28 تشرين الثاني
ما سوف أعرضه ليس قسماً من الحوار ، بل يحتوي على حكم و قرار ، و فيه شيء من السحر ينتشل الحوار من الانهيار و يحييه .
إنه طلب بسيط : " هل لك أن تسامحني ؟ " .
إن تخريب الحوار والحب غالباً ما يبدأ في ما أسميه " جرحاً في النفس " ، أتكلم معك بشيء من التعالي مثلاً أو أقول لك كلاماً جارحاً . و قد لا أقدر وقع نهجي أو كلامي عليك ، و كم تسببت لك بشعور بالانسحاق . و قد لا تعبر لي عن ألمك و لكنك تُظهر لي شيئاً من العدائية . و الخطر يكمن هنا في أن ننزلق في لعبة تعادل ، فتتطاير الشرارات ذهاباً و إياباً . و عندما نبدأ بذلك تنقطع خطوط الاتصال بيننا فتنجرح العلاقة و تكبر الحاجة فينا إلى الشفاء . لقد أصابت الجراح منا عميق الذات .
ما أود أن أقوله هو أن غالبية تلك العلاقات الضعيفة المنهوكة قد تنعش بشكل عجائبي من خلال إطلاق طلب صادق : " هل لك أن تسامحني ؟ " . عندما أطرح السؤال أنا لا أحمل نفسي كل المسؤولية و لا أقرر مَن هو مخطئ أو مَن هو على حق . أنا أطلب منك فقط أن تقبلني مجدداً في كنف حبك الذي عنه رحلت . إن اعترافي بأن فيَّ حاجة إلى الغفرن هو السبيل الأنجع إلى تضميد جراح الروح .