[المتشائل]

قد يظن القارئ للعنوان انني احد الكافرين الزنادقة ... ممن صدق عليهم القول ... او انني كقوم عاد وثمود ممن حق عليهم القول فدمرناهم تدميرا ... والحق انني لست كذلك ... بدرجة أو بأخرى ... وقد يظن الآخر ممن يق يتمعن في الموضوع انني احد المؤمنين القانتين العابدين ... ممن جعلو الله بصرهم وبصيرتهم كيانهم وكينونتهم ... حتى انسجمو مع الكينونة الالهية صرفا ...

الله والقرف وجهان لعملة واحدة ... ليس عنوانا تهكما بقدر ما هو انعكاس لحقيقة واقعية صرفة مما يعانيه الفكر الاسلامي اليوم عموما والعربي خصوصا ... اذا تمعنا في البنية الاجتماعية الفكرية السياسية لهذه المجتمعات الخاوية على عروشها ... وبنظرة تأملية على نظمنا سنجد انها تقوم على سياسة الله كالتالي ...

النظام الاقتصادي .... اي الله بيرزق يا عم
النظام الصحي ... ما حدا بيموت ناقص عمر ... والاعمار بيد الله الواحد الدياااان ... وسلملي على موشى ديان ...
النظام السياسي ... ياللي بدو اياه الله بيصير ...
النظام الاداري ... ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
نظام الامن ... واعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ... ترهبون به فقراء شعوبكم
النظام البيئي ... ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ... فبيطلعلك شي شيخ فهمان بيقلك الاحتباس الحراري نتيجة المعاصي ، ودقلي يا حلاني يا عاصي ...

هلا هاي بحد ذاتها مشاكل كبيرة ... وكبيرة جدا ... وحلها مو بسيط ... لكن سنقف عند حادثة تاريخية بحياتي الشخصية .. اعتبرها جد مؤثرة ومحورية في ان ارى ان الله والقرف وجهان لعملة واحدة ... هاي العملة تحديدا هي البشر ... ولا شيء سوى البشر ...

القضية ليست سهلة ... وفلندخل بلا مقدمات ... اعتباطا نضع كل اخطائنا وقذاراتنا على الله وكانه هو المسؤول عنها او كانه هو فاعلها ... يعني مش بيكفي محملينه جميلة انو بنعبدو لا لا لا ... كمان بنحملو فشلنا وجهلنا ومرضنا وتخلف شعوبنا.... اي يا اخي الله بدو هيك يعني ... فلازم نصبر ونحتسب ... وبنضحك على الشعب المقهور باسم الله ... وكانو ولادنا ياللي عمر الواحد فيهم بسن الزهور ... ولاد حرام ... بنبعتهم في عمليات اسمها استشهادية ... بتنفجر في الواحد فيهم العبوة قبل ما يصل لهدفو ... والسبب في قلب الشاعر ... والشاعر هو الله ... انو الله بدو هيك ومو رايد عمليتو تنجح ... بس يا الله لشو هالشاعر بدو هيك ب 90% من القصص ؟ ؟؟ اي هاد شاعر سكران شي ؟؟؟
والله بدو انو مجتمعاتنا مجتمعات مريضة بالافات الاخلاقية كلها ، سرقة ، انفلات ، تحرش ، قتل ، عنف اسري وعنف عمل وعنف بالشارع ، وكل هذا نحملو لالله وكانو المسؤول

طيب امبارح مع صاحب بنتناقش في موضوع الاغتصاب والتحرش في اميركا ، كان ردو بسخافة انو هاد عقاااااب من الله لهدول الناس لانهم مش ملتزمين دينيا

رجعنا ناقشنا التحرش الجنسي والاغتصاب بالمجتمعات المسلمة كان ردو الاسخف انو ابتلاء من الله

يعني بيني وبينكم فكرت كتير احاول افهم شو الحكمة الالهية من العقاب بالحالة الاولى ، وشو الحكمة الربانية من الامتحان والابتلاء في الحالة التانية ؟ هل فعلا الله مسؤول عن هادي الشغلات ؟ ؟ ؟

ليش بنحمل الله قذاراتنا واخطائنا ؟ ليش احنا عادة ودائما اجبن من اننا نتحملها فعليا كافعال بشرية ولا دخل للقداسة الالهية فيها ؟ ليش بنصر دائما اننا نلوث صورة الخالق بحماقات البشر ووسخهم ؟