إن إحصائيات يونايتيد في البطولة تخبرنا بالكثير، حيث إننا ندرك مدى الصعوبة التي واجهناها في العام الماضي بعد الفشل طوال عشر سنوات في أوروبا إلي أن جاء التتويج في موسكو العام الماضي.
ونحن على أهبة الاستعداد لهذا اللقاء بعد الفوز الأكثر من رائع في الدور نصف النهائي على الآرسنال في إستاد الإمارات يوم الثلاثاء الماضي.
فقد تمكنا من تحقيق الفوز 1-0 في لقاء الذهاب على ملعبنا في إستاد أولد ترافورد، ثم جاء بعد ذلك الفوز الساحق 3-1 على ملعب الإمارات في مباراة العودة في العاصمة لندن.
والآن، فنحن على أعتاب لقاء الأحلام أمام برشلونة، بيد أن أوروبا هي جزء من قصة النجاح الكبير للفريق هذا الموسم. فنحن أيضًا قد أصبحنا قريبين جدًا من الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وسوف نواجه مانشيستر سيتي على ملعب أولد ترافورد.
وعلينا أن نطرح اللقاء الأوروبي جانبًا، وذلك لأنه على الرغم من المكانة القوية التي نتبوؤها حاليًا في السباق على اللقب، ولكن علينا التأكد من أن كل تركيزنا منصب على المباريات المتبقية في الدوري إذا ما أردنا أن نبقى على القمة حتى النهاية.
ومن ثم، فإن علينا أن ننسى أوروبا، لاسيما في لقاء الأحد؛ لأن لقاء الديربي له موصفاته الخاصة، حيث يشهد العديد من المشاكل المصاحبة له، ونحن ندرك هذا جيدًا خاصة وأن مارك هيوز هو من يرأس الجهاز الفني للخصم. وإنني أعرف هيوز جيدًا، وأعرف تمام المعرفة أن اللقاء لن يكون سهلاً. فلقد كان مارك لاعبًا مقاتلاً في الملعب، ولا تزال تلك السمة تصاحبه حتى الآن، كما أنه يعمل على غرسها في نفوس اللاعبين.
فالإدارة الفنية ليست بالوظيفة السهلة، وجميعنا يعرف أن عمل هيوز مع سيتي يمر بفترة حرجة جدًا بعدما انتقلت ملكية النادي إلى إحدى المؤسسات التجارية الغنية في منطقة الشرق الأوسط.
ولقد استهلوا الموسم بالتعاقد مع أحد اللاعبين برقم قياسي وهو 32 مليون جنيه إسترليني، وهو الرقم الذي هز سوق الانتقالات في العالم. وأصبح سيتي في قلب العاصفة الإعلامية، وفي حقيقة الأمر، فإنني لا استطيع أن أتذكر الوقت الذي لم نتصدر فيه محور الفريق.
ودائمًا ما كان هيوز مدربًا جيدًا وصارمًا، ولكنه أيضًا كان يحافظ على حياته الأسرية، فلم نكد نراه يذهب إلى أي مكان بعد التدريب سوى البيت. فهو يحب الحياة الهادئة، ومن ثم، فإن ما يواجهه الآن شيء جديد عليه.
ولقد كان هيوز قادرًا على ممارسة مهامه الوظيفية في هدوء شديد عندما كان المدير الفني لفريق بلاكبيرن، حيث استطاع أن يقوم بعمل رائع في ظل ميزانية محدودة جدًا، أما الآن، فإن الأضواء الإعلامية تتسلط عليه بصورة مستمرة، كما أن الفريق غارق في التكهنات الصحفية حول سوق الانتقالات، سواء الانتقال إلى داخل النادي أو خارجه، وهو بالطبع ما يشكل الكثير من الضغوط حول مستقبله مع النادي.
