عرض مشاركة واحدة
قديم 17/08/2008   #9
صبيّة و ست الصبايا lolit
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ lolit
lolit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
في أي مكان لست انت فيه
مشاركات:
436

افتراضي حفلاته مدّدت ولم يتوقع مثل هذا الجمهور ...


زياد الرحباني يحتل «قلب» دمشق بموسيقاه وصوته


لم يخيّب زياد الرحباني جمهوره السوري. في أول موعد له معه. وتحوّلت قلعة عاصمة الأمويين مكاناً لغرام تخطى العلاقة بين الموسيقي وجمهوره. لقاء بدأ مساء أول من أمس وفجر كل «المخبأ» في النفوس بعد انتظار طال، كاد يتحول «قصة حبّ من طرف واحد».
وبعد أعوام طويلة من «الغرام من بعد»، استطاع الجمهور السوري لقاء زياد الرحباني. وفي القلعة التاريخية كان من الصعب معرفة متى بدأت الحفلة... ومتى انتهت. فالغناء كان متواصلاً، بلا بداية أو نهاية واضحة. زهاء 3500 شخص توزعوا على كراسٍ رصفت في ساحة القلعة، لتواجه مسرحاً ضخماً أعدّ لهذا اللقاء. الأبواب فتحت قبل ساعتين من بدء الحفلة، تجنباً للازدحام. ومع ان دخول الجمهور بدا يسيراً، حتى أن بعض القادمين شككوا إن كان الحديث عن «الجمهور الكبير المتعطش» ضرباً من الشعارات، ولكن بمجرد الدخول انفتح المشهد على حضور مكتمل تقريباً، حضر مبكراً ليحجز الأماكن الأفضل.
ساعة تفصل عن موعد البدء، ولا أثر للموسيقيين، لكن الغناء مشتعل. في مقدمة الحضور أرادت مجموعة من الشباب كسر حالة الانتظار، وتجاوز بروتوكولات اللقاء الأول. فراحوا يرددون من أغنيات زياد، ما حفظوه عن ظهر قلب: «الحالة تعبانة يا ليلى»، «عايشة وحدا بلاك»... ولم يقتصر الأمر على مجموعة من الجمهور، إذ سرت عدوى الابتهاج، غناء وتصفيقاً، إلى الصفوف الأخيرة. وما ان تنتهي اغنية ويحل بعض الصمت، حتى يبادر شاب وصبية، يقودان جوقة من الجمهور، الى أغنية جديدة. تصرخ الصبية عندما تسأل إن كانوا خططوا لذلك سلفاً، فتقول ان الأمر «عفوي» وهو «تحية الى محمود درويش وزياد الرحباني». لكن الغناء لزياد، والحفلة له، فما مناسبة إضافة درويش هنا؟ تعاود الصبية الصراخ، مستعيرة جملة من إحدى مسرحيات الرحباني، وموظفة إياها في شكل يدل على مراس في الأمر، وتقول: «خليها واقعية وفجة: نحن عايشين في واقع رديء جداً، وبأمس الحاجة الى أشخاص مثل محمود درويش وزياد».
مسبقاً نال الجميع حصتهم من زحمة الابتهاج. قنوات التلفزيون تحايلت على المنع، إذ أُنذرت مسبقاً بأن التصوير مسموح فقط لخمس دقائق في بداية الحفلة. أخذت الكاميرات تجول بين الجمهور وتلتقط ردود فعله في «قلب الحدث». المجموعة التي كانت تقود جوقة الجمهور صارت قبلة العدسات. لكن الأمر لم يستمر كذلك. حضرت الباصات الصغيرة التي تقل الفرقة (22 موسيقياً أرمنياً، 27 سورياً وموسيقيين من فرنسا وهولندا). اتجه الجميع صوبها. لكنّ المسؤولة الإعلامية عن حفلات زياد حضرت أيضاً «بالمرصاد». فهي فوجئت «بالفوضى» بعدما كان هناك اتفاق واضح حول «حقوق النشر» المتعلقة بالحفلة، وأبعدت المصورين الى الخلف، وأنهت «التمرد».
حان اللقاء. تسرب الموسيقيون من الكواليس الخلفية للمسرح، مشعلين الحضور تصفيقاً وهتافاً. وحالما ظهر زياد، واتجه الى مكانه خلف البيانو في طرف المسرح، صار التصفيق عاصفة. لكن المفاجئ أيضاً ان الصمت المطبق ما لبث ان حل بمجرد صدور أولى نغمات العازفين. الجمهور كان مبتهجاً وملتاعاً، ولكن في الوقت ذاته متشوقاً للسماع.
