عرض مشاركة واحدة
قديم 08/12/2008   #2
شب و شيخ الشباب سيكيولار
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ سيكيولار
سيكيولار is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
ركام في بلاد التعب
مشاركات:
126

افتراضي


أعزائي القادة العرب


لقد اوضح لكم سلفي الرئيس بوش في أكثر من خطاب أن مصالح أميركا في القرن الماضي استدعت مساعدة الحكام العرب لتحقيق الاستقرار في أوطانهم، وكان ذلك للأسف على حساب مبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ولكن مستوى القمع والإفقار واللامبالاة، وصل إلى حد كبير في أوطانكم وإلى درجة أصبحت فيها أراضيكم مرتعا للفشل، ومنبعا لتصدير الإرهابيين بشكل يمثل خطرا على أمن شعبنا وشعوب العالم قاطبة. كما أن فساد حكوماتكم أدى إلى تفاقم مشكلة الإرهاب، وأصبحت المصلحة العليا لشعبنا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعمل على ازدهار شعوبكم، ومساعدتها في التخلص من الفساد والقمع والفقر والبطالة.


هذه المشكلات خرجت عن نطاق السيطرة وتحولت إلى هجمات ملغومة بالحقد والإرهاب والمتفجرات ضد مواطنينا وسفاراتنا ومصالحنا، بسبب انطباع خاطئ تروجون له في إعلامكم الحكومي بأننا ندعم قمعكم وإرهابكم وسوء إدارتكم لمصالح شعوبكم وهو ما ليس لنا أي علاقة به.


هذا الدعم المفترض لكم ولسياساتكم يتحتم علينا من الآن فصاعدا أن نبرئ أنفسنا منه أمام شعوبكم، ولهذا أحب أن أؤكد لشعوبكم العظيمة أن الولايات المتحدة تحت رئاستي لن تدعم سوى مبادئ وقيم العدالة والحرية والتعددية التي انتخبني شعبي على أساسها. وعندما أقول إننا لن نحاول فرض قيمنا ومبادئنا عليكم، أو على شعوبكم، فنحن في الوقت نفسه لن نتردد في تأييد شعوبكم بكل الوسائل الممكنة، لتحقيق القيم والمبادئ التي تؤمن بها هذه الشعوب.


ونحن إذ ندرك ان التغيير للأفضل لا يمكن فرضه من الخارج، فإننا ندرك أيضا أن شعوبكم العظيمة قادرة على فرض التغيير المطلوب بالطريقة التي تراها مناسبة، وسندعمها سلميا لأن فقر هذه الشعوب ومعاناتها، فيه ضرر كبير على أمن الولايات المتحدة، وأدى لنقل خطر الإرهاب إلينا، في حين أن إزدهار هذه الشعوب ورخائها يزيح خطر الإرهاب عن أميركا وأوروبا، وربما عن العالم أجمع.


أعزائي القادة


إن ما يجري في بلدانكم يهمنا جدا ليس بسبب الدافع الإنساني فقط الذي تفرضه علينا القيم الإنسانية، ولكن أيضا بسبب انتقال خطر الإرهاب إلينا وخشيتنا من تفاقم دور بلدانكم وتحولها إلى ساحة واسعة لتدريب وتفريخ الإرهابيين. وبوسعكم حل جزء كبير من هذه المشكلة وإيقاف هذا الخطر الذي يؤثر عليكم وعلينا على حد سواء، عن طريق إدراك مشكلات بلدانكم، والعمل على حلها بأساليب سلمية قانونية، والتوقف عن الاستهتار بشعوبكم العظيمة، والتوقف عن ممارسة السياسات التي تؤدي إلى تفاقم المشكلات.


وبحكم اهتمامنا بما يجري في بلدانكم فإننا نرغب في مساعدتكم على حل المشكلات الرئيسية التي تعصف بالاستقرار وتؤدي إلى تحويل هذه البلدان إلى منصة لإطلاق الإرهاب وتصدير الإجرام، وهذه الحلول أنتم تدركونها أكثر من غيركم وتتمثل فيما يلي:


1- التوقف عن ممارسة الفساد والعبث بمقدرات الشعوب لأن الفساد سبب رئيسي من أسباب الإرهاب.


