الموضوع: مخرجينا...
عرض مشاركة واحدة
قديم 20/10/2009   #96
شب و شيخ الشباب مايسترو
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ مايسترو
مايسترو is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
المعهد العالي للسينما
مشاركات:
2,570

إرسال خطاب MSN إلى مايسترو إرسال خطاب Yahoo إلى مايسترو
افتراضي


10/ 2009 عندما تشاهد بعض الأفلام السورية وهي أفلام- بشكل أو آخر- روائية وسياسية بين أسطر الكلمات، وتحمل مضموناً لطيفاً، تتساءل كمتابع لم الإقلال في إنتاجها؟ وما السبب الذي يجعلها اسماً فقط لا أكثر؟

وعندما ترى أحد أطياف العمل السينمائي السوري وتوجه نقدا ما، يستميت دفاعا وكأنك طرف، تهرف بما لا تعرف وإن فَصل مشاعره وانتماءه عن محور القضية، يخنع لحقيقة مرة، ويعترف (هناك تقصير من كل الجهات)، ومن قبل الجميع، ويرمي بالمسؤولية على مؤسسة السينما، ويلقي بها على عاتق المخرجين، أو يقول لك لا يوجد سيناريو متميز، والدراما التلفزيونية أخذت الهوية السورية وحلقت بها فوق عواصم العالم، وقد اكتشفت إمكانياتنا من خلالها، يا أخي هناك عوامل كثيرة لا نريد أن نغوص بها.
وهناك من يشهر سيفه للدفاع عن وجودها لأنه يدرك حقيقة أنها موجودة فعلا، والكثير من أفلامها حاز جوائز بكل ما تحمل كلمة جائزة من معنى.
لم لا نريد أن نغوص في مادة ثقافية سينمائية، أكبر توصيف لها أنها (الشاشة الذهبية)، التي من خلالها أضحت هوليوود رمزا يشار إليها بالإصبع؟ ومن يستطيع أن ينكر أن السينما هي البوابة للتعريف عن هوية بلد، وهمومه، وثقافته، وحتى أحلامه، ومع كل ذلك لا نستطيع أن ننكر أن هناك عدداً من الأفلام السورية التي تركت بصمة جميلة، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن هناك مبدعين في كتابة السيناريو السينمائي في سورية، وهناك من يمثل بحس عال، يأخذك معه ليحلق بك عالياً لتشعر أنك لا تشاهد سوى الحقيقة، إضافة إلى مخرجين تركوا بصمة لا يمكن أن تزيلها.
أين المؤسسة العامة للسينما؟ لماذا هذا السبات الذي تتهمها به بعض الأوساط؟ هل الإنتاج التلفزيوني عامل آخر من عوامل فقر السينما السورية؟
أسئلة كثيرة طرحتها «الوطن» على عدد من المتابعين لدور السينما، والمختصين في هذا المجال أملاً منها بوضع الإصبع على الجرح.

