عرض مشاركة واحدة
قديم 08/12/2009   #1
شب و شيخ الشباب حلبي
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ حلبي
حلبي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
المطرح:
هوووون
مشاركات:
1,985

افتراضي عنادا في الإسرائيليين: "واحد قهوة تركي وصلَحه"


عنادا في الإسرائيليين: "واحد قهوة تركي وصلَحه"

يوصف الأتراك بأن أدغمتهم «ناشفة»، فهم لا يقبلون الابتزاز، ويمضون في التحدي إلى نهايته، وهذا ما فعله الرئيس التركي الشجاع عبد الله غُل، وهو يرفض احتجاجات تل أبيب على برنامج تلفزيوني تركي يعرض مشاهد من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بوصفها جرائم حرب، ويصور الجنود الإسرائيليين بوصفهم قتلة، وكان حاله كحال بيكاسو حينما دهم النازيون مرسمه، وشاهدوا إحدى لوحاته التي تصور الخراب الذي حل بإحدى قرى بلاده على يد النازيين ليسألوه:
ـ هل أنت فعلت ذلك؟
فقال لهم بكل ثقة وثبات:
ـ لا.. أنتم من فعل ذلك!
وكالعادة حشرت القهوة التركية في النزاع بين الأتراك والإسرائيليين، كما هو حالها في كل نزاع تخوضه تركيا، إذ قررت سلسلة مقاهٍ إسرائيلية التوقف عن بيع القهوة التركية الشهيرة لزبائنها احتجاجا على المسلسل، واعتبروها جزءا من المقاطعة الثقافية لتركيا، وقد أوقعتني القهوة التركية ذات يوم بعيد في ورطة حينما وضعت ساقا على ساق في أحد مقاهي أثينا إبان النزاع التركي اليوناني، وأنا أطلب من النادل بصوت مرتفع، ومغمور بالثقة كوبا من القهوة التركي، وفجأة وبلا مقدمات وقف ما تبقى من شعر النادل اليوناني الأصلع، وغمرت عينيه حمرة الغضب، وهو يقول:
«إنها إغريقية أيها الغريب، وليست تركية، وإذا لم تحترم عراقة تاريخ قهوتنا الإغريقية عليك أن تغادر المقهى حالا».
وأذعنت لفلسفة النادل، وطلبتها إغريقية، لكنني شربتها بهويتها التركية.
والقهوة التركية تسببت في تباين وجهات النظر بيني وبين رئيس تحرير هذه الصحيفة الصديق طارق الحميد، فلقد كتبت مقالا قبل فترة حشدت فيه كل الأدلة والشواهد والأقوال في ما يتمتع به الشاي من حسن الخصال، مقللا من شأن القهوة التي تعصب لها رئيس التحرير، وانحاز لصفها في مواجهة الشاي البريء، الطيب، المحايد، سارداً ما جادت به قريحته من أقوال في ما تتمتع به القهوة ـ السيدة السمراء ـ من جمال.
واليوم تضامناً مع موقف تركيا ورئيسها غُل سنقول للجميع «أدّيها قهوة تركي»، وسنعتصر كل القطرات في أكوابها عناداً في الإسرائيليين الذين قاطعوها..
و«واحد قهوة تركي وصلّحه!».

* نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية
http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...&issueno=11285

{ إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب }
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02979 seconds with 10 queries