2- تحضير بلدانكم لتبادل سلمي حقيقي للسلطة، والتوقف عن تحضيرها لأنجالكم الذين لن يرثوا في واقع الأمر سوى الأزمات والمشكلات.


3- انهاء المركزية الشديدة في الحكم التي خلقت تذمرا كبيرا في كثير من مناطق بلدانكم، ولن ندعوكم إلى الاستفادة من تجربة الفدرالية الأميركية فهي تجربة خاصة بنا ولكننا ندعوكم للتأمل في تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في اعتماد نظام فدرالي، وهو نظام كفيل بإنهاء الحركات الإنفصالية، وحل المشكلات الناجمة عن غياب السلطة أو تركيزها في العواصم المستبدة.


4- التوقف عن انتهاك حقوق الإنسان في المعتقلات، والتوقف عن اختطاف الناشطين والصحفيين، والإفراج عن كافة السجناء السياسيين والحقوقيين وتقديم الاعتذار لهم، مثلما فعل الملك المغربي الشاب محمد السادس.


5- التوقف عن الإساءة للمهاجرين واستعبادهم تحت ستار نظام الكفيل السائد في دول الخليج الفارسي الذي قد نضطر لمواجهته علنا في السنوات المقبلة إن لم تتنبه هذه الدول إلى حقيقة أننا أصبحنا في القرن الحادي والعشرين، وقد يصحو العالم فجأة على بشاعة هذه الممارسات، ومن الأفضل لدول الخليج الفارسي أن تتدارك هذه المشكلة، قبل أن يتلقى شيوخها وأمرائها مذكرات اعتقال من لاهاي شبيهة بما سيتلقاه الرئيس السوداني عمر البشير في القريب العاجل.


6- التوقف عن الهيمنة على الإعلام والتحريض على الإرهاب في القنوات الحكومية، والصحف الرسمية.


7- احترام حقوق الأقليات والقبول بالتعددية. ونحن هنا لا ندعو للإقتداء بنظام التعددية السائد في الولايات المتحدة، ولكن ندعو القادة العرب إلى الإقتداء بالتعددية التي كانت سائدة في عهد النبي محمد الذي كان بلال الاثيوبي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي من أهم مستشاريه، ومن أعضاء الدائرة المؤثرة في صنع القرارات إلى جانبه بغض النظر عن خلفياتهم العرقية.


8- العمل على تحسين الإدارة والخدمات والتعليم والصحة في بلدانكم، لأن انشغالكم بتأسيس جيوش لحراسة قصوركم أفقدكم الاهتمام بحاجات مواطنيكم ولم يعد أمام أي شاب عربي صاعد سوى خيارات ثلاثة، إما الانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية، أو الهجرة شمالا إلى دول الغرب في قوارب الموت أو الأنخراط في جماعات وعصابات الحكم الفاسدة إذا سمحت له الظروف بذلك، ونحن في النهاية نشارك في دفع الثمن بصورة أو بأخرى ولا ذنب لنا فيما يحدث.

وارجوا أيها القادة ألا تتوقعوا مني أن انتقد سياسات سلفي الرئيس بوش تجاه بعض بلدانكم التي تم تخفيض حجم المساعدات لها، فليس من عادة أي رئيس أميركي أن ينتقد سياسات سلفه بعد انتهاء الحملة الانتخابية فقد عودتنا القيم الأميركية على احترام بعضنا، كما أني أعتقد بالفعل أن الرئيس بوش كانت لديه تفسيرات واقعية لتقليل حجم المساعدات الأميركية لبعض الحكومات العربية، وسوف يستمر التقليص في عهدي، وذلك بسبب تفشي الفساد لديكم بشكل خطير، وعدم تعامل حكوماتكم بشفافية مع المنظمات الدولية، علاوة على عدم جدية سلطات بلدانكم في مكافحة الإرهاب وتقديم الإرهابيين للعدالة. وسيكون من مسؤولية حكومتي محاربة الفساد إلى جانب محاربة الإرهاب لأن الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة وكلاهما يؤديان لتدمير القيم والإنسانية والإخلال بمقدرات الشعوب. ولولا وجود الفساد والاستبداد لما وجد الإرهاب أصلا.


