عرض مشاركة واحدة
قديم 25/09/2009   #22
صبيّة و ست الصبايا marochka
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ marochka
marochka is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
المطرح:
بلبنان، مجبرٌ أخاك لا بطل
مشاركات:
915

إرسال خطاب MSN إلى marochka
افتراضي


من جريدة السفير:

عرض القذافي
ساطع نور الدين
عادت الإثارة الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع الكثير من الطرافة، والقليل من الغرابة.
بعد سنوات، بل عقود، على غياب الكبار عن ذلك المحفل السنوي الدولي البارز، الذي كان يشهد ترجمة فورية لحروب العالم وصراعاته وأزماته الكبرى الى خطابات وقرارات وفيتوات تاريخية، ظهر العقيد معمر القذافي، للمرة الأولى منذ ان حكم ليبيا قبل اربعين سنة، على منصة الجمعية العامة، ليعيد الى الأذهان، وبأسلوب لا يخلو من الافتعال، ذكريات طواها النسيان، عن أسماء مثل نلسون مانديلا وفيدل كاسترو وياسر عرفات... وغيرهم ممن ظلمهم النظام العالمي الذي ارسي بعد الحرب العالمية الثانية.
لعل العقيد القذافي اختار لحظة إلقاء خطابه الأول من نوعه أمام الجمعية العامة، في ظل الاقتناع بأن أميركا التي وضعت اسس ذلك النظام العالمي، لم تعد مؤهلة لقيادته، وانتهز فرصة فراغ القوة الأميركية الذي يعبر عنه الرئيس الحالي باراك اوباما، لكي يطل على العالم في خطاب مطول يدّعي صفة الناقد والمصلح والمرشد للمنظمة الدولية التي لا تزال، ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، تبحث عن هويتها ووظيفتها الجديدة، من دون جدوى، وبات همها الرئيسي يختزل بالسعي الى وقف ظاهرة الاحتباس الحراري، من دون التطرق الى أسباب تلك الظاهرة ومصادرها.
سدت كلمة القذافي بعضاً من الفراغ الدولي، كما سلطت الأضواء مجدداً على ما يدور في تلك القاعة المضجرة بتصميمها وديكورها ومقاعدها التي لم يطرأ عليها اي تغيير يذكر، حتى بعد تفكك المعسكر الاشتراكي: ثمة ما يستدعي الانتباه لذلك الخطيب المفاجئ الذي يتقن فنون اجتذاب الإعلام بثيابه المغطاة بالشعارات وتسريحته الفريدة التي تتحدى قبعته الصغيرة، وحركاته التي لا تمت بصلة الى أي عرف او تقليد رئاسي او دبلوماسي، وأفكاره التي لا تنتمي الى أي عصر سياسي... ولا يمكن إدراجها في أي سياق محدد، عربي أو إسلامي أو أفريقي أو عالم ثالثي، مثلما لا يمكن حصرها في نطاقها الليبي الضيق.
لم يكن يعيب الكلمة سوى مصدرها، وذلك الالتباس الشديد في تحديد وجهتها، أو بالأحرى في ذلك الزعم إنها موجهة من منطلق تصويب أخطاء النظام العالمي وتحديث مؤسساته. وهو ما قد يتلاءم مع مكانة القذافي الذي بات أقدم حكام العالم، الذين لم يبق منهم حكماء ولا عظماء بل أشباه رؤساء وملوك، لكنه لا يستقيم مع موقع ليبيا التي لا يمكنها ادّعاء الحق بالتحدث باسم العرب او المسلمين او حتى الأفارقة، كما لا يمكن للأمم المتحدة أن تسلم لها بمثل هذا الحق. في هذه الحالة يصبح كلام الرئيس الليبي طوال أكثر من ساعة ونصف الساعة منطقياً وعقلانياً، ويتطلب إدراجه على جدول أعمال الجمعية العامة بلا تردد وتحويله الى قرارات ملزمة.
كان عرضاً مسرحياً ظريفاً قدمه القذافي ببراعة مستمدة من خبرة أربعين عاماً. لم يملّ الجمهور من مشاهدته، لكنه تعاطف مع المترجمين الذين تناوبوا على نقل خطابه الى لغات يفهمها المندوبون جميعاً، لكنهم لا يدركون معناها.

إبحث أنت عن المعرفة فالمعرفة لا تبحث عن أحد

Whether humanity will consciously follow the law of love, I do not know. But
that need not disturb me. The law will work just as the law of gravitation
works, whether we accept it or not

Ghandi
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03567 seconds with 10 queries