عدنان رفاعي متابع يرى أن السينما السورية لا يمكن أن ننكر وجودها، ولكن المشكلة أن دُور السينما لا تهتم بعرض إنتاجها المحلي، فأنت دائماً تشاهد إعلانات كبيرة لأفلام مصرية، وأجنبية، وإن أردنا أن نعتب فالعتب ليس على مؤسسة السينما، بل على الحكومة التي يفترض أن تهتم بها، كما تهتم بتزفيت الشوارع، وكاميرات المراقبة لسرعة السيارات على الطرقات، فكل له سلامة خاصة تتعلق بالمواطن.
ليلى مواطنة ترى أن الأفلام السورية، تبعث بداخلها بعض الملل، فمجريات العرض بطيئة، ودائماً حوارها غامض، وشخصياتها كئيبة، وكأنك تتابع مسرحية مأساوية، والفيلم الذي شاهدته (نسيم الروح) جميل جداً، ولكن مع ذلك هناك شيء من الرتابة فيه حسب رأيها.
أحد العاملين في إحدى دور السينما السورية اعتذر مني فهو منذ عمله لم ير إعلانا لفيلم سوري، ولم يأت أي مشاهد ليسأله عن فيلم سوري.
رأي المتابع ليس الحكم دائماً فللصناع رؤية خاصة.
«الوطن» تواصلت مع المخرج هيثم حقي الذي له بصمته الخاصة والواضحة في الدراما السورية، كما في السينما وطرحت عليه تساؤلات تعني الجميع:
س1- أنت كنت السباق في الدراما التلفزيونية والآن تكرر نفس الخطوة في السينما، هل تعتقد أن سورية مؤهلة للنهوض السينمائي؟
- نعم، لدي إيمان لا يتزعزع، بأن سورية مؤهلة لإنتاج ما لا يقل عن 20 فيلماً سينمائيا في العام الواحد، وأعمل على تكرار الدور نفسه الذي لعبته في النصف الثاني من الثمانينيات، من خلال إصراري على قدرة سورية على إنشاء صناعة درامية تلفزيونية، وقد سمعت حينها الكثير من النظريات التي كان أكثرها تفاؤلاً يسمي هذه الصناعة فورة وستزول خلال سنوات، لكن الواقع كذّب كل من راهن على زوال هذه الصناعة، التي هي راسخة، وقد حجزت مكانها على خارطة البث العربية، وتجاوزت كل العقبات بما فيها الأزمة الاقتصادية العالمية، التي قيل إنها ستطيح بهذه الدراما نهائياً، والصناعة السينمائية قادمة دون شك، والسنوات العشر القادمة ستثبت صحة مقولتي.
س2- أنت أنتجت العديد من الأفلام وهذه السنة لديك مشاريع جديدة ولكن معظمها نخبوي قد لا يغري المشاهد السوري بالعودة إلى السينما.
ما مقومات النهوض بالسينما السورية؟
- بالنسبة للشق الأول من سؤالك، فإنني لن أنتج إلا ما سميته مشاريع نخبوية، وما أسميه أفلاماً ذات مستوى فني وفكري عالٍ، ولا أظن أن نظرية (الجمهور عايز كده) تصلح بعد اليوم، فلكل نوع فني جمهوره، لكن تشجيع العودة للسينما يحتاج إلى صناعة، فيها التجاري وفيها الفني، فاسمحي لي أن أنتج النوع الفني، لأنني لست مقيداً بالصالات، فريل فيلمز التي أديرها تنتج أفلامها لمصلحة شبكة أوربت التي لديها العديد من قنوات البث التلفزيوني المخصصة للأفلام السينمائية، وما تحويل الأفلام وعرضها في الصالات إلا من نوع فتح الأسواق، ولقد نجحنا من خلال المهرجانات والجوائز العديدة التي نحصل عليها، في فتح الأسواق العالمية التي سيكون لها الأثر الكبير في تطوير صناعتنا السينمائية، فهناك سوق عالمية هائلة تحتاج للفيلم الجيد من عالمنا، الذي يثير الفضول للتعرف على حقيقته المؤثرة على حياة الناس في أرجاء المعمورة.
أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك حول مقومات النهوض بالسينما السورية، فهذا موضوع معقد وكتب فيه الكثير من المقالات منذ أكثر من عشر سنوات، لكن باختصار يمكن أن نجمل ذلك بما يلي:
1- إنشاء المجلس الأعلى للسينما (مشروع موجود منذ المؤتمر التحضيري للسينمائيين السوريين عام 1976) وقد اعتمد المشروع على التجربة الفرنسية، ثم قمنا منذ نحو عشر سنوات بتطويره والاستفادة من التجربة الإيرانية.