ومن الواجب علي تذكيركم أن نظام بلادنا يحتم علينا معرفة كيفية انفاق المساعدات التي نقدمها للخارج، وقد سبق لنا أن قدمنا لكم أجهزة ومعدات لمكافحة الإرهاب فاستخدمتها الجهات الأمنية في بلدانكم لمكافحة الصحفيين وناشطي حقوق الإنسان، والزج بهم في السجون. ونحن لا نستطيع أن نقدم مساعدات نقدية لأننا نخشى أن تستخدم في تشجيع الإرهاب والفساد بدلا من مكافحته.


ومن جانب آخر فإن معظمكم أيها القادة زار البيت الأبيض ورأيتم بأنفسكم أن الرئيس الأميركي يعيش حياة متواضعة إن لم نقل متقشفة، في حين أنكم سواء كانت بلدانكم فقيرة أم غنية تعيشون في قصور غاية في الفخامة تمتد أطرافها في أجزاء كبيرة من عواصم بلدانكم. ومثلما أن لديكم قصور للسكن فإن لديكم أيضا قصور في النظر إذا أنكم تنفقون من أموال بلادكم كما تشاؤون، أما نحن فإن الكونغرس يتحكم في كل دولار ولا نستطيع أن ننفق إلا ما يراه الكونغرس مناسبا.


برقيات خاصة لرؤساء وملوك ذوي أهمية خاصة:


عزيزي الرئيس حسني مبارك


ربما أنك الرئيس المصري الوحيد الذي اتيحت له فرصة نادرة لتحضير بلادك من أجل التبادل السلمي للسلطة، ولكن بدلا من ذلك غلبت عليك الأنانية وتريد تحضيرها لنجلك من بعدك على كرسي من نار. لقد ألقيت بأيمن نور في السجن ليس لأنه يهدد حكمك ولكن من باب الانتقام الشخصي البغيض، وشردت سعد الدين إبراهيم في المنافي لأنه تجرأ على انتقاد الممارسات البغيضة. وأرجو أيها السيد الرئيس ألا تتوقع مني أن استمر في دعم سلطة المنوفية من أموال دافعي الضريبة الأميركيين، ولن أقبل باستخدام هذه المساعدات لقمع شعبك وتكبيل حرياته.


وأرجو أيها السيد الرئيس أن تشاهد على موقع يوتيوب ما فعله عمال المحلة بصورتك الضخمة التي أسقطها شباب متحمس بدون معونة الدبابات الأميركية. وأتمنى أن تدرك أن التغيير القادم لن يأتي على يد تنظيمات الإخوان المسلمين ولا من جماعات الجهاد بل ربما سيأتيك من شباب الانترنت الذي أوصلوا باراك أوباما للرئاسة في أميركا، وأصبح نظرائهم في مصر قادرين على تنظيم المظاهرات عن طريق الفيس بوك، والماسنجر، وكل وسائل التواصل التي تعرف بعضها سيادتك وتجهل أكثرها. فتأمل معي جيدا، في هذا التغيير الذي يصعب وقف عجلته.


وبحكم ما قدمته لبلدك من قبل فإن الفرصة مازالت أمامك متاحة أن تكون أنت المحرك الرئيسي للتغيير الإيجابي بدلا من عرقلة التغيير بما قد يدفع الناجحين في إحداثه إلى فتح ملفات كبيرة مليئة بالفساد والقمع والبلطجة، ومليئة بأسماء عدد كبير من المصريين والعرب الذين اختفوا من وجه البسيطة ومن وسط القاهرة، في عهد الرئيس حسني مبارك. ووقوفك إلى جانب التغيير قد يعفيك ويعفي نجلك من تحمل تبعات فتح مثل هذه الملفات العويصة.


