الأحلام تتكدس أمام بابي ، والأوهام تنبت في حديقتي ، والحكايات التي اخترعتها لا تكتب ، لكنها تسكن حياتي . سوف أحكي لك الحكاية . قد تكون مملة وباهتة ، لا حياة فيها ، ولا حقيقة تشد المستمع اليها ، لكنها حكاية المعاناة التي أعيشها يوميا منذ أن فقدت الثقة بالحقيقة ، ومنذ أن أصبح الحب كابوسا ، ومأساة اهرب منها وأخافها ، واذا تقدمت إليها فبحذر . الحب يا صديقي لا يعترف بالحذر ، فاما ان تلقي بنفسك فيه بلا تخطيط ، وإما ان تتجنبه وتتناسى وجوده ولكن كيف اعيش بلا حب ؟ كيف ارفض نعمة الحياة ، دمعتها وابتسامتها ؟ لذلك اخترعت الأحلام ، ورسمت الخيال ، وعشت الحكايات التي لا تكتب ، حكايات الحب التي لا أخافها ولا تهدد وجودي وتعرقل خطواتي . أعرف ما ستقوله عني . انا جبانة اهرب من الحقيقة ، لا اواجهها .. أنا بخيلة بحبي ، أخزنه واخرس نبضات قلبي . سنواتي عشتها احنط عواطفي ، كي تعيش ابدا .. واخبئ أحاسيسي لليوم الذي اشعر فيه بالحاجة والعوز اليها . اعرف اني اعامل عواطفي كرغيف خبز ، كقطعة نقد ذهبية ، واعرف اني اقف مكاني لا اتركه ، والعالم كله يسبقني ، ويتغير . حتى الحب تغير وأنا ما زلت امسح الغبار عن عواطفي ، امنع عنها الضوء والشمس ، وأتوقع ألا تصاب بالعفونة . قصص الحب تجتاح العالم يبعثرها العشاق في كل بقعة من الارض . الحب ينبت حتى في الصحارى ، وتحت الجليد ويحيا من قلب المآسي . وأنا ما زلت أكدس الأحلام على عتبة بيتي ، وأترك الأوهام تنمو في حديقتي حتى تحجب الرؤية وأخترع لنفسي حكاية حب وهمية ، أعذبها بتخطيطي لها أكثر مما تعذبني ، وأملكها أكثر مما تملكني . هذه هي حكايتي يا صديقي ، حكاية حب أكبر من الوهم ، ومن الخيال ، وما زلت أتمسك به .
|