2- إنشاء الصندوق الوطني للسينما التابع للمجلس.
3- إجراء تسهيلات كبيرة لإنشاء الصالات، وتحويل الصالات الكبيرة - غير المفيدة اليوم -إلى مجمعات صالات، وإصدار قانون يلزم المجمعات التجارية الكبرى والفنادق الكبرى بتخصيص الطبقة تحت الأرضية لصالات السينما كما نرى في بلدان العالم بما فيها مصر ولبنان.
4- إنشاء الصالات الرقمية التي توقف حاجتنا إلى تحويل الأفلام إلى 35 مم وبذلك تقل تكلفة الفيلم وتتضاعف القدرة الإنتاجية.
5- تحويل المؤسسة العامة للسينما، إلى مؤسسة خدمات تقدم الدعم الزهيد أو المجاني لأفلام القطاع الخاص في المراحل الأولى (وهذا ليس بدعة فقد قام التلفزيون العربي السوري بالدور نفسه في النصف الثاني من الثمانينيات مع الدراما التلفزيونية).
6- جعل مديرية الإنتاج في المؤسسة العامة للسينما جهة إنتاجية تستفيد - مثل الشركات السورية في القطاع الخاص – من خدمات مؤسسة السينما. ويتم تمويلها مباشرة من الدولة، وتكون قدرتها الإنتاجية خمسة أفلام طويلة وعشرة أفلام قصيرة كل عام، وتعطى الأفضلية فيها للفيلم الأول والثاني للسينمائي.
7- إعطاء كل الدعم للقطاع الخاص في مشاريعه الجيدة، لأن السينما الجيدة هي صورتنا أمام العالم، وهي سفير فوق العادة يخاطب العقول والقلوب، ويتم ذلك عن طريق جعل مجالس إدارات المجلس الوطني للسينما والصندوق الوطني للسينما، مكونة من أغلبية السينمائيين أنفسهم.
8- إنشاء المعهد العالي للسينما أصبح ضرورة ملحة للصناعتين التلفزيونية والسينمائية.
9- جعل إدارة مهرجان دمشق السينمائي الدولي هيئة مستقلة، وفتح (سوق فيلم) مواز لأيام المهرجان.
10- عودة التلفزيون كجهة منتجة للأفلام السينمائية. وقد كان سباقاً على المستوى العربي في السبعينيات، حين حققنا في دائرة الإنتاج السينمائي العديد من الأفلام التي جلبت لسورية جوائز مهمة عربية ودولية، وقد توقف الإنتاج السينمائي فيها عملياً بعد فيلمي الطويل اليتيم (ملابسات حادثة عادية )، الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دمشق السينمائي الثاني.
11- إطلاق حرية التعبير للسينمائي، لأن الفيلم الذي يسلط الضوء على المناطق المظلمة من واقعنا، ويصنع بلغة سينمائية عالية، هو الفيلم الذي سيحقق لصناعتنا مكانتها في عالم تسيطر عليه أفكار مسبقة عنا، أكثرها مشوه ومؤذ، ولا ينفع المنع معها، فهي تصل إلينا رغم كل الحواجز لكنها - وهو الأهم - تشوه صورتنا أمام العالم، فالأفلام التي تحمل همومنا وتطرح مشاكلنا بجرأة، تفرض احترامنا على العالم وتقلب الصورة المشوهة عنا رأساً على عقب.
س3- هل الدراما السورية طغت على السينما، وهل غيابها أدى إلى نسيانها من قبل الجماهير العربية وخاصة السورية؟.
نعم، لكن العودة سهلة، فطقس المشاهدة السينمائية المحبب، والإمكانات الإنتاجية الأكبر للفيلم السينمائي، و(الصدر الرقابي) الأرحب، يسمح جميعها بعودة الجمهور إلى السينما، أنا أؤمن بذلك بكل جوارحي.
بين مدافع، ومعاتب، ومتهِم بالتقصير، تبقى السينما السورية رغم الملاحظات، ورغم غياب العناصر التي تعزز وجودها، سفيرة لحكايا، ولمجتمع لا يجد من يعبر عنه إلا بوابة كبيرة تشرع صدرها للقادمين (الشاشة الذهبية).

كلنا شركاء

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia

اخوية باقية..

بقينا ام لم نبقى...
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06942 seconds with 10 queries