عرض مشاركة واحدة
قديم 26/07/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا الأندلسية
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ الأندلسية
الأندلسية is offline
 
نورنا ب:
Jan 2009
المطرح:
بلد المليون و نصف المليون شهيد
مشاركات:
1,147

افتراضي طرد المسلمين من الأندلس.(مع ملحق خاص بنص قرار الطرد من بلنسية)



بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.


لم تكن المحاولات الحثيثة للسلطات القشتالية النصرانية لتنصير مسلمي الأندلس قسرا, طيلة القرن 16م, و أجبروا جميعا على اعتناق الكاثوليكية ابتداءا من سنة 1500م. فرغم الترسانة الرهيبة من القرارات و النقاط التنظيمية الهادفة لإدماج الأندلسيين في المجتمع النصراني القادم غزوا من الشمال, و رغم بطش محاكم التفتيش و إرهابها لمن حافظ على الإسلام و لو خفية, فقد بقيت التعاليم و المظاهر الإسلامية قائمة في المجتمع الأندلسي بشكل أرّق سلطات الاحتلال الإسباني و جعل مشروع كثلكة إسبانيا غير قابل للتطبيق


بعد قمع سلطات الاحتلال القشتالي لثورة أندلسيي غرناطة سنة 1570م, التي تزعمها محمد ابن أمية ثم ابن عبو , تمّ توزيع مسلمي هذه المملكة شدر مدر على باقي المماليك الإسبانية رغبة منهم في كسر شوكتهم و تفريقهم للفت من قوتهم, عندها اعتقدت الكنيسة و الدولة أن مشكلة إسلام الأندلسيين في طريقها إلى الحل. لكن خيبتهم كانت كبيرةحيث جاءت النتائج عكسية, فبعد بضع سنين على نفي الغرناطيين ظهر أن هذا النفي ساعد المسلمين بمناطق أخرى على التشبث بالإسلام و قوّى عزمهم

"اطمأنت الدولة الإسبانية من وقوع ثورات جديدة في مملكة غرناطة بعد أن طردت عددا كبيرا من الغرناطيين سنة 1570 و شتتهم على أنحاء قشتالة, فوجهت اهتمامها إلى مسلمي مملكتي بلنسية و أراغون القديمة, تهدد تجمعاتهم بالطرد و التشتيت".(1)


هذا اليأس من تنصير المسلمين أدى إلى التفكير في حلول أخرى تُخرج إسبانيا من ورطتها. فأخذت الدولة و الكنيسة في جمع الاقتراحات التي انقسمت إلى عدة حلول:


- الحل الأول: اقترحه الراهب فرانسيسكو دي رباس سنة 1582, و ألونسو كوتريس سنة 1588م, و يعتمد على تجميع الأندلسيين الذين يرفضون النصرانية و يختارون الإسلام في أحياء خاصة بهم, على أن يُضيّق عليهم تضييقا شديدا.


- الحل الثاني: اقترحه الراهب تريخوس سنة 1573(و هو من أب نصراني و أم أندلسية. حمته عائلة أمه من بطش النصارى إبان ثورة غرناطة الكبرى), و فحوى هذا الاقتراح هو اختطاف كل الأطفال الأندلسيين الذين لا تتعدى أعمارهم 6 سنوات و تسليمهم للنصارى القدامى لتربيتهم على دين النصرانية, و منعهم من الزواج حتى لا يتناسلوا, و بهذا ينقرضون مع الأيام.


- الحل الثالث: اقترحه المطران ربيرا, و يهدف إلى القضاء على الأندلسيين بالاسترقاق, و أخذ كل سنة بضعة آلاف منهم للعمل في السفن و المناجم حتى يتم إفناؤهم.


- الحل الرابع: اقترحه بعض وزراء الملك فيليب الثاني, يقوم على جمع كل الأندلسيين و حملهم على السفن ثم إغراقهم في عرض البحر.


- الحل الخامس: اقترحه مارتين دي سالبتيرة, أسقف سقوربة بمملكة بلنسية, يقوم على إخصاء كل الذكور الأندلسيين, كبارا و صغارا, و بهذا ينقرضون بسرعة.


- الحل السادس: اقترحه أيضا ألونسو كوتريس, و يقوم كذلك على الإخصاء, لكن لتحديد نسلهم فقط.


- الحل السابع: قتل الأندلسيين دفعة واحدة, أو قتل البالغين منهم و استرقاق الباقين و بيعهم.


