الموضوع: شذرات لغوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/08/2009   #6
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : personita عرض المشاركة
لا أدري لمَ لا يتّسعُ الوقتُ لقتلِكَ (لمَ لا يسعُ قتلَكَ الوقتُ): يسعُ يتعدّى بدون حروف الجرّ ولم أعثرْ عليه متعدّياً باللام.
يا صديقي، وسع و اتسع يترادفان في أكثر من معنى و يؤديان معا معنى الرحابة و السعة أو الاتساع:
(وَسِع) الشيءُ -(يَسَعُ) سِعَةً (بفتح السين وكسرها): لم يَضِقْ.
وَسُعَ) الشيءُ (يَوْسُعُ) وَسَاعةً: وَسِعَ فهو وَسيعٌ، وأَسِيعٌ. و- الدَّابَّةُ وَساعةً ، وَسَعَةً : اتَّسعت في السَّير. فهي وَسَاعٌ ، ووسيعةٌ. وهو وَساعٌ.
وَسِعَ - [و س ع]. (ف: ثلا. لازمتع). وَسِعَ، يَسَعُ، مص. سِعَةٌ، سَعَةٌ. 1."وَسِعَ الْمَكَانُ" : اِتَّسَعَ، رَحُبَ. "إِنَّ حُبَّهُ لاَ تَسَعُهُ أَرْجَاءُ العَالَمِ".
الغني
أما "لقتلٍك" فهي هنا أمنيتي ! عفوا أقصد، هي هنا مفعول لأجله و ليس مفعولا به، فما المشكلة إذن؟
عزيزتي بيرسونيتا

سلامٌ عليكِ وبعد...
أرجو منكِ في المرّة القادمة ألا تستفيضي في شرحِ المعاني فالمعاجمُ كثيرة والغوصُ فيها شائك، ودعينا نضعُ الإصبع حيثُ الجرح!
أنتِ تقولين "لا أدري لماذا الوقتُ لا يسعُ لقتلِكَ". وقلتُ لكِ: "وسعَ" يتعدّى بدون حرفِ جرّ، وإن أردتِ تعديتَه بحرفٍ فاجعليه "يتّسع". نعم لهما المعنى ذاته ولكنّ التعدية بحروفٍ أو بدونها تختلفُ. جاءَ في القرآن: "وَسِعَ كرسيّهُ السّمواتِ والأرضَ" (البقرة: 255)؛ "وَسِعَ ربّي كلَّ شيءٍ علماً" (الأنعام: 80)؛ ومثلها في (الأعراف: 89) وفي (طه 9. وإذا قلتِ أنَّ "لقتلِك" جاءت مفعولاً لأجلِه، فأسألك وأين مفعول الفعل "وسعَ" في جملتك؟! بدونِه تبقى ناقصة. يقولُ ابنُ منظور: "قالَ اللهُ عزَّ وجلّ: "وسعَ كرسيُّهُ السّمواتِ والأرضَ" أي اتّسعَ لها. ووَسِعَ الشيءُ الشيءَ: لم يضقْ عنهُ.


