عرض مشاركة واحدة
قديم 30/09/2009   #76
شب و شيخ الشباب kosayka2
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ kosayka2
kosayka2 is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
في بيت نجوى
مشاركات:
1,486

افتراضي


هلق كمان في مغنية أوبرا سورية كمان نسيناها و بدنا نحكي عنها

و هي

تالار ديكرمنجيان

كمان للأسف ما عندي أي تسجيل بصوتها بس الفكرة أنو لازم نحكي عنها ....



من حلب الطفولة إلى بطولات أوبرا عالمية تجوب عواصم الدنيا رحلة ممتعة عاشتها تالار، وترى أنه يمكن لكثيرين أن يعيشوها..إنها أنموذجاً لصناعة المعجزة! كيف أبكت الراهبات في مدرستها الإعدادية بحلب كانت تالار تغني مثلما يحلو لأي مراهقة أن تجرب صوتها على مسمع زميلاتها.. وإذ بالصوت يهيمن على كيان راهبة في المدرسة فتطلب من تالار أن تغني على مسمع مجموعة من الراهبات اللواتي سرعان ما أخذهن الصوت إلى الاستغراق في الذات، وما هي سوى لحظات حتى بدأ الدمع يجلل وجوههن..كان ذلك وهي في الثالثة عشر من العمر.. ولعله الحظ في أن تكون أول مغنية أوبرا سورية تمكنت بمجهودها الفردي من أن تحصل على جائزة عالمية في الغناء الأوبرالي في ثمانينات القرن الماضي هي السوبرانو أراكس تشيكيجيان قريبة من تلك المدرسة بحكم الأصل الأرمني لكليهما وعندما استمعت إليها باتت تعطيها دروساً في الصوت ومبادئ الغناء الاوبرالي. صلحي الوادي علمها كيف تتفوق على نفسها ويبدو أنه منذ اللحظة التي استمع بها المرحوم صلحي الوادي لتالار في لجان قبول الطلاب في المعهد العالي للموسيقا أدرك أن هذا الصوت سيكون له شأن عظيم، لأنه لم تمض بضعة أشهر حتى أسند إليها دورا في اول أوبرا سورية (دايدو وإينياس) قدمت على مسرح بصرى (1996)،‏

واستمر حاضناً لموهبتها حتى سافرت لاستكمال دراستها، حيث كانت ترافقه في كل الحفلات التي يقدمها من قصر المؤتمرات بدمشق حتى الولايات المتحدة، تقول تالار عن تلك المرحلة بأن الأستاذ صلحي كان يضعها في موقع أكبر من حجمها وهذا ما كان يدفعها لأن تسعى لتطوير صوتها بحيث تكون حقيقة في المكانة التي تحتلها. ربما من هنا تولد لديها الإحساس بأنها مطالبة دائماً بأن تتفوق على نفسها، فلا تركن لموقع وصلت إليه أو دور نالته. وهذا ما تسميه بالتعلم النفسي والاجتماعي من الأستاذ، حيث أنها تفرق كثيراً بين دراسة الموسيقا كعلم وتعلمها كمشروع حياة.. وهي كما تعلمت من معلمتها الأولى أراكس ومن صلحي تعلمت من مغني الأوبرا العالميين الذين أشرفوا على رسالتها للماجستير من هولندا (2004). وتضيف بأن الخبرة العملية في الغناء الأوبرالي توازي الدراسة العلمية لأن فن الغناء الاوبرالي مهما تم التنظير له لا يمكن أن يدرس نظرياً والعنصر الحاسم فيه هو التجربة والتواصل الحي مع مغني الأوبرا، أي أن التجربة يجب أن تنقل شفاهة ومعايشة يومية، الأمر الذي يتطلب علاقة مباشرة ومستمرة مع المعلم، ما يجعل هذا الفن مكلف مادياً حيث الحاجة إلى دروس خصوصية على التوازي من الدراسة في المعاهد ليس ترفاً، هذا من جهة ومن جهة أخرى يجعل هذا الفن مهدد بالانقراض إذا لم يكن هناك استمرارية في التعلم والتعليم، خاصة وأن ليس كل مغني أوبرا قادراً على التعليم. لصالح الفن نبقى في أوربا وهنا تطلب تالار الاستطراد قليلاً في هذا الجانب التفصيلي حيث تلفت إلى أنها منذ غادرت إلى أوربا –قبل سبع سنوات- لاستكمال الدراسة لم تدع لتقديم أي حفلة بحيث شعرت بأنه يٌنظر إليها على أنها هاجرت واستغنت عن بلدها، وهذا غير صحيح، قد ينطبق الأمر على بعض الاختصاصات الدراسية التي تذهب للحصول على الشهادات العليا ولا تعود، أما الغناء الأوبرالي فله خصوصية بحيث أن العودة والاستقرار في سورية والانقطاع عن مواصلة اكتساب الخبرة هو قتل للغناء الأوبرالي، وشرط النجاح في الغناء هو التواصل الحي والدائم مع التجارب العالمية،‏