- الحل الثامن: اقترحه بدرو بونسي دي ليون, الذي قضى عشرين عاما في خدمة الملك, و يعتمد على إرسال شباب الأندلسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 سنة للعمل في السفن, و بذلك يقل نسلهم و ينقرضون مع الوقت.


- الحل التاسع: و هو الذي لاقى قبول كبار رجال الدولة و الكنيسة, و يقوم على طرد الأندلسيين خارج إسبانيا(1), و هذا الحل هو الذي سيتم تطبيقه سنة 1609م على أندلسيي مملكة بلنسية ثم على باقي المناطق خلال السنوات الخمس التي تلتها. و قد كان لثالوث الشر و الحقد خوان دي ريبيرا, دوق دو ليرما و خايمي بليدا مساعي خبيثة لإقناع الساسة, النبلاء و رجال الكنيسة بحسنات طرد الأندلسيين.


ثم توالت الأحداث بسرعة في اتجاه طرد المسلمين:


- في 30 يناير 1608: اجتمع مجلس الدولة القشتالي بكامل أفراده ووافق بالإجماع على طرد الأندلسيين من الأراضي الإسبانية. و بقي هذا الاتفاق سرا حتى لا يثور الأندلسيون.


-4 أبريل 1609م: إصدار مجلس الدولة قرار الطرد "للمحافظة على أمن الدولة". و قرر مجلس الدولة الابتداء بطرد أندلسيي مملكة بلنسية على أن يبقى القرار سرا إلى حين.


-11 شتنبر 1609م: توقيع الملك فيليب الثالث لقرار طرد أندلسيي بلنسية.


-17 شتنبر 1609م: السفن الإيطالية ترسوا في موانئ مملكة بلنسية, و تولت القوات العسكرية حراسة حدودها مع أراغون القديمة.


-21 شتنبر 1609م: اجتمع الملك مع أعضاء مجلس الدولة و النبلاء و كبار رجال الدولة.


-22 شتنبر 1609م: الإعلان الرسمي لقرار طرد الأندلسيين من مملكة بلنسية. (انظر النص الكامل لقرار الطرد هذا في الملحق في أدنى الموضوع).


بعض الأندلسيين رفضوا القرار و ثاروا في بعض مناطق بلنسية, لكنهم تعرّضوا للتقتيل.


و في 12 يناير 1612 صدر قرار الطرد الخاص بمنطقة إقليم الأندلس (حسب التقسيم السياسي الحالي لإسبانيا)و مرسية عدا بلدة أورناتشوس. (2)


و في 17 ابريل 1610م صدر قرار طرد أندلسيي قطلونية.


و في 29 ماي 1610م صدر قرار طرد أندلسيي أراغون القديمة.


و سنة 1614 صدر قرار بطرد أندلسيي وادي ريكوتي بمرسية. (3)


قال الشهاب الحجري الأندلسي: " و بعد ذلك باثنتي عشرة سنة (1018هجرية) فرج الله تعالى على مسلمي الأندلس الذين كانوا فيها تحت قهر سلطان البلاد المسمى بفيلبي الثالث".(4)

و قال ابن عبد الرفيع: "و لا يخفى أن هذا أمر عظيم و محال عادة, لما كنا فيه معه من الشدة و الضيق في الدين و النفس و المال. فسبحان رب السماوات و الأرض الذي إذا أراد أمرا قال له كن فيكون؛فيا لها من أعجوبة ما أعظمها, و من فضيلة ما أشرفها" (5). بينما رفض أندلسيون آخرون الخروج و حاولوا الاختفاء قدر ما أمكن.


و قد كان للفقهاء دور عظيم, فقد شرحوا للعوام أن هذا الطرد فرج لهم من عند الله, و إنقاذ لعقيدتهم, و نهوهم عن المقاومة التي لا فائدة منها, و نصحوهم بالصبر.



ملحق: نص قرار طرد أندلسيي بلنسية.


قرار طرد مورسكيي بلنسية أُعلن في بلنسية في 22 شتنبر 1609.


و باسمه السيد لويس كاريو دي توليدو ماركيز كاراثينا و سيد مدن بنتو وانيس.........و القائد العام لهذه المدينة و مملكة بلنسية و النائب عن جلالة الملك.


و إلى السادة و الأساقفة, و القضاة, و ممثلي المدن و القرى, و الحكامو و مندوبي جلالة الملك و المواطنين, خاصة مواطني هذه المملكة.


