مع أهلنا في الجولان من جبهتنا وليس غزة ولبنان !
إن أي حكومة تحتل جزء من أراضيها مطالبة بإستعادتها ، وإستعادة بيوت ومزارع ومناطق المهجرين ، وتحرير من يجثمون تحت أيدي المحتل .
وهذا الحق بالإضافة لكونه مادي ، فهو يحمل قيمة معنوية ، وهي رفض الرضوخ لأي قوة كانت كما رفض أن يعيش شعبها تحت وجه من أوجه الذل ، أياً كانت المسميات للذل الذي فرض عليهم .
وحكومتنا كما هو معروف لم تكل ولم تمل من دعم المقاومة في لبنان وفي فلسطين " حماس " من أجل تنفيذ مشروعها الذي يقف كضد أمام اسرائيل التي تحتل جزء من أراضيها .
ولكن أليس من المنطقي بأن خوض الحروب من خلال الآخر " الأضعف منا " هو نوع من الحرب غير المباشرة ، يطلب الضغط على المحتل كما يطلب السلامة " لمصالحه كحاكم " أو " لشعبه " .
فلماذا لا نعتبر من حق اللبناني والفلسطيني في غزة والضفة أن يطلبوا السلامة التي ننعم بها ؟
هل دماء اللبنانيين والفلسطينين " الأضعف منا " أرخص من دمائنا " كسوريين " ؟
أليس من المنطقي بأن سوريا الدولة الوحيدة التي لم تخوض حروب منذ 30 عام ، هي الأقدر على مواجهة العدوان من لبنان وفلسطين مجتمعتين ؟
أليست أرضنا المحتلة " الجولان " هي الأرض الوحيدة التي تشهد تجميد لكل أنواع المقاومة من الداخل والجبهة ؟
هل تستحق الجبهة هذه التسمية أساساً ؟
هل بلغنا من التبلد والقبح والوقاحة لهذه الدرجة ، وأن نخون موقف مصر " التي حررت أرضها " لأنها أغلقت المعابر مع غزة أمام حماس ، في حين أن المعابر مع أهلنا في الجولان مغلقة تماماً منذ ثلاثين عام ؟
هل تحرير أرضنا بدماء الأطفال والنساء أو الضغط على العدو بدماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة عمل أخلاقي ؟
في حين أننا نمتلك " رجال ، وجيش ، وامكانيات " لم تحرك ساكناً منذ ثلاثين عاماً ؟
هل مطالبة حكومتنا بخوض حربها التي هي من واجبها اتجاه الكيان الغاصب الصهيوني " خيانة " ؟
ألا ينبغي لكل سوري شريف أن يحرر أرضه بدمه ، لا بدماء العزل والمستضعفين ؟
|