غشاء البكارة والقدسية التي يتمتع بها !!
إذا ما تزوج رجل من فتاة ووجد أنها غير عذراء لماذا يغضب ؟ الإجابة هنا لدى كل من يبرر غضبه بأنها مارست الجنس سابقاً .
لكن غشاء البكارة ليس معيار ثابت كما هو بديهي ، فقد يفض نتيجة حادثة ما ، وقد تمارس الفتاة الجنس مراراً وتكراراً دون أن يفض غشاء بكارتها ، وقد تفقد عذريتها وتتلاعب من خلال طرق عدة على هذه الميزة التي يوفرها غشاء البكارة " في المخيال الشعبي " .
فهل يحب الذكور أن يخدعوا ؟ أكثر من الحقيقة . إذ أن عمليات اعادة غشاء البكارة منتشرة ، فلماذا إذاً يغضب البعض من فتاة لم تخدعهم وتلملم لحمة الغشاء التي فضت ؟
الأسئلة هنا كثيرة ولأجيب عليها يجب أن أشير لنقطة مهمة ، وهي أن للأرانب والفئران غشاء بكارة ، فالغشاء هنا عضو يتواجد لدى الإناث من بعض الكائنات الحية ، وهناك أيضاً حالات ولادة بلا غشاء بكارة كما يكون هناك حالات ولادة للذكور لا تحتاج لعملية التطهير ، كما أن هناك أنواع من غشاء البكارة لا تفض سوى مع الولادة .
قد يقول البعض لا وجود لعضو دون فائدة ، وهنا بالإمكان أن نتسائل لماذا للرجال أثداء ؟
من هنا سأحاول أن أجيب لماذا يتمتع هذا الغشاء بالقدسية ، ويكون شرط الرجل في الزوجة ؟
يشير فرويد أن فض الغشاء عملياً يرتبط بالنتيجة وهي خروج الدم ، وبأن الدم بلونه الأحمر يحمل قدسية ما ، حيث يراق الدم للآلهة عند افتتاح منزل أو شيء آخر ، كما أن الدم المراق لقتيل يشير لسلبه قيمة " الحياة " واخراجه من طور لآخر ، فالدم ذاته لا يشير لمفهوم مباشر منعزل لدى الفرد انما تتداخل مع رؤيته العديد من المفاهيم الأخرى والتي يجمعها الدم بلونه الأحمر .
ويشكل الدم وارهاقه بالمجمل تابو لا يمكن الدخول إليه ، إلا باسم الآلهة !! فالذبح سواء كان للحيوان او الانسان يجب أن يرتبط بقيمة لاهوتية .
هذه القيمة أو الهالة المقدسة التي احاطت بغشاء البكارة تناقلتها أجيال من خلال اللاشعور ، فهو بذاته " غشاء البكارة " قيمة لكنها قيمة شبه دينية " ميتافيزيقية " بعيدة عن الواقع وامكانية التلاعب بهذه اللحمة او الحفاظ عليها مع ممارسة الجنس إلخ .
فهي بالإضافة لكونها قيمة ليست مادية واقعية ، تشكل أيضاً قيمة غير متبلورة بالرغم من ربطها بالجنس إلا انه ربط تعسفي ، لذا هي قيمة لا شعورية ، تكشف عن ذاتها / تحتج ، لكن دون أية حجة مقنعة .
" أن تكون مضطهدا ، فهذا يعني أن تكون لك علاقة خاصة باللغة ، يعني ألا تستطيع استخدام ضمير الشخص الأول ، أن تكون مضطهدا يعني ألا تستطيع أن تقول ( أنا ) إلا وتحس بأن هذه ( الأنا ) مشقوقة في منتصفها ، ومكسورة في صميمها من قبل الآخرين "
ميشل فوكو
|