عرض مشاركة واحدة
قديم 02/05/2009   #20
صبيّة و ست الصبايا Marooshe
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Marooshe
Marooshe is offline
 
نورنا ب:
Apr 2008
مشاركات:
1,420

افتراضي




فصل حياة - الجزء السادس


وقد أختلفت عنهم برؤيتي للصواب وللأنسان أختلاف الشمس والقمر....فهنا الفقر موجود بشكل متفاوت ولكن البطون شبعانة لذلك حين تعلوا أصوات,لا أجد سببا وجيها يدفعنى للأصغاء اليها, فتهيم أذني وتقصد من لا صوت لهم,لأن الحاجة الصادقة والفقر الحقيقي لا يبقيان للأنسان من حنجرة يصرخ بها, كالجائعين والمرضى في أفريقيا, والفتيات البريئات الذين تباع أجسادهن في أسواق البغي.


والمشكلة أن التعاطف مع هؤلاء لا ثمن له لذلك ترى العالم أمامهم أخرس,وترى أيضا كيف الوافدين الى تلك الأراضي يقومون بسرقة الألماس من أنقاضها ثم يأتون ألينا شيوخا عظماء, قد سرقوا طعام مليون طفل وأطعموا طفلا واحدا بهدف الأحسان ,يا لجرأتهم فعلى ربهم هم كاذبون!!


وأذكر مرة كنت بين نفر فسردت لهم رؤيتي فأجابوني بأنتقادات شرسة مدعين أنني غبي أفكر بأناس في الطرف الآخر من العالم, ربما كانوا محقين , ولكنني أيضا محق حين أقول أن بصرهم أشبه ببصر الحشرات يعجزون عن رؤية ما لا يحيطهم ناسين أنهم امام الله عباد كسائر البشر ....وتبكيني تلك الأموال المتدفقة لهذه البقعة فهويتها مذهبي ومقصدها نفوذ الدول, وتستخدم بنهاية المطاف لشراء القماش وأدوات تافهة في حين كان من شأنها أنقاذ الملايين من فقراء العالم الذين يموت الآلاف منهم يوميا...


وفي فصل هذه الحياة وربيع عمر أراني عاجزا عن أيجاد الصواب الذي أدركت شكله, فالأرض التي أدعيها وطني أجدني عاجزا عن التجوال فيها فهناك حدودا وجيوش تفصلني عنها. وأن حاولت تعديل شكل الصواب الى الحد الذي يبلغه بصر الحشرات, أظل عاجزا عن أيجاده أيضا, فتارة ترى فكرة تحمل بأثقالها مستقبل هذه البقعة وقيامة كل عناصرها ولكن بعض حامليها مجرد لصوص وقتلة, ثم تذهب للمقلب الآخر ترى فئة نظيفة وتقية ولكن أفكارها تعيق مصلحة البلاد والعباد. وها أنا في فصل هذه الحياة وطائفة أنتمي أليها أشعر أني لها مشركا والأخرى أجدني غريبا عنها, وحزب أنتميه أبدو أمامه عميلا والحزب الآخر أتراءى له عدوا, ربما لأنني صاحب عقل محدود أو ربما لأنني لا أمتلك القدر الكافي من العواطف العمياء أو ربما لأنني أبحث عن المثالية وهي ليست موجودة.....وأما والله أني أرى دم عمر يجري بعروق علي وأرى المسيح مصلوبا على صدري...أتخذه ألها أو أبنا أن شاؤوا واتخذه رسولا أن أبوا ليس أنطلاقا من الايمان أنما تقديرا لمن سعى في خلاص البشرية وحقنا لدماء الأجساد المهدورة...وأرى ذلك الطفل صاحب البشرة السوداء جنينا تكون جراء نطفة أبي وأراه يترعرع في أحشاء أمي ليس أنطلاقا من غزل أنساني بل من رؤية شاملة للأنسان والصواب.

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03046 seconds with 10 queries