اقتباس:
- ولماذا لا تُسعفني الرّصانة: في العربيّة يسبقُ الفعلُ الفاعل وخصوصاً بعد الاستفهام!
ترتيب الجملة الفعلية - كما قال شيخ النحاة – عبارة عن فعل وفاعل ومفعول , فالفعل يكون في مقدِّمة الجملة , وبعده الفاعل ؛ لأن َّ الفعل وفاعلَه كجزأي كلمة . ولايجوز تقديم عجُز الكلمة على الصدر هذا هو الترتيب المعتاد .
قال ابن مالك :
وبعد فعل ٍ فاعل ٌ فإن ظهر** فهْو وإلا فضمير ٌ استتر ْ
وأجاز الكوفيون تقدُّم الفاعل على الفعل مع بقاء فاعليته .
قال ابن هشام :
"وأجاز الكوفيون وجها ثالثا - في نحو :
وإن امرأة خافت وإن أحد من المشركين استجارك و إذا السماء انشقت ) - وهو أن يكون فاعلا بالفعل المذكور على التقديم والتأخير مستدلين على جواز ذلك بنحو قول الزّبَاء :
ما للجِمال مَشيُها وئيدا >>> أجندلا يحملن أم حديدا
رفعت "مشيها" وذلك عند الجماعة مبتدأ حذف خبره وبقي معمول الخبر أي"مشيها يكون وئيدا أو يوجد وئيدا" ولا يكون بدل بعض من الضمير المستتر في الظرف كماكان فيمن جره بدل اشتمال من الجمال لأنه عائد على ما الاستفهامية ومتى أبدل اسم من اسم استفهام وجب اقتران البدل بهمزة الاستفهام فكذلك حكم ضمير الاستفهام ولأنه لا ضمير فيه راجع إلى المبدل منه.
وقال في أوضح المسالك :
الثاني – من أحكام الفاعل - وقوعه بعد المسند فإن وجد ما ظاهره أنه فاعل تقدم وجب تقدير الفاعل ضميرا مستترا وكون المقدم إما مبتدأ في نحو زيد قام وإما فاعلا محذوف الفعل في نحو وإن أحد من المشركين استجارك ؛ لأن أداة الشرط مختصة بالجمل الفعلية وجاز الأمران في نحو "أبشر يهدوننا" و "أأنتم تخلقونه" والأرجح الفاعلية , وعن الكوفي جواز تقديم الفاعل تمسكا بنحو قول الزَّباءما للجمال مشيها وئيدا .* ................
وهو عندنا ضرورة أو مشيها مبتدأ حذف خبره أي يظهر وئيدا كقولهم حكمك مسمطا أي حكمك لك مثبتا قيل أو مشيها بدل من ضمير الظرف .
وقال السيوطي في الهمع : همع الهوامع ج1/ص576
"الثانية الصحيح، وعليه قال البصريون أنه يجب تأخيرالفاعل عن عاملهوجوز الكوفية تقديمه نحو زيد قام مستدلين بنحو قولهما لِلْجمَال مَشْيُها وَئِيدَا * ....................
أي وئيدا مشيها
وتأوله البصريون على الابتداء وإضمار الخبر الناصب وئيدا أي ظهر أو ثبت"

أنتَ تقولين: "ولماذا الرّصانةُ لا تسعفني". فأينَ من جملتك هذه ما أوردتِه عن وجوب التقديم باستخدام همزة الاستفهام؟! على كلّ حال إن حاولتِ أن تنبشي كتبَ النحو عن جوازٍ لشعرِك فما أبهت ذاكَ الشّعر! أوَ يُعقل أن نستشعرَ ونحتكم إلى جواز اللغة؟! هل تذكرينَ بيتَ الفرّا وكم من جوازٍ أدخلَ عليه ففسدَ وباتَ عسيراً على الهضمِ؟! فأمّا من جهة الجمالِ فاقرأي "ولمَ (ولماذا) لا تُسعفني الرّصانةُ"، ثمَّ اقرأي "ولماذا الرّصانةُ لا تُسعفني"، وانظري الفرقَ في اللحنِ والإيقاع! أنصحُ لكِ التثبّتَ قبلَ النّزال، فما هكذا تورد الإبلُ يا ابنة المغرب!

