[BAVARY]

أعزائي ...

جميعنا يشاهد على شاشات التلفزة ماذا يحلّ بغزة من ويلات

جميعنا يتابع الأرقام التي تتزايد يوماً بعد يوم بل دقيقة بعد أخرى للشهداء والجرحى

جميعنا .. لا بل معظمنا متعاطف مع المأساة التي تتعرض لها غزة وأبنائها من جرّاء الهجمات الوحشية للعدو اسرائيلي

لكن .. أقف حائراً أمام الصمت العربي للأنظمة العربية أو معظمها وللأنظمة الغربية على هذه الأحداث الدموية !!

جميعنا توجّه بالشجب والتنديد والإدانة للجرائم الوحشية المرتكبة ضد الإنسانية من قبل العدو الإسرائيلي وارتفعت الأصوات لتشتم هذا العدو

لكن.. قد أكون قاسياً إلى حد بعيد بحق مشاعري أولاً ومشاعر الكثير من العرب وبحق الدماء الطاهرة التي سالت وبحق الأمهات الثكالى عندما أقول العبارة التالية :

( أنا أحترم هذا العدو ) بالمعنى الذي أتمنى من الجميع إدراكه ..

يا أخوتي .. هذا العدو يحترم مواطنيه .. هذا العدو لم يلقَ كلب واحد من كلاب الأنظمة العربية الخائنة يقف في وجهه ليردعه

هذا العدو الإسرائيلي لا يأبه لحياة الشعوب العربية كافة لأن هذه الشعوب لا قيمة لها في أوطانها وليس لها من يدافع عنها

شاهدنا مساجد ودور عبادة إسلامية دُمرت عن بكرة أبيها ولم يتحرك ساكن ممن يدعون بأنهم دول تحكم وفق الشرع الإسلامي

ووالله أنه لو قامت إسرائيل بتدمير الكعبة المشرفة أو القدس الشريف ( لا سمح الله ) .. فلن تجدوا أياً من هؤلاء الحكام العرب المتواطئون قد حرك ساكناً

انظروا إلى قمة المهزلة عندما يجتمع وزراء التواطؤ العربي بعد 5 أيام من العدوان .. والمهزلة الأكبر حين يقررون تشكيل لجنة عربية برئاسة أبو مازن لتذهب إلى مجلس الأمن ( يوم الأثنين القادم ) أي بعد إثنا عشر يوماً من العدوان وسفك الدماء ....

فلماذا نلوم إسرائيل ؟؟

والله يا أخوتي هم يحترمون مواطنيهم .. لكن زعمائنا لا يحترمون أنفسهم لكي يحترموا مواطنيهم ...

قولوا لي بحق السماء .. ماذا فعلت الأنظمة العربية منذ بدء العدوان حتى هذه اللحظة بحق شعبنا في غزة ؟؟

ماذا فعلت الأنظمة العربية أمام مشاهد القتل والدماء والدمار والأعداد المتزايدة للشهداء والجرحى ؟؟

بعض الأنظمة العربية والله لا تستحِ .. وإن استحت العاهرة فهم لن يستحوا ...

من الأجدر بنا كشعوب عربية ذليلة ومهانة أن نقوم بثورات على بعض الحكومات العربية العميلة من أن نكيل الاتهامات على أعداءنا

هم أعداؤنا ونحن نعي ذلك .. وبحكم الطبيعة هم اعداء ... لكن ماذا عن أعداء الداخل عن حماة الوطن .. عن لصوص الوطن ..

نحن شعوب عربية دهست كراماتنا شعوب تعودت الذل والمهانة .. شعوب لا تستطيع أن ترفع رأسها في وجه حكامها لأنها مقموعة مقهورة ذليلة ...

وماذا بعد هذه المظاهرات المنظمة ؟؟ ماذا بعد هذا الشجب وهذا التنديد ؟؟ ماذا بعد الشعارات الرنانة ؟؟ وماذا بعد المزايدات على دماء الشهداء وعلى قضية فلسطين ؟؟

إن القضية قد بيعت منذ زمن .. وثمنها بات في جيوب حسني مبارك والملك عبد الله ومحمود عباس وغيرهم وغيرهم ...

فبالله عليكم أنلوم إسرائيل والولايات المتحدة التي خرج إلينا اليوم أحد متحدثي البيت الأبيض ليقول وبكل قوة وبكل جرأة وبكل تهميش لكل الأنظمة العربية : ( بان لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها ) ؟؟؟

هو ومن خلفه حكومته والحكومات الغربية والإسرائيلية لم يكونوا يخرجوا ليتفوهوا بمثل هذه العبارات لو أنهم يعلمون بأن هناك من سيرد عليهم ( ولو كلامياً ) ....

وبعد ذلك نذهب باللوم على العدو ؟؟؟


أضعكم أمام كلماتي التي جاءت انفعالية بعض الشيء .. وواقعية في كل شيء ...

أنتظر ردودكم .. وبكل شفافية

وأدعوا الله أن يخلصنا من كل نظام عربي متواطئ وعميل للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية وأن يخلصنا بالتالي من شرور هذا العدو الذي فتك ويفتك بحياتنا وكرامتنا


تحياتي


فادي ...