جاء في رسالة ملكية من صاحب الجلالة مؤرخة في 4 أغسطس الماضي من هذا العام, موقعة من سكرتيره أندريس دي برادا:


إلى ابن عمي : ماركيز كاراثينا و القائد العام لمملكة بلنسية.


قد علمت أنني على مدى سنوات طويلة حاولت تنصير مورسكيي هذه المملكة و مملكة قشتالة, كما علمت بقرارات العفو التي صدرت لصالحهم و الإجراءات التي اتخذت لتعليمهم ديننا المقدس, و قلة الفائدة الناتجة من كل ذلك, فقد لاحظنا أنه لم يتنصر أحد, بل زاد عنادهم. و رغم الخطر و الأضرار التي تترتب على استعمال السياسة معهم إلا أنهم منذ أيام التقيت بكثير من العلماء و المتدينين, و قد رجوني أن أعالج موضوع المورسكيين بما يرضي ربنا – الذي اشتد غضبه على المورسكيين – و أكدوا لي أنه يمكن معاقبة المورسكيين في أموالهم و أشخاصهم, لأن الاستمرار في ارتكاب الجرائم يؤكد أنهم ملحدون, لا يحترمون الله و لا الإنسان. و رغم أنه كان بالإمكان معاقبتهم كما تستحق جرائمهم إلا أنني إزاء الرغبة في إتباع اللين معهم أمرت بعقد اجتماع اللجنة في هذه المدينة؛ و التي حضرتموها أنتم و البطريرك و قساوسة آخرون و أشخاص مثقفون, للنظر فيما إذا كان من الممكن تجنب طرد المورسكيين من هذه الممالك. لكنني علمت ان أهل قشتالة مستمرون في محاولتهم الضارة. فهمت من مصادر مؤكدة أنهم حاولوا – و يحاولون – من خلال سفرائهم, و من خلال طرق أخرى الإضرار ببلادنا. و رغبة مني في القيام بواجبي نحو الحفاظ على أمن البلاد – خاصة مملكة بلنسية – و نحو رعاياها المخلصين لأن الخطر أقرب إليهم.....فقد قررت طرد كل مورسكيي هذه المملكة, و نفيهم إلى بلاد البربر.


و لكي يتم تنفيذ هذا القرار, و أوامر صاحب الجلالة فقد أمرنا بنشر القرار التالي:


1-يخرج كل مورسكيي هذه المملكة, رجالا و نساءا, و أبناؤهم كذلك, من بلنسية في خلال ثلاثة أيام اعتبارا من نشر هذا القرار في الأماكن التي يعيشون فيها, و يذهب الجميع إلى حيث يستقلون السفينة في الميناء الذي يحدده المفوّض, و يحمل كل مورسكيي كل ما يستطيع من أمتعة شخصية, و يستقل المركب أو السفينة التي تحمله إلى بلاد البربر فينزل منهم ما يحتاجه من ملابس خلال الرحلة, و بإمكان كل واحد منهم أن يحمل ما يستطيع, و من لا ينفذ هذا البند و يخالف هذا القرار يتعرض لعقوبة الإعدام التي ستنفذ لا محالة.


2-أي مورسكي – بعد نشر القرار و مرور ثلاثة أيام على نشره – يتواجد خارج محل إقامته أو في الطرقات قبل إبحار السفينة, يستطيع أي شخص إلقاء القبض عليه, و تجريده من متاعه, و تسليمه إلى العدالة في أقرب مكان, و إذا دافع المورسكي عن نفسه فبإمكان المواطن أن يقتله دون أن يتعرض لعقوبة.


3-بعد نشر القرار يُحظر على المورسكي مغادرة محل إقامته إلى مكان آخر؛ بل يظل في مكانه حتى يصل إلى القرية المفوض الذي يقتادهم إلى السفينة.


4-أي مورسكي يدفن متاعا له, أو يخفيه – لانه لا يستطيع حمله معه – أو يضرم النار أو يتلف الزرع أو الأشجار أو البيوت توقع عليه عقوبة الإعدام, و يقوم بتنفيذها المواطنون المقيمون في موقع ارتكاب الجريمة. نأمر بذلك لأن صاحب الجلالة قد تفضل بمنح سادة المورسكيين الأمتعة التي لا يستطيع المورسكيون حملها معهم.


