عرض مشاركة واحدة
قديم 28/09/2009   #1
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي القال والقيل في البوس والتقبيل


الكلمة الصامتة
أو
القال والقيل في البوس والتقبيل


ياسر المالح

محاضرة قدّمها في المنتدى الاجتماعي بدمشق بتاريخ 21/12/2004

توضيح

الكلمة الصامتة عنوان يثير التساؤل، ولا يلبث أن ينكشف؟!!

كان العنوان: القال والقيل في البوس والتقبيل. وهو عنوان يشبه عناوين كتب بعض الأئمة.
ثم اخترت عنواناً مختصراً: مع القبلات.
غير أن المنتدى الاجتماعي اختار الكلمة الصامتة، ربما لأن العنوان فيه شيء من أدب، أو لأنه يثير التساؤل أو لأنه كناية مكشوفة لكل عاقل له شفتان.
حديثنا بصراحة عن التقبيل والقبلات.

منذ سنتين وأنا أجمع مصادره من كل كتاب بالعربية أو بالإنجليزية أو من موقع الإنترنت، ولم أفرغ لكتابته إلاّ منذ ثلاثة أشهر.
هذا الحديث كان أشبه بالبحث الأكاديمي، فنلت عنه درجة الدكتوراه من هيئة المنتدى الاجتماعي. وقد ثبّتوا اللقب في بطاقة الدعوة. وهكذا صار الدرويش ياسر يحمل لقب "دكتور في القبلات" بقدرة قادر.

أشكر هيئة المنتدى على منحي هذا الشرف. وقد فاتهم أني أحمل لقب دكتور منذ أكثر من عشرين سنة. نعم حصلت على دكتوراه في الأسماك! وعينوني لكفاءتي عميداً لكلية الحقوق. وحين دخلت عليَّ سكرتيرتي أول مرة. نظرت إلي نظرة خاصة وسألتني: دكتور.. ألست دكتوراً في الأسماك؟ قلت: بلى، ولكن كيف عرفت؟ فأجابتني: من رائحتك!
ونحن الآن مع القبلات نستمتع بما قيل فيها أولاً ثم نستمتع بها فيما بعد.

رسالة من ياسر المالح إلى المحبين


مع القبلات

القبلة الأولى (فتح شهية)

كثير من الناس يجدون حرجاً في الحديث عن القبل والتقبيل. وبعض الناس تحمرّ وجوههم خجلاً إذا استمعوا إلى هذا الحديث. وبعض عشاق الفضيلة ينكرون هذا الحديث ويعدّونه ضلالة، وكل ضلالة في النار، مع العلم أن أولئك وهؤلاء جميعاً لا يجدون حرجاً في التقبيل ليل نهار. بمناسبة وبلا مناسبة، في العلن والخفاء، ولا تحمر وجوههم خجلاً، ولا يعدّون التقبيل رجساً من عمل الشيطان، بل هو سنّة شريفة يحسن اتباعها في الأحوال المنصوص عنها شرعاً.

ولو أني كتبت للتلفزيون برنامجاً حوارياً جماعياً عن القبلة والتقبيل على شكل Talk Show كما يفعل (زافين) في (سيرة وانفتحت) لما وافق على هذا البرنامج أحد. مع العلم أن من في التلفزيون جميعاً يمارسون التقبيل، ويعرضون في أغاني الفيديو كليب والأفلام العربية والأجنبية أنماطاً من التقبيل لا تخطر على بال. حتى المشاهدون أنفسهم يغرقون في كثير من الأحيان في بحر من القبل في ليل أو نهار. فالقبلة هي الخبز اليومي للتعبير عن العواطف.

هنا أجدني أمام مفارقة مذهلة: الحديث عن التقبيل محرج مخجل، أما ممارسة التقبيل فأمر محمود وشائع منذ أن يكون المرء رضيعاً إلى أن يصبح هرماً بلا أسنان. فالقبلة أصلاً لا تحتاج إلى أسنان! بخلاف العضّة، وموضوعنا خال من العضّ إن شاء الله، لأن الحديث عن العض من اختصاص أدباء الكلاب.


القبلة الثانية (في اللغة)

القُبلة بالضم في اللغة اللثمة. والقِبلة بالكسر الجهة، والقَبَلة بالفتح وتحريك اللام الخبّاز. ويبدو لي أن القُبلة بالضم والقِبلة بالكسر لفظان مشتركان بالمعنى العام للإقبال على الشيء. واللثمة مشتقة من اللثام. وهو موضع النقاب على الشفتين. فمن أراد اللثمة كشف اللثام عن الشفتين ولثم. وفيما بعد سقط اللثام، وصار اللثم يمارس بلا لثام. لكن المشكلة في أن يخيب ظن الرجل في فم من تكشف اللثام. (1)

وليس في لغتنا العربية الغنية بالمترادفات سوى هذين اللفظين، القُبلة بالضم واللثمَة بالفتح. فاضطر العرب إلى استخدام (البَوسة)، وهي كلمة فارسية معرّبة، على سبيل الإغناء، وشاعت في العاميات العربية، وظل أهل الفصاحة مع القُبلة واللثمة متجاهلين ما أثبتته المعجمات العربية في مادة (بَوس)، وجواز استخدام المعرّب. والألفاظ المعرّبة عن الفارسية واردة في القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر الجاهلي، ولكن (البَوس) ليس بينها.


