الموضوع: قبلة يهوذا
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/05/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا lilianne
عضو
 
الصورة الرمزية لـ lilianne
lilianne is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
Abu Dhabi
مشاركات:
760

افتراضي قبلة يهوذا


قبلة يهوذا

كنت جالساً في المقهى وعين الله علي،
وإذا بفتاة تنهض من وسط شلة من الشباب والصبايا وتقبِّلني من خدي غير الوردي، وتمضي عائدة إلى طاولتها وكأن شيئاً لم يكن.
أنا شخصياً دهشت، بس ما انزعجت؛
لأنو عملياً ومعنوياً كان الأمر لذيذاً،
وفكرت كم أنها لطيفة حتى عبَّرت عن إعجابها بهذه الطريقة الغريبة،
كما شجعتني القبلة المعجبة على التفاني في الكتابة،
وبدأت بالتفاني فوراً، وغرقت في الكتابة من أجل خدمة الجماهير والوطن.
وبدأ أصدقائي الكتاب والفنانون الذين يحبونني، على أساس،
بالنظر إلي، بعد حادثة القبلة العجيبة، على أنني سأصبح مغروراً وسيكبر رأسي وسأجن جنون العظمة، وأنتهي ككاتب، وهذا ما لا يريدونه؛
فهم يخافون علي من الغرور وشوفة الحال
مقتل كل مبدع.
وقد بدؤوا يأتون إلى طاولتي تباعاً، لينصحوني بألا يكبر راسي،
وأن هذه المعجبة ربما تكون من تلك الفتيات التافهات
اللواتي يعجبن بأي حمار يظهر على التلفزيون،
وليست من قارئات شعرك وكتاباتك كما تخيلت.
كما خفف بعضهم من شأن هذه الفتاة، ولزقوا فيها كم تهمة عالماشي،
مع أنها تأتي لأول مرة إلى المقهى.
على أية حال ما لكم بالأوصياء، فهدول شي منه كتير؛
أنا أعجبت بطريقتها في التعبير، خاصة وأننا نحب حاسة اللمس،
وتحديداً عندما تلمسنا الفتيات،
وقد غرقت في الحالة وتخيلت شلة الفتاة وأصدقاءها وهم يتحدثون عني وعن كتاباتي،
فكبر رأسي يا شباب
وترنمت أذني بسماع جمل متخيلة عني
"العمى شو ظريف.. معلم.. فهمان.. جريء.. بيفلج .. إلخ"،
وتخيلت كيف نهضت الفتاة التي قبَّلتني وقالت لهم جميعاً إنها ستأتي وتحادثني،
فقال لها أحدهم إنها ربما تقطع علي خلوتي وتزعجني
وتقطع حبل أفكاري الذكية والثمينة؛
مما جعل الفتاة تهتدي إلى فكرة تقبيلي بسرعة والانسحاب.
هززت رأسي موافقاً على ذكائها وحسن تصرفها،
على الرغم من أنها لو جلست معي ما كانت لتزعجني أبداً،
بالعكس ألنا الشرف.
المهم مالكم بالطويلة يا شباب رفعت رأسي قليلا خارج تأملاتي العبقرية،
فوجدت نفس الشلة وهم يطلبون من شاب منهم
أن يمشي بين أجنحة المقهى بطريقة معينة،
وكان الشاب ينفذ الأوامر التي كانوا يأمرونه بها بصوت عال،
ولم يطل بي الأمر لأن أعرف باستنتاجي وذكائي
أن هذه الشلة تلعب بالشدة لعبة "أبو الفول" الشهيرة،
التي ينفذ فيها الخاسر عقوبات يفرضها عليه الرابحون،
وبالتأكيد تذكرت قبلة الفتاة لي وعرفت بأنها لم تقبّلني إعجاباً
إنما تنفيذاً لعقوبة؛ إذن انقلبت الأمور معي يا شباب،
فقد سقطتُ من برجي العاجي الذي وضعتني فيه تلك القبلة إلى أسفل السافلين..
العمى طلعت أنا العقوبة!!

وبدأت أتخيلهم وهم يتحدثون عني
"العمى شو تافه..
حمار مفكر حالو كاتب..
ليك الغبي عم يكتب بالقهوة..
ولي ما أبشعه..
ما أبشع هالشعرات..ما أغلظه"،
ثم تخيلت الفتاة وقد خسرت،
فوقفت بانتظار أن يصدروا أمر العقوبة عليها،
وكان أن تأملها واحد لئيم،
وقال لها فخوراً باكتشافه لعقوبة جديدة فقال
"روحي بوسي لقمان ديركي الغليظ"،
ويا لها من عقوبة!!.


لا تظن أن الليث إذا كشر عن انيابه يبتسم ........... :)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03069 seconds with 10 queries