يونايتيد يقترب بشدة من حسم لقب الدوري الإنجليزي بعد أداء ممتاز في الشوط الثاني وهدفين رائعين في مرمى ويجان.
حل رجل المباراة كارلوس تيفيز بديلاً في الشوط الثاني ليقلب الأمور رأسًا على عقب، ويحرز هدف التعادل ليونايتيد، ثم يأتي مايسترو خط الوسط مايكل كاريك، ويهدي الشياطين الحمر نقاط اللقاء الثلاث قبيل انتهاء المباراة بخمس دقائق، ومما لا شك فيه أن هذا الفوز قد قضى على أية آمال لفريق ويجان في التقدم في الترتيب العام للدوري - وكذلك طموح ليفربول في المنافسة على الدوري - بعدم الهدف المفاجئ الذي أحرزه هوغو روداليجا في بداية اللقاء.
وكان السير أليكس قد أدخل خمسة تغييرات على التشكيلة التي أحرزت الفوز في لقاء الديربي مطلع هذا الأسبوع، فقد أعاد كل من جون أوشيه وأندرسون ومايكل كاريك وبول سكولز ووين روني إلى التشكيل الأساسي، حيث إن المدير الفني يأخذ في اعتباره المباراة المرتقبة في منتصف الأسبوع القادم، وهي بالطبع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وبالنسبة للقاء، فقد دخل الفريقان في أجواء المباراة بسرعة كبيرة، وجاءت أولى الهجمات عن طريق أنطونيو فالنسيا، ففي الدقيقة الثانية من عمر اللقاء، استطاع النجم الإكوادوري أن يوجد لنفسه مساحة بين قلبي الدفاع جوني إيفانز نيمانيا فيديتش، لينطلق بينهما في طريقه إلى الانفراد بالحارس إيدوين، ولكن من حسن حظ الشياطين الحمر أن النجم الصربي فيديتش ينجح في اللحاق بنجم ويجان، ويضغط عليه، ولا يمنحه أريحية في التصويب، لتذهب كرته بعيدة عن مرمى إيدوين فان دير سار من داخل منطقة الست ياردات.
وجاء الرد سريعًا من الشياطين الحمر، حيث أتيحت للنجم البلغاري ديميتار بيرباتوف هجمتين متتاليتين في أول عشر دقائق من الشوط الأول، ففي كرة عرضية أرسلها وين روني من الجناح الأيمن على رأس بيرباتوف، إلا أن النجم البلغاري يطيح بالكرة بعيدًا عن مرمى ويجان، وفي الهجمة الثانية مرر بيرباتوف الكرة إلى رونالدو على حدود منطقة الجزاء؛ ليرسل النجم البرتغالي كرة
عرضية من الجناح الأيمن مرة ثانية، إلا أن مايكل كاريك يفشل في التعامل معها.
ويرد ويجان بهجمة عن طريق تشارلز انزوغبيا الذي يبدو أنه نجح فيما فشل فيه فالينسيا، حيث أطلق نجم وسط نيوكاسيل السابق صاروخًا من الضربة الحرة المباشرة من على حدود منطقة الجزاء، وينجح الحارس الهولندي المخضرم في إخراج الكرة بصعوبة من الزاوية اليمنى لمرمى الشياطين الحمر، ويظهر إيدوين مرة ثانية، ويخرج أكثر كرات ويجان خطورة في اللقاء، حيث أساء قلب دفاع يونايتيد إيفانز إخراج الكرة بضربته الرأسية؛ لتصل إلى مهاجم ويجان الوحيد هوغو روداليجا الذي أطلق تسديدة قوية على ارتفاع متوسط، وينجح الحارس الأمين للشياطين الحمر في إخراج الكرة بصعوبة.
ويتوج النجم الكولومبي روداليجا مجهوده في الدقيقة 28، حيث يشترك مع فيديتش في إحدى الكرات العرضية داخل الست ياردات؛ لتسقط الكرة أمام الاثنين دون أن يسيطر أي منهما عليها، ولكن ينجح مهاجم ويجان في تسديد الكرة، حيث كان أسرع في رد الفعل من فيديتش؛ ليسجل هدف ويجان الأول في اللقاء، ويندفع فيديتش نحو حكم اللقاء معترضًا على اللعبة - حيث إنه يرى أن مهاجم ويجان قد أعاقه في الهواء، وقد أظهرت الإعادة التليفزيونية صدق روايته، وعلى الرغم من هذا، فلم يعري حكم اللقاء روب ستايليس تلك الاعتراضات من جانب فيديتش أي اهتمام؛ بل إنه استدعى فان دير سار بوصفه قائدًا للفريق وفيديتش بعد ذلك بعدة دقائق، وطالبهم بضبط النفس.
