عرض مشاركة واحدة
قديم 28/11/2008   #40
شب و شيخ الشباب فسحة أمل
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ فسحة أمل
فسحة أمل is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فسحة أمل
مشاركات:
1,372

افتراضي حرب الأمم وهزيمة نابليون


حرب الأمم وهزيمة نابليون:

بعد تراجع نابليون من روسيا والخسائر الهائلة التي تكبدتها الجيوش الفرنسية نتيجة للانسحاب رأت الدول الاوروبية التي رزحت تحت حكمه بأن الفرصة قد حانت للتحرر من نابليون. وعملية التحرير هذه كان قد بدأها القيصر الروسي عام 1813م عندما دخل الجيش الروسي الاراضي البروسية التي يسيطر عليها نابليون , وسرعان ما انضمت بروسيا التي كانت منذ معاهدة تلسيت تعد عدتها لانقاذ الوطن من التحكم الاجنبي , وإلى جانب روسيا وبروسيا انضمت جميع الولايات الشمالية والوسطى الالمانية ضد نابليون يدفعها إلى ذلك الشعور القومي المتأجج الذي كان على أشده , ومع ذلك فقد استطاع نابليون أن يلحق الهزيمة بالروسيين والبروسيين قبل أن تنضم إليها النمسا وذلك في معركة لوتزان أولاً ثم في بوتزن.
هذه الانتصارات كلفته الكثير من الخسائر في القوات والمعدات , ومع ذلك فان الجيوش البروسية والنمساوية المهزومة تراجعت شرقاً ولم تلبث أن أعادت تشكيل نفسها وبدأت تتهيأ لمعارك جديدة .
أسرع نابليون على أثر ذلك يطلب الهدنة وأخذ سبيل الصلح عن طريق النمسا , وقد لعب مترنيخ أوراقه بمهارة فائقة وبلا أدنى ضمير. فاقترح على نابليون عقد هدنة تستمر من 4 حزيران إلى 28 تموز عام 1813م على أن تستخدم تلك الفترة للتمهيد لمؤتمر عام للصلح فقبل نابليون ووقع الهدنة.
هذا التدخل النمساوي لإعادة السلام كان مشروطاً باستردادها لأملاكها التي استولى عليها نابليون , وبعد فشل المفاوضات بين النمسا وفرنسا حول هذا الموضوع انضمت النمسا إلى أعداء فرنسا في 27 حزيران 1813م.
كما انضمت السويد إلى التحالف وبذلك تفوق الحلفاء تفوقاً عددياً هائلاً. بعد أن أصبح التحالف الجديد يضم كل من روسيا , النمسا, بروسيا , السويد , بريطانيا .
وعلى الاثر قامت القوات المتحالفة بتجهيز نفسها للمعركة الفاصلة , إلا أن نابليون اضطر أن يقابل كلاً من هذه الجيوش على انفراد . وستطاع انزال الهزيمة بجيش الحلفاء الرئيسي الذي كان تحت قيادة الجنرال النمساوي شفارتزنبرج في معركة استمرت يومين خارج أسوار درسدن في 26 و27 آب 1813م . لكنه لم يستفد من هذا الانتصار إذ لم يجبر خصمه المهزوم على التسليم . مما أدى إلى عبور القائد البروسي الشهير بلوخر نهر الالب للالتقاء بجسش شفاتزنبرج النمساوي والضغط على جيش نابليون الذي أصبح في درسند في مركز يصعب الذود عنه فتراجع غرباً . وفي 16 تشرين أول 1813م بدأت معركة ليبزج أو (( معركة الأمم )) كما سميت . ودار القتال فيها ثلاثة أيام, ولم يكن القتال كله في صالح الحلفاء وقد بلغت الخسائر نحو 130 ألف رجل منهم 50 ألف فرنسي.
وعلى الرغم من هزيمة نابليون في معركة الامم فان العمليات الحربية التي قام بها نابليون في عام 1814 تعد من بين آياته الحربية الجليلة الروعة, لكنه اضطر أخيراً إلى الدخول في مفاوضات الصلح مع أعدائه في شانتيون ولكن المفاوضات فشلت فتعاهد الحلفاء من جديد في شومون في أذار 1814 على مواصلة الحرب ضد نابليون
وزحف الحلفاء على مدينة باريس ودخلوها على الرغم من مقاومة الشعب الفرنسي , وبعد تردد وقع نابليون في 6 نيسان 1814م وثيقة تنازل عن العرش وأرسل إلى جزيرة ألبا بالقرب من شمال غرب الساحل الايطالي تاركاً له التحالف لقبه كأمبراطور والسيادة على تلك الجزيرة الصغيرة , ومعاشاً سنوياً مقداره مليونان ونصف من الفرنكات.
وقد اتفق الحلفاء على عودة آل بوربون , فقد أعيد عرش فرنسا إلى لويس الثامن عشر على أن يحكم دستورياً.

سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02517 seconds with 10 queries