عرض مشاركة واحدة
قديم 14/08/2005   #134
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


كواوي فطين سعدت برفقة أبو مكنى رجل الأمن القارح فترة طويلة من الزمن و تدرجت على يدية و تحت قدمية حتى وصلت الى هذه المواصيل لم يخف علي سر أصطحاب "بدر السنجري" مدير الشؤؤن القانونية زوجته معه فقد أراد أن يقول لي بأنه سيضع جميع "بيضاته" في سلتي بما في ذلك "الدجاجة" ذاتها.سرني ثقة بدر و إطلالة زوجته الحسناء كانت صاحبة جمال من النوع الذي يسبب نوبات قلبية وفوق الجمال تملك جاذبية تفوق جاذبية المشتري, أذ مشت تعلقت بها الأفئدة و العيون و لكن مشكلتها أذا تكلمت فستعرف منذ الوهلة الأولى أن هذه السيدة أغبى من عليها و يبدو أن هذا الغباء هو سر زواج رجل من طراز بدر السنجري بغادة من هذا النوع.

جلست زوجة بدر بمواجهتي تماما و بدا أنها رغم الغباء الواضح الذي يقطر من جبهتها تعرف أن لديها نوع من أسلحة التدمير الشامل المباح استخدامه, و لكن تركيزي كان أكبر على أوراق بدر السنجري الهامة.نشرها على الطاولة أمامي بعد أن طلب إغلاق الباب و منع الزيارات و طلب مني أن أمنع حتى لينا من الدخول.كانت أوراقا معظمها مكتوب باليد تذيلها تعليقات و توقيعات عرفت توقيع الوزير الذي كان حاضرا في ذيل الكثير من الأوارق التي نثرها السنجري أمام ناظري .قلت له و انا احاول أن أقرأ شيئا في أحدى الأوارق:

- مختصر مفيد يا بدر ما كل هذا.

نقل السنجري ناظريه بيني و بين زوجته و كأنه يقول "لايقين على بعض" ثم تناول الورقة من بين اصابعي ووضعها أمامة و اشار الى توقيع الوزير الذي ينبطح في أسفلها و سألني:

- توقيع مين هاد...

ردت زوجته بسرعة و يبدو أنها ظنت أنه يوجه ألي سؤالا حقيقيا:

- هادا توقيع الوزير أنا بعرفو منيح.
أسكتها بدر بنظرة خاطفة و تابع:
- هذا توقيع الوزير على طلب تخصيص أرض من املاك الدولة ليتم أستزراعها من قبل هذا الشخص و اشار بيده الى أسم مقدم الطلب على الورقة.

أجبت: حسنا يمكن للوزير أن أن يمنح أراض من أملاك الدولة للإنتفاع بها مقابل أجر في المناطق ذات الهطول المطري المتوسط.

هز بدر رأسة موافقا و تابع سرحه...

- طيب أنظر الى رقم قطعة الأرض و أنظر الى تاريخ الطلب .قالها و هو يشير الى الأرقام التي قصدها ثم تناول ورقة أخرى من الكومة التي أمامة و تابع:
- و الآن أنظر الى سند الطابو هذا دقق في تاريخ اصداره و أسم مالكه و رقم العقار موضوع الطابو.
وضعت الورقتين أمامي كان الأسم مطابقا و الفرق بين تاريخ موافقة الوزير على الطلب و تاريخ سند الطابو عشرة اشهر و رقم العقار مطابقا.حملقت من جديد في وجه السنجري و قلبت شفتي السفلى.أبتسم السنجري و قال لي:

-كيف أنتقلت ملكية أراض تابعة للدولة الى ملكية خاصة خلال أقل من عام.
- لا أعرف كيف يتم ذلك.قلتها و قد شعرت بخيبة الأمل فكيف يدور حوار عقاري من هذا النوع و هناك تحفة فنية كزوجة السنجري تتسلى بقرض اظافرها و قد اخرستها نظرة زوجها المؤنبة فيما يبدو.تعلقت عيناي على شفتي الدمية التي أمامي غير آبه بزوجها و تابعت دون ان أرفع ناظري عنها.

- قل يا سنجري و لا تتعب قلبي ماذا يحدث هنا و هل "البغل" متورط فيه.

- حتى اذنية قالها السنجري و هو يدحش القلم الذي قي يده بأذنه و يحركه نزولا و صعودا ثم أخرج قلمة من أذنه و نظر في عيني مباشرة و تابع..
- بل هو الجزء الرئيسي في العملية كلها.الأمر و ما فيه كما يلي: يأتيه شخص بطلب من هذا النوع فيوافق الوزير يقوم الشخص المذكور بغرس الأرض بأشجار بعمر ثلاث أو أربع سنوات و يقدم شكوى الى أتحاد الفلاحين بأنه غرس أشجارا في الأرض و تبلغ الآن أربع أعوام فتشكل لجنة من أتحاد الفلاحين لجنة لمعاينة الأرض فتكتب تقريرا يصادق على ما يقول فيرفع دعوى أمام المحكمة ليثبت ملكيته الأرض. و هناك قانون يقول بأن من يزرع أرضا بأشجار تصبح ملكية الأرض عائدة أليه أذا بلغت هذه الأشجار عامها الرابع.و بناء على هذا الطريقة يوجد تقارير تقول أن أشجار التفاح قد نبتت في الصحراء و نال صاحب هذا الإنجاز وسام الإستحقاق من المرتبة الثانية.

- وكل هذا يفعله الوزير البغل منفردا...
-طبعا ليس منفردا هناك من يسنده في أتحاد الفلاحين و هناك من يدعمه في الأمن و لديه علاقات مع عدة أعضاء في مجلس الشعب.

صيد كهذا لا يمكن التفريط به و لكن يجب التأكد من كل هذا الكلام قبل عرضه على أبو مكنى فقد يكون هذا السنجري يراد توريطي ,هو أحتمال بعيد بدليل وجود زوجته التي كادت تنهي أكل كل أظافرها.

لملم السنجري أوراقه ووضعها ضمن حقيبته و شد على يدي و قد سلمني صورة "طبق الأصل" عن كل ما يحملة من أوراق قبلت زوجته ثلاث مرات كما يفعل عتاق الأصدقاء.جلست وحيدا وراء طاولتي الضخمة و رفعت قدمي فوقها و أطلقت لمخيلتي أطول عنان تملكه رأيت نفسي ممسكا بحقيبة الوزير المزينه بحزام من جلود التماسيح و مقبض مطعم بالفضة, تخيلت نفسي و أنا أمسك بذاك المقبض و كأنني ألمس نهد زوجة السنجري المليء و أطرف ما في الأمر كانت ضحكة السنجري التي كانت تزداد عمقا كلما أوغلت في جسد زوجته.

بعد عدة رحلات مكوكية بين أتحاد الفلاحين و مديرية الشؤؤن القانونية و سجلات الطابو كان ابطالها "أبو قادر" سائقي الأمين و لينا سكرتيرتي الجميلة و بدر السنجري رجلي الجديد تأكدت أن كل شيء في مكانه الصحيح وقد عرفت المشتل الذي يتم شراء الأشجار منه و ألتقيت شخصيا ببعض الرجال الذين شاركوا بغرس أشجار في بعض الأراضي و بدا الملف مكتملا و لكن المشكلة كانت في ورود أسم رجل يحمل رتبة عالية في الأمن و هو من كان يرسل مقدمي الطلبات و في حقيقة الأمر لم يكونوا ألا جنودا تحت إمرته و بعد ان يتم التسجيل في "الطابو" كانت الملكية تنتقل بعد مدة أطولها عام الى أقرباء الرجل المذكور.

أصبح الملف كله فوق طاولة أبو مكنى قلب أوراقه و نظر ألي فرحا ثم نطق اسم رجل الأمن المتورط و قذف امه و جميع إناث عائلته بأحط الأسماء و أقسم بشرفه بـأنه "سينيكهن" جميعا ممثلين بشخصه و سيلقي به الى الكلاب هذا السافل الذي يتصرف كالأبرياء و يلعب من خلف الظهور هذا الدور المنحط و في النهاية لا يجد ألا وزيرا بغلا كي يتشارك معه الغنائم.أسمع يا واوي قال لي بعد أن وقف و شد جسدة و رفع جبهته و كأنه يؤدي تحية العلم الصباحية: قد تصبح وزيرا و تجلس على كرسي البغل بذاته لتصبح بغلا بدلا عنه يجب أن تكون قد الحملة.أنصرف الآن و أنتظر الذي سيأتيك.

تضخم الحلم و اصبح بحجم الوزراة أسرعت الى مكتبي تتملكني طاقه هائلة طلبت من لينا أن تلحق بي و بحاسة الأنثى عرفت ماذا أريد أقفلت الأبواب و اسدلت الستائر كان طعمها ذلك اليوم مختلفا .

بدأت الإذاعات الأجنبية تذيع في نشراتها الإخبارية عن أنباء تشير الى تعديل وزاري طفيف بعد أن فتحت جهة "شابة" مقربة من الرئيس ملف الفساد ثم بدأت الإذاعة المحلية و الصحف الرسمية تتحدث عن الفساد و عن نية الحكومة على وقفه بعد ان لوحظ وجوده في دوائر الدولة و بدأت تظهر علنا تلك الشخصية "الشابة" المقربة من الرئيس لم تكن تظهر في السابق أبدا أما الآن فقد قدمت نفسها الى الإعلام على أنها الشخصية التي ستوقف الفساد و تضرب جباه المفسدين.

أرتفعت حرارة الجميع في الوزارة كانت أنباءا ترفع الحرارة و دعى الوزير الى أجتماع عاجل لكل مديري الوزارة في العاصمة و المحافظات .و في الأجتماع ردد الوزير جميع تعليقات الأذاعة و التلفزيون و ضرب بيده على الطاولة مهددا الفسا د و عاد الى مكتبه سريعا. تبعته بعد قليل الى مكتبه كان في حمامة الخاص و يبدو انه أحتقن من الحنق على الفساد خرج الوزير من حمامة ينشف يديه و قد نسي سحاب سرواله مفتوحا كان مرتبكا و متعجلا و أحسست بوجود شخصا ما في مكتبه, سألني عما أريد دون أن يطلب مني الجلوس قلت له أنت طلبت مني أن الحق بك.قال حسنا..غدا..غدا...خرجت من مكتبه و طلبت من لينا التي كانت تنتظرني خارجا أن تبقى لترى من سيخرج من مكتبه.جائني هاتف لينا....لتقول خرجت زوجة بدر السنجري من مكتب الوزير و يبدو أنها كانت تبكي....أبتسمت و قد عرفت انها ستخرج باكية من مكتبة للمرة الأخيرة.

يتبع..





عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04084 seconds with 10 queries