وقبل البدء، آثر زياد تسريب «تقديره» للجمهور، إذ وقف الفنان اللبناني برجيس صليبا، وهو الذي يعمل مع زياد منذ مسرحيته الأولى «سهرية»، وتحدث عن «حفلات من بطولة الجمهور»، وقال: «واضح من استعدادكم انكم ناويين على الخير. تدربنا قبل أسبوع ونريد ان نشترك معكم».
افتتحت الحفلة مقطوعة موسيقية، ثم تكرست حال الإصغاء. ودلفت الى المسرح جوقة «الكورال»، وهي من 6 مغنيات من خريجات «الكونسرفتوار» في دمشق، أبرزهن رشا رزق وليندا بيطار. حضرن بألوان موحدة (يوني فورم): قمصان وردية فاتحة وبناطيل سود، خففت من الحضور «المهيب» للفرقة الأوركسترالية التكوين. «صباح ومسا» كانت أولى الأغنيات، وجاءت بإيقاع أسرع من الذي يحضر في أغنية فيروز. حتى تلك اللحظة لم يكن معروفاً إن كان زياد سيخيب آمال الجمهور. قبل أيام من الحفلة، والجمهور ووسائل الإعلام تسأل: هل سيغني زياد؟ وغنى زياد. «شو هالأيام» جاءت بصوته، ومباشرة رد له الجمهور «هديته» بتحية وتصفيق مشتعل. وراح الجمهور يلوح بأعلام عليها صورة زياد والعبارة التي عنونت الترويج لحفلاته: «زياد في قلب دمشق»، مع عناوين لبعض أغنياته الشهيرة. أعلام حمر ارتفعت، مطالبة حصة حامليها من زياد في «شيوعيته». وتتالت الأغنيات «ليلي ليلي ليلي»، «بلا ولا شي»، «تلفن عياش»، «راجعة باذن الله»... بعضها بصوت زياد وبمشاركة الكورال، وأخرى بأداء الأخير فقط، إضافة الى الكثير من المقطوعات الموسيقية، منها «ابو علي» و «قمح».
ساعة ونصف ساعة الساعة من الغناء والموسيقى تخللتها استراحة قصيرة. كان زياد كريماً بصوته، ولم يكن الجمهور أقل كرماً. تشجيع وحماسة وهتاف وتصفيق، وحال إصغاء واستماع عاليه لا تشوبها أي فوضى. حال الجمهور فاجأت المنظمين أنفسهم، وفاجأت زياد كما جاء على لسانه في ختام الحفلة. بعد أغنية «عودك رنان»، وقف زياد وتوجه الى الجمهور شاكراً على طريقته، وقال انه منذ أن تلقى الدعوة من احتفالية دمشق والأخبار تصله عن «جوكم» الاستعدادي للقاء. وإذذاك حاول ان يتصوّر بقدر إمكانه ما يحصل في دمشق. وعندما سأل عن البرنامج والاقتراحات له، جاءه الجواب ان الجمهور «حافظين كل شي».
وأضاف زياد: «كنا جايين نسمّعكم... طلعنا عم نسمعلكم». وقبل ان يقول في امتنان انه بحث عن طريقة لشكر الجمهور ولم يجد، أراد قول شيء «بصراحة»، ليؤكد ان استثنائية الحفلة لا شك فيها، قال: «بصراحة ماني متوقع هيك شي... ولا شايف هيك شي من قبل». وأهدى الجمهور الرافض لمغادرته إعادة لآخر مقطع من «عودك رنان»، وغافل الجمهور إذ أوحى وكأنه يريد استشارة المايسترو الأرمني كارين دورغريان في أغنية أخرى، ثم غادر في شكل خاطف. اعتصم الجمهور أمام المسرح وتابع الغناء «الحالة تعبانة يا ليلى»، وصرخ «صامدون هنا»، لكن المنظمين أخبروهم ان لا أمل من الانتظار.
بطاقات الحفلات الاربع نفدت سريعاً (20 دولاراً مع حسم للطلاب والصحافيين) في بعض المدن السورية، ومطالبة من لم يحالفهم الحظ ببطاقات، دفعت احتفالية دمشق الى تمديد الحفلات يوماً إضافياً قبل بدايتها، ليطول اللقاء حتى الثلثاء المقبل. لم يكن معروفاً متى يبدأ الغناء، ومتى ينتهي. حتى منتصف الليل كانت هناك مجموعات تمر في شوراع دمشق القديمة مردّدة أغاني زياد الرحباني، خارقة سكون ليل العاصمة.
من حفلة زياد الرحباني في دمشق (أ ف ب)

دمشق - وسيم إبراهيم الحياة - 17/08/08//

وداعا .....
لكل شيئ كان جميلا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03779 seconds with 10 queries