5-من أجل الحفاظ على البيوت و على محصول الأرز, و إبلاغ ذلك إلى السكان الجدد, استجاب صاحب الجلالة لطلبنا و قرر بقاء ستة أفراد بعائلاتهم في كل قرية بها مائة بيت, على أن يقوم سادة الرعايا بإخبارنا بأسماء الأشخاص الذين تم اختيارهم , أما الأشخاص الذين سيبقون في القرى التابعة لصاحب الجلالة فسنقوم نحن باختيارهم. و ننبه إلى أنه يفضل أن يكون الأشخاص الذين سبيقون من كبار السن, و أن تكون حرفتهم الوحيدة هي الزراعة, و أن يكونوا قد ابدوا ميلا إلى اتباع المسيحية.


6-لا يقوم أحد المسيحيين القدامى أو الجنود بإساءة معاملة المورسكيين أو إيذائهم باللفظ, أو الإضرار بممتلكاتهم أو بزوجاتهم و أبنائهم.


7-يجب ألا يُخفي أحد في بيته مورسكيا, و لا يساعده على الاختفاء و إلا عوقب من يفعل ذلك بالسجن لمدة ست سنوات, و بعقوبات أخرى نراها.


8-لكي يفهم المورسكيون أن رغبة جلالة الملك هي طردهم من البلاد, و أنه لن يقع عليهم إيذاء أثناء السفر, و أنهم سينقلون إلا بلاد البربر؛ فإننا نسمح بعودة عشرة أشخاص من الذين سافروا مع الفوج الأول لكي يخبروا الآخرين بذلك, و نسمح بأن يتم ذلك مع كل فوج, و نأمر بأن يبلغ ذلك إلى قباطنة السفن لكي يأمروا به, و لكي يحولوا دون أن يقوم الجنود و البحارة بإيذاء المورسكيين باللفظ و بالفعل.


9-الصبية دون الرابعة عشرة الذين يفضلون البقاء, و يوافق أولياء أمورهم على ذلك, لا يُطردون.


10- الأطفال دون السادسة من أبناء المسيحيين القدامى يبقون في إسبانيا, و تبقى أمهاتهم معهم حتى لو كن مورسكيات؛ أما إذا كان الأب مورسكي و الأم مسيحية فسيُطرد الأب, و يبقى الأطفال دون السادسة مع أمهم.


11-يبقى أيضا الأشخاص الذين عاشوا مدة عامين بين مسيحيين قدامى, و لم يحضروا اجتماعات مورسكية.


12-يبقى أيضا من تلقوا القربان المقدس, و هؤلاء يتم التعرف عليهم من خلال مسئولي القرى التي يعيشون فيها.


13-يوافق صاحب الجلالة على كلب المورسكي الذي يفضل الرحيل إلى بلاد أخرى (عدا ممالك إسبانيا).


هذه هي الرغبة الملكية, و تنفذ العقوبات الواردة فيها دون رجعة, و لكي يتم إبلاغ الجميع بها يتم نشر القرار بالطرق المعتادة.


بلنسية في 22 شتنبر 1609.

ماركيز كاراثينا و عنه مانويل دي اسبينوسا. (6)



الهوامش:

(1)"انبعاث الإسلام بالاندلس" . د. علي المنتصر الكتاني رحمه الله. ص 146, 147.

(2)" مسلمو مملكة غرناطة بعد عام 1492" تأليف : خوليو كارو باروخا. تعريب د جمال عبد الرحمان.

(3)""المورسكيون الأندلسيون" تأليف مرثيدس غارسيا أرينال. تعريب د جمال عبد الرحمان. ص 30.

(4)"ناصر الدين على القوم الكافرين" للشهاب الحجري" ص 17.

(5)"انبعاث الإسلام بالاندلس" . د. علي المنتصر الكتاني رحمه الله. ص 164.


(6)"المورسكيون الأندلسيون" تأليف مرثيدس غارسيا أرينال. تعريب د جمال عبد الرحمان. ص 229.

كتب رولاند رايس عن الموسيقى الأندلسية قائلا: (... لا أحد سمع وأحس لغة مماثلة كما هي في الغناء الأندلسي, ولا أحد شعر بنشوة أكثر عمقًا منها ...)

آخر تعديل suryoyo يوم 04/08/2009 في 19:45. السبب: تعديل النصوص المهينة للآخرين
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.11623 seconds with 10 queries