عرض مشاركة واحدة
قديم 28/11/2008   #39
شب و شيخ الشباب فسحة أمل
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ فسحة أمل
فسحة أمل is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فسحة أمل
مشاركات:
1,372

افتراضي الحرب مع روسيا


الحرب مع روسيا:

إن رفض روسيا , رفضاً علنياً في شهر كانون أول 1810 إغلاق موانئها في وجه السفن المحايدة , واتخاذها تعرفة جمركية ملائمة لواردات المستعمرات الانكليزية , لكنها ضارة بالواردات الفرنسية , هو السبب الظاهر في فض التحالف بين نابليون بونابرت وقيصر روسيا اسكندر الاول.
ولعله خيم على صداقتهما التي تكونت بسرعة نتيجه لتوقيع صلح تيلسيت في عام 1807م الشك المتبادل وعدم الثقة. ولم يكن في مقدور الدبلوماسية أو التحكينم اعادة العلاقات بين قيصر روسيا ونابليون إلى مجراها الطبيعي لأن القيصر كان مستاء جداً من سياسة نابليون البولندية عندما ضم معظم الاراضي البولندية التي حصل عليها من بروسيا , وكانت المسألة البولندية أهم أسباب النزاع بين فرنسا وبروسيا. ومن هنا فان استياء بين الجانبين تحول إلى عداوة وراح كل من الجانبين يستعد للحرب وفي حزيران عام 1812م أعلن نابليون الحرب على روسيا . وقد عبرت قواته نهر النيمن ودخل الاراضي الروسية بجيش قوامه 600 ألف مقاتل تقريباً مقسمه على أربع فرق رئيسية وبدأ نابليون بذلك عملية غزو روسيا.
وقد اتبع الجيش الروسي المؤلف من 250 ألف رجل واللذي يقوده الجنرال بركلي سياسة استدراج القوات الفرنسية إلى عمق الاراضي الروسية.
ولم يظفر نابليون بصلح وما أن حل شهر آب سنة 1812 حتى كانت جيوش نابليون وهو على رأسها في سمولنسك وهي تقع في منتصف المسافة بين نهر النيمن وموسكو بعد أن انتصر على القوات الروسية .
غير أن الجيش الروسي انسحب إلى الداخل دون ان يترك لنابليون فرصة القضاء عليه.
أخذ نابليون يتقدم نحو الشرق على الرغم من الخسائر الفادحة التي ألمت بجيشه بسبب المرض وفرار الجند واقامة الحاميات في المناطق التي استولى عليها , وأمام موسكو وبعد تغييرات طرأت على قيادة الجيش الروسي حيث حل كوتوزوف محل باركلي تمركز الجيش الروسي على ضفتي نهر برودوين في أيلول 1812م وحصلت المعركة بين الجانبين حيث اتخذ الجيش الروسي موقفاً دفاعياً ولكنه لم يستطع منع نابليون وجيوشه من دخول موسكو في 15 أيلول 1812م بعد أن دفعت الجيوش الفرنسية نحو أربعين ألف جندي بين قتيل وجريح
وقد وجدها نابليون خاليه نم سكانها اللذين كانو قد غادروها قبل وصول الفرنسيين . بعد أن أشعلو النار في كل شيئ يمكن أن يستفيد منه الفرنسيون.
وقد اتخذ نابليون الكرملين مركزاً لقيادته وبدا أنه بلغ في تلك اللحظة ذروة انتصاراته . لقد بقي نابليون شهراً في موسكو ينتظر أن يعرض عليه القيصر الصلح .
لكن القيصر رفض جميع العروض بالصلح أو بمفاوضة الفرنسيين . وفي 19 تشرين الاول 1812 بدأ انسحاب القوات الفرنسية بعد أن بدا لنابليون بان هذه الحروب التي يخوضها لم تكن حروب ضد جيوش أو حكومات , وانما هي حرب ضد الشعوب باسرها هذا من ناحية , ومن ناحية ثانية كان يخشى ثورة داخليه في فرنسا ضد حكمه بعد أن كثرت الدسائس والمؤامرات في غيابه . وقد داهم الشتاء المبكر القوات الفرنسية بأمطاره وثلوجه فتجمد الكثير من الجند ومات الكثير من الجوع ومن هجمات فرسان القوزاق والجيوش الروسية. ولحق بالجيش خسائر فادحة لم تكن بالحسبان, إذ قدرت خسائر نابليون عند بلوغه نهر النيمن ب 170 ألف قتيل .
هذه الخسائر الفادحة كانت ايذاناً بالعصيان اللذي سيقوم في المناطق الخاضعة لاحتلال فرنسا . بخاصة بعد أن شن الجيش الروسي اللذي انتقل من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم في كانون القاني 1813م هجوماً معاكساً دخلو على أثره الاراضي البروسية. وعلى الرغم من كل ما تقدم فقد استطاع نابليون أن يشحذ الهمم من اجل استعادة فرنسا لقواها بعد النكبة التي حلت بها في روسيا.
ولعب الخطر الكبير اللذي كان يهدد فرنسا بأحلك أيامها واعتزاز البلاد بانتصارات نابليون العسكرية دوراً كبيراً في تعديل الوضع العسكري السيئ بانخراط آلاف الشباب في الجيش الفرنسي الذي ارتفع عدد جنوده إلى ما يقارب من نصف مليون جندي في عام 1813م.

سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02725 seconds with 10 queries