عرض مشاركة واحدة
قديم 12/04/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا personita
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ personita
personita is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
بلاد الغُرب أوطاني
مشاركات:
932

افتراضي ثقافة المرأة: نعمة أم نقمة؟


"هل تُعدُّ ثقافة المرأة – بما فيها العلوم النظرية والتجارب الحياتية العملية – نعمة أم نقمة ؟ لاحظَت (...) أنه رغم تطور الحياة وارتقاء المفاهيم إلا أن الإقبال على الفتاة الصغيرة الساذجة عند البحث عن عروس مناسبة ما زال مرتفعاً مقارنة بالإقبال الضعيف على الفتاة التي تصل إلى درجة عالية من العلم والمعرفة والاطلاع العام على الحياة ، وعنوسة الطبيبات دليل واضح على ذلك ، فالرجل الشرقي بالذات غيور بطبعه ويشعر بالخطر عند مواجهة أنثى تشكل تحدياً لقدراته ، ولذلك فإنه يفضل زوجته أن تكون متواضعة التعليم مهيضة الجناح وعديمة التجربة ، حتى يكون له مكانة المعلم الأول في نفسها والذي يقوم بتشكيل تلميذته حسبما يريد ، وإن كان كثير من الرجال يعجبون بالمرأة القوية ، إلا أنهم لا يتزوجون منها ! هكذا أصبحت الفتاة الساذجة مطلوبة وقيدت (الفاهمة) على لائحة العوانس التي تطول مع الأيام وفقاً لمتطلبات الشاب الذي لا يعرف ما يريد ، ويرفض بناءً على ذلك الارتباط بفتاة ، تعرف تماماً ماذا تريد "


هذه الفقرة مقتبسة من "بنات الرياض" لرجاء عبد الله الصانع، كاتبة سعودية واعدة، و إن كان الكتاب يكاد يخلو من أية قيمة أدبية تذكر (مجموعة إيميلات جمعتها الكاتبة في رواية)، كشهادة اجتماعية من أنثى يكاد مجتمعها ينكر عليها الهواء الذي تتنفسه، يستحق وقفة بلا شك.
و من ضمن ما شدَّني في الكتاب كان هذا السؤال الذي تطرحه الكاتبة، و تجد جوابه في ظاهرة تطبع مجتمعاتنا العربية.
نفس الفكرة تطرحها أيضا عبير سليمان في مدونتها "يوميات عانس" حيث تقول:


"ليه احنا عوانس؟ طرحنا السؤال وكانت الأراء كثيرة، والأسباب العرجاء أكثر، واستفاضت كل واحدة منا في عرض تجاربها في الحياة، وتكهناتها بأسباب كونها عانس حتى الان.. في نهاية المطاف وضعنا أيدينا على النقاط المشتركة بيننا جميعا وتأكدنا أنها سبب عنوستنا.. جمعااااااااااء.
هذه الصفات هي: الاستقلالية.. النجاح.. الذكاء، واستطعنا من خلال تحليل بعضاً من علاقاتنا السابقة أن نكتشف "المصيبة السودا" ألا وهي أن الأنثى الناجحة المستقلة الذكية شخصية مبهرة تجذب الأنظار.. تخلب الألباب.. تستفز الرجال للتقرب منها لكونها غير نمطية ..ثرية وشيقة.. يعيش معها الرجل سعادة لا توصف لكونها الحلم المفقود، ولكن ماذا بعد؟؟؟؟؟
الفرار.. نعم الفرار هو الخطوة التالية حيث لا يملك الرجل الشرقي مع أمثال هذه الشخصيات التي تهدد ذكورته.. تهدد سي السيد بداخله .. سوى الفرار، خصوصاً وإن كان هو ذلك المثقف المطلع.. فبداخله تكمن الطامة الكبرى (شيزوفرانيا المثقف المصري أو العربي) الذي وفقا لقراءاته واطلاعاته وأحلام يقظته- لكونه مختلف عن جذوره- تستهويه الشخصيات أمثالنا- أنا وصديقاتي- لكن يبقى بداخله ذلك الرجل الذي يريد أن يثبت على الدوام "لذاته وللمجتمع" أنه هو.. الرجل"




أتساءل إذا ما كان الأمر فعلا كذلك: هل الرجل العربي (أخُصُّ بالذكر الرجل المثقف) يتقبل فكرة الزوجة المثقفة الناجحة المستقلة، التي تشكل تحديا لكيانه؟ أم أنه يفضل تلك التي يستطيع "تطويعها" على مزاجه، تلك التي أنهت الثانوية أو الابتدائية بالكاد، لتساعد الأولاد على حلِّ الواجب المدرسي و لكي لا تشكل له إحراجا في المناسبات الاجتماعية؟
إلى أي حد تصيب الكاتبتان في طرحهما للظاهرة؟
هل ثقافة المرأة نعمة أم نقمة في ظل مجتمعاتنا الذكورية؟

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03575 seconds with 10 queries