[العربي الأصيل]

يومها، لم يكن يدرك عند سماعه لتلك الأغنية بصوت صديقه وهو يحتسي كأساً من النبيذ، أن تلك الأغنية سترتبط بأكثر ذكرياته ألماً.. وأنه عندما ستتكرر الجلسات بعد سنوات عديدة، مع كؤوس أخرى، سيطلب سماعها مجدداً، أوبالأحرى ليس مجدداً.. بل دائماً، لتضيف إلى كأسه جرعة مضاعفة من الحزن .. لتتغلغل في خلايا دمه مع رشفات متلاحقة من الخمر، وتثير فيه ذات الإحساس المشبع بالشوق والألم والحنين، وتعيد إلى مخيلته ذات الصورة لذات الحبيبة التي لونت عمره بريشة الفراق، باللون الأسود.
لتكون، في أغنية وديع الصافي( بكرة إن سألني مطل ضيعتكن وين أخت الشمس؟ شو بقله؟). هي أخت الشمس.
ولتتم دائرة الألم..وتدور اللوعة دورتها، ستكون هي لاحقاً، في الأغنية الثانية(وحلوة بايدها كتاب...سلم على الحلوة) الحلوة التي بيدها الكتاب.