أما العودة واقتصار النشاط على التدريس، رغم اهميته، لا يطور الامكانات بل يجعلها تتراجع. هذا الشعور المضمر بالحزن على محدودية تقدير إمكاناتها في سورية جعلها تتمسك بسوريتها في كل نشاط لها فهي تعرّف عن نفسها دائماً بأنها مغنية أوبرا سورية، وهذا ما يلفت الأجانب بأنه في بلد نامي يوجد مغنية أوبرا بهذا الحجم وبهذه المقدرات، وعن هذا الموضوع تحديداً تقول تالار بانها تكون بمثابة سفيرة ثقافية لسورية من جهة وترد الدين لهذا البلد الذي جعلها تصل إلى هذه المرتبة من التميز العالمي. مغنية سورية تشرّف ملكاتهم وما يلفت الانتباه بالنسبة للغرب أيضاً في تجربة تالار أنه كيف يمكن لفتاة من بلد بالكاد سمع بالاوبرا أن تذهب وتنافس لا بل وتتفوق على مغني اوبرا من بلدان تشكل الاوبرا ركناً أساسياً من إرثهم الثقافي.. أي أن تالار لو لم تكن أفضل منهم لما تمكنت من أن تكون المغنية الرئيسية في حفل عيد ميلاد ملكة بلجيكا الأم باولا (2006) حيث دعتها الملكة لتناول العشاء إلى جوارها على مائدتها الملكية، ولكي نعرف أهمية هذا الحفل يكفي أن نذكر بأنه نقل على الهواء عبر اثني عشر محطة تلفزيونية في أوربا. وقد أتى ذاك الحفل بعد وصولها إلى الصف الأول في الفائزين بمسابقة الملكة اليزابيث حيث حصلت على منحة لمدة ثلاث سنوات لتطوير مهاراتها في مسرح مونيه الملكي، وهناك اكتسبت خبرة من أهم وأشهر مغني الأوبرا في العالم، حيث أن بعضهم تصل خبرته إلى نحو أربعين سنة وهذا شيء نادر. وكان قد سبق لها الفوز بالعديد من الجوائز الهامة في الغناء الاوبرالي نذكر منها الجائزة الأولى في مسابقة بيلليني العالمية التي تقام سنوياً في مدينة راغوزا الإيطالية. الأوبرا في مرحلة حاسمة يبدو فن الأوبرا بالنسبة لنا وكأنه فن في طور الانقراض، إلا أن تالار لا ترى ذلك أبداً فهي تقر بأن هذا الفن لم يغدو جماهيرياً وظل منحصراً في طبقة من متذوقيه مثله مثل كل فن له خصوصية في تفاصيله الدقيقة، إلا أن الأوبرا حالياً تعيش مرحلة حاسمة في حياتها مع محاولات الإفادة من العنصر البصري في الإبهار داخل العرض، بينما في السابق كان الحمل الأكبر يلقى ويعطى لمغني الأوبرا الذي يكلف ببعض الحركات المسرحية على الخشبة، أما الآن فهناك محاولات ضخمة لإعطاء الأوبرا بعداً بصرياً وأدائياً أكبر فأصبح مغني الأوبرا مطالب بأن يركض أحياناً على الخشبة أو يصعد سلالم ويتحرك بطرق عديدة ما زاد الأعباء عليه، لهذا انتهى عصر مغني ومغنيات الاوبرا السمان، فالرشاقة مطلوبة لسرعة وحيوية الأداء من جهة ولأنها باتت مفهوماً ثقافياً أيضاً، ففي السابق كان هناك معلومات تقول بأن الطاقة التي يحتاجها مغني الأوبرا كبيرة جداً، وهذا يتطلب تناولا ًلكميات من الغذاء، أما الآن فإن التركيز ليس على الكمية بل على النوعية من الغذاء التي تعطي الطاقة وفق احتياجات الغناء الاوبرالي ولا تؤدي إلى السمنة. أدوار بطولة وسط أوربا أما عن الأدوار التي أدتها ففي مسيرتها مجموعة من العروض التي تركت أثرها في التاريخ الفني لأوربا كدورها في أوبرا Gianni Schicchi من إخراج بوتشيني، ودورها في أوبرا القنصل لمانويي وكارمينا بورانا