من قصص الحب تلعب فيها هذه الشرفات دوراً أساسياً.
إنسقت وراء أهوائي وبدأت أشم رائحة التوابل وأصوات البائعين وأصوات القرقعة والطقطقة المنبعثة من محلات أصحاب الحرف الصناعية في واحد من أكبر أسواق الشرق في العالم.الجوامع الصغيرة تتناوب والقصور الكبيرة. في زاوية من محله يجلس صاحب المحل وعلى رأسه لبادة حمراء ويغني وهو يعزف العود وأراه في وقت لاحق كنموذج مشخص في متحف التراث الشعبي.النرجيلة محببة في المقاهي الشعبية. في قهوة النافورة الكائنة مباشرة في نهاية الدرج من الناحية الجنوبية للجامع الأموي يحكي "نشابية" وهو من الحكواتية التقليديين في سورية في كل مساء حكاياته ويرافق ذلك إشارات حية وأحياناً التلويح بالسيف. إن شرفة المقهى ممتلئة عن آخرها بالنساء والرجال من أبناء البلد ومن مختلف الأعمار. الهواء يتموج بالدخان كالمشنوق المعلق بحبل. يخرج الزبائن من محل تحفة الشرق ومن محل الألبسة البدوية مضيئين متألقين كضوء المصباح المنير. بالجوار يعصر بائع العصير البرتقال بدون توقف. خلال هذه الزحمة يندفع شاب يافع مراراً يحمل على رأسه صينية مليئة بخبز عليه سمسم.وفي منأى عن الأعين حيث لا يصعد الدرج أو يهبطه أحد: رجل كبير السن يصعد درجتين دفعة واحدة، أحدهم يحافظ على توازن دراجته، المتحابين يتمشون ذراعاً بذراع، الأطفال يحملون. وبصوت فيه خشخشة يتم إنزال غلق المحل نحو الأسفل. أصحاب المحلات والبائعون يرتاحون على الكراسي أمام المحلات وأمامهم طربيزة يتوضع عليها الشاي، كثيراً من المارة يدخلون إلى داخل المقهى، إلى معرض صور محمود شاهين والذي يظهر أيضاً شخصياً من أجل وضع توقيعه على صوره ذات المردود القليل." ولدت في عام 1948 في القدس، ولكي أعيش منذ 20 عاماً في دمشق. إن قصصي تدور حول معاناة الشعب الفلسطيني أما رسومي فتسمى الحوار بين دول الشرق والغرب. إن الرسام والكاتب والصحفي الفلسطيني معروف أيضاً في أوربا، في عام 2000 أقام معرضاً في برلين.الرسوم المعروضة حالياً تذكر بالرسومات الفارسية، حيث يدخل فيها عناصر خطية لموروثات أخرى. إن علم الأساطير "الميثولوجيا"، "ربة الموسيقا أنانا تحمل عوداً "من بابل إلى المسيح"، "الأمل"، "التاريخ"، "ليلة عيد الميلاد"، "الشيطان"، "الفلسطيني" كلها عناوين معروضة ويؤثر بعضها كالأيقونات. أثناء عملية تطوره الفكري قام بتحولات.كنت مناضلاً في المقاومة وملحد ولكني الآن عدت إلى التقاليد الدينية الشعبية. إن دردشات الناس تعلو على صوت الموسيقى المنبعثة من الكاسيت. في المحل المجاور يحضر البائع بواسطة عصا طويلة السجاجيد والألبسة المعلقة على المقهى وفوق الزقاق على أسلاك كهربائية.تشتعل الأنوار خلف نوافذ الزجاج الملونة في الشرفات، وتتأرجح المصابيح المعلقة في الشرفات. ومن امرأة مغطاة بكاملها بالسواد لا يرى المرء سوى عينين مغطاتين بنظارة وحذاء أسود بكعب عال.تنير المصابيح المضاءة مكاناً صغيراً أمام البوابة الشرقية للجامع الأموي، احتجزه لاعبي كرة قدم صغار. يوضع الفحم على النرجيلة للجالسين بجانبي، وينهمك صبي القهوة حاملاً آنية معدنية وملقط.يقدم لي جيراني الجالسين بجانبي المكسرات من الكيس الذي أحضروه معهم. فتاتان على شكل توأم يرتديان ستر مخططة جلستا في أمكنة فرغت للتو.أمام كشك الهاتف يصطف طابور من الناس وعلى سطح التوتياء المقابل قطة تراقبهم.بعد العاشرة تغلق جميع المحالات التجارية في سوق الحميدية، إلا أن الوردية الليلية للجيل الآخر من التجار تبدأ، حيث يفرشون بضائعهم على البسطات وليس هناك نقص في الزبائن.