عزيزي الرئيس بشار الأسد


إنني أدرك أن لاذنب لك في فيما اختاره لك والدك من دور لم تكن أصلا تفكر فيه لولا وفاة شقيقك الراحل باسل الذي كان يعد لخلافة والدكم. ولكن ليس لي طلب منك في هذه الآونة سوى أن تفتح المجال للشعب السوري أن يتصفح الانترنت بحرية كاملة لأن تباهي السوريين بخبرة رئيسهم في الكمبيوتر والانترنت لا يتماشى مع حرمان غالبية السوريين من استخدامه بحرية. وأحب أن اشير في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة ربما تكون قادرة في المستقبل المنظور على توفير خدمة الانترنت المجانية للشعوب العربية عبر الأقمار الصناعية، وسندرس إمكانية البث المجاني للخدمة عبر الفضاء بعيدا عن هيمنة الحكومات العربية، وعندها لن تستطيع الانظمة القمعية من كبح عواصف الحرية القادمة من الفضاء.


عزيزي صاحب الجلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز


يسرني أن أبلغكم أني سأدعم مبادرتكم للسلام في المنطقة، وقد أتمكن من تبنيها رسميا كوسيلة للتفاوض بينكم وبين إسرائيل. ولكن حل مشكلتكم مع إسرائيل لن يكون السبيل الوحيد لإبعاد الخطر الإيراني، وتحقيق استقرار المنطقة، فهناك قضايا تخصكم في الداخل يتحتم عليكم مواجهتها، إذ أن تبنيكم لحوار الأديان في الخارج لن يعفيكم من إطلاق متروك الفالح وغيره من المعتقلين في الداخل، ولا عن احترام حقوق الأقليات والمرأة والمهاجرين. وقد كان عزلكم لأمير سعودي مناوئ لحقوق الطائفة الإسماعيلية في نجران رسالة قوية مشجعة فهمناها جيدا، ولكن يتحتم عليكم أيضا إقناع شقيقكم نايف بأن محاربة الإرهاب لا تعني انتهاك حقوق الأفراد. وعليكم اقناعه بأننا قد نختلف في الآراء مع الدعاة المتشددين من الشيعة والسنة، ولكننا لا نؤيد انتهاك انسانيتهم، ولا نؤيد إلقاء ناشطي حقوق الإنسان في السجون بدون محاكمة، فالعدل أساس الملك، ولهذا فمن الصعب على العالم أن يتعامل مع نايف ملكا أو حتى وليا للعهد إن لم يتحر العدل في عمله كوزير للداخلية.


وإذا كان لي من مطلب خاص منكم في هذه الآونة فأرجو منكم قراءة مقال كتبه رجل الدين السعودي عائض القرني عن تصوره لمصير باراك أوباما لو أن والده حسين قرر الهجرة إلى القصيم بدلا من هاواي. كما أتمنى أن تدركوا أن هناك من السعوديين في المنطقة الشرقية من ينقلون نساءهم الحوامل وقت المخاض إلى الرياض ليلدن في مستشفيات الرياض بدلا من القطيف كي لا يتعرض أبناؤهم للتمييز رغم أنهم سعوديون. هؤلاء الآباء يسعون أن يحصل أبناؤهم على شهادات ميلاد من الرياض كي يتمكنوا من الإلتحاق بالجيش والأمن أو السلك المدني السعودي. وهذا الأمر ينطبق أحيانا على أتباع المذهب الشافعي في مكة والمدينة الذين يعانون من التمييز ضدهم من أبناء المذهب الحنبلي في حين أن أتباع المذهبين يتعايشان بكل حب في أميركا وأوروبا، ولا يسأل أحدهما الآخر عن مذهبه أو قبيلته.

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05677 seconds with 10 queries