اقتباس:
- في العربيّة تُستخدم ثلاث نقاط للدلالة على ترك المعنى بغير اكتمال (...) وغير صحيح استعمال نقطتين أو أربع! ولا يصحُّ الفصلُ بين "كي لا تحتلَّ منّي" و"أكثرَ... " بالنقاط، فالثانية مفعول الأولى، ولا يُفصَل بين الفعل ومفعولِه بعلامات الترقيم.
اصطلاح الترقيم مستحدث و يرجع إلى عهد غير بعيد، عندما اختاره بنجاح الأستاذ أحمد زكي باشا، الذي وضع كتاب "الترقيم في اللغة العربية" سنة 1913 وذلك بتكليف من نظارة المعارف في مصر. فقد كانت الكتابة العربية قديما بلا فواصل ، كما كانت الحروف بلا نقط. ثم تم تنقيط الحروف ، و ظلّت الكتابة بلا فواصل حتى عهدٍ ليس ببعيد . مما نشأ عنه تداخل بين الجمل و بين أجزاء الجمل ببعضها البعض ، و حدوث لبس فى الفهم .
أما بالنسبة مواضع استعمال علامات الترقيم و علامة الحذف فإليك ما يقوله الكاتب:
"هـ) علامات الحذف : (...) أو _ __(..)
توضع مكان الكلام المحذوف:
1. عندما يريد الكاتب أن يقتبس جملة أو أكثر أو فقرة للاستشهاد بها من أي نص كتابي ، فإنّه ينقل ما يتّصل بموضوع استشهاده ويستغني عن بعضه ، ويضع علامة الحذف دلالة على وجود جزء ناقص أو أكثر ، وذلك للأمانة العِلميّة أيضًا .
2. توضع مكان الكلام المحذوف لاستقباحه أخلاقيًّا والترفّع عن ذكره كالسباب والجدف .
3. توضع مكان الكلام المحذوف لشهرته .
4. توضع علامة الحذف للدلالة على استمرار الكلام ضمن المعنى .
5. في آخر الجملة إذا قُصِدَ ترك النهاية مفتوحة .
6. قبل كلمة الاختزال إلى آخره... الخ والبعض يضع النقط بعدها .
7. أحيانًا توضع قبل علامة الانفعال أوالاستفهام زيادة في التأكيد على الحالة .
_ أحمد زكي باشا – " الترقيم في اللغة العربية " – دار الكتب الخديوية / مصر 1913 .
( ومنه أخذت جميع الاقتباسات الواردة) .
و مع ذلك، تبقى الكلمة الأخيرة للكاتب في وضع علامات الترقيم و راجع لذوقه، و للوجدان الذي يريد أن يؤثر به على نفس القارئ ليشاركه في شعوره و عواطفه، و قد لا يخفى عليك، أن إحدى "الصرعات" أو "الموضات" الأدبية خلال ما عرف بفترة "الانفجار" أو ال Boom في أمريكا اللاتينية كانت الكتابة من غير ترقيم، كتمرد على النص نفسه، فنرى لأصحاب هذا التيار روايات نصوصها عبارة عن سيل عارم من الكلمات، لا أول له و لا آخر..

أنتِ إذن تكتبينَ مُستحدثَ اللغةِ منذ سنة 1913؟! وهل يُسمّى مُستحدثاً ما كانَ عمره قريباً من المئة عام؟! استيقظي يا أميرةَ الشّعرِ واعلمي أنَّ الترقيم المقتبسَ عن لغات الغرب صارَ اليومَ في وادٍ غير واديكِ ووادي ابن الباشا. ومع ذلك فلكِ أن تستخدمي النقطتين دونَ أن تحدّثيني عن الاستحداث في العربيّة!
فأمّا عن الحالات السّبع التي أوردها أحمد زكي باشا فليسَ فيها ما جاءَ عندَك في الفصلِ بين الفعلِ ومفعولِه!

اقتباس:
- وأعقدُ القرارات على طردِك من مملكتي": إذا صحَّ استعمالُ الفعلِ عقدَ مع "القرار" فهو يتعدّى بحرف الجرّ "على" وليس "الباء".
عقد- البيعَ واليمينَ والعَهْدَ: أَكَّدَهُ
(عَقَدَ): الحَبْلَ والبَيعَ والعَهْدَ يَعْقِدُهُ شدَّهُ
أنا هنا استعملتها بمعنى اتخذ القرار، و لا أرى المعنى مستنفَرا لهذه الدرجة، إذا ما فهمناه مجازا. و لن أناقشك في حرف الجر لأن معظم الأفعال هي متعدية بأكثر من حرف،و لست متأكدة من الأمر!

إن كنتِ غيرَ متأكّدة منه فعلامَ اعتراضُك؟ ولم نتطرّق إلى النّفور وغيرِه بل إلى التعدية بالحرفِ المناسب، وغالباً ما يُخطئ الأعرابُ في تعدية الأفعال. فأمّا قولُكِ: "لأنَّ معظم الأفعال هي متعدية بأكثر من حرف" فمستنكرٌ وقد عابَه اللغويّون وآخرُهم العدنانيّ في كتابِه "الأخطاء الشّائعة"! وهو بابٌ إن حللنا رتاجَه انفتحتْ علينا أبوابٌ لا عدَّ لها ولا حصرَ. وغالباً ما تحرصُ مجامع اللغة العربيّة على الإشارة إلى تعدية فعلٍ بحرفٍ جديد يتشرّبُ معنى فعلٍ آخر.

اقتباس:
- "مهما المعاهدات": مهما اسم شرط جازم فعلين يُستعمل لما لا يَعقِل. ويأتي ظرفَ زمانٍ وغير ظرفٍ أيضاً. لا يرافقُ الأسماء. يُقال: "برغمِ المعاهدات".
يا صديقي، أعرف جيدا ماذا تكون "مهما" و كيف يكون استعمالها، لكن الاستعمال هنا خاص و جدا، و بالأحرى هو خاص بي فقط، لأني أردت استعماله كذلك (أحيانا أحب أن أتمرد قليلا)، و في جميع الأحوال يمكنك أن تعتبر تقدير الجملة هكذا "مهما (وقَّعنا من) المعاهدات".

.
أنتِ تكتبين بالعربيّة وهذه لغتها الشّعر فلا حقَّ لكِ في قولِك "خاصّ بي" وإلا فدعي النّاقدَ يفعل ما يشاء!

اقتباس:
- ولا تنسي أخيراً أن تجمعي بين حرف العطف "الواو" والكلمة التي تليه، إذ لا فاصل في العربيّة بينهما.
أنا لم أنس يا صديقي، (أنساك دة كلام؟)، لكن وصل واو العطف بما بعدها ليس بقاعدة ملزمة و ليس صحيحا أن فصلها عما بعدها هو خطأ إملائي و الدليل هو أن القرآن يحتوي على كلا الحالتين:
"هذه المشكلة لم تظهر في عصور ما قبل الحوسبة، حيث أن الكاتب اليدوي (و الطابع على الآلة التقليدية) يضع مسافة مناسبة بين الواو و ما يليها إلا أنه يراعي عدم وجود الواو في أول السطر لسبب يتعلق بالتفضيل البصري، فيما عدا واو القسم التي تبدأ الجملة.
"بالنسبة لواو العطف، فلا توجد قاعدة لغوية ملزمة و اختلف الكتاب بين مطالب بوصلها
و فصلها و يمكننا أن نشمل آراءهم بما يلي:
مع الوصل:
. معاملة الواو كالفاء و بعض حروف العطف الأخرى التي تتصل بالكلمة التي تليها
. تجنب انتهاء السطر بحرف عطف مما يؤدي إلى فصل المعطوف و المعطوف عليه
. أسرع و أكثر اقتصادا عند الكتابة بواسطة لوحة المفاتيح

مع الفصل:
. معاملة الواو مثل بعض حروف العطف الأخرى المفصولة (أو) محتجين بخلق توازن بين المعطوف و المعطوف عليه
. الاعتماد على المعنى في بعض الأحيان للتفريق بين الواو من أصل الكلمة مثل وهن (ضعف)/ و هنَّ و التشكيل هنا قد يحل المشكلة
أسرع و أكثر راحة للقراءة كونها تسهل التمييز بين الكلمات وتقلل من عملية تحليلها.
الجدير بالذكر أن القرآن يحتوي على كلا الحالتين .

في ذات الوقت فإنه للأسباب التي وردت في مقدمة السياسة من قصور تقنيات البحث عن التمييز بين مقاطع الكلمات العربية و بين تنويعات الهمزات و الحركات، فإن وصل الواو بالكلمة يشوش التقنيات القاصرة و يجعلها تظن أن الواو جزء أصلي من الكلمة، بما يصعب البحث. أي أن فصل الواو عن الكلمة التي تليها يتماشى مع روح السياسة." الويكيبيديا


يؤسفني أن تكون "الويكيبيديا" مرجعاً لردّكِ فهذه مفتوحة على مصراعيها أمام كلّ كاتب!
فأمّا ما جاء في مطولتك عن الواو فقد كانَ في الماضي، واليومَ يُجمعُ العربُ كافّةً على وصلِها بالكلمة التي تليها.

اقتباس:
و تحية متشذِّرة (بشذرات الذَّهب)

ومن عندي بشذرات الماسِ والياقوت .


Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.09675 seconds with 10 queries