في ثذه الأثناء يتحرك عامل القمامة وهو يجر عربته. ومن أجل تأمين رغيف العيش تندفع عربات المكسرات والكعك والعصير بين مجموع الناس، وكذلك الكثير من الأطفال الصغار الذين ما زالوا ساهرين ينظرون بعيون مفتوحة ويحملون الحقائب، بدلات الرقص الشرقى، الأحذية، الألبسة الداخلية والهاتف وأشرطة الكاسيتات والديسكات، صداري نسائية، والبناطيل الداخلية والأحزمة.
قصر العظم- واحة الهدوء:
إن قصر العظم الذي تم بناؤه في القرن الثامن عشر تحول اليوم إلى متحف للتراث الشعبي. البهو الداخلي المقنطر مبني بشكل ملون نمطي (أبلق) جدرانه مزخرفة، في باحته بئر وأنفاق مضاءة وأشجار برتقال تزقزق فوقها العصافير، وهو محاط بأبنية القصر المسقوفة بألواح خشبية مزخرفة، الجدران من الألواح الخشبية، كوات غير نافذة ونقوش موزاييك رائعة للأرضيات على النمط الدمشقي.إن الغرف مجهزة بالكامل وهي مليئة بالنماذج المشخصة التي تبين الحياة الحقيقية؟هنا تظهر ألف ليلة وليلة على حقيقتها:
· مدرسة لتعليم القرآن وفيها 19 طالب يجلسون على الأرض خلف حوامل القرآن ويظهر المعلم وهو يحمل عصا للتأشير أمام السبورة.· غرفة الجلوس مفروشة بأثاث فاخر مرصع بالصدف.· غرفة الموسيقى تحوي جميع الآلات الموسيقية التقليدية الدارجة كالأعواد والطبول والشبابات والربابات في نوافذ العرض.· غرفة الاستقبال مفروشة بسجاد سميك وأثاث خشبي وفاترينات مليئة بأدوات للاستخدام.· غرفة العروس مجهزة على شكل احتفال عرس خاص وفيها نماذج مشخصة: عروس، نساء الحنة وعددهن اثنتين وعازفة عود.· غرفة (الحماة): تلعب النماذج المشخصة فيها لعبة من أجل الطفل الراقد في المهد في الخلف.· غرفة الحجيج: فيها حجيج باللباس التقليدي.· غرفة الباشا ذات السطح الكروي.· المقهى وفيها الدرويش والعديد من الزبائن وهم يدخنون النرجيلة.· غرفة السلاح وتحتوي على مسدسات، بواريد، خناجر وسيوف مذهبة مثبتة.· الحمام: غرفة الحمام والتدليك وصالة كبيرة للاستقبال (في بناء خاص مجهز بشكل فاخر).أما الغرف المجاورة فهي لصانعي الجلود، نافخي الكير (الزجاج)، صانعي النسيج والنحاسين.
يحتار المرء في غرفة النسيج بالألبسة الرائعة من دمشق المصنوعة من قماش البروكار الثمين ونماذج مشخصة لنساء ريفيات مزينات بالحلي الحقيقي والإكسسوارات والأردية التقليدية من حماة، معلولا، حمص، الجولان، إدلب وحلب.
مدرسة العظم- مكان التلاقي:
مدرسة العظم لا تبعد كثيراً عن قصر العظم وقد تحولت في عام 1770 لمدرسة لتعليم القرآن. في هذا البناء الأثري الهام والذي يمكن للمرح من خلال سطحه من إلقاء نظرة جميلة على الجامع الأموي ومنذ 110 أعوام يتواجد أمامه محل لصناعة المهن اليدوية ذات النوعية الجيدة وفي جزئه الخلفي جامع.
ستقام الصلاة بعد قليل في المسجد، الإمام يرتدي قنبازاً مزين بشريط مذهب ويجلس متربعاً على سجادة ويقرأ من القرآن الموضوع أمامه على حامل القرآن. بعد الصلاة وعندما انصرف جميع المصلين من المسجد تشجعت وطلبت من مدني أن يعرفني على الإمام، لبى بسرور وقام بترجمة كلمات الإمام أحمد السقا "لقد أنهيت دراستي الجامعية وأنا هنا إمام، ولكني لست خطيب جمعة. مهمتي هي الإجابة على أسئلة المؤمنين المتعلقة بالحياة اليومية وملائمة كلام النبي وتفسيره بما يتناسب مع الحياة المعاصرة.لا أحصل مقابل عملي كإمام على أجر، لأنني أعمل عملاً آخر، فأنا أملك قي السوق محل منسوجات". وتلبية لطلبي قرأ سورة من القرآن وانصرف عنا مسرعاً. الإمام أحمد شبيه بالنموذج المشخص في متحف التراث الشعبي.
