النبي
مرحبا يا أخوة
في قرائتي لجبران في كتابه المعربة لفتني كتاب النبي وهو الأحب على قلوبنا منه أختار لكم
المحبة:
حينئذ قالت المطرة : هات لنا خطبة في المحبة .
فرفع رأسه ونظر إلى الشعب نظرة محبة وحنان ، فصمتوا جميعهم خاشعين . فقال لهم بصوت عظيم :
إذا أشارت المحبة أليكم فأتبعوها ،
وإن كانت مسالكها صعبة متحدرَة .
واذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها ،
وإن جرحكم السيف المستور بين ريشها .
وإذا خاطبيتكم المحبة فصدَقوها،
وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعاً صفصفاً .
***
لأنّه كما أن المحبة تكللكم ، فهي أيضاً تصلبكم .
وكما تعمل على نموّكم ،هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم.
وكما ترتفع إلى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفة المرتعشة أمام وجه الشمس ،
هكذا تنحدر إلى جذورها الملتصقة بالتراب وتهزها في سكينة الليل .
***
المحبة تضمكم إلى قلبها كأغمار الحنطة .
وتدرسكم على بيادرها لكي تظهر عريكم .
وتغربلكم لكي تحرركم من قشوركم.
وتطحنكملكي تجعلكم أنقياء كالثلج .
وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا، ثمّ تعدّكم لنارها المقدسة ، لكي تصيروا خبزاً مقدساً يقرَب على مائدة الرب المقدسة.
دخلك يا يسوع وطنا موجوع
يا نبع المحبة وحدك ساكن قلبي
|