ويظل ستايليس مثارًا للجدل، حيث إنه سمح للاعبي ويجان باستخدام العنف مع الشياطين الحمر دون أية عقوبات، فلم نره ييخرج أية بطاقات ملونة لكبح جماح اللعب الخشن من اللاتيكس، وإذا كان نجم وسط اللاتيكس لي كاترمول قد نجح في فرض رقابة على مايكل كاريك طوال الشوط الأول، فإنه لم يكتفي بذلك، بل إنه قد توج مجهوده بتسديدة رائعة ينجح فان دير سار في التعامل معها، ويختتم روداليجا الشوط الأول الرائع من جانب فريق ويجان بواحدة من أفضل الكرت التي شهدها هذا الشوط، فمن تبادل للكرة بينه وفالنسيا لكنه أنهى الهجمة بتسديدة سريعة، وكان لا يزال أمام يونايتيد فرصة لإحراز هدف التعادل قبيل انتهاء الشوط الأول، إلا أن تسديدة
فيديتش تعلو العارضة، ويفشل المدافع الصربي في التعويض.
ويبدأ الشوط الثاني، وقد حافظ كلا المديرين الفنيين على التشكيل ذاته، حيث لم يجري أي منهما أية تغيرات، وببدو أنهما قد ادخرا التغيرات حتى مرور عشر دقائق من الشوط الثاني، ويستهل يونايتيد هجماته في الشوط الثاني بعرقلة وين روني في إحدى الالتحامات القوية داخل منطقة الجزاء وهو في طريقه إلى المرمى، وانتظر الجميع أن يطلق الحكم صفارته ليحتسب ضربة جزاء للشياطين الحمر، ولكن يبدو أن ستايليس هو الوحيد الذي لم يشاهد تلك الإعاقة.
وتحمل الدقائق التالية اللحظة المنتظرة لجماهير يونايتيد - حيث يدخل كارلوس تيفيز بديلاً للبرازيلي أندرسون، وكان دخول تيفيز إلى أرض الملعب بمثابة الإنذار إلى اللاتيكس، حيث أحكم يونايتيد قبضته على اللقاء، وبدأ الطوفان الأحمر يجتاح الملعب، فقد استطاع النجم الأرجنتيني أن يحول تسديدة كاريك بكعبه في لعبة من النادر أن تراها في ملاعب كرة القدم، ويحرز تيفيز هدف التعادل للشياطين الحمر، ويعد هذا الهدف هو الخامس لتيفيز مع يونايتيد في الدوري؛ إلا أنه أفضلهم على الإطلاق، أما أهم أهدافه فكان في مباراة ختام السنة الميلادية الماضية أمام فريق ستوك سيتي.
ويحرم حكم اللقاء يونايتيد من ضربة جزاء أخرى، وذلك عندما تعرض رونالدو للإعاقة داخل منطقة الجزاء من الظهير الأيسر للاتيكس ماينور فيغيروا، بيد أن الحكم أشار باستمرار اللعب.
ويعود السير ألكيس ويتدخل في اللقاء بتغيراته الرائعة، حيث يدخل النجم المخضرم جيجز بديلاً للقدير سكولز بغية تنشيط خط منتصف الشياطين الحمر.
ويتوج الشياطين الحمر أداءهم الأكثر من رائع في الشوط الثاني بهدف الفوز الذي وضع الفريق على أعتاب منصة التتويج بلقب الدوري الإنجليزي، فقد مرر فيديتش الكرة إلى رونالدو ومنه إلى جون أوشيه في الجناح الأيمن، ويقوم النجم الأيرلندي بإرجاع الكرة على حدود منطقة الجزاء بدلاً من إرسال كرة عرضية، ليستقبلها كاري
المندفع من الخلف بتصويبه من لمسة واحده لتسكن الزاوية اليسرى العلوية لمرمى اللاتيكس.
وينطلق الشياطين الحمر من كل مكان في الملعب ليحتفلون بهدف الفوز بالمباراة، وإن شئت فقل هدف الفوز بالدوري، وسوف يحتفل هؤلاء اللاعبون بالتتويج باللقب بين جماهيرهم في إستاد أولد ترافورد اللقاء القادم أمام المدفعجية.