المآذن المتعددة للجامع الأموي:
إن الجامع الأموي يعتبر دائماً هدفاً مجدياً للزيارة في جميع أوقات النهار وعند ساعات المساء، يسمح للسياح بدخول الجامع الأموي، النساء اللواتي لا يغطين رؤوسهن ولا يرتدين الملابس الطويلة يتوجب عليهن ارتداء معاطف رمادية بقلنسوة. ومن المستحسن أن يكون لديك جوارب، لأنه يجب خلع الأحذية قبل الدخول ويسمح بحملها في اليد، فأرضية الرخام تكون في ساعات الصباح وعند المساء باردة حقاً وعلاوة على ذلك غالباً ما تكون الأرضية مغطاة بأثر الحمام والغذاء الذي يوضع للحمام. التصوير ليس مشكلة ومرغوب كثيراً بالنسبة للسكان المحليين. تنطلق أصوات المؤذنين الجميلة جداً بصوت الله أكبر.البهو الداخلى المقنطر والمرسوم عليه زخارف الجنة المذهبة ذات اللون الأخضر تحيط ببئر، سرداق وغرفة نفائس مزخرفة بالموزاييك المذهب الأخضر.
المآذن الثلاث لا تختلف عن بعضها، المئذنة الواقعة في الجنوب الشرقي والتي يحكى أن المسيح سينزل عليها ذات يوم، الجامع من الداخل يرتفع على أعمدة وحرم المصلين مفروش بالكامل بالسجاد الذي يمتص الصوت، وكل قادم جديد يقصد بداية زيارة الضريح داخل القبة الخضراء وعبر النافذة المقوسة الخضراء المزخرفة بقضبان مذهبة يشاهد المرء مقام يوحنا المعمدان (النبي يحيى). يمسح المؤمنون بأيديهم على الحزام وهم يدعون وحول المقام يجلس رجال كبار السن فاقدي البصر. إحدى النساء تناول أحد هؤلاء الرجال قطعة نقود، بعد ذلك يتلو هذا الرجل القرآن وتجلس إليه هذه المتبرعة وتدعو مبتهلة بخشوع كامل، وفجأة تنهض وتبدأ بتصوير أقربائها أمام المقام. إثر ذلك يصلون ويمضون يومهم المعتاد.بالقرب من أربعة أعمدة كبيرة مربعة فوقها قبة الجامع يوجد أيضاً المحراب والمنبر وكلاهما من الرخام المزخرف. على الجدران العديد من الرفوف الخشبية يتوضع عليها كتب القرآن الكريم وبجانبها ألواحاً خضراء عليها كتابات خطية.
بعض الرجال يتلمسون قضبان المقام ويمسحون فوق رؤوسهم ورجال آخرون يستلقون على السجاد السميك المريح وينامون، أحدهم يضع رأسه على حقيبة سفره - فكرة جيدة للسياح الذين لا ينزلون في فندق، في حال لم يغلق الجامع ليلاً.ينير البهو بالكامل العديد من الثريات وهناك سدة خشبية خاصة بالنساء اللواتي يرتدين الخمار الأسود وأطفالهن.نساء يستغرقن بالصلاة وأخريات يتبادلن أطراف الحديث. يتألف سطح الجامع من عوارض خشبية خضراء مزخرفة. يدخل ضوء الشمس عبر نوافذ زجاجية ملونة وعبر العديد من الأبواب الخشبية المؤلفة من درفتين إلى البهو. فتيان صغيران يقيمان سباقاً ويقفزان فوق درابزين خشبي بسدة الرجال، الرجال كبار السن ينظرون ولم ينزعج أحد من هذا التصرف ظاهرياً سواي. أحد الرجال فاقدي البصر لديه زبائن جدد، عائلة شابة مع طفل صغير، يضع يده فوق رأس الشاب ويقرأ القرآن. يبدو ذلك وكأنه "تبريكة". شارف الوقت على المساء، بناء الجامع يبدو وكأنه قصر خيالي. في وقت لاحق ظهر البدر بجانب المئذنة الغربية.جامع رقية- روعة إيرانية:
ليس بعيداً عن الجامع الأموي ويقع في ساحة صغيرة في زقاق المدينة القديمة ويمكن الوصول إليه من جميع الجهات، مقصد للزيارة لروعته وللحياة القائمة فيه، الأهمية تكمن باختلافه عن الجامع الأموي- بفن البناء الإسلامي الحديث.تم تمويل بناء جامع رقية من قبل الشيعة في إيران. إن سدة النساء هنا كبيرة جداً بالمقارنة مع سدة الرجال. ثلاث جهات مربعة الشكل للمقام في سدة النساء.وهنا في الجامع أعداد النساء يفوق بكثير أعداد الرجال. النساء يصلين ويتبادلن أطراف الحديث، يأكلن التمور، يقمن بأعمال يدوية، يراقبن الأطفال وهم يلعبون، بعضهن يجلسن على شكل حلقة كبيرة يبدو أنهن تجمعن لتبادل أطراف الحديث وقضاء وقت الظهيرة.