لكارل أورف من إخراج بيزيت وأوبرا عوليس لدالا بيكولا. أما الأوبرا الأكثر لفتاً في الصحافة الغربية وفق شبكة الأنترنت فهي عرض سندريلا لماسينت حيث لعبت فيها تالار البطولة بدور سندريللا وتعتبرها تالار تجربة لافتة فهي فضلاً عن كونها عرضت في أكثر من مسرح أوربي إلا أنها كانت بالنسبة لها تحدياً كبيراً تمكنت من الاستمتاع بهذا العرض لأنه كان يداعب أحلامها منذ الطفولة. وفي مسيرتها الغنائية هناك عشرات المدن ودور العرض التي وجهت لها الدعوات وتم استضافتها في حفلات استثنائية بدءاً من لندن وباريس وبرلين وطوكيو وصولاً إلى دبي والولايات المتحدة وبيروت وعمان و....، ورافقها في الغناء العديد من أشهر الفرق السيمفونية في العالم وعقدت مع أهم عازفيها وقادتها علاقات مميزة تقول عنها بأن هذه العلاقات يمكن إذا ما تم توظيفها لصالح الموسيقا والغناء الأوبرالي في سورية لأحدث الكثير من التطوير على طلاب المعهد العالي للموسيقا وعلى هذا الفن عموماً في سورية، لكن أحداً لم يطلب منها هذا، لا دار الأوبرا ولا المعهد العالي للموسيقا. الطرب العربي والأوبرا أما عن مدى استفادة الغناء الاوبرالي من الغناء العربي أو العكس فتوضح تالار بالقول إن تجربتها علمتها أن مغني الأوبرا من أصل شرقي يمكن أن يضفي الكثير من العاطفة المتمتع بها ابن هذه المنطقة للتكنيك العالي الذي يكتسبه من الغناء الغربي، أما إلى أي حد يمكن لهذا أن يعطي هوية مميزة للمغني الأوبرالي من أصل شرقي فتوضح بأن شخصية مغني الأوبرا نابعة من قدرته على إخراج طاقته الخاصة كفرد سواء كان مشرقياً أو غربياً او يابانياً، لهذا يمكن أن يكون هناك فرق في ما بين مغنيين أوبرا من أصل مشرقي. أما عما إذا كان هناك إمكانية لتأثير الغناء الاوبرالي على الغناء العربي فتقول تالار بأن الغناء الاوبرالي مساحته اوسع والتمكن منه يعطي المغني العربي طاقة للغناء وإمكانات أكبر محدودية مساحة الغناء العربي، الامر الذي يتطلب ممن يريد التميز دراسة الغناء الاوبرالي أولاً لأنه يعمل في مناطق صوتية لم يصل إليها الغناء العربي بعد. وهنا تذكر بأن العديد من المسابقات التي فازت بجوائزها تطلب في مرحلة منها أن يؤدي المتسابق أغنية بلغته الأم، لهذا كانت هي تغني لفيروز كأغنية (اعطني الناي وغني) دون تقليد إنما بفردية وتميز يُبرز إمكانية خاصة بصوتها في مسابقة غناء أوبرالي. تالار ديكرمنجيان طاقة ابداعية فرضت على الأوربيين أن يرفعوا لها قبعاتهم وينحنوا لتحيتها..لكنها عندما تسير في شوارع دمشق أو حلب لا يعرفها أحد وحتى زملاءها قد يتجاهلونها. وإذا ما أرادات زيارة المعهد العالي للموسيقا ربما يمنعها موظف الاستعلامات بحجة أن ليس لها عمل فيه..! تالار المقيمة في بلجيكا إذا ما عادت واستقرت بيننا قد تحظى بفرصة عقد لثلاثة أشهر، أو ربما تجاسر أحدنا وطلب منها أن تغني لروبي أو ماريا!‏

إن كون إعاقاتنا أقل وضوحا من إعاقات إخوتنا , هذا لا يعني أنها أقل واقعية
.
.
.
إيمان و نور
لأن العطاء هو الأخذ
www.saydat-alwehdah.org
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05714 seconds with 10 queries