عرض مشاركة واحدة
قديم 31/10/2009   #22
شب و شيخ الشباب ayhamm26
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ayhamm26
ayhamm26 is offline
 
نورنا ب:
Oct 2007
مشاركات:
1,200

افتراضي


لا اعرف عدد ضحايا برنامج 'الاتجاه المعاكس'؟.. لكني اعرف اثنين منهم أحدهما سعودي وكان مناظراً لي، والثاني سوري وهو الشيخ عبد الله الكوكي، وكلاهما تم التنكيل به من قبل حكومة بلاده.. لاحظ ان السعودية وسورية ليستا على وئام، لكن جميل ان نجد ما يوحدهما، ويؤكد حقا أننا امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.

السعودي الدكتور سليمان الشمري اخذوا عليه تعهدا بألا يظهر مرة أخرى على شاشة قناة 'الجزيرة'، والثاني لم يكفيهم في التصرف معه التعهد الكتابي، فمن المقرر تقديمه للمحاكمة بتهمة غريبة ذكرتنا بما جرى للداعية المصري الشيخ عبد الحميد كشك عندما تم اعتقاله في أيام الرئيس السادات الأخيرة.

الإعلام المصري كان يصب جام غضبه على القائد الليبي معمر القذافي، ووصل الهجوم عليه درجة من الابتذال غير مسبوقة، وكان السادات يصفه بـ 'الولد المجنون بتاع ليبيا'، وفي احد خطب الشيخ كشك هاجم رأيا للقذافي في شؤون الدين.. كان القائد تسيطر عليه فكرة ان يكون مفكرا إسلاميا، قبل ان يتطور الأمر ويقوم بدور المفكر السياسي فكان كتابه 'الأخضر'، ثم انتقل الى مرحلة جديدة وهي مرحلة الأديب، قبل ان يصبح ملك ملوك أفريقيا.
في التحقيقات فوجئ الشيخ عبد الحميد كشك بأن من الاتهامات الموجهة إليه هو الهجوم على زعيم لدولة صديقة هي ليبيا.. قانون العقوبات المصري يجرم توجيه الإهانة لزعيم دولة صديقة او ممثل لدولة أجنبية تربطها بمصر علاقات طيبة. وكانت جهات التحقيق لا توجه مثل هذا الاتهام للتنظيمات التي تعادي إسرائيل، لكن حدث ذات مرة ان تم القبض على خلية شيوعية، وقال لهم المحقق انتم متهمون بالعداء لدولة صديقة هي إسرائيل، وارتج عليه عندما اعترف المتهمون بالتهمة، وحرصت هيئة الدفاع بالكامل ان يسجل أعضاؤها أنفسهم علي أنهم متهمون، ويطالبون باتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. ويبدو ان جهات عليا تدخلت وأوقفت سير الدعوى.. فقد كان من الواضح ان الاتهام ألقاه المحقق دون ان يفكر فيه.
الشيخ عبد الله الكوكي من المقرر اتهامه بتخريب العلاقة مع دولة عربية، لأنه تحدث عن موقف شيخ الأزهر من النقاب في برنامج فيصل القاسم، وهو موقف لا يمثل واحد بالمئة من هجوم المصريين أنفسهم على الشيخ، الى الدرجة التي دفعته للتراجع عن موقفه بسبب شدة الهجوم، لكن السلطات السورية الموقرة اعتبرت ما قاله الكوكي يمثل إساءة لشخصيات دينية مرجعا.. شيخ الأزهر ليس شخصية مرجعية، فهو معين في منصبه بقرار رئاسي وليس باختيار من بين العلماء، وهو نفسه قال في مقابلة مع غسان بن جدو علي ما أتذكر.. أنا لست مرجعية لأحد، عندما قال له غسان: بصفتك مرجعاً لأهل السنة. وقد صدق الشيخ عندما نفى لأنه ليس من سلطة الرئيس مبارك تنصيب المراجع الدينية.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فان بين النظامين السوري والمصري ما صنع الحدادون في الشرق الأوسط.، يلتقي القائد المصري والسوري بوساطة سعودية، ثم سرعان ما نكتشف ان هذا يتم جبراً لخاطر خادم الحرمين الشريفين، لتعود ريمة الى عادتها القديمة، ويتبادل الطرفان القصف الإعلامي المنظم.

فترة العدة

وزارة الأوقاف السورية، قالت ان الداعية الكوكي كان في الدوحة ممثلا لها للمشاركة في مؤتمر ديني. وما قالته ليس على بال احد، لكنهم اعتبروه في فترة 'العدة'، وما دام في قطر هذه الفترة لحضور مؤتمر فلا يجوز له ان يتكلم في شأن غيره، فاتهم ان الشيخ عبد الله كان يدخل دورة المياه وهو ممثل لوزارة الأوقاف حيث كان في الفترة سالفة الذكر.

المسألة وما فيها، من وجهة نظري، أن أهل الحكم في سورية غضبوا على الشيخ لان مشاركته كانت سببا في التطاول على الرئيس السوري وأهل بيته، فبينما كان الحديث منصبا على موقف شيخ الأزهر من النقاب، وهو الموقف الذي انتقده بسببه السواد الأعظم من المصريين، اذا بالضيف المصري في ' الاتجاه المعاكس' يتصرف على انه السيد وزير داخلية المحروسة، ويطلب من مناظره ألا يتدخل في شؤون مصر الداخلية، كأن شيخ الأزهر هاجم الفتاة المنتقبة بطلب من الرئيس مبارك. ومعلوم ان سبه للفتاة كان سببا في تحويل 'النقاب' الى قضية رأي عام

بعد ان انتقد مناظر الكوكي التدخل في شؤون بلاده، قال ان على السوري ان يأمر الرئيس بشار ان يدفع زوجته للحجاب.. تطاول لا مبرر له، وإقحام للرئيس وزوجته في موضوع لا علاقة لهم به. وهو إقحام يأتي في اطار سياسة التلاسن ضد سورية الغاضبة على الرئيس المصري منذ ان سئل عن حقيقة توريث الحكم لنجله فقال ان مصر ليست سورية.
لكن هذا الإقحام غير المبرر لم يكن يستدعي هذه الهجمة السورية على السوري ضيف 'الاتجاه المعاكس'، فالقصف الإعلامي بين الطرفين متواصل سواء شارك الكوكي في البرنامج او لم يشارك. ولدي يقين راسخ بأن الضيف لو كان سعوديا فلم يكن المدافع عن شيخ الأزهر قد خرج عن السياق وهاجم الملك عبد الله، او حتى اصغر أمير، ولا حتى أمير قناة 'العربية'.
ما علينا، فعلى الشيخ عبد الله الكوكي ان يحمد الله ويشكر فضله، لأنه لم توجه له تهمة إضعاف نفسية الأمة، التي تم توجيهها لأنور البني وتم 'هبده' ثلاث سنوات سجنا مع الشغل والنفاذ.
لن استطرد في هذا الموضوع، فنفسيتي تعاني الهزال هذه الأيام.



القدس العربي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03841 seconds with 10 queries