ودائمًا ما يفضل أي مدرب فني أن يتولى قيادة ناد يتميز بإمكانيات مادية كبيرة، ولكن السر يكمن في كيفية إنفاق تلك الأموال. وإنني على يقين من أن الكثير من الأفكار سوف تدور في خلد هيوز بعد نهاية الموسم.
ومثل أي مدير فني، فإن مارك هيوز سوف يكون الوحيد الذي يدرك مدى احتياج الفريق إلى اللاعبين الجدد، ولكن على الرغم من أن النادي يتطلع إلى الحصول على خدمات بعض النجوم، فإن ضم هؤلاء اللاعبين ليس سوى خطوة على الطريق.
حيث إن بناء أي فريق يحتاج إلى العمل الطويل، وهو ما يستغرق العديد من السنين. أما الجهات الإعلامية، فهي لا تتسم بالصبر على الرغم من أن هيوز قد تعرض إلى الكثير من الانتقادات المتعجلة وغير العادلة.
وما يحتاج الرجل إليه هو الوقت، وآمل أن يمنحه مالكي نادي سيتي الوقت الكافي لكي يبني الفريق القوي الذي ينتظرونه. وسوف يحتاج إلى صبر مشجعي سيتي أيضًا، وأعتقد أن النتائج الأخيرة للفريق في الدوري توحي بأنه سوف ينهي الموسم في مكانة متقدمة في الترتيب العام.
ولقد أخذنا هذا الأمر في الاعتبار، وهو ما يضفي المزيد من الصعوبة على مباراة يوم الأحد، حيث إننا نبحث عن حصد النقاط الثلاثة.
وأعتقد أن الفوز 2-0 على ميدلزبره في مباراة يوم الأحد الماضي قد كان خطوة مهمة على المخضرمان دورًا بارزًا في خط منتصف الفريق، وهو ما منحنا تلك النتيجة الرائعة.
ولقد شهد هذا الفوز في أسبوع أكثر من رائع بالنسبة للنجم جيجز، حيث توج بلقب لاعب العام في الدوري الإنجليزي، واحتفل بخوض اللقاء رقم 801 مع يونايتيد عن طريق إحراز هدف في المباراة! ولقد سبق أن تحدثت عن هذا النجم الرائع ومسيرته الخرافية مع يونايتيد، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أهنئه على مجهوده الرائع الذي يبذله مع الفريق.
والآن، فإننا مقبلون على لقاء الأحد بعد أن حصلنا على فترة راحة جيدة، فلقد لعبنا مع الآرسنال يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما يمنحنا أربعة أيام قبيل لقاء سيتي، وأعتقد أنها فترة كافية لكي يجدد اللاعبين نشاطهم.
ولقد قدمنا أداءً أكثر من رائع أمام المدفعجية، والذي ساعدنا عليه خطأ مدافع الآرسنال الشاب في بداية المباراة، فقد نجح بارك في استغلال هذا الخطأ، وأحرز الهدف الأول، وهو الهدف الذي فتح لنا اللقاء، حيث أتبعناه بهدفين آخرين من كريستيانو رونالدو، فضلاً عن الأداء المبهر، ومن جانبي، فإنني أرى أننا كنا سنحقق الفوز بالإضافة إلى تقديم هذا العرض الرائع من دون الحاجة إلى الهدية الافتتاحية التي منحنا إياها مدافع الآرسنال.
ولقد بلغ الفريق منتهى النضج الكروي عندما تمكن الشياطين الحمر من سحق المدفعجية والوصول إلى المباراة النهائية في روما. ولم يعكر صفو تلك النجاحات الرائعة للفريق سوى البطاقة الحمراء التي حصل عليها دارين فليتشر، والتي سوف يغيب على أثرها عن المباراة النهائية.
ولكن علينا الآن أن ننحي كل تلك الأمور جانبًا، ونتأكد من أننا نركز كل طاقتنا على بطولة الدوري الإنجليزي، وعلى المباراة المقبلة أمام سيتي على وجه الخصوص.
مجلة United Review
العدد الصادر بتاريخ :
10\5\2009