جامع الشيخ محي الدين:
يقع هذا الجامع في نفس الحي المسمى بحي الشيخ محي الدين أسفل جبل قاسيون في وسط سوق قديم تدب فيه الحياة. حيث الستائر المشدودة من منزل لآخر في الأزقة للحماية من أشعة الشمس وفيه سوق يومي للفواكه والخضار قبل الظهيرة وفيه العديد من المقامات المقببة والمساجد الصغيرة. بالأخص جامع محي الصوفي، المولود في الأندلس (1165-1240) والذي يرقد ضريحه في الطابق السفلي. يستطيع الجميع الدخول إلى الجامع المفروش بالكامل بالسجاد، محرابه من الرخام ومنبره من الخشب ويتوضع فيه 30 ثرية كبيرة. 3 صفوف من الأقواس الدائرية الخماسية تحمل على 12 عمود من الرخام.في داخل البهو المقنطر هناك درج ودي إلى مقام هذا الصوفي الجليل، وهذا المقام أيضاً مزين بكثير من الثريات المصنوعة من الكريستال وجدران غرفة المقام من السيراميك الأزرق المائل إلى البياض والمؤثرة من خلال السجاد المفروش بداخلها، المقام مزين ومشغول بالأعمال الفضية، فوق المقام تتوضع قبة مزخرفة فيها نوافذ مقوسة دائرية. هناك سدة خاصة بالنساء والكثير من النساء جئن من أجل الصلاة.أم تشرح لابنها عن المقام، في الداخل يجلس شيخ رجل كبير السن ينهمك بدراسة القرآن وفجأة رن جرس الهاتف الجداري الموجود بجانبه وبنفس الوقت رفع السماعة وبإشارة واضحة من يده أمرني بالدخول إلى سدة النساء.النساء اللواتي كن يجلسن على الأرض قمن بتحيتي بصمت بهزة رأس لطيفة. المصلين الذين يغادرون من جديد المكان، يقبلون برضى يد الشيخ. ومن الممتع أيضاً في هذا الحي التجوال في الأرقة الضيقة.إحدى البوابات القديمة مفتوحة، أحدهم يدعوني بلطف للدخول، بيت تقليدي يجدد للتو- جدران من الأحجار الرائعة والألواح الخشبية مازالت في حالة جيدة، أرضية الرخام مشغولة ومرصعة بشكل جميل وتحيط ببئر مهجورة في الأرضية.
في حي الميدان:
شواهد قبور بيضاء متطاولة يبلغ ارتفاعها 1.50 م مكتوب عليها بالخط العربي تمتد على مدى النظر يفصلها عشرات الأضرحة البيضاء وعليها قباء خضراء اللون - فأنا هنا في مقبرة حي الميدان.هذه الأضرحة (المقامات) أماكن يقصدها الحجاج (الزوار)، حشود من النساء وخاصة النساء المحجبات بالأسود: إنه مقام فاطمة بنت النبي. في هذا المقام الكبير وخلف نموذج باب الكعبة المذهب والأعمال المرصعة الثمينة آثار لرفاة أم كلثوم وشيماء في تحفة من القضبان المذهبة والزجاج الأخضر. يقبل الحجاج (الزوار) زوايا التحفة المذهبة ويتلمسونها بأيديهم ويضعون في أصابعهم أشرطة خضراء، هذا المشهد يرافقه ترتيلات قرآنية.يبدأ شارع الميدان عند جامع مراد باشا، بوابة كبيرة في السور المتعدد الألوان، ومن هناك على طول الطريق تتفرع أزقة صغيرة فيها بيوت وجوامع صغيرة. على المرء أن يذكر الجامع الأسطورة، جامع عبد الرحمن بن عوف "حتى 1980 كان ما يزال هنا مدرسة لتعليم القرآن "علمت ذلك من أحد الأئمة.
تم ترميم الجامع المحيط بالمئذنة التاريخية من القرن الرابع عشر والسور المحيط بالبهو والبئر والقناطر وتمت إضافة بناء مئذنة جديدة. ويخص بالذكر جمال الجوامع والمقامات من عهد تيباك الحسني المملوكي، حيث بالرغم من وقت الصلاة دخلت فناء المسجد المفروش بالسجاد والمزود بمنبر جميل ومحراب وبثريات فاخرة.بوابة وخلفها حديقة رائعة فيها الكثير من الخضرة والأزهار المتفتحة الساحرة أمام بناء مهيب. ماذا يوجد هنا؟ سألت البواب، فأجاب "مدرسة لتعليم المهن والحرف اليدوية" وجاءت المديرة طاهرة مناور باتجاهي وقادتني إلى الصفوف واحداً واحداً: طالبات يتعلمن الحلاقة يعلمن خصل شعر، في غرفة الأشغال أطلعني التلميذات على أعمالهن اليدوية. ست معلمات يعلمن هنا الحرف اليدوية وكذلك التطريز. لدينا في كل صف 8 طالبات من جميع الأعمار بين 20 و50 عاماً.إن الأعمال الحرفية ليست مادة دراسية في المدرسة، لهذا نقوم بتدريسها هنا وبذلك نعطي النساء إمكانية كسب الرزق. بينما كانت القهوة تقدم، تمكنت من الإطلاع على الورود الصناعية المصنوعة من السيراميك القاسية كالحجر، إلا أنها من حيث الحجم والشكل واللون طبيعية على الإطلاق ولا يمكن تمييزهـا عن الورد الحقيقة، وكذلك الأختام وأواني الزريعة تم تقليدها. بينما كانت السيدة مناور تتحادث مع فتاتين يرغبن في التسجيل في دورة، دست في جيبي بعض الملبس وكلفت الخادم بأن يلف لي خمسة من ورود السيراميك التي قدمتها لي عند الوداع.
القصور في دمشق القديمة:
في مدينة دمشق القديمة العديد من القصور من لا يقصدها متعمداً لا يجدها بالصدفة، حيث جاء من العهد العثماني إستراتيجية إخفاء التحف خلف أسوار ومداخل لا تكون عرضة لأعين الحاسدين، علاوة على ذلك يبعد المرء عنها النظرات السيئة المقصود بها الحسد والغيرة.إذ قصر نعسان مؤثر من خلال الرسوم اليدوية من الورود والفواكه على أبوابه. إن قصر النرجس تحول اليوم إلى مقهى وقصور أخرى مثل قصر الأمويين أصبحت تستخدم كمطاعم يعرض فيها رقصة الدرويش (المولوية) أو كفنادق صغيرة.والأمر المذهل للروح هو قصر الخوالي بالقرب من الشارع المستقيم الذي تجول فيه القديس بولس في سنة 36 بعد الميلاد. يعود هذا المكان إلى العهد المملوكي (1368 بعد الميلاد) تم تجديده عام 1867 وبين عام 2000 وعام 2003 تم تحويله إلى مطعم.وكذلك متحف التاريخ في دمشق تم وضعه في قصر مؤلف من ثمانية غرف مجهزة بشكل رائع بصور وأشكال فنية.وقصر الدحداح من القرن السابع عشر مازال حتى الآن كما في السابق ملكاً لأسرة.وكذلك الشارع المستقيم يستطيع المرء أن يلتمسه بسهولة. هناك المنزل رقم 9، ماريا تيريزا ابنة المنزل فتحت نافذ ة صغيرة في سور البيت بعد أن قرعت الجرس وطلبت مني الانتظار وعادت مباشرة. الباب الذي لا يكاد يرى يؤدي إلى القصر الخيالي وهو عبارة عن بهو فيه سبع شجرات برتقال وليمون مصفوفة حول بئر تتدلى منها الثمار. وقع نظري بعد ذلك على الليوان الصيفي ذو السطح المرسوم عليه رسوم يدوية وزواياه مزخرفة.غرفة الجلوس مفروشة بفرش فاخر تماماً كغرفة الاستقبال الكبيرة ولها ثلاثة أسطح مرسومة بشكل مختلف، في المنتصف ديكور حجري وبئر. الأرضية من الرخام الأبيض /البيج/ الرمادي متلائم مع أعمال الخشب (الأرابسك) على النوافذ والأبواب. من يرغب يستطيع شراء مختارات من الصناعات اليدوية الفنية.

الفهيم بيريح

لك تاري الحمار لو شو ماسلموه بيصدق حالو وبدك تناديلو سيد حمار
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.10586 seconds with 10 queries