القبلة الثالثة (في الأسطورة والرجم بالغيب)

في تاريخ القبلة، تروي بعض الأساطير أن حواء حين كانت وآدم في الجنّة، استلقت تحت شجرة ونامت. ربما كانت الشجرة المحرمة. فحطت على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة، لتمتص شهد الرضاب، كما عبّر الخيّام، فأفاقت حواء، وابتسمت ابتسامة رقيقة لتتيح للنحلة المزيد من المص. وكان آدم يراقبها، فغار من النحلة، وكشّها، وانحنى على حوّاء، وحطّ شفتيه على شفتيها كما فعلت النحلة، فارتاحت حواء لهذه الملامسة الشفاهية. وكانت تلك الملامسة القبلة البريئة الأولى في تاريخ البشرية. وكانت النحلة دليل آدم إلى الفم الحلو الوحيد قبل سقوط ثمرة (نيوتن) عليهما.

حواء بوسوسة من (الكوبرا) الجميلة، أكلت من الثمرة المحرمة، وأغرت آدم كي يأكل منها. فلما فعلت (الهورمونات) فعلها في الجسدين، ظهرت لهما سوءتاهما. وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة على سبيل ستر المكشوف، فالمكشوف مثير. من أجل هذا طردا من الجنّة إلى الأرض، ليحققا إرادة الله في إنجاب البشر والتكاثر إلى ما شاء الله. وشاعت القبلة لتكون رسولاً بين المحبين، وليكون الإنجاب على أحسن ما يكون. وفي الأرض صار للقبلة دافع وغاية، وصار لها تقاليد وفنون، ولله في خلقه شؤون.

وحول القبلة وأصولها ظهرت أقوال تقديرية لمجتهدين لا ترقى إلى النظرية العلمية، وإنما يستأنس بها على سبيل العلم بالشيء ولا الجهل به. ومن هذه الأقوال ما يبدو مقبولاً ومعقولاً ينسجم مع النظرية الفرويدية.

قالوا:
- الإنسان القديم لاحظ أن تناول الملح له أثر في تبريد الجسد. واكتشف أن التقبيل يزوده بالملح من رضاب الشريك فيبرد جسده الحار ويرتاح. ولأجل ذلك يقبّل لا لسبب آخر! (لو أنه شرب ماء البحر ألا يبرد جسده بردةً واحدة؟)

- اعتقد الإنسان القديم أن هواء الزفير فيه قوة سحرية ويحوي الروح. وفي الاحتفالات الدينية البدائية كان الناس يتبادلون ما يشبه القبل لاستنشاق زفير الآخر. كأنما هم يتقوون بأرواح بعضهم بعضاً. (ربما وصل هذا التقليد الديني إلينا. فالملاحظ أن الزوج حين يقبل زوجته يقول لها: يا روحي. فكأن زفيرها هو الذي يمنحه الروح! وهو لا يعلم أن زفيرها يحمل ثاني أوكسيد الكربون القاتل.)

- التحية عند سكان الأسكيمو تكون بضغط أنف على أنف مع الشهيق، واستنشاق زفير الآخر، وهذا يشبه ما سبق. (قد يكون هذا السلوك طلباً للدفء بنفس الآخر في المحيط المتجمد الشمالي). أحدنا إذا برد ينفخ في يديه ليستدفىء بنفسه. ثم يفرك يديه بسرعة استجلاباً للدم إليهما. ترى هل يمكن أن تتحول القبلة في أيام الشتاء عندنا إلى أن ينفخ كل في وجه الآخر؟ بالمناسبة، أقدر الناس على التقبيل هم العازفون في آلات النفخ بسبب قوة عضلات الشفتين عندهم. وتروى عن بوب هوب النجم الكوميدي نكتة: سألته زوجته مرّةً بعد أن قبّلها، كيف تعلمت أن تقبّل بهذه الطريقة؟ فقال: الأمر طبيعي كما أعتقد. فأنا أنفخ كل مرة عجلات دراجتي بفمي. فأصبح التقبيل عندي بهذه الطريقة عادة!!)

- عند بعض القبائل يستخدمون كلمة (شُمَّني) بدلاً من (قبّلني) وهذا ينسجم مع ما قيل عن الاستنشاق، ويؤكد أن الشمّ هو بداية التقبيل، ولا تقبيل بلا شمّ.

- منشأ القبلة عند فرويد وغيره مصّ حلمة ثدي الأم طلباً للغذاء والحياة عند الوليد. وحين يكبر يحنّ المرء إلى هذا الماضي، ويحوّل المصّ إلى تقبيل الآخر.

وهناك من يقول أن أصل القبلة إطعام الأم طفلها بفمها فماً لفم.

وهكذا
فالأم مدرسةٌ إذا أعددتها...........أعددت شعباً طيب الأعراقِ

وهذا الشعب معدٌّ للتقبيل إعداداً أخلاقياً يليق بتطلعاته المستقبلية!!

(يتبع)


ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06406 seconds with 10 queries