[مجنون يحكي وعاقل يسمع]

كأنو وصلتني الأخبار من إذاعة لنضن أنو الجو برد كتير بسوريا , رح منتحمل برد متل كل الشعب السوري حتى نكون بنفس الإحساس
أنت هاي Sun Shine Art , وين داحشي حالك بالصوبا , برد , طيب إذا بتعرفي شو بتعني كلمة صوبيا خليكي ملدحشي تحت كوع الصوبا , وإلنا رجعة لقصة الصوبا
ما إن تمد رأسك إلى النور يا بني آدم وأنت تغنّي أغنية السيدة فيروز طلعنا على الضو , طلعنا على الحرية , وقبل أن تلفظ كلمة الحرية تكون إحدى الجميلات المحيطات بوالدتك المصون قد التقطتك , مباشرة إلى مسبح المياه المالحة , ولشدة المفاجأة وعدم وجود الذخيرة الدفاعية لديك إلا سلاح الواع ويع , وثم يشد عليك النطاق المجهز مسبقاً حيث يتم لفك بقطعة قماش لفاً شديداً كما يلف سيخ اللحم وتصبح كالصندويشة الباكية , وكل ذلك حتى يتم الحفاظ على الجسم قوياً مستقيما لتستطيع مستقبلا أن تدافع عن حريتك المستلبة , منذ هذه اللحظة
وقبل أن تصمت , إذا كنت ولداً تستقبلك النسوة بالزغاريد والفرح وربما بالتطبيل والتذمير لكونك الحافظ على أمجاد العائلة والأسرة والحي والقبيلة من لحظة الميلاد وإلى دهر الداهرين , آمين
أمّا إذا كان المولود أنثى , فحدث ولا حرجا , وخاصة إذا كنت الأنثى الثانية أو الثالثة ولا أخ لك , فتصور ي ما الكارثة التي أتيت بها معك ,وربما وصل الأمر إلى الحلفان بالطلاق وانتقل انتهاك الحقوق من حضرة جنابك إلى المسكينة أمك التي لا تعرف أن تنجب إلاّ مقصوفات الرقبة البنات ,وبالتالي ربما كان ميلادك في هذا الوطن الممتد من الماء إلى الماء مبنياً على مشاكل لا حل لها ولا ربط
وفي الحالتين إن كان القادم صبيا أم صبية , فقد أصبح من عداد الموجودين , وأصبح يستطيع أن ينتهك خصوصيات غيره لأنتهاكهم لخصوصياته قبل وأثناء وبعد الولادة , وكل الذي حدث هو عملية ازدياد لعدد المنتهكة خصوصياتهم وعدد منتهكي الخصوصيات