عرض مشاركة واحدة
قديم 01/09/2008   #2
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي تتمة


هنا للموضوع بعدان ، الأول يتصل بحرية المؤسسات الدينية في اتهام الآخرين و فرض آرائها على الآخرين كمحتكرة للحقيقة ، أو في استخدام هذا الموقف كفزاعة و مبرر لحصر هذا الحق ، أي تحديد الصح و الخطأ و معاقبة الناس ، بالدولة البيروقراطية ، و يتصل الثاني بحرية البشر أنفسهم حتى على الضد من مواقف و فتاوي هذه المؤسسات الدينية و بالتأكيد السلطة..طبعا سيكون علينا هنا مواجهة نكتة أن الحرية الإنسانية مقيدة بالضرورة و أن هذه القيود تحددها أساسا السلطة حرصا على المجتمع نفسه الذي تقمعه و المؤسسات الدينية المسؤولة عن ضمير الإنسان و عن روحه..أحد الأسئلة الأساسية اليوم هي تنافس القوى الإسلامية و السلطات التي تدعي العلمانية على السلطة مثلا ، و بالتالي "حدود" حرية المؤسسة الدينية التي لا بد أن تكون حريتها هذه على حساب حرية الناس أنفسهم ، لأن أساس ما تقوم به هو تحديد حدود حرية تفكير و تعبير البشر ، حدود المسموح و الممنوع ، و قبل هذا و ذاك تكريس السلطة المطلقة بالفعل للدولة في مواجهة الجميع ، مع عدم نسيان الدور المركزي الذي يلعبه رجال دين القصور في تكريس هوية طائفية خاصة للدولة و لمواطنيها "المخلصين الجديرين" أو "المثقفين العلمانيين" في تكريس تهميش المؤسسة الدينية و اضطهادها لحساب الدولة المطلقة حسب الظروف الخاصة بكل دولة و مجتمع..
بالعودة إلى الوثيقة التي وقعها حزب الله و السلفيون اللبنانيون لا أجد مشكلة ، انطلاقا من حرية كل البشر في اعتناق ما يريدون و التفكير كيفما يشاؤون ، في أن يمارس رجال الدين السنة أو الشيعة ، أو من يشاء ، تكفير الآخر ، بل إنني أرى أن من حق أي إنسان أن يعلن كفره و إيمانه بما يشاء ، القضية هنا أن هذا "الكافر" هو إنسان يمارس حقه في التفكير و استخدام عقله ، و على الجميع أن يكفوا عن اعتبار هذه جريمة تستحق العقاب ، إنها موقف يستمد مشروعيته من حقيقة أن الإنسان كائن عاقل..يجب تضمين هذا في الوثيقة ، و لكي تكون كاملة يجب التأكيد أيضا على أن أي إنسان و فكر قابل للنقد ، نبيا كان أو رجل دين أو سلطان أو مفكر ، أي أن يكون حق الانتقاد و الاتهام محفوظ للطرفين على قدم المساواة دون أن يفرض أيا منهما عصمته على الآخرين بقوة التدمير المقنعة..قد يكون هذا بداية لتوثيق مختلف عن حرية الناس ، كل الناس ، في استخدام عقولهم دون تابوهات بما يعني إعادة ترتيب المشهد الحالي للخطابات الإقصائية للقوى المسيطرة و الموجهة أولا ضد الآخر المختلف و في الواقع ضد الإنسان نفسه ، كمقدمة للدفاع عن هذا الإنسان في وجه القوى التي تهيمن على حياته و تحوله إلى آلة لتوليد الثروة و لتحقيق هيمنتها بقتله للآخر..

موقع سورية الان

